بمناسبة الدخول الاجتماعي:2006 / 2007: نقطة نظام: الانتهازية النقابية، واحتكار الحقيقة:.....20

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

إلى كل الكونفيدراليين المخلصين للطبقة العاملة المغربية.

الى كل الأوفياء للحركة العمالية في كل مكان من العالم.

إلى قائد حزب الطبقة العاملة المغربية: حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الرفيق أحمد بنجلون.

إلى كل المدافعين عن حقوق الطبقة العاملة المغربية وفي مقدمتهم الرفيق عبد الرحمن بنعمرو.

من أجل عمل نقابي خال من الانتهازية.

من أجل مستقبل نظيف للنضال النقابي الصحيح، حتى لايبقى للانتهازية النقابية مكان في العمل النقابي.

من أجل وضع حد للعمالة الطبقية التي يمارسها بعض لقياديين النقابيين.


*******************************


فما هي الوضعية التي تؤدي إليها النقابة، والعمل النقابي، في ظل الممارسة التحريفية؟

إن النقابة التحريفية: البيروقراطية، أو التبعية، أو الحزبية، أو المجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين, أو الحزبوسلامية، لا يمكن أن تساهم إلا في خلق وضعية متردية، تعاني منها الشغيلة على جميع المستويات: التنظيمية، والمطلبية، والبرنامجية، والمواقفية، والتنفيذية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

فعلى المستوى التنظيمي، تصير الشغيلة بدون نقابة مبدئية: ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية، تعمل من أجل أن ترتبط ارتباطا عضويا بالطبقة العاملة، وبسائر الأجراء, لأن غياب المبدئية في العمل النقابي، لا يعني إلا التحريف, ولأن التحريف لا يعني إلا تنفير الشغيلة من العمل النقابي، مما يجعلها تصاب باليأس من أي تنظيم بصفة عامة, ومن التنظيم النقابي بصفة خاصة، لتصير بلا هوية نقابية حتى تبقى فريسة للاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وبلا هوادة، ومن أجل أن تبقى الطبقات المستفيدة من الاستغلال سيدة في الميدان، تفعل ما تشاء بالعمال، والأجراء, وتقرر مصيرهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، كما تشاء، وتستغلهم سياسيا كيفما تشاء، حتى تبقى ممسكة بالهيئات التشريعية، والتنفيذية، للبلاد, ولا أحد ينازعها في ذلك, وتوجه القضاء لحماية مصالحها الطبقية, كما توجه النقابة، والعمل النقابي، لتضليل العمال، والأجراء.

وعلى المستوى المطلبي، نجد أن الشغيلة, ونظرا لغياب النقابة المبدئية، فإنها تصير عاجزة عن المساهمة في بناء الملف المطلبي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، بسبب الممارسة البيروقراطية، التي تفرض قيام الجهاز البيروقراطي بوضع الملفات المطلبية التي تناسبه، نيابة عن الأطر النقابية, وعن النقابيين, وعن الشغيلة، وبسبب تبعية النقابة إلى جهة معينة، تقوم بتوجيه وضع الملف المطلبي، حتى يتناسب مع مصلحة تلك الجهة، وخاصة إذا كانت حزبية, وبسبب حزبية النقابة، التي تفرض قيام الأجهزة الحزبية بوضع ملفها المطلبي، نيابة عن النقابة, وعن النقابيين, وعن الشغيلة، حتى يتحول العمل النقابي، إلى عمل حزبي صرف، نظرا للتطابق الحاصل بين العمل النقابي، والعمل الحزبي, وبسبب صيرورة النقابة مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، فإن المسئولين النقابيين الذين يسعون إلى تأسيس الحزب، انطلاقا من النقابة، يضعون ملفا مطلبيا انطلاقا من المشاريع المعدة لتأسيس الحزب المذكور، حتى يكون ذلك الملف المطلبي وسيلة مؤثرة في أفق تأسيس الحزب، لتبقى الشغيلة, والنقابيون، والأطر النقابية مشمولين جميعا بالتهميش, كما أن النقابة، والعمل النقابي الحزبوسلامي، يحرم الشغيلة من المساهمة في وضع الملف المطلبي، الذي يحدد بنوده الحزبوسلاميون، انطلاقا مما يخدم مصلحة أدلجة الدين الإسلامي, والتوجه نحو العمل على تحقيق "الدولة الاسلامية"، التي تكون مهمتها الأساسية، هي تطبيق الشريعة الإسلامية, وما على الشغيلة إلا أن تتجيش وراء الحزبوسلاميين, حتى يلعبوا دورهم في تحقيق الشعارات الحزبوسلامية، التي تتحول إلى مطالب نقابية.

وعلى المستوى البرنامجي، يصير غياب النقابة المبدئية، وسيلة لجعل الشغيلة غير مساهمة في بناء البرنامج النقابي، بسبب الممارسة البيروقراطية، التي تفرض برنامجا يتناسب مع توجهها، ومع مصالحها لتي لا تختلف، في شيء، عن مصالح الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي للشغيلة, وهو أمر يجعل الشغيلة لا تستجيب لذلك البرنامج, لأنها لا تجد نفسها فيه, وبسبب ممارسة التبعية لجهة معينة، تقوم بتوجيه البرامج النقابية، عن طريق الأجهزة التي تم فرضها, حتى تكون تلك البرامج في خدمة الجهة الموجهة، التي لا يهمها إلا خدمة مصالحها، لتبقى الشغيلة مهمشة من خلال تلك البرامج، مما يجعلها لا تهتم بها. وبسبب حزبية النقابة، التي يقوم فيها الحزب، بالنيابة عن النقابة، وعن النقابيين، وعن الشغيلة، بوضع البرنامج النقابي، الذي يجب أن يتطابق مع البرنامج الحزبي، حتى يحقق الأهداف الحزبية، بدل العمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للشغيلة، كما هو مفترض، لتبقى الشغيلة بدون أمل في العمل النقابي الحزبي, وبسبب تحول النقابة إلى مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. حيث يلجأ المسئولون النقابيون، المهووسون بتأسيس حزب معين، انطلاقا من النقابة، إلى وضع برنامج يتناسب مع الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، بدل خدمة مصالح الشغيلة، وتحقيق أهدافها المادية، والمعنوية. مما يبقيها مهمشة, ويوهمها، في نفس الوقت، بأن تأسيس ذلك الحزب، سيكون في مصلحتها، حتى تنخرط في العمل من أجل ذلك, وبسبب جعل الممارسة النقابية ممارسة حزبوسلامية، يقوم بسببها الحزبوسلامي بوضع البرامج النقابية، لخدمة أهداف الحزبوسلامي، المتمثلة في إشاعة أدلجة الدين الاسلامي، التي تقتضي العمل على قيام "الدولة الاسلامية"، التي تعمل على "تطبيق الشريعة الاسلامية". وهي شعارات تضليلية، تهدف إلى جعل الشغيلة تعتقد أن البرنامج النقابي الحزبوسلامي، هو الذي يسعى إلى تحقيق الأهداف، التي تخدم مصالح الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، نظرا للتضليل الذي يعمل ذلك البرنامج الذي يوهم الجميع بأنه برنامج إسلامي. وهو في الواقع ليس إلا برنامجا حزبوسلاميا، يكرس استغلال الشغيلة المضللة من قبل الحزبوسلاميين.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات