أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - امرأتان عظيمتان : أنوشة وكاترين ..!مسامير جاسم 1191














المزيد.....

امرأتان عظيمتان : أنوشة وكاترين ..!مسامير جاسم 1191


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:04
المحور: كتابات ساخرة
    


البشر في كل مكان وزمان يتعاملون مع العالم ومع الناس ومع الأشياء ومع الأحداث بأسئلة كثيرة منها :
متى حدث الشيء ..؟ في الماضي .. في الحاضر .. أم في المستقبل ..؟
كيف حدث ..؟
ما سبب الحدث ..؟
ماذا نتج عن الحدث ..؟
وغير ذلك من الأسئلة .
بعض الأجوبة يأتي عقلانيا .. بعضها يأتي عاطفيا أو مشوشا .. بعضها يأتي سارا وبعضها يأتي فاجعا خاصة إذا كان فاعل الحدث مخلوقاً إنسانيا لكنه غير عاقل ..!
صباح يوم 11 – 9 – 2006 اطلعت ُ على حدث سار سيتم غدا ، إذ ستصبح السيدة " انوشه أنصاري " الأميركية ذات الأصول الإيرانية أول سائحة فضاء في العالم عندما تنطلق على متن مركبة روسية يوم 14 سبتمبر/أيلول. وستكون انوشة (39 عاما) رابع سائح فضاء في العالم.
بعد سماعي هذا " الحدث السار " بوقت قليل استمعت إلى مطالعة الدكتورة كاترين ميخائيل على شاشات التلفزيون الفضائي وهي تدلي بإفادتها في محاكمة الأنفال عن حدث " الفاجعة " التي شاهدتها بعينيها على الأرض الكردية بأفعال من صدام حسين ونظامه .
في الجغرافيا : كاترين أسم جبل شامخ
في السياسة : كاترين اسم ملكة
في الفن والعطاء : كاترين اسم فنانة كبيرة
لكن هذا الاسم الأشم حملته ، هذه المرة ، امرأة عراقية ، كاترين ميخائيل . مناضلة عراقية ولدت 1950 في كركوك . أكملت دراستها في ثانوية القوش للبنين . تخرجت من جامعة الموصل 1974 . حصلت على شهادة الدكتوراه في هندسة النفط 1982 . التحقت بعدها بقوات البيشمركة الشيوعية لمحاربة نظام صدام . أصيبت بالسلاح الكيميائي الذي استعمله صدام ضد الشعب الكردي عام 1987 في كلي زيوة . من ضحايا الأنفال عام 1988 ثم عاشت في مخيمات اللاجئين في تركيا حوالي سنة . عملت أستاذة جامعة في الجزائر . تجولت العالم باحثة عن موطن استقر به ووجدت نفسها منفية في بلاد الله الواسعة ومنها تطوعت لشهادة الحق في محكمة عراقية تحاكم صدام حسين عن إحدى جرائمه .
كانت كاترين جميلة الصورة يوم 11- 9 وأنيقة المظهر ، كانت جبلا أمام صدام حسين ورهطه ، كانت فنانة في القول والصدق ، وملكة قديرة في مساعدة العدالة لتكون أقوالها قيمة مركزية في كشف حقيقة وجوهر الحدث الفاجع وفي الوصف العملي الكامل للأخلاق الدكتاتورية التي عصفت بأرواح الناس الأبرياء في عمليات الأنفال رغم أنها كانت تحمل في عينيها وفي نبرات صوتها وفي ارتجاف يدها اليسرى حزنا لا محدودا من معاناتها الجسدية والنفسية نتيجة هول الهمجية التي مارسها صدام حسين متجاوزا معايير كل القيم الإنسانية والنظم الأخلاقية الحربية والعسكرية في قتل مجاميع الناس بالسلاح الكيماوي .
حديث كاترين العراقية تطابق مع الحدث على مستوى ميكروسكوبي حيث كانت تتعقب من موقعها في جبال كردستان وكهوفها كل أجزاء أحداث وجرائم الأنفال .. كانت تراقب مساراته المتعددة بعينين نضاليتين بحكم كونها مقاتلة ( بيش مركة ) من جهة ، وبحكم تناظرها العميق بعينين سياسيتين واعيتين قابلتين للإدراك التام بالحدس والبديهة واستنتاج التطابق مع تجربتها الشخصية من جهة أخرى ..
لحق بها الأذى الكثير بسبب جرائم الأنفال لكنها ظلت تواصل فعل الخير لشعبها . ربما غابت آلامها الآن وربما تحول هذا الجزء من تاريخ حياتها النضالي إلى سعادة .. ربما وجدت الآن واجبا لتقديم وثائق بالصورة إضافة إلى الوقائع المعاشة كي تساعد المحكمة في التطلع إلى توفير العدالة الكاملة أمام محكمة العصر .
لم تكن مطالعة كاترين انتقامية أو عاطفية بل حملت قلبها وعقلها إلى المحكمة لتوضيح المسافة الشاسعة بين الحرية التي تنعم بها في منفاها وبين القهر والقسر والقمع الذي مارسه صدام حسين في وطنها كخيار همجي ضد الشعب العراقي وضد الأكراد أولا .
كاترين قالت الحقيقة على الأرض . كان واجبها الصدق فصدقت . استمدت أقوالها من واجب الاستقلالية والحق والعدل ، فكانت شاهدا بأرفع منزلة ، وكانت تكتنف عالم الوقائع والأخلاق ، وكان حديثها مناظرة في منظور الواجب من العدالة موفرة الحجة القانونية اللازمة لإدانة رجال الحكم البائد وهم يترنحون ذلا في شباك الصيد الضخمة داخل قفص الاتهام ..
مرحى للسيدة كاترين التي استضافتنا في حديث عن ذكريات رائعة رغم فواجعها التي حدثت على بقعة من الكرة الأرضية ومرحى للسيدة انوشة التي ستحدثنا غدا عن ذكرياتها خارج الكرة الأرضية .
ما ابعد المطابقة بين الحديثين من كل الوجوه ، من حيث الشكل ، والتركيب ، واللون ، والإغراض والمواضع ، لكن الحديثين نتيجة إنسانية نابعة من عيان امرأتين عظيمتين .
*************************
• قيطان الكلام :
• اكبر عقوبة للحكام البعثيين الظالمين وقوف كاترين العراقية لتقول كلمة حق تسعد بها قلوب الملايين .



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الرسام فان كوخ كم ّ ٌ نثري وقيم مميزة ..
- قارئة الأبراج تتحدث مع السادة القادة ..!!مسامير 1189
- ثلاثة دوخوا راضي الراضي : الفساد والرشاوى والحكومة الصامتة . ...
- مداعبة ثالثة مع مام جلال .. مع التحية ..!!مسامير 1187
- معادلة صعبة : لا علم لمن لا دولة له ولا دولة لمن لا علم له . ...
- من يملك الفلوس والميليشيا له حاضر وليس له مستقبل ..!! مسامير ...
- عالم صاخب جدا في رواية أمريكية جديدة ..
- مداعبة ثانية مع الرئيس جلال الطالباني ..!!مسامير 1183
- رمز الديمقراطية العراقية مطار بغداد الدولي ..!!مسامير 1182
- مائة مثقف عراقي يوجهون نداء إلى الحكومة العراقية
- غونتر غراس .. هل يضيع تاريخه الروائي ..؟
- مداعبة مع مام جلال .. مع التحية ..!!مسامير 1180
- مليوصة يا حسين الشهرستاني ..!!مسامير 1178
- أيها المفكرون العرب حاسبوا حسن نصر الله ..!!مسامير 1177
- الكهرباء والبنزين في أزمة والزبالة تتكاثر ..!!مسامير 1176
- الخطط الأمنية كالملابس الداخلية نرتديها ولا نكشف عنها ..!!مس ...
- مسامير جاسم المطير 1175
- مسامير جاسم المطير 1173
- مشكلة المشاكل في عراقنا : مجلس النواب ..!!
- مشاكلنا من صنعنا لذلك لا حل لها ..!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - امرأتان عظيمتان : أنوشة وكاترين ..!مسامير جاسم 1191