أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - السباحة...ضد التيار..















المزيد.....

السباحة...ضد التيار..


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من مبادىء النظم الديموقراطية فى أى مجتمع ديموقراطى.. (سليم)..وأؤكد على كلمة سليم هنا وتحتها العديد من الخطوط..وخاصة إذا كان هذا المجتمع أنظمته ومواطنيه لا يندرجون تحت تفسير قول الله تعالى ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )..

من أهم هذه الحقوق و المبادىء .. حق حرية التعبير عن الرأى للمواطن وبدون خوف أو قيود ..فالطفل الصغير فى المجتمعات السليمة نفسيا ً والمتقدمة أخلاقياً له حرية التعبير عن الرأى.. ولكن أن نقوم بقمع الرأى الآخر المخالف لنا لشخص بالغ راشد يعرف ما يقوله وهو ليس بالمجنون ولا السفيه..وحتى هذه الفئة أيضاً مكفول لهم حرية التعبير عن الرأى .. وإلا ما كانوا فى نظر المجتمعات المغلقة يلقبوا بالمجانين ..ذلك أنه فى أغلب الآحيان إن لم يكن الجنون سببه عضوى فهو قد أصاب كبد الحقيقة لدى مجتمعات تعيش داخل تابوهات من المفاهيم المغلوطة ومن صفاتهم الإنغلاق على أنفسهم رغم أنهم عادة ما يدرجون أنظمتهم ومجتمعاتهم تحت إطار الديموقراطية وبالطبع هم بعيدون كل البعد عنها وعن مفاهيمها الحقيقية ..فهم لا يأخذون من الديموقراطية إلا إطارها ..فنحن أمة البراويز ..تموج حياتنا بكم من البراويز نتحرك داخلها ومن أبرزها برواز الديموقراطية فى الأمة العربية..

حرية التعبير عن الرأى من أهم مقومات الديموقراطية وإنتفاء هذا الحق أو إنتقاصه يعنى إنتقاص لمبدأ الديموقراطية..فهى تراثاً ثابتاً لا ينفصل عن النظم الديموقراطية الحقة..ويمارسه الفرد فى هذه المجتمعات بصورة مماثلة لممارسته بقية حقوقه الطبيعية فى الحياة بكافة منحنياتها..

فلا يجوز من وجهة نظرى المتواضعة أن أصادر رأى مواطن سواء كان صحيحاً أو خطأً.. سواء كان رأياً حزبياً أغلبية أو أقلية من المعارضة أو من الحكومة.. بل أستمع إليه ..وأناقشه فيه وبالحسنى..

فلا يصح بل لا يجوز الحجر ومصادرة الرأى الآخر مادام هذا الرأى لم يضر بالصالح العام أو بالآخر فلا يصل لحد تهديد حياة الآخرين. ولا هو فى مضمونه يحرض على العنف أو القتال بين أفراد المجتمع الواحد..

والحقيقة ..أننى كنت بصدد الكتابة فى هذا الموضوع منذ فترة ..ولكن هناك واقعة وقعت منذ أيام فى القطر المصرى..فكانت المحفز لى لإكمال الموضوع ووضعه بين يدى القارىء..

تصريحات وزير الثقافة المصرى..منذ أيام..وهى لا تتعدى رأيه الشخصى..مثلما تسأل فرد عن رأيه فى هذه الرواية أو ما شابه ذلك..فهو تصريح خالى من الرسمية وإن كان ما صدر منه يحمل صفة الرسمية وهو ما يعاب عليه..
هو بمثابة دردشة برامج حوارية.. والرجل قال رأيه.فأوقعه رأيه هذا فيما لا يحمد عقباه..فى الحجاب كزى فقط وليس كفكر فى داخل القطر المصرى من ناحية الشكل وليس المضمون.. وحتى لو كان ناقشه كفكر ..فهو لم يقدم فتوى..بقوله (أن الحجاب فكر متخلف يرجع بالمرأة إلى الوراء)
..فلا يمكن تكفيره لمجرد رأى يدلى به كمواطن حر له حق التعبير عن رأيه..هذه هى قناعته الشخصية ..دون تحيز حزبى أو منطلق سياسى..هو لم يفرض قانوناً بعدم إرتداء الحجاب ..فهو من سيتحمل وزر هذا الكلام أمام الله..وفى ذلك يقول سبحانه وتعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ).
وليس بيد أحد أن يحاسبه أو يصادر حريته فى التعبير عن رأيه..ولايمكن الحكم عليه بالخروج من الإسلام..هذا تفكير عجيب..

زوجة الحاكم غير محجبة ..وبنات البعض من المشايخ غير محجبات وغيرهن الكثيرات غير محجبات..فهل نحكم بتكفيرهن..؟؟

قامت الدنيا ولم تقعد لهذا التصريح وبل إعتبره البعض ردة..ويجب مغادرة الوزير ونفيه خارج البلاد فوراً..وقدمت مذكرة من بعض النواب ..حكومة ومعارضة..لأستجوابه أمام البرلمان المصرى..وطرح الثقة من الوزير المصرى فاروق حسنى..وإنى لأتعجب ..منذ متى ونواب البرلمان لديهم هذه الغيرة على الإسلام؟؟ وهل الحجاب ساكن بيوتهم؟؟ وما هى هذه الحمية التى ظهرت فجأة ونحن نعانى من بطء القوانين ومناقشتها فى البرلمان؟؟

فلا داعى لتديين الأراء والأزمات السياسية والإجتماعية..لدرجة تصل لسب الرأى الاخر وتكفيره ونقل الحوار من الموضوعية إلى ساحة المزايدات السياسية الحزبية..

ما أنا بصدده هنا ليس له علاقة بالوزير كشخص..أنا أتكلم عن المبدأ نفسه .مبدأ مصادرة رأى الآخر لمجرد أنه لا يتفق وتوجهاتنا أياً كانت هذه التوجهات..

ولاشك أن هناك الكثير يفكر بنفس طريقة السيد الوزير ورأيهم يطابق رأيه تماماً ولكنهم لا يصرحون به علانية ..ولكن الرجل وضع يده فى عش الدبابير بتصريحه هذا فى بلد يحمل من الديمقراطية حروفها فقط..

وطبعاً لا ننسى الربح المادى للفضائيات وما سيتبعه من برامج سيكون شاغلها الوحيد هذه الواقعة ..

ما حدث ويحدث وسيحدث فى القطر المصرى وفى باقى الأقطار العربية لا يتعدى كونه لعبة آتارى تقدم للشعوب لتفريغ طاقاتهم فيها.وتجنب الإزعاج الصادر عنهم. فالأنظمة تقدم ملهاة البرامج الفضائية للشعوب..سيرك.. ولسان حالها يقول دعونا نخرسكم فى هدوء..فالأنظمة هى المستفيد الأول من هذه المعارك التى لا تهدأ حتى تظهر آخرى..

صحيح أن حرية الرأى ليست مطلقة ولكنها ليست قابلة للمصادرة أيضاً.

والظاهر للعيان تصريح لوزير يهاجم الحجاب..إنه لمانشيت مثير ومحفز للتفكير والتأويل وشغل أوقات الفراغ لدى العامة من الناس.. مثله مثل مانشيتات وموضوعات سبقته ..((البهائية - السنة والشيعة - الحسبة - عبدة الشيطان..إلخ ))

والملفت للنظر أن هذه الجولات والمناقشات لن تسفر عن شىء سوى إلهاء الشعب فى النهاية عن واقعهم المزرى وإستهلاك طاقاتهم وشغل تفكيرهم فى مواضيع جانبية.تعمى أبصارهم عن مشاكلهم الحقيقية التى يعانون منها ليل نهار..من تفشى للفساد والمحسوبية وأفراد تحت خط الفقر فى تزايد مستمر ومن تدهور تعليمى وصحى وخلافه..

فهل الحجاب هو مارد الفانوس السحرى الذى سيقول لما يزيد عن 75 مليون مواطن شبيك لبيك ..الحل بين يديك؟؟؟

وكلمة أخيرة للقائمين على أمور ديننا ..عليكم واجب توضيح الحلال والحرام .. الفرض..والمكروه ..وخلافه..لأبناء هذه الأمة....الإسلام ليس فى حجاب ولا فى صلاة دون خشوع..ولا فى صوم دون الوعى بمعناه..وووو..الإسلام يجب أن يكون نابع من داخلى فيدفعنى للإيمان ومن بعد ذلك يسلمنى للتقوى والإحسان فأصل نهاية الدرب ..ووجهى الإسلامى دون رياء..والتوعية بأن الإسلام دين الحق والشورى والديموقراطية والحب والجمال..وليس التشدد الإسلام..الإسلام دين الوسطية والعدل..

ولكم تحيتى



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس(30)ات ليلية / الضوء الشارد
- همس (29) ات ليلية / أشياء...... تغضبنى
- همسات ليلية (28) / فى ليلة غاب فيها القمر
- الطيور المهاجرة............وهمومنا المهاجرة
- همس (27) ات ليلية/ سجين لم يُدان .. و.. فى القلب مُدان
- صباح جديد
- همسات ليلية (26) حديث الصباح والمساء
- الخطر الأكبر
- همس (25) ات ليلية/ الحنين
- همس (24) ات ليلية/ لقاء الأمس
- همس (23) ات ليلية/ حديث القمر
- همس (22) ات ليلية/ حامل الياسمين
- همس (21) ات ليلية/ فى غيابك
- من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟
- كلام/ ودماء /وقضبان/ وشعب مهان
- زمن النفاق..و..أرض النفاق
- و.. أوطانى منورة بحكامها
- حمام النار..و..ساحة الدم
- العذاب..إمرأة مطلقة
- فلتقربوها ..إنها حلال


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهد أحمد الرفاعى - السباحة...ضد التيار..