مسامير جاسم المطير 1173

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يا حسن نصر الله : الحرب ليست مغامرة إنها مأساة ..!
في العصور القديمة ، المسيحية والإسلامية واليهودية ، كان الناس المساكين وقودا للحروب السياسية من اجل الدين ..! أما في الألفية الثالثة فقد قام السيد حسن نصر الله رئيس حزب الله بتسخير الدين من اجل السياسة ..!
بسبب حبه للزعامة السياسية أراد أن يخدم حزبه ، حزب الله ، بدلا من خدمة وطنه لبنان ، فأمسك سماحته بيد صاروخية بقراري السلم والحرب فصار هو الزعيم اللبناني الأوحد الذي يأسر جنديين إسرائيليين وصار هو الذي يعطي الأوامر بضرب حيفا وعكا وهو الذي يهدد بإفناء تل أبيب على طريقة الرئيس المخبول المعزول صدام حسين التكريتي ..! صار حسن نصر الله هو الآمر الناهي القادر على استفزاز الوحش الإسرائيلي ليقتل اللبنانيين ويهدم جسورهم وموانئهم وعماراتهم ، جاعلا من نفسه قائدا فوق الدستور اللبناني وفوق رئاسة الجمهورية وفوق رئاسة الوزراء وفوق الجيش اللبناني ..!
حكام سوريا وإيران والعاملون في قناة الجزيرة الفضائية يستغلون الغباء السياسي للسيد حسن نصر الله رئيس حزب الله فيدفعونه دفعا إلى الحرب ليجعلونه يعتقد أن حريته في زعامة حزب الله تعطيه حقا في أن يختار من يغتال أرض الله في لبنان كلها ، فيصورون حسن نصر الله بأنه " المنتصر بالله " في الحرب ضد العدو الإسرائيلي " الضعيف " .. يصورون السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله ـ حفظه الله ـ زعيماً سياسيا ذكيا وقائدا عسكريا فذا ورجلا دينيا لم ينجب الإسلام مثيلا له ، بينما هو ـ حفظه الله ـ لا يستطيع حتى هذه الساعة ، بعد اليوم الخامس والعشرين من الحرب ، أن " يميّز " بين القدرة الوحشية التدميرية للطائرة المقاتلة الإسرائيلية ولفرقة دبابات وبين صواريخ الكاتيوشا ـ حفظها الله ـ التي يطلقها حزب الله والتي هي في الحرب الحديثة أشبه بـألعاب أطفال ، حيث يضربون 100 صاروخا كاتيوشيا بالتمام والكمال لكنها لا تقتل إلا مستوطنا إسرائيليا واحدا ..! وربما تصيب مقتلا لمواطن من عرب أو مسلمين مقيمين في إسرائيل أو تكسر زجاج منزل أو منزلين ..!
لا جدال في أن عناصر حزب الله شجعان‏ وهم رجال أشداء ذوو بأس وعزم‏ .. لكن هذا لا يكفي في مثل هذا الصراع المسلح ضد خصم على هذا القدر من التسليح الوحشي المدمر يا مولانا حسن نصر الله زعيم حزب الله..!؟
أنا العبد الفقير لله أنصحكم ، أيها السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله ، أن تنقذوا أنفسكم من التفكير أن تكونوا بديلا للمرحوم جمال عبد الناصر ولا للمخلوع صدام حسين .. فمثل هذا التفكير ليس سوى خيلاء وغرور وهو بداية النهاية حتى لو كانت تحت عباءة سورية أو عمامة إيرانية ..! فالأفضل يا مولانا أن تستخدموا قدرات حزب الله العقلية والقيادية لوضع خططكم لتحسين وتغيير الأوضاع الاجتماعية للشيعة الكادحين في لبنان بحيث تتحسن أحوالهم المعيشية‏ ، والتعليمية‏ ، والصحية‏ ، فيتحولون بمرور الزمن إلى قوة عمل بشرية أرقى وأفضل مما هي الآن ،‏ لتكون قادرة على إعادة أعمار لبنان بتشييد المصانع والمعامل ومراكز الأبحاث العلمية وأن يتحول الفلاحون البسطاء في جنوب لبنان الي عمال صناعة يفهمون في التكنولوجيا الحديثة .. فبعد شهر واحد من الآن‏ ، سيبدأ فصل الخريف وبعده يأتي الشتاء ببرده‏.‏ أين ستقيم آلاف الأسر التي تشردت .. أين المدارس التي سيدخلها الأولاد والشباب .. أين المستشفيات اللازمة لعلاج المرضى .. بل أين الشوارع والطرقات والجسور للانتقال من صور أو صيدا أو بعلبك إلى بيروت ..؟
يا مولانا نصر الله .. لنتصور فقط أيهما أبقى للبنان الحبيب ..؟ أيهما أبقى للناس الأحبة .. ؟ أيهما أفضل لحياة الإنسان اللبناني العظيم ومصيره على الأرض التي خلقها الله أجمل بقعة عربية.. ؟




***************************************
• قيطان الكلام :
• الحروب الهائجة لا تصنع محاربا ممتازا .. ومن يستند إلى العقل لا غالب له ..!
*******************************************
بصرة لاهاي في 5 – 8 - 2006

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل