أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصديقة!















المزيد.....

فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصديقة!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر الاعلان التأسيسي لحركة »كفاية«، منذ ما يقرب من العامين، وبالتحديد في 22 سبتمبر ،2004 وبعد أقل من ثلاثة شهور علي صدور هذا البيان قامت »كفاية« بأول أنشطتها الجماهيرية، حيث قامت في 12 ديسمبر 2004 بتنظيم مظاهرة اليوم العالمي لحقوق الانسان أمام دار القضاء العالي.
وكانت هذه المظاهرة هي أول تعارف بين الرأي العام المصري والعربي والعالمي وبين هذه الحركة الاحتجاجية الفريدة من نوعها.
وبمناسبة مرور سنتين علي تأسيس »الحركة المصرية من أجل التغيير« - الشهيرة بحركة »كفاية« - أصدرت الحركة كتابا وثائقياً عكف علي تحريره أحد مؤسسيها وأحد أبرز نشطائها، المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وكتب مقدمته منسقها العام جورج اسحاق، وحمل الكتاب عنواناً تمهيدياً أدبيا هو »رفة الفراشة« وعنوانا رئيسياً تقريريا هو »كفاية.. الماضي والمستقبل«.
والعنوان التمهيدي مستوحي من أدب ديفيد ثورو الذي قال:
»خفيفة هي الفراشة
لكنها عميقة جداً بدلائلها
تطير بحذر وتحط بحذر
لكنها تدير حواراً جميلا
علي الهواء
فيضطر معها
أن يكون خفيفا عليها
إنها سيدة الهواء
وهو بلاشك قابل
بهذه السلطة الجميلة«
وليست المسألة مجرد استلهام لأبيات من قصيدة، فها هو أحمد بهاء الدين شعبان يفسر التأثير الذي أحدثته »كفاية« في مصر بنظرية »تأثير الفراشة« Butterfly effect وهي النظرية التي يقول إنها برزت في السنوات القليلة الماضية لتفسير ظواهر الترابطات والتأثيرات المتبادلة، والمتواترة، التي تنجم عن حدث أول، قد يكون بسيطاً ورهيفاً في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية، والتي يفوق حجمها حدث البداية، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، أو يتنبأ بحدوثه انسان، وفي أماكن أبعد ما يكون عن التوقع وهو ما عبر عنه مفسرو هذه النظرية بشكل تمثيلي يقول ما معناه ان رفة جناحي فراشة في الصين قد تتسبب عنها فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن.. أمريكا أو أوروبا أو بلدان عالمنا الثالث علي سبيل المثال.
وبصرف النظر عن أن نظرية »تأثير الفراشة« برومانسيتها، ليست فوق مستوي الجدال، فإن أحمد بهاء الدين شعبان يطبقها علي مسيرة حركة »كفاية« التي لم تكن وقت انطلاقها تملك ما كانت تملكه الأحزاب السياسية القائمة مما يوصف بالمشروعة، ولا كانت تملك مقدرات هذه الأحزاب أو مقارها، أو جرائدها ومنابرها الأخري، وهي كذلك لم تضم في عضويتها الآلاف المؤلفة التي ضمتها عضوية جماعة الاخوان المسلمين علي سبيل المثال أو كان لديها امكاناتها المادية الهائلة، أو شعارها التعبوي »الإسلام هو الحل«، وهي أيضا لم تكن تملك جهاز الدولة وقدراتها وإعلامها وسلطاتها التي كانت يملكها الحزب الوطني الديموقراطي.. ومع هذا فعلت حركة »كفاية« ما لم يفعله كل هؤلاء مجتمعين:
استطاعت أن تهز ركود مجتمع ران عليه الجمود حتي كاد يدخل في غيبوبة أبدية وتسببت رفة جناحي »فراشة كفاية« في إيقاظ قطاعات متعاظمة من المجتمع وحفزها علي الحركة، كالقضاة وأساتذة الجامعات والصحفيين والادباء وبنفس الطريقة التي تجعل رفة جناحي الفراشة الصينية الرهيفة قادرة علي الدفع بالامواج العاتية الي اجتياح أبعد الحدود.
وبصرف النظر أيضا عن مضمون هذا التشبيه ومدي صحته فإنه من حق حركة »كفاية« أن تحتفل باعتزاز بعيد ميلادها الثاني لانها حققت في هذين العامين -وهي فترة قصيرة جدا- انجازات مهمة اشار جورج اسحاق الي بعضها في مقدمته لهذا الكتاب الوثائقي المهم، منها:
* ان الحركة استطاعت ان تصبح مركزا لحالة من الصخب والحراك السياسي كسر حاجز الصمت وأحدث ثقبا في جدران ثقافة الخوف واعطاء قوة دافعة لثقافة التعبير من خلال حق التظاهر المصادر منذ عقود.
* ساهمت »كفاية« في إثارة الحماس والرغبة في بناء مؤسسات سياسية شعبية مستقلة برز نشاط بعضها بالفعل علي ساحة العمل العام والاجتماعي مثل حركة 9 مارس الداعية إلي استقلال الجامعة والحرية الاكاديمية.
* رفعت »كفاية« سقف النقد والمطالب السياسية.
* استطاعت »كفاية« ان تعيد الاعتبار الي الكفاح الديمقراطي السلمي بعد أن تمت مصادرته عبر اكثر من خمسين عاما وبعد ان أصبح عنف التنظيمات الراديكالية التي ترفع الشعارات الإسلامية يبدو انه الطريق الوحيد رغم فشله ورغم ما خلفه من ضحايا والآلاف من المعتقلين.
* دفعت حركة »كفاية« الوضع السياسي الراكد في احزاب المعارضة إلي مزيد من النشاط استجابة أو ردا.
* ضربت »كفاية« مثلا في تجسيد مبدأ المواطنة باختيارها جورج اسحاق منسقا عاما لها دون أدني حساسية لا باعتباره قبطيا وإنما باعتباره سياسيا وطنيا.
* قدمت »كفاية« نموذجا لفكرة »الأئتلاف الوطني الواسع« الذي يضم شتي الاتجاهات السياسية الوطنية: الإسلامي بجوار الماركسي، والناصري إلي جانب الليبرالي، والمسيحي إلي جانب المسلم، والرجل إلي جانب المرأة.
هذه انجازات لا يمكن انكارها مهما كان موقفك السياسي من هذه الحركة المشاغبة وهي ليست انجازات لنشطاء هذه الحركة فقط وانما هي مكاسب للحركة الديمقراطية وللمجتمع المصري عموما يجب الحرص عليها والبناء فوقها.
لكن هذه الانجازات لا تلغي وجود سلبيات شابت عمل »كفاية« وهذا أمر طبيعي وإنساني.
أهم هذه السلبيات أنها ظلت حركة »نخبة« أكثر منها حركة »جماهيرية« وإذا كانت قد نجحت -نسبيا- في كسر تردد أو خوف قطاعات من النخبة فانها لم تنجح -بعد- في كسب اهتمام الجماهير أو كسر عزوفها الجماعي عن المشاركة في النقاش حول الشأن العام.
وأنها إذا كانت قد نجحت في كسر المحرمات المفروضة علي حق التعبير من خلال التظاهر فانها لم تنجح -بعد- في كسب إقبال المواطن العادي بأعداد معتبرة علي المشاركة في هذه المظاهرات والأخطر أن الافراط في الاستخدام العشوائي وغير المدروس بعناية لهذا السلاح الديموقراطي بما يشكل اساءة استخدام له في بعض الأحيان ربما تكون له أضراره أكثر من منافعه (أحيانا).
وأنها إذا كانت قد شدت انتباه قطاعات واسعة نسبيا من النخبة بشعارات سلبية احتجاجية فإنها أخفقت حتي الآن في طرح منظومة مترابطة من الشعارات الايجابية التي تقدم بديلا موضوعيا وبناء للسياسات التي تعارضها وتريد إلغاءها.
وأنهاإذا كانت قد استطاعت جذب آلاف من الاعضاء والأنصار في بدايات نشاطها فإنها بدأت تعرف الطريق العكسي نعني الانشقاقات وانسحاب بعض النشطاء من صفوفها.
ولحسن الحظ أن قيادة »كفاية« مدركة لهذه النواقص والتحديات التي تحتاج إلي علاج وبهذا الصدد يقول أحمد بهاء الدين شعبان بوضوح ودون لف أو دوران أنه من المهم »أن نضع أيدينا علي أهم النقائص التي شابت عمل الحركة وأبرز السلبيات التي وسمت أنشطتها بهدف تحديدها ووضع الحلول المناسبة لمواجهتها وتجاوزها وأشار بالتحديد إلي أربع قضايا.
القضية الأولي هي حاجة »كفاية« إلي استكمال بنائها المؤسسي لتفعيل عضويتها والوصول إلي جميع أنحاء المجتمع وتثبيت ركائز البناء الديمقراطي باقرارآليات معتمدة للاختيار الديموقراطي الحر للقيادات تكتسب مشروعية جديدة أو مجددة.
القضية الثانية هي معالجة الغياب (الذي يظنه البعض لما يسمي بـ»برنامج نشاط الحركة«.
القضية الثالثة هي حاجة الحركة لمزيد من الالتحام العضوي بأبناء الشعب المصري وبقضايا الأغلبية العظمي من ملايين المصريين الذين يعانون علي كل المستويات.
القضية الرابعة هي تطوير آلية التظاهر والتدقيق في توقيتاتها وشعاراتها وعدم الاكتفاء بها والسعي إلي ابتداع أساليب جديدة للتواصل مع المواطنين.. مع العمل علي تطهير مظاهرات الحركة من أية تجاوزات تمارسها بعض العناصر المتحمسة يؤججها الانفعال وافتقاد الخبرة وحالة الحصار الأمني المستمر.
هذا نقد ذاتي محترم ومهم ولا يقل عنه أهمية ادراك الحركة أن الحاجة أصبحت ماسة لبناء »كتلة تاريخية ثالثة« تقف في المسافة بين الاستبداد من جانب وبين مخاوف تكريس الاحتشاد السياسي علي أساس الدين ومخاطر عملية تغييب قيمة المواطنة والتسامح والتحديث التي تلوح بوادرها من جهة أخري.
وهذا التوجه ـ إذا ما كان جادا ـ فإنه يعني أن حركة »كفاية« علي أعتاب تحول استراتيجي وتنظيمي لأن »الإخوان« لهم دور ومكان في »كفاية« خلال العامين الماضيين بصورة أوأخري وهو أمر يتناقض مع متطلبات التوجه المشار إليه.
وعلي أي حال.. فإن كل قضية من القضايا المشار إليها في السطور السابقة تحتاج إلي مناقشة مستفيضة لكن الواضح أن
»كفاية« أحسنت الاحتفال بعيد ميلادها الثاني، ليس بالهتاف وتهنئة الذات وإنما بتوثيق ما حدث وتقديم صورة بانورامية لمسارها وأهدافها ومعاركها ومواقفها ومشكلاتها وتحدياتها من خلال هذا الكتاب الوثائقي الذي اعترف ـ بتواضع ودون ادعاء في مقدمته أن ماتضمنه من أوراق ومقالات كتبت في سياق متسارع شديد الوطأة ولم تتوفر لكاتبهاأبدا الظروف ولا الوقت المناسب لكتابتها بتأن ولاعادة مراجعتها في هدوء فهي أوراق كتبت في أتون معركة لم تهدأ لحظة.
هذا التواضع العاقل والرشيد هو أحد ضمانات تجنب خطر تأثير آخر من تأثيرات الفراشة ألا وهو الانجذاب إلي بؤرة الضوء والاحتراق بلهيبه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..إلاّ الماء والهواء يا حكومة
- باقة ورد إلى محمد عوده
- وادى دجلة .. فى خطر
- شكوى الفلاح الفصيح من بنك الائتمان الزراعى
- نوبل .. والفقراء
- كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى
- صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط
- كلام المصاطب.. وتقارير العسس
- جرائد .. قبرصية
- بلد .. شهادات
- البحث عن البيزنس فى جزيرة افروديت - 1
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 2
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 3
- قواعد اللعبة
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!
- الفنقلة!
- الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله
- رجال الأعمال .. وأرباب السياسة
- صاحبة الجلالة تستعيد تاجها الضائع
- الانتماء والمواطنة:كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة (2)


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصديقة!