خمسة علم

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 10:38
المحور: الادب والفن
    

الأولى ؛ فرعون

بفرعنته على دبابة، وبصراخ الصوت: من ؟ من أنت ؟، ملكه الخوف وتمسكه الرعب بالكاد تهتهت حنجرته وبطلوع الروح:أنا ساكن هنا بها لبيت !.
ــــــــــــــــــــــــــ
الثانية؛ عولمة

جثت بركبتيها، وبنظرات مشدودة، إيشارب قديم يلف الرأس المنهك والمنهار، خرقة بالية تلم بقايا جسد عجوز نحيل، أطراف ثوبها بثيابها الداخلية، دقيق ناصع خالي الردة، سطل ماء النيل الصافي، بدأت عجن ولت للخليط، وبحركات دائرية من اليدين سرعان ما تتشابك العجينة وتنمو خيوط عنكبوتية، أسفل لأعلى وتكورت العجينة، مسح لجوانب الإناء، تكرار ألاف المرات، تزداد وتمتلئ لأعلى من الفم الواسع، خرقة أخرى تتكتم أنفاس الإناء ليختمر ويمتلئ بالغازات..ولن يبقى إلا النار .....!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثالثة؛ ثقافة

ذهبت أليه في مرضه، محملا بذكريات الطفولة والصبا، أستقبلتنى بشاشة وجه وابتسامات الرضا، تبادلنا شقاوة الشباب وزمن البغددا، واستفسرت عن عينيه، فردت قائلة: الحمد لله أرى الجثث !، سحت بردها، أطال مزيدا: أتحسسها وأبث أشواقي وحبي لها فأنا عاشقا ، أبعد هذا السن كفى يا رجل فأهل البيت ها هنا، فمدت يديه على كتبه الراقدة بجواره وشخصت عينيه إلى اللاشيء وقال:ها هي !! .....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابعة؛ وحشة

بكاء، بكاء، ودموع قطرات عبرات مالها حد، وأيد مغروزة بخد والثانية هنا وهنا وأعلى وعلى جنب، رأسي عيني أذني، كلى رجلي، قلبي، وبضحكة عفوية قصيرة تنزف دم.... بتوحشنى؟؟!!، فالتقطت دمعاتي !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخامسة؛ فيزيقا
ما هذا ؟، أيامي أيامه! ، يجرى خلفي وأمامي، يخنقني يكتم أنفاسي، يلتف كثعبان حولي و كلماته صدى وطنين بأذني لا تفارقني، يرصدني بنظراته الحادة ولا يتركني، والفارق بيننا زمن ماض وزمن آت، ومكان يبعد آلاف الخطوات يعقبها أميال من وهم ألذات، والجهل القاتل يمزقنا لفتات تتناثر بهذا الدرب الموغل بالأوهام، أوهام من عمر الإنسان، لا ندرى كم جهلا مر بنا و ليجمعنا يقذفنا بثقبه الأسود، ما أغرب أن يمشى الإنسان على رأسه ويتقاذف كل الحسرات بيديه !، ويرتاب في ذاته المحمولة على ذاته، ما أبشع ما صرت أليه!، جسمي جسمين.... قلبين.... عقلين.... أربعة أرجل.... أربعة أذرع.... اربع اربع......أمام وخلف ....للصورة وللأصل....عقلي فقدته وحصلت على فيزا للثقب الأسود !!.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل