أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الباتع - على بلاطة














المزيد.....

على بلاطة


محمود الباتع

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    


توقف الزمن عند كلماتٍ متوارية نطق بها البابا بندكت السادس عشر في محفل ديني بألمانيا، واعتبرها المسلمون مفاجأة مسيئة إلى الدين الإسلامي. وسواء كان نطقه عن الهوى أم عن وحي يوحى، فقد أحدثت كلماته ما يشبه تموجات في بحيرة السجال الراكدة بين المسلمبن والمسيحيين.

يجب ألا نفاجأ بكلام البابا عن الإسلام، فهذا هو رأي الكنيسة في الإسلام ونبيه منذ ظهوره في أرض العرب. كما لا يفاجئنا حديث بابوات الإسلام عن الكنيسة المسيحية والإنجيل وعقيدة التثليث وواقعة الصلب منذ قرون، فرجال الأديان في كل زمان ومكان، وتحت أي عنوان، قد تملكهم الإحساس بامتلاك الحقيقة بشكل أقرب إلى الإحتكار، بحيث يرى كل من بقف على الجانب الآخر ضالاً وعلى خطأ.

تقتضي طبيعة الأشياء الإختلاف، هذا بديهي .. ويستدعي الحوار، أما التناحر والاقتتال فهو شيء مرفوض تماماً، خصوصاً إذا كان بمسوغ ديني.

من هنا فإن الحروب التي تشن لأسباب دينية يجب أن تندرج تحت مفهوم جرائم الإبادة الجماعية، والتي توصل العالم اليوم إلى إنشاء محاكم مختصة للمتورطين فيها. والحقيقة أن التطهير الديني لا يقل بشاعة عن التطهير العرقي ، ولو استطعنا أن نحاكم المتورطين في ما سمي بالحروب المقدسة بأثر رجعي، لمثل في قفص الإتهام آلاف القادة ورجال الدين. أكتفي بأن أذكر مثالاً من كل جانب، معارك السنة والشيعة إبان الخلافة الإسلامية، ومحاكم التفتيش في أوروبا القرون الوسطى.

لا يخفي الرداء الديني لجميع هذه الحروب، ما تنطوي عليه من دوافع سياسية وسلطوية وأسباب اقتصادية ألبست لباس الدين لأغراض التعبئة الجماهيرية البحتة. وأجزم أن العقائد الدينية لا ناقة لها في الحرب ولا جمل.

ليس كل مايتفوه به رجل الدين صحيح، وليس الحق منحصراً في ما يقول، فالإيمان لدى العموم من الناس لا يحتاج إلى مترجم حتى يفهمه الله، فالله قد خلق الناس وخلق قلوبهم وهو الوحيد القادر على تقييمهم ومن ثم محاسبتهم.

إن ما نعانيه جميعا، أفرداً ومجتمعات، من فتن طائفية وحروب واتهامات وإدانات مذهبية، ومن تعصب وكراهية تجاه بعضنا البعض، إنما هو نتيجة التحريض الديني المستمر من رجال الأديان ومن سار على نهجهم.

لم أكن لآبه لكلام البابا ولا لغيره، لولا وجود فئة منا، من أهلنا ومواطنينا يدينون بدينه، ونعلم أنهم يصدقون ما يقول، أحبهم، ولا أريد أن أخسرهم، أو أن أخاصمهم، فضلاً عن أن أقاتلهم، فهذا هو مجتمعنا جميعاً، و نحن هم أبناؤه فيه، وهؤلاء هم أهلنا ولا أقول جيراننا أو شركاءنا، ووحدتنا الوطنية وسلامنا الأهلي أهم عندي من "أبونا" و "أبوهم"، وما يريدون .

وعلى بلاطة أقول، عبثٌ جهودكم يا أصحاب الفضيلة والقداسة، فلن يصبح المسيحي مسلماً، ولن يصير المسلم مسيحياً مهما قلتم، وأعان الله كل منا على دينه .......
فأريحونا ... واستريحوا



#محمود_الباتع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أريد
- رجلٌ بِرَهْن الإنكسارْ
- حذاء المرأة
- آن لنا أن نعرف
- يا كلمةً هناك
- عزيزتي الأنثى ... كوني امرأة
- إسرائيل بعد الحرب
- هذيان
- بدولار إيمان لو سمحت
- خداع النفس
- عملية الدكتور حسن نصرالله
- تحجيب الحضارة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الباتع - على بلاطة