أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى















المزيد.....

كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن أمريكا تنفرد حالياً بقيادة النظام العالمى، وتفرض سيطرتها على هذا النظام الذى أصبح أحادى القطب بعد انهيار الإمبراطورية السوفيتية..
ولأن هذه الهيمنة الأمريكية تصاحبها أجندة امبراطورية كونية يتبناها صناع القرار فى الإدارة الأمريكية التى أصبحت مرتعا للمحافظين الجدد، الذين يضمون أكثر ممثلى اليمين الأمريكى تطرفاً وعنصرية..
ولأن هذه الأجندة الأمبراطورية الأمريكية تستهدف – أول ما تستهدف- إعادة رسم خريطة منطقتنا العربية توطئة لاخضاعها إخضاعا شاملاً لإسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجيى "الحقيقى" للولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط..
ولأن هذه الخطة الأمريكية تخطت مرحلة التفكير والسيناريوهات ودخلت مرحلة التنفيذ الدامى فى أفغانستان، ثم العراق ، ثم لبنان، ولولا المقاومة الوطنية الباسلة فى العراق ولبنان لكانت دائرة العدوان الأمريكى – الإسرائيلى قد اتسعت لتشمل دولاً أخرى..
لذلك كله يصبح رصد وتحليل كل شاردة وواردة تتعلق بأمريكا "شأناً محلياً" لدينا يهمنا بصورة مباشرة. ويزيد إلحاح هذا الاهتمام بأمريكا أن النظام العربى الرسمى – ورغم ما حدث له من إهانة وإذلال على يد أمريكا – مازال يعتبر "ماما أمريكا" حليفه الاستراتيجى الذى يضع عليه رهاناته كلها فى حل جميع مشاكل الحرب والسلام، كما ان "الحلم الأمريكى" مازال يراود قطاعاً عريضاً من العرب .
وهناك بالفعل عدد لا يستهان به من الكتابات العربية والمصرية حول أمريكا، لكن كثيراً من هذه الكتابات إما منحازة انحيازاً أعمى لكل ما هو أمريكى حتى تكاد تتخيل أن كتابها "المصريون والعرب" من قوات المارينز، وإما كارهة كراهية التحريم لكل ما هو أمريكى دون تمييز بين ما هو متقدم وما هو متخلف ورجعى فى تلك الدولة العظمى.
ولذلك تأتى أهمية أن يكتب مفكر حر مثل راجى عنايت عن أمريكا، ليس فقط لنزاهته الفكرية، وعقليته النقدية المتقدة، وتحرره من الانحيازات والتحيزات البالية، وإنما أيضاً وأساساً لأنه "كهل من كهول المستقبل" كما يصف نفسه بحق فى مقدمة كتابه المهم "أزمة مستقبل مصر". فهو من رواد المستقبليات فى الثقافة المصرية والعربية، وليس مسكونا بعقد الماضى والحنين إلى الفردوس المفقود .. والمزعوم.
ومن هنا .. يجدر قراءة أحدث كتبه "أمريكا إلى أين؟" بعناية فائقة.
الكتاب صادر عن دار "نهضة مصر" للطباعة والنشر والتوزيع، يحمل عنواناً فرعيا مثيراً "الديموقراطية الخطأ .. الطاقة الخطأ .. القوة الخطأ .. والحليف الخطأ".
وبعد هذا العنوان المثير يدخل بنا راجى عنايت إلى عالم أكثر إثارة فى معرض إجابته على سؤال الفصل الأول:
أمريكا .. ما هذا الذى يحدث لها؟
وخلاصة إجابته هى أن المجموعة الرأسمالية الكبرى – التى تحتكر السلاح والبترول والمقاولات والتى تحكم الولايات المتحدة فعلاً – فهمت جيداً طبيعة النظم الجديدة التى يجئ بها مجتمع المعلومات، وشعرت أن بعضها يهدد مصالحها .. فتحركت!
وكان اهم ما يهدد الرأسمالية الأمريكية الحاكمة:
· البترول .. أو نوع الطاقة السائدة.
· السلاح .. ونوع القوة الشائعة.
· صناعة القرار .. ونوع السلطة الحاكمة.
فهمت الرأسمالية الحاكمة أن طاقة الحفريات، من بترول وغاز وفحم، لا تناسب طبيعة واحتياجات مجتمع المعلومات وشعرت بالخطر الذى يتهدد مصالحها عند احتمال التحول عن الاعتماد على البترول .. فقاومت محاولة الاعتماد على طاقة أخرى فى تسيير السيارات وغير ذلك من المولدات والمحركات، وقررت أن تسارع بوضع يدها على مصادر البترول التى لم تستنفذ بعد، حتى تطيل امد أرباحها من السيطرة على تجارة وأسعار البترول .
ووجدت أن احتلالها العسكرى لمخازن الثورة البترولية يتيح لها أن تضرب عصفورين بحجر واحد: الاحتلال العسكرى يعنى حربا، واستخداما مكثفا ومستمراً للسلاح، مما يسعد كبار تجار السلاح، ويقود إلى وضع اليد على منابع بترول جديدة ثرية، تسكت أصوات أبناء عصر المعلومات المنادين بهجر البترول إلى مصادر أكثر نظافة وأمنا للطاقة.
وهكذا تحولت أمريكا من الاعتماد على الثروة أو المعرفة ، إلى قوة العنف العسكرى.
ووجدت أن التحول إلى مجتمع المعلومات سيؤدى إلى سيادة نوع جديد من الممارسة الديموقراطية يتفق مع باقى التحولات التى تصاحب الانتقال إلى مجتمع المعلومات، ولا يتفق مع مصالح احتكارات البترول والسلاح والمقاولات .. وكان من الطبيعى أن ترفض هذه الاحتكارات سيادة ممارسة ديموقراطية جديدة، مثل ديموقراطية المشاركة، التى يرى المفكرون المستقبليون أنها أكثر أشكال الممارسة السياسية اتفاقاً مع مقتضيات الحياة فى مجتمع المعلومات، والتى يقوم فيها المواطن شخصياً بالمشاركة فى اتخاذ القرار، دون أن يضطر إلى توكيل شخص آخر ليمثله، نتيجة لثورة المعلومات والتكنولوجيات المعرفية، وفيض المعارف التى توفرها وسائل الاتصال العالمية التى تجعل الناخب لا يقل معرفة عن المرشح .. وبديهى ان هذا كله يهدد الأوضاع الحالية التى تنتفع فيها النخبة بكل المكاسب، مع حرمان الفرد العادى من أضعف تلك المكاسب، فالوضع الطبيعى هو أن ترفض هذا التغيير، كما رفضت التغييرات التى يجلبها مجتمع المعلومات بالنسبة لنوع الطاقة السائدة، ونوع القوة التى تمارسها الرأسمالية الحاكمة على الشعب الأمريكى، وشعوب العالم الأخرى.
إذن .. يدور تحليل راجى عنايت لكل ما يجرى فى الولايات المتحدة حول فكرة أساسية هى أنه تعبير عن مقاومة الاحتكارات الرأسمالية "التقليدية" لثورة المعلومات واستحقاقاتها على كافة الأصعدة.
والنتيجة لسيطرة هذه الراسمالية التقليدية (التى تنتمى إلى الماضى)، استناداً إلى التبريرات التى توفرها لها حاليا عصابة المحافظين الجدد، والتى تسد الطريق أمام التطور الطبيعى للنظام الأمريكى الذى يقود إليه الاستخدام الهائل للتكنولوجيا المعرفية، هى الانجراف إلى طريق الهاوية.
والأدلة على المصير هذا التعس كثيرة، منها أن الحكومة الفيدرالية تنفق 344 مليار دولار على البنتاجون، بينما تنفق حالياً ما لا يتجاوز 42 مليار على التعليم، و26 مليار على المساكن ومليار واحد على بناء المدارس.
ومنها كذلك :
· يتعلم 14 مليون طفل فى مدارس تحتاج بشدة إلى تجديد وإحلال.
· فى اختبار عالمى احتل تلاميذ الصف الثامن المكانة 18 فى الحساب،و19 فى العلوم، وهو دون مستوى سلوفينيا وسنغافورة والمجر.
· معدل فقر الأطفال يزيد عن 15% أى أن طفلاً من كل ستة أطفال يعيش حياة فقر.
· اكثر من 40 مليون أمريكى، بمن فيهم 10 ملايين طفل تقريبا، لا يتمتعون بأى تأمين صحى.
هذا بالاضافة إلى ان الولايات المتحدة بها أعلى نسبة مواطنين فى السجون، قياساً على أى دولة على سطح الأرض، حيث أن أعداد المحبوسين والمسجونين أعلى 12 مرة من نظيره فى دول أوروبا. وخلال العقود الثلاثة الماضية زاد عدد الأمريكيين فى السجون بنسبة 700% متجاوزاً بكثير معدل الزيادة فى السكان.
وبهذه المؤشرات يستنتج راجى عنايت أن سيطرة مجموعة المحافظين الجدد، بقيادة ديك تشينى، ستعمق الانفصام فى حياة امريكا المعاصرة. حتى وصلت الأوضاع إلى حالة وصفها الكاتب الأمريكى كروجمان فى جريدة "نيويورك تايمز" بانها تشبه "إقطاع العصور الوسطى".
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط
- كلام المصاطب.. وتقارير العسس
- جرائد .. قبرصية
- بلد .. شهادات
- البحث عن البيزنس فى جزيرة افروديت - 1
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 2
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 3
- قواعد اللعبة
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!
- الفنقلة!
- الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله
- رجال الأعمال .. وأرباب السياسة
- صاحبة الجلالة تستعيد تاجها الضائع
- الانتماء والمواطنة:كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة (2)
- الإعلام جزء من المشكلة.. والحل
- البقية في حياتكم!
- سخافات بوش
- الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين
- الانتماء والمواطنة: كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة
- »صاحبة الجلالة« حافية علي جسر من الذهب


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى