أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أمريكا صانعة الأعداء















المزيد.....

أمريكا صانعة الأعداء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 519 - 2003 / 6 / 20 - 11:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول المكروهة في العالم.حتى أن كل من أنعم الله عليه بنعمة البصر والسمع،أو تعلم القراءة والكتابة، أو أستعمل عقله بالشكل الصحيح،وعرف العاطل من المليح،والغلط من الصحيح،يستطيع أن يعرف بدون عناء لماذا تتفنن أمريكا في صناعة الأعداء.ولماذا تتربع في المرتبة الأولى،بين الدول التي تعتبر بغيضة وعدوانية وكريهة.
الدول العربية وبالذات الخليجية منها، كانت أكبر حليف لأمريكا أيام الحرب الباردة. وساهمت مع إدارة ريغان في برنامج حرب النجوم. لكن بدون أي نجم من نجومها.
كان عليها الدعم والإسناد المالي،كذلك الإعلامي وتوفير القواعد والمطارات والمعابر والممرات وقت الجد. وقد توفر ذلك لأمريكا يوم قام النظام العراقي بغزو الكويت.وقبل ذلك يوم كانت السفن الحربية الأمريكية تحرس النفط وناقلاته المتجهة من والى الخليج،أبان حرب العراق ضد إيران. بعد عاصفة الصحراء وتحرير الكويت من العراقيين واحتلال الخليج العربي من الأمريكيين،تغيرت الأمور. وتبدلت الحقائق وبانت الوقائع. وكانت الحقيقة الأقوى من كل الحقائق،أن أمريكا كانت وراء كل ما جرى في غزو الكويت،ومن ثم شن الحرب على صدام حسين وطرده من الكويت،وحصار  العراق ومن ثم إسقاطه وأحتلاله في ربيع هذا العام.
في الفترة الأولى التي تلت تحرير الكويت، أظهرت أمريكا نيتها الإبقاء على قواتها في البلاد العربية الخليجية،وذلك بالرغم من مواقف شعوب تلك الدول التي كانت تعارض ذاك الوجود. خاصة في السعودية،حيث أرض الإسلام والمقدسات. لكن أمريكا التي تعمل بوحي من برامج التطرف والاستعلاء،التي سيطرت على الفكر الاستراتيجي الأمريكي،بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وهزيمة الاتحاد السوفيتي بلا قتال.ثم تفكك الدول الاشتراكية وتحولها إلى محميات أمريكية و"مخصيات" محلية. بعد التحول أو الانهيار المذكور،صارت أمريكا الدولة الوحيدة التي تحدد مسار العالم. وأصبحت القطب الأوحد الذي يهدد استقرار الدول والشعوب.
فأمريكا فرضت الحصار على العراق بعد فرضه على الأمم المتحدة ،التي بدورها أقرته،ليستمر أكثر من عشر سنوات،كلفت حياة مئات آلاف العراقيين الأبرياء.وأمريكا اختارت وحدها الحرب على الإرهاب العالمي،وذلك بعد أن قام حليفها السابق في الاتحاد السوفيتي، الشيخ أسامة بن لادن،بإعلان الجهاد على الكفار الذين يحتلون جزيرة العرب ويدنسون أرض الإسلام.وحاء ذلك بعد أن تعرضت المصالح و القوات الأمريكية لهجمات عديدة،في الخليج والسعودية بالذات،ثم اليمن وكينيا وتنزانيا. إلى أن جاءت الصدمة الأقوى والضربة القاصمة في عاصفة الطائرات يوم الثلاثاء الأمريكية السوداء في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا.هذه العمليات التي حصدت حياة آلاف الناس. غيرت مجرى العالم وأذلت أمريكا في عقر دارها. وكان واضحا أن الذين يقفون وراءها هم جماعة القاعدة من أتباع أسامة بن لادن،الحليف السابق لأمريكا أيام الحرب الباردة عالميا والساخنة أفغانيا.
طبعا كانت أمريكا تستطيع تجنب عداء هؤلاء الحلفاء القدامى،لو أنها تركت عرب الخليج بحالهم وانسحبت من أرض الإسلام بعد تحرير الكويت. لكنها فضلت البقاء في تلك البلاد ومعاداة الناس، على العودة إلى ما وراء البحار،في بلاد الحرية.وهكذا بدا زمان جديد ومرحلة جديدة من حياة البشر على كوكب الأرض. فشنت أمريكا حرب ضروس على أفغانستان عنونتها بالحرب على "الإرهاب" وحركة طالبان وتنظيم القاعدة. وقد حشدت للحرب قوات من معظم دول العالم الكبيرة والصغيرة. ومن تلك الدول من شارك مع أمريكا خوفا منها ورغما عنه أو طمعا بالمكافأة. انتهت الحرب على "الإرهاب" باحتلال أفغانستان،لكنها لم تنجح في القضاء لا على القاعدة ولا على طالبان. ولازالت العمليات المسلحة ضد الحلفاء مستمرة ومتواصلة في أفغانستان وغيرها من البلاد.وقد رأينا العمليات التي حصلت في عدة مناطق من العالم، في  اندونيسيا وماليزيا  والفليبين، تونس،كينيا،المغرب،السعودية،اليمن،الكويت وغيرهم من الأماكن.

لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بحرب أفغانستان التي انتهت كما انتهت،بلا إنجازات كبيرة،وبدون اعتقالات للقيادات الأولى في طالبان والقاعدة.بل شرعت فورا بالتحضير للعدوان على العراق،وأخذت بالتصعيد ضد النظام العراقي،ثم اتهامه بامتلاك أسلحة محظورة. مع أن فرق التفتيش الدولية أثبت خلو العراق من أية أسلحة محظورة.ولم يستطع العالم كله منع أمريكا من شن الحرب على العراق،على الرغم من أن الحرب غير شرعية، والقانون الدولي يدين أمريكا ومن معها. لكن إدارة جورج بوش الابن واصلت نهجها الاستعلائي الذي أعاد الاستعمار الغربي لبلاد الشرق،ـ بثوب جديد ، وغزاة جدد، وشعارات جديدة. استطاعت أمريكا احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين،لكنها لغاية الآن لم تستطع العثور على أية أسلحة محظورة أو ممنوعة في العراق. وهذا ما يثبت كذب ادعاءات أمريكا ومعها ذيلها الأعوج ، بريطانيا، بأن العراق يملك أسلحة محرمة دوليا. وهذا يعني أنهما قامتا بتزوير الوثائق والكذب على الجميع.وعلى الصعيد الآخر فأن الشعب العراقي بدأ يخرج عن صمته ومن صدمته،وبدأت أعمال المقاومة تتصاعد ضد القوات الأمريكية بالذات.بالمقابل قامت تلك القوات وتقوم يوميا بقتل العراقيين بسبب أو بدون سبب.إذن استطاعت أمريكا بعد تحريرها العراق من نظام البعث أن تحتل البلد وتخلق لنفسها عدوا جديدا، هو الشعب العراقي،أما الذين يدعون تمثيل الشعب ويرتهنون بالموقف الأمريكي،هؤلاء لا عتب عليهم لأنهم من القاصرين عقليا ووطنيا.
هذه الإدارة الأمريكية التي شنت الحرب على العراق حشدت لذلك جميع أنواع الكلاب والقطط والغربان،من الدول المستقلة والأخرى " المخصيية " مثل  (الشيوعية والاشتراكية سابقا،بالإضافة لبعض المشيخات العربية،التي تشبه كل شيء إلا الدول).نفس إدارة بوش التي دمرت العراق بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل،تقوم برعاية الإرهاب الأصولي الإسرائيلي،تحمي وتصون الكيان الصهيوني،تدافع عنه سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، لا تتحدث عن امتلاكه لكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والمحظورة أمميا وقانونيا،من النووي حتى البيولوجي،والصواريخ البعيدة المدى.وقد استعملت أمريكا الفيتو عشرات المرات في مجلس الأمن الدولي،لحماية إسرائيل وتعطيل أي قرارات تلزمها  بالسلام والانسحاب من الأراضي التي احتلتها بالقوة.وقد رفضت أمريكا بكل إداراتها تحكيم العقل والوقوف مع الضحية ضد الجلاد،كما فعلت في مناطق أخرى من العالم. وبقيت على عداءها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،ووقفت ضد تلك الحقوق مع أن شعب فلسطين يملك أقدس قضية وطنية،و شرعية،وقضيته من أكثر قضايا العالم  حقا وعدالة،لأنها بين الشعب المظلوم والعدوان والاحتلال الظالم.فالشعب الفلسطيني تعرض للتشريد ولمحاولة الأجتثات والتصفية و الأبادة. لقد سلبت إسرائيل الصهيونية أرض الفلسطينيين وأقامت الدولة اليهودية على تلك الأرض. شرد الفلسطينيون وأصبحوا لاجئين،اتخذت الأمم المتحدة  وأمريكا عضو فيها،قرارات تنص على تقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية، وعلى عودة اللاجئين والتعويض عنهم فورا،وعلى الانسحاب الإسرائيلي الفوري من كافة الأراضي العربية المحتلة.ثم حدثت مصالحات ومعاهدات سلام عربية إسرائيلية رعتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها،مثل معاهدة كمب ديفيد مع مصر،معاهدة وادي عربة مع الأردن واتفاقيات أوسلو  وأخواتها بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في كل تلك المعاهدات والاتفاقيات وقفت أمريكا مع الباطل والظلم والعدوان ضد الحق والعدل والمعتدى عليهم.وحاولت ولازالت تحاول سلب الفلسطينيين حقوقهم  العادلة،وتريد حرمانهم من العودة والاستقلال الحقيقي والحرية.وأكثر من ذلك فأن آخر ما بشرتنا به الإدارة الأمريكية نيتها التدخل مباشرة في الصراع الدائر لصالح إسرائيل،بحجة مكافحة الإرهاب،وضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس والتنظيمات الفلسطينية المقاومة. يعني ضرب إرادة الشعب الفلسطيني،عبر ضرب قواه المقاومة،لأن الشعب الفلسطيني مع المقاومة وضد الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه اليومي،ولن يكون مع أمريكا أبدا،وفلسطين ليست أي مكان آخر من العالم،لأن فيها مليون أبو ساطع ومليون وفاء وآيات ودلال.

أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل قوة الشر والغطرسة،وتعتبر إلى جانب إسرائيل دولة عدوانية تحتل أراضي الغير بالقوة. ولا تخفي هذه القوة العظمى،نيتها المحاربة ضد الفلسطينيين، والنزول عسكريا إلى الميدان بكل ثقلها لجانب إسرائيل. لقد ازدادت التهديدات الأمريكية العلنية للشعب الفلسطيني،من أجل إجباره على القبول بشروط شارون الاستسلامية.بعدما كانت أجبرت السلطة الفلسطينية على استحداث منصب رئيس وزراء فلسطيني. وبعدما أجبرت العرب والغرب على عزل الرئيس عرفات.
هذه الإدارة العدوانية بكل ما للكلمة من معنى،تستحق لقب أفضل صانعة للأعداء،فهي لم تترك للآخرين ما يحببهم بها،بل جعلتهم يعتبرونها العدو الأول والأكثر وقاحة وعنجهية.وإذا كانت أمريكا تريد خوض معركة إسرائيل على أرض فلسطين، فلتأت،لأنه لا فرق عند الفلسطيني بين الجندي الإرهابي الإسرائيلي والآخر الهمجي الأمريكي.فمعركة الفلسطيني من أجل انتزاع حريته وعودته واستقلاله الوطني ومستقبل أطفاله ومصير وطنه،بينما معركة الأمريكي لا طعم لها ولا نكهة وهي بالأصل بلا معنى




#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أمريكا صانعة الأعداء