أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 2















المزيد.....


المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 2


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:28
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ـ الخير : هو حالة كل فعل يفعله الانسان ليحقق به منفعة ايجابية ( مادية او معنوية ) الى الاخر دون مقابل , أي ان الغاية هنا هي المنفعة الخالصة لوجه الانسانية والبعيدة عن أي مفهوم من مفاهيم الاعمال التجارية , وان القيمة الحقيقية لهذه المنفعة لا ترتبط بمقدار الجهد المبذول من قبل الفاعل وانما بمقدار الحاجة الفعلية لها من قبل المفعول لاجله , ومن الجدير بالملاحظة ان المنفعة ذاتها لها فترة صلاحية بغض النظر عن كونها منفعة مادية او معنوية , فما هو نافع في زمن معين فهو ليس بالحتمية نافع في جميع الازمنة , كما ان ما هو نافع لمجتمع ما فهو ليس بالحتمية نافع لجميع المجتمعات .ان جميع الاعمال ان كانت على شكل انفاق أموال أو بذل مجهود بدني او عقلي او حتى بالكلام فقط والتي تؤدي الى ازالة او تخفيف الالام والمعاناة المادية والمعنوية عن الاخرين واشاعة الشعور بالطمأنينة والاستقرار والارتياح والفرح دون ان تكون هذه الاعمال مقابل ثمن فهي تعتبر من اعمال الخير , ان فعل الخير عندما يصبح مقابل ثمن فانه يتجرد من صفة الخير ويتحول الى صفقة تجارية , كما ان فعل الخير عندما يقوم على أساس التعامل بالمثل فانه يتجرد أيضا من صفة الخير لانه سيتحول الى ما يشبه أسلوب المقايضة او اسلوب الاقتراض في الاعمال التجارية , ان الاعمال التجارية شيء والاعمال الخيرية شيء آخر , فالاعمال التجارية حركة ذات مسارين ( تعطي لكي تأخذ ) بينما الاعمال الخيرية حركة ذات مسار واحد ( تعطي من غير أن تأخذ ) وتتجسد أعمال الخير على سبيل المثال في المفاهيم الاتية ( الشفقة , العطف , الايثار, المسامحة , النجدة , المساعدة , المحبة , ........ الخ من الاعمال التي تقوم على منفعة الاخرين دون مقابل ) مع التأكيد بشدة على أن ما يبنى على باطل لن يحمل صفة الخير حتى لو أدى الى منفعة , ان الغاية لا تبرر الوسيلة , فقد يولد خيرا ما من رحم الباطل ولكن خيرا يولد بهذه الطريقة هو خير فاقد للشرعية , فالحق أولا ثم الخير , وان اعمال الخير تفقد صفة الخير اذا كانت على حساب الحق الا اذا أعيد الحق الى صاحبه .
ـ ان طيبة الاخيار وسلامة نواياهم واعمالهم الانسانية كثيرا ما تستغل من قبل الاشرار , فالاشرار يستفيدوا دائما من أعمال الخير بينما الاخيار لن يستفيدوا ابدا من اعمال الشر, لان الخير بحد ذاته قيمة ايجابية تنفع جميع البشر بينما الشر قيمة سلبية لا تنفع الا الاشرار , يجب على الاخيارأن يكونوا على درجة عالية من الحرص والحيطة والحذر تجاه الاشرار ولا يجوز ان يكونوا سذجا فيسهل استغلالهم . ان أعمال الشر جميعها دافعها الكراهية وغايتها الضرر ووسيلتها العنف , ولكي يكون التصدي لقوى الشر فعالا ومؤثرا يجب ان يكون بنفس اساليبهم وادواتهم , فاللغة كما هو معروف ما هي الا وسيلة للتفاهم مع الاخرين , ولكي يفهمك المقابل يجب ان تخاطبه باللغة التي يفهمها , وكذلك التعامل مع الاشرار يجب ان يكون باللغة التي يفهموها ويتداولوها , ان مباديء حقوق الانسان هي مباديء عظيمة ولكننا نظلمها كثيرا عندما نمنحها لمن لا يستحقها ولا يقدر قيمتها
ـ ان الشجاعة هي من مفاهيم الخير , لانها القدرة على تحدي الخوف لتحقيق منفعة , وكل انسان مطالب بان يمتلك الشجاعة الكافية للدفاع عن الحق والخير , والحق اقول لكم ان تحدي الخوف له مصدرين مختلفين , المصدرالاول الجهل والحماقة وقلة الادراك للخطر والذي يقود الى ما يعرف بالتهور والطيش وهو ليس الا شجاعة غبية , فالاحمق يتصرف دون وعي وادراك لمكمن الخطر فيبدو وكأنه يتحدى الخوف , والمصدر الثاني لتحدي الخوف هو الدافع القوي لتحقيق هدف ذاتي او انساني مع الادراك الكامل لمقدار الخطورة الذي ينطوي عليه ومقدار الضرر الذي ينجم عنه , وهذه الشجاعة هي ما تعرف بالجرأة والاقدام , ان الاحساس بالخوف من أي خطرهو غريزة طبيعية لدى كل انسان , والانسان كلما يزداد وعيا وخبرة في الحياة كلما تزداد قدرته على الاحساس بمكامن الخطر , ان الحرص على الحياة حق طبيعي لكل انسان , ولكن الحرص على الحياة يجب ان لا يجعلنا نرضخ للاشرار او نسالم المعتدين او نسكت على جرائم الظالمين , ان القيمة الانسانية لاي انسان هي قيمة لكل البشر , والاعتداء على الحقوق الانسانية لاي انسان هو اعتداء على قيمة كل البشر , وان على كل انسان ان يكون مستعدا للتضحية بحياته دفاعا عن حقوقه وكرامته في المقام الاول ثم الدفاع عن القيم الانسانية في كل مكان وحسب قدرته وامكاناته , ان القدرة على التضحية هي أقوى تعبير عن مقدار الجرأة والاقدام وتحدي الخوف , وهذه هي الشجاعة المطلوبة لدعم وتعزيز قيم الخير
ـ القوة اداة ضرورية لحماية مباديء وقيم الفضيلة , ان قوى الحق والخير في صراع دائم ضد قوى الباطل والشر , ويجب على قوى الحق والخير ان تكون دائما في حالة انتباه ويقظة لان الغدر والمكر والخديعة هي من طباع الشر والعدوان , الانسان المؤمن بالفضيلة يجب ان يكون قويا بدنيا ونفسيا ومجهزا بجميع مستلزمات القوة , ان مستلزمات القوة هي : اعداد بدني او عسكري , امكانات مالية او اقتصادية , امكانات علمية او تقنية , هذا وان قوى الحق والخير تمتلك قوة اضافية هي القوة المعنوية , وهذه القوة لها تأثير كبير في رفع القدرات القتالية , ان المعنويات العالية تستطيع ان تحسم معارك بين طرفين غير متكافئين من حيث العدد والعدة لصالح من يمتلكها .
ـ المسامحة هي من قيم الخير , ان الخطأ في الكلام او في الفعل هو احتمال وارد في سلوك وتصرفات أي انسان , وان من الخير ان يسامح الانسان الذين يخطئون بحقه بالقول او بالفعل على ان لا يكون ذلك على حساب الحق , ايها الانسان سامح واعفو عمن ظلمك او جرحك بكلامه او أفعاله , ولا تحقد ولا تنتقم اذا ما أنت لم تخسر شيئا من حقوقك او ممتلكاتك . والصداقة هي ايضا من قيم الخير فاحرص عليها وسامح صديقك اذا ما صدر منه ما لا يرضيك , وتحمل منه بعض الاذى البدني او النفسي عندما يخطأ بحقك , فحتى الوردة التي تعجبك تحمل في ساقها بعض الاشواك , وتذكر دائما ان من يحمل الحقد والكراهية بداخله انما يحمل عبئا على نفسه , فلا تتعب نفسك بهذا الحمل الثقيل , وأجعل المحبة هي زادك في الحياة , فالمحبة راحة للنفس , انك ايها الانسان في هذه الحياة كمسافر في رحلة وعمرك هي محطاتها , لا تعلم في أي محطة ستغادر هذه الرحلة , فاجعل سيرتك حسنة وذكراك طيبة في رحلتك هذه , لان سيرتك اوذكراك هي فقط التي تبقى لك بعد رحيلك .
ـ التضامن الانساني : ويتمثل في التعاون الايجابي , التكافل الايجابي , المشاركة في الدفاع عن الحق , المساهمة والدعم لنصرة الحق والخير, الانحياز الى الحق ضد الباطل , والى الخير ضد الشر , اذ لا يكفي ان يكون الانسان ملتزما هو شخصيا بقيم الحق والخير, بل يجب ان يتضامن مع الاخرين في نصرة الحق والخير والمشاركة في الدفاع عنهما حيثما يتطلب ذلك , فهذه هي الفضيلة , ان التضامن مع حقوق الاخرين ونصرتهم لا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية او اعتداء على خصوصية الاخرين , بل هو واجب انساني تفرضه مباديء الاخوة الانسانية , ان التضامن مع الحق ضد الباطل هو واجب على كل انسان ان كان التضامن ماديا او معنويا , فالانسان هو انسان اينما تكون محل اقامته وكيفما يكون انتمائه الجغرافي او الثقافي , ومن يعتدي على حقوق الانسان في أي بقعة من العالم فقد اعتدى على حقوق كل البشرفي العالم .
السلوك :
ـ اذا كانت الحركة تعبير عملي عن الحياة فان السلوك هو صورة هذه الحركة ,
مادة ذات طاقة = مادة ذات حركة ........... انسان حي = انسان ذو سلوك
وانماط السلوك ثلاثة : ايجابي , سلبي , محايد ( أي غير ايجابي وغير سلبي في نفس الوقت )
ـ الايجابية : هي السلوك الحسن , أي سلوكية الحق والخير, وهي سلوكية صالحة نابعة من عقيدة صالحة وضمير حي , وتتصف غالبا بالبناء والاعمار, ويرمز لها بالرمز ( + )
السلبية : هي السلوك السيء , أي سلوكية الباطل والشر , وهي سلوكية فاسدة نابعة من عقيدة فاسدة وضمير ميت , وتتصف غالبا بالهدم والدمار , ويرمز لها بالرمز ( ـ )
الحيادية : هي سلوكية غير منحازة الى الحق ولا الى الباطل , فلا هي تبني ولا هي تهدم , ويمكن اطلاق صفة الهامشية على هذه السلوكية , ويرمز لها بالرمز ( o )
ـ انسان ملتزم بالقيم الاخلاقية = انسان ذو سلوك ايجابي منتج للنفع = انسان صالح .
انسان مخالف للقيم الاخلاقية = انسان ذو سلوك سلبي منتج للضرر= انسان شرير .
اما الانسان ذو السلوك المحايد فهو الذي لا ينتج بسلوكه النفع للاخرين , وفي نفس الوقت لا يسبب لهم الضرر بسلوكه , أي لا تجد منه خيرا ولا شرا .
ـ السلوك : هو الفعل او الكلام الذي يصدر عن الانسان عن كامل ارادته ووعيه واختياره , وهذا السلوك قد يكون ايجابيا او يكون سلبيا استنادا الى عوامل معينة تؤثر على السلوك , والسلوك هو معيار للاخلاق , فمن سلوك الانسان نستدل على اخلاقه . والسلوك يستند الى خلفية فكرية او ثقافية , ويحتاج الفكر الى الارادة ليتحول الى فعل او سلوك , ان فعل الشر لن يتحقق بوجود فكر شرير فقط بل لابد من وجود ارادة لفعل الشر , كما ان المعيار في الحكم على السلوك هو في السلوك ذاته ان كان على شكل افعال او على شكل اقوال , ولا يجوز اعتبار مصدر هذا السلوك هو المعيار , فليس كل ما يصدر عن الاخيار هو خير وليس كل ما يصدر عن الاشرار هو شر , المعيار هو السلوك ذاته بغض النظر عن مصدر هذا السلوك , هذا هو الحق ان كنا نبتغيه , لانه من الظلم ان تحكم على كل ما يصدر عن الاشرار او الاعداء بانه شر من دون ان تخضعه لمعايير الحق والخير , ومن الظلم ايضا ان تحكم على كل ما يصدر عن الاخيار او الاصدقاء بانه خير من دون ان تخضعه لمعايير الحق والخير .
ـ دوافع السلوك ثلاثة انواع : 1ـ عوامل جاذبة تدفع الانسان للقيام بفعل تجاه الاشياء التي يحبها ويميل اليها لانها تسبب له الشعور باللذة والمتعة والارتياح 2 ـ عوامل نافرة تدفع الانسان للقيام برد فعل تجاه الاشياء التي يكرهها ويتجنبها لانها تسبب له الشعور بالاذى والحزن والانزعاج 3 ـ عوامل محايدة وهي غير دافعة لاي فعل او رد فعل وتتمثل بسلوكية اللامبالاة .
ـ العوامل المؤثرة في نمط السلوك للفرد : ان نوعية أفعال أو ردود أفعال الانسان تجاه الاخرين وتجاه ما يدور في محيطه او بيئته تحددها العوامل الاتية 1 ـ عوامل ذاتية وهذه تتعلق بشخصية الانسان ذاته بشكل منفصل عن محيطه وتشمل هذه العوامل المكونات الجينية او المورثات التي ورثها من والديه وفقا لقوانين الوراثة في الطبيعة , وكذلك الحوادث العنيفة التي تعرض لها الانسان والامراض التي أصيب بها خلال حياته والتي تركت آثارها على قدراته البدنية او العقلية أو النفسية , هذه جميعها تساهم في صنع شخصية الانسان ورسم معالم سلوكياته , ومن الطبيعي ان الزمن يلعب دورا في احداث تغيير في السلوك الشخصي للانسان بحكم كبر سنه وتوسع خبرته في الحياة 2 ـ عوامل البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد , أي ( الاسرة والمجتمع ) وتشمل هذه العوامل طبيعة القيم والاعراف والمفاهيم الاخلاقية التي اكتسبها الانسان من أسرته ومن مجتمعه , هذه القيم والمفاهيم هي انعكاس لطبيعة العقيدة او الثقافة السائدة في المجتمع ولطبيعة الظروف المعيشية والاقتصادية والاوضاع السياسية التي يمر بها المجتمع , وكذلك هي انعكاس للاحداث التاريخية الماضية التي مر بها المجتمع والتي تركت رواسبها في اعماق الوجدان الاجتماعي , هذه العوامل كلها تساهم في صنع وتشكيل النمط السلوكي العام لافراد المجتمع او ما يسمى بالسلوك الجمعي 3 ـ عوامل البيئة الطبيعية المحيطة بالانسان وتشمل المؤثرات الجغرافية كالمكونات المناخية ( الحرارة والرطوبة والرياح ) من حيث الكمية والنوعية وطبيعة التضاريس والغطاء النباتي للارض التي يحيا عليها الانسان والتي تؤثر جميعها تأثيرا مباشرا على الحالة النفسية او المزاج العام وبالتالي على نمط السلوك لافراد المجتمع
ـ اسباب السلوك العدواني لبعض الناس : 1 ـ خلل في افرازات بعض الغدد ناجم عن عوامل جينية او وراثية , وهذا الخلل يؤدي الى طباع حادة وعنيفة وعدوانية , هذا السلوك يمكن اعتباره سلوك لا ارادي , ويمكن ايجاد علاج لهذا الخلل بالوسائل الطبية والابحاث العلمية 2 ـ خلل في التربية الاسرية والثقافة الاجتماعية , والعلاقة بين التربية الاسرية والثقافة الاجتماعية علاقة متلازمة , فكلاهما يؤثران ويتأثران ببعضهما , والانسان يكتسب منهما قيمه واخلاقه ومعتقداته لتنعكس على تصرفاته وسلوكه , فاذا كان السلوك العدواني مكتسبا فينبغي معالجة الخلفية الثقافية والعقائدية للمجتمع , وتصحيح المفاهيم التربوية .
ـ من المعروف ان القيام بالاعمال العدوانية يتطلب قدرا من الجسارة والروح الهجومية التي قد لا تتوفر لدى أي شخص , وبالتالي فان الاشرار هم دائما اصحاب المواقف الهجومية , بينما الاخيار هم اصحاب المواقف الدفاعية , ولكننا نعتقد ان هذا المبدأ يجب ان يتغير , يجب ان يتحول الاخيار الى هجوميين ويطاردوا الاشرار والارهابيين في كل مكان , لان السلام الحقيقي لن يتحقق الا بهذا الاسلوب , ان مبدأ ( الوقاية خير من العلاج ) هو مبدأ صحيح في مكافحة الشر , ان القدرة الهجومية للاشرار يجب كسرها وتحطيمها أينما تكون , وان كسر شوكة المجرمين يتطلب تجريدهم من الوسائل والمستلزمات التي تعينهم في تنفيذ جرائمهم , هذا هو المبدأ الصحيح في التعامل مع الاشرار , ويجدر الاشارة هنا الى ان توقف الشرير عن القيام باعمال الشر لا يعني بالضرورة اقتناعه بنبذ الشر , فقد يكون اما لاسباب ذاتية تتعلق بفقدانه لقوة الارادة على فعل الشر , او لاسباب خارجية تتعلق بقوة الاجهزة الامنية وتماسك المجتمع بوجه الاشرار , فنوازع الشر تبقى كامنة تنتظر الفرصة المناسبة للخروج وهذا ما ينبغي الحذر منه دائما .
ـ ان الاسلوب الصحيح للتعبير عن الافكار والمعتقدات يجب ان يكون اسلوب الحوار والنقاش وتبادل الرأي وليس اسلوب العنف والتهديد , يجب ان نحترم عقول الناس فلا نفرض وصايتنا على عقولهم باساليب التهديد والوعيد لان في ذلك اهانة للقيمة الانسانية , كل انسان له الحرية في ما يؤمن وما يعتقد ولكن ليس له الحرية في فرض معتقداته على الاخرين عنوة , ان الذين يدعون لافكار خاطئة او منحرفة او ضارة يجب التصدي لهم باسلوب الحوار والنقاش وتوجيه النقد والنصيحة بكل هدوء واحترام , ولا يجوز اتباع العنف مع الاخرين حتى وان كانوا مخطئين في افكارهم او تصرفاتهم طالما التزموا جانب السلم , اما الذين يمارسون العنف والارهاب للدعوة لافكارهم فيجب مواجهتهم بالعنف والحزم والصلابة , وعدم التهاون ابدا في استخدام القوة لردعهم ومكافحتهم .
ـ ان توجيه النقد العلني للافكار الخاطئة هو من الاعمال الخيرية , لان من يقوم بتوعية الناس وتنبيههم الى الخطأ لكي يتجنبوه انما هو يقدم منفعة للاخرين دون مقابل , واما من يرى او يسمع الخطأ ولا ينبه الاخرين اليه لاي سبب من الاسباب فانما هو مشارك في عمل الخطأ , وهذا التصرف لا خير فيه ولا يشرف الانسان , هناك اسلوبين للقيام باعمال الخير : اسلوب النصيحة والارشاد الى طريق الصواب , واسلوب التحذير والتنبيه الى طريق الخطأ , وتنبيه الناس الى الخطأ كارشادهم الى الصواب كلاهما من اعمال الخير , والنقد العلني للافكار والقيم والمعتقدات الخاطئة هو تنبيه للذين يتبعوها عن جهل , ان التنبيه الى الخطأ والارشاد الى الصواب واجب على كل انسان تفرضه مباديء التضامن الانساني والاخوة الانسانية .
ـ ان التعصب والتطرف هما من الظواهر المقيتة في المجتمع , الانتماءات الموروثة هي احدى مبررات التعصب العنصري او التطرف الفكري , ان ثقافة التمييز على اساس الانتماء هي ثقافة التخلف والجهل , من الخطأ بل ومن الظلم تقييم البشر على أساس انتماءاتهم أو انحدارهم ( الديني أو القومي أوالطبقي او الجغرافي او التاريخي ) فهذه كلها موروثات لا ينبغي التعامل مع الناس على اساسها , المعيار الصحيح للتقييم هو الانتماء عن ارادة حرة وقناعة شخصية , ان التعامل مع الاخرين على اساس انتماءاتهم الموروثة مخالف للقوانين ومخالف لمنطق الحق والعدالة , ولكي نصنع مجتمعا منضبطا ومتماسكا , تسوده روح المواطنة الصالحة وتحترم فيه القوانين والانظمة , يجب اضعاف الولاء للموروثات قيما وعادات وتقاليد , وتقوية الولاء للدولة بقوانينها وانظمتها واجهزتها ومؤسساتها , وان على الدولة لكي تضمن الولاء الاوحد لها من قبل كافة افراد الشعب ان تعمل باخلاص وشفافية على ان تكون العلاقة بينها وبين الشعب من حيث الحقوق والواجبات كالعلاقة بين الاب وابنائه .
ـ كلما كانت القوى الدافعة لسلوك الانسان ـ تجاذبا او تنافرا مع رغباته ـ كثيرة العدد او كبيرة الحجم كلما ازدادت مشاعر التعاسة لديه وبعدت عنه السعادة , ان الانسان عندما يشعر بالعجز عن تلبية كل رغباته واشباع كل حاجاته فان ذلك يجعله يشعر بالاحباط والقلق والحزن , وهذا ما نلاحظه في المجتمعات النامية حيث ان الانسان العالم او العارف يحيا في شقاء وتعاسة بعلمه ومعرفته بينما الانسان الجاهل او الاحمق يحيا في نعيم وسعادة بجهله وغبائه .
ـ السعادة وفقا لمفاهيم عقيدة العصر الجديد هي شعور الانسان بالراحة والطمأنينة والاستقرار بدنيا ونفسيا والاحساس باللذة والمتعة والفرح كتعبير عن شعورالانسان بقيمته وفقا لمعايير القيمة الانسانية , وتمتعه بحياته وفقا لمعايير الفضيلة , هذه هي السعادة الحقيقية وفقا لرؤيتنا , اما السعادة التي تقوم على اسس باطلة فانها سعادة زائفة . وينبغي ان نشير هنا الى ان ليس كل ما هو لذيذ تكمن فيه المنفعة , وليس كل ما هو نافع تكمن فيه اللذة , ان في بعض اللذات يكمن الضرر , وفي بعض المنافع يكمن الالم , وعلى الانسان ان يعرف ان المنفعة لها الافضلية على اللذة , وان الالم لا ينبغي ان يكون مبررا لترك المنفعة .
ـ السعادة مفهوم نسبي لان مستلزمات السعادة تختلف من انسان لاخر وفقا لعوامل عديدة , ونعتقد ان السعادة الدائمة هدفا مستحيلا في حياة البشر , فحتى لو صنع الانسان سعادته المتكاملة فان الطبيعة لن تتركه يتمتع طويلا بهذه السعادة , فالطبيعة لها نشاطاتها وقواها المدمرة والتي هي خارج نطاق ارادة او سيطرة الانسان . السعادة هي هدف وأمل كل انسان على الصعيد الشخصي والاجتماعي والعالمي , ونعتقد ان المستلزمات والشروط العامة لتحقيق السعادة على الصعيد الشخصي لكل انسان تتمثل في توفر ما يأتي :
1 ـ السلامة : ان يحيا الانسان سليم العقل والنفس والبدن .
2ـ الامن : أن يحيا الانسان آمنا على حياته وعلى ممتلكاته .
3 ـ الحرية : ان يحيا الانسان حر الارادة , سيد مصيره .
وبالنسبة للشروط العامة لتحقيق سعادة المجتمع فهي تتمثل في توفر :
1 ـ عقيدة اجتماعية صالحة .
2 ـ حكومة صالحة لادارة شؤون المجتمع .
3 ـ مواطنون صالحون .
واما بالنسبة للشروط العامة لتحقيق عالم سعيد او مجتمع دولي سعيد فنعتقد انها تتمثل في توفر :
1 ـ سلام عالمي .
2 ـ احترام لحقوق الانسان في كل مكان .
3 ـ شيوع الانظمة الديمقراطية في كل دول العالم .
ـ من المشاكل المعقدة التي تقف في طريق السعادة الشخصية لكل انسان هي اشكالية ( الامن ـ الحرية ) لان الاشرار كثيرا ما يستغلوا مناخ الحرية ليقوموا بتصرفاتهم العدوانية التي تعكر أمن الناس , وبالتالي يتعكر مناخ الحرية , الحرية لدى الاشرار وسيلة للاعتداء على الامن , والامن لدى الاخيار وسيلة للتمتع بالحرية , فالحرية قيمة انسانية عظيمة وسامية , ولكن الامن دائما له الاسبقية على الحرية , لان الامن يعني الحياة .
ـ ان شروط ومستلزمات السعادة في أي مجتمع تؤثر بشكل مباشر على سعادة أي فرد من افراد المجتمع حتى لو توفرت شروط السعادة على الصعيد الشخصي , كما ان شروط السعادة على الصعيد العالمي تؤثر على سعادة أي مجتمع حتى لو توفرت في ذلك المجتمع مستلزمات سعادته , وبالتالي فان السعادة الحقيقية تكمن في توفر هذه الشروط مجتمعة غير منفصلة , وهذه هي رؤيتنا للسعادة كهدف وغاية لكل انسان .
انتهى



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 1
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 3
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 2
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1
- المباديء السياسية في عقيدة - العصر الجديد
- العلمانية في عقيدة - العصر الجديد
- المباديء الاقتصادية في عقيدة العصر الجديد
- نقد المعتقدات الدينية
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 8
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 7
- مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 4
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الحديد ) 3
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 2
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الاسلام ومأزق الارهاب
- الازمة العراقية
- لماذا عقيدة العصر الجديد ؟
- مقترح الهيكلية الجديدة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 2