أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - نريد حكومة نظيفة ، لا نريد حكومة نظيفة














المزيد.....

نريد حكومة نظيفة ، لا نريد حكومة نظيفة


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 04:34
المحور: كتابات ساخرة
    


- دق بقوة على الباب ، أفتح ، أفتح يا أستاذ سليم ،
- اللهم أجعله خير ، ماذا دهاك يا رجل ، تحدث، أخذ الطارق شهيقا لم يخرجه من فاه ، تفحصته بفضول غريب ثم صرخت به : أتشتكى من كرشة فى النفس ؟، مالك يارجل ؟، ماذا بك ؟، لم يتحدث الرجل ولكنه رفع السبابة والإبهام وضمهما معا ،هكذا لفوق ثم لتحت ، وقال : أتركنى اخرج زفيرى أولا، انتظرت زفيره حتى يخرج من فاه المفتوحة وكأنها فم أسد مرعب، وزاد فى قوله بــ اسمع ، قلت : تحدث وكلى آذان صاغية ،قال : تعال معى الآن ، الفلاحون بساحة القرية يقف كل منهما أمام الآخر ، متسلحون بالشوم والعصى وستنشب بينهما معركة حامية لا محالة ، أتكئت على عصاي ولبست مداس بقدمى وسرت معه الى ساحة القرية .
#
ارتعشت ضلوع قلبى واحترقت دماء شراييني من هول ما رأيت ، ومن غرابة ما سمعت ،...
حشد هائل من الفلاحين والأفندية والصغار والكبار، اكثر من أربعة ألاف عاطل ومتعطل ، ينتشرون فى الساحة على مقربة من دوار العمدة ، منقسمين فى فريقين ،على جانبين ، جانب منهم يصيح ويكرر ( نريد حكومة نظيفة )، فيرد الطرف الآخر( لا نريد حكومة نظيف) ، ثم يتغير الصياح بـ ( يا سنيورة أطلع بره ) والآخر يرد ( بدنا حكومة حلوة وحرة )، ....ضحكت فى نفسى وهمست لها ؛ ما الموضوع؟! ، لم أجد إجابة البتة ، فأغمضت عينى وأطلقت زفرة قوية واتجهت صوب الكنبة ( المنصة ) وقلت ؛ أيها اللبنانيون الأعزاء أهلا بكم فى بلدكم الثانى مصر ..لم أكد أكمل جملتى البليغة إلا وتعالت صيحات ؛ شو يا زلمة أحنا هون بمصر وبكفر الخلايلة ..تنبهت وقلت سكون من فضلكم ، قصدى يعنى ، أننا جميعا شاهدنا التلفاز والقنوات الفضائية ويهمنا جدا أخواننا اللبنانيين وهم أحرار فى بلادنا وبديمقراطيتهم التوافقية الطائفية ، وهى عادة عندهم ، المعارضة تسقط حكومة المولاة ومن ثم تسقط المولاة المعارضة وهكذا عجلة دوارة ، ولأننا هنا بمصر كلنا مولاه بالقوة ، فما المشكلة ؟! ، وصلوا على النبى وعودوا لدياركم .... ،ارتفعت أصوات هادرة نريد العمدة نريد العمدة ...،همست فى أذن الواقف بجانبي قائلا ؛ وأين العمدة ؟، رد بقوله ؛ يصلى العصر مع شيخ القرية والخفراء داخل الدوار ، ؛ من متى ؟، ؛ رمقنى محدثى الريفى البسيط بنظرة استنكار وقال مستهزئا ؛ من آذان العصر ! ، ففهمت أن العمدة وجماعته بحيص بيص ، مرعوبون خائفون ويتدارسون معا فى أمور الدين أو ربما يُحضّرون مصيبة لأهل القرية ، فتنبهت فجأة وقلت للحشود الهادرة ؛ ما طلباتكم الآن ، وأنا سأوصل مطالبكم لخالى العمدة ؟، وأريد واحدا فقط من هذا الفريق وواحد من ذاك الفريق ، فتقدم أحدهم قائلا ؛ نحن نريد أن يصل صوتنا لإخواننا اللبنانيين وهو التالى ...رأينا يافطات ترفعها قوى المعارضة مكتوب عليها نريد حكومة نظيفة ، وننصح لهم.. أن لا يطالبون بحكومة نظيفة أبدا ، فنحن هنا بمصر نعانى منها الأمرين ووصلتنا على الحديدة والحديدة أمريكية الصنع وساخنة نار، ونطلب منهم وفقط - يقولون ويتمسكون ويكررون- نريد حكومة وحدة وطنية أو يقولون فليسقط السنيورة وجماعته ، قلت ؛ معكم كل الحق ، النصيحة واجبة ، وسأبلغ العمدة بهذا الأمر الآن ، وحتى ترضوا ، سأكتب عن ذلك بجريدتكم المفضلة ،وبهذا يصل صوتكم مباشرة لإخوانكم اللبنانيين ، هتاف وصياح بــ نعم نعم ، قلت ؛ أعدكم واتفقنا وليتقدم الآخر ، فتقدم رجل مهندم بخطى حثيثة وقال ؛هنا خطأ لغوى لا يجب الصياح به أبدا ، قلت له ؛ أنت هنا ، كيف ؟ ، قال ؛ السنيورة أسم مؤنث ويجب أن يكون الشعار على التلفاز صحيح لغويا وإملائيا والصحيح ( يا سنيورة أطلعي برة ) .، قلت على عينى حبيبي ، وعندما تنشر برجاء كتابة التصحيح ، من منكم بالطرف الآخر ، لم لم يأتي ؟، اتجه نحوى ما يزيد عن عشرة رجال أشداء وبصوت واحد لا نريد حكومة نظيف وسنعتصم هنا ولن نفل من هون إلا تفل حكومة نظيف ! ، وضعت يدى على فمى وأغمضت عينى وأسكتتني الدهشة وقلت هل أنتم من لبنان ؟ ومباشرة زدت بقولى أدخلوا على العمدة أذا ، لا أملك لكم شيء ! ، تطوع أحدهم قائلا ؛ نعرف ما نريد ولكن أكتب أنت فى جريدة المعارضة ، قلت حاضر ،وتراجعت مأخوذا بضعة خطوات ثم صحت ؛ الفريق الأول والأستاذ سيبويه على بيوتكم والمشكل انتهى والفريق الثانى ما عندى حل لكم غير الدعاء لله ، والعمدة عندكم ، ثم أرتفع صوتى لناحية الفريق الأول هيا بنا نكتب ما تريدون ، وانسحبت بهم وتركنا الفريق الآخر ..والله المستعان ..آمين .000
‏01‏/12‏/2006



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صواريخ القسام التوما هوك على الهوا
- لا مسطول ..ولا بتطوح..
- صدام حسين راح فى ..الكازوزة
- مسيرة فلسطينية هى الحل
- أهلا وسهلا .. بحلف الأطلنطي
- القوة الأمريكية والحمير
- حرب عالمية على الإرهاب وحوار
- أيامي حلوة..بقلم : محمد سليم
- طريقة لاسترداد خيارنا الإستراتيجي الأسير..
- الموت واقفا
- جنين مشوه مجنون
- سينما أونطة هاتوا فلوسنا
- اجتماع سرى للقادة العرب
- أنفض المؤتمر ..والتحليل الإستراتيجى
- الجماهير وزقزقة صامتة
- الجندي شاليت العالمي المحترم
- علامات استفهام وتعجب
- الطالبة آلاء..والجندى جلعاد
- أمي وطفلتي
- خمسة علم


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - نريد حكومة نظيفة ، لا نريد حكومة نظيفة