أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم المطير - عالم صاخب جدا في رواية أمريكية جديدة ..















المزيد.....

عالم صاخب جدا في رواية أمريكية جديدة ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31 - 09:54
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ثقافة
كثير من كتاب العالم ، وكتاب الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتهم ، أنجزوا العديد من الأعمال الروائية والقصصية عن أحداث 11 سبتمبر وعن التفكير في الأسباب المؤدية لذلك الفعل ، كما توجه كتاب آخرون للكتابة عن التدمير المادي والنفسي لتلك الأحداث ، التي تعتبر من وجهة نظر أولئك الكتاب اشد خطورة على مستقبل العلاقة بين الإنسان والإنسان الآخر في مجتمع بضخامة المجتمع الأمريكي أو الأوربي .
لدينا أمثلة كثيرة على ما نشر من أعمال روائية بهذا الصدد من الصعب أن يخوض فيها جميعا أي ناقد أو معقب ، لا بسبب كثرتها العددية حسب ، بل لأسباب تتعلق بجوانب منطلقاتها الفكرية والسياسية المختلفة من حيث القضايا المفاهيمية ومن ناحية الجهود التي يبذلها كتابها لإعادة التفكير في البيئة التي أنتجت تلك الأحداث التي صارت الآن مستودعا كبيرا لكثير من سياسات الدول في العالم التي تواجه الإرهاب الدولي ، بما فيها العراق والسعودية والعديد من دول الشرق الأوسط ، وتنضج وسائل مكافحته فكريا وسياسيا وعسكريا وفي تنسيق المعادلات الدولية ذات الخصوصية الأمنية المرتبطة بشعار " عالم آمن بلا إرهاب " .
إن محاولات كتابة رواية ذات حبكة شاملة ومترابطة بصورة معقدة عن هذه الأمور ليس شيئا يسيرا بلا شك فيكمن في أعماق مشكلة الأمن الاجتماعي والأمن الدولي تدابير وتحديات واستراتيجيات تواجه بكل تأكيد كتاب الرواية الذين تتباين خلفياتهم ، لكن السؤال هنا : هل تتوافق رؤى واحتياجات كاتب واحد يختار موضوعته في روايتين مختلفتين متعاقبتين ..؟
بناء على هذا السؤال أحاول اخذ الكاتب الأمريكي الشاب " جونثان سافران فوير " كنموذج للتطلع إلى تجربته . فقد كتب رواية بعنوان: "كل شيء واضح"، وهذه الرواية يعدها الإعلام الأمريكي أول "رواية عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر"، وهي التي أكسبت "فوير" شهرة عالمية سريعة في عام 2002. أما روايته الثانية فتحمل عنوان "صاخب جدا وقريب بدرجة لا تصدق".
ومثل روايته الأولى، فإن العمل الروائي الثاني لـ "فوير" تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية وفي عدد من الدول الأوربية ومنها هولندا وألمانيا .
طفل صغير في الثامنة من عمره هي الشخصية الأساسية في الرواية يفقد أباه في الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من سبتمبر. وتسرد الرواية كيف يتصل والد "أوسكار" بابنه لعدة مرات من مبنى مركز التجارة العالمي المحترق، ولكن الابن الذي لا يستطيع أن يرد على الهاتف يستمع إلى الرسائل المخيفة التي تركها والده على الهاتف. ثم تدور بقية أحداث الرواية حول سعي الابن للبحث عن معنى لوفاة والده.
وعلى الرغم من أن "فوير" أشار إلى أن الرواية تتجاوز الحادي عشر من سبتمبر كحدث تاريخي، وتتناول إخفاق التخاطب البشري، وعجز اللغة عن التعبير عن النفس، إلا أنه، وفي عدد كبير من اللقاءات التي دارت معه بعد إصدار الرواية، شدد على رؤيته لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهي الرؤية التي تنتقد المنظور الذي اتخذته الإدارة الأميركية الحالية.
يشدد "فوير" على أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ينظر إليها في الولايات المتحدة بصورة تختلف عن النظرة الموجودة في أوروبا لها . ففي أوروبا يُعد الرأي العام انتقاديًّا نسبيًّا، بينما امتزجت الرؤية الأميركية بالشعور بـ"الخوف والغضب " كما احتكر السياسيون الحادث وتناقشوا حول " الثأر " أما في الإعلام فقد اُنتزع الحادث من سياقه. فيقول: "إن الطريقة التي يُتحدث بها في أميركا عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر منزوعة من السياق ، السياق العالمي، والسياق التاريخي. لهذا فإن الحديث يدور حول مطلقات ، كالخير المطلق والشر المطلق، والفزع المطلق والعدالة المطلقة".
لقد جاء الرد الأمريكي على العنف بالعنف أيضا ، مماثلا له في شكل "هجوم وقوة تدميرية " . ويرى "فوير" أن هذا النوع من الردود العنيفة لن يحقق شيئا، فالمشكلة لن تُحل عن طريق" قتل الناس " ولكن عن طريق التواصل معهم ومحاولة فهمهم. ويدافع "فوير" عن " التعاطف " كبديل ، ففي العديد من المقابلات الصحفية يقتبس عن الشاعر البولندي " زبيجنيف هربرت" قوله: " إن الخيال أداة الرحمة ".
ويرى "فوير" أن الولايات المتحدة جاءت بأسئلة عوضا عن إجابات ، فالذين يجرؤون على السؤال عن دوافع مختطفي الطائرات في الحادي عشر من سبتمبر يتهمون بعدم الوطنية. فوجود دوافع عقلية سيجعل من المختطفين بشرا، بينما يجب أن يُنظر إليهم كحيوانات غير عاقلة. في الحقيقة أن الحادي عشر من سبتمبر كان لحظة مناسبة لنسأل أسئلة مثل: ما يمكن أن يكون وراء هذا الحادث ؟. لماذا فعلوا هذا بنا عوضا عن بروكسل مثلا ؟ لماذا نواجه مشاكل مع هذا الجزء من العالم ؟ ما الذي يدفع إنسانا للغضب لدرجة أن يضحي بنفسه ليقتل الأميركيين؟ وما الذي يدفع شخصا آخر ليفكر بهذه الطريقة؟.
عن الناحية الفنية في كتابة روايات الأحداث فأن " فوير " يرى أن الأدب يعتبر سجلا تاريخيا للأحداث السياسية لكي تتحول الأحداث السلبية نفسها إلى محفز رئيسي لتغيير نظرة الإنسان للحياة ودفعه لنبذ العنف ، ودفعه لتحقيق خيار السلام بين البشر باعتباره هدفا عاما ينبغي توفيره للبشرية جمعاء .
تعرض "فوير" للنقد بصور خاصة ، بسبب وجود إشارتين بارزتين في روايته للتدمير الذي حل في الحرب بـ" درسدن ـ مدينة ألمانية تعرضت لقصف شديد من قبل الحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية ـ وهيروشيما". ومع ذلك يشير "فوير" إلى أن هذه الإشارات تهدف إلى تقديم منظور تاريخي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر:
كيف تم تبرير ما حدث في درسدن الألمانية .. ؟ إن الجميع يتفقون على أن ما حدث هو شيء فظيع، ولكن البعض يقولون إن ما حدث في درسدن كان مساويا لما ارتكبه الألمان من فظائع ضد الإنسانية أثناء الحرب العالمية الثانية . وكونك مواطنا في الدولة لا يعني فقط الاستفادة من الدولة، ولكن يعني أيضا أن تتحمل مسئولية الأفعال التي يتخذها القادة. المشكلة هي أن هذا ما سيقوله البعض ـ المختطفون على الأقل ـ عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن الملايين من الناس سيقولون: نعم إن موت المدنيين أمر سيء، ولكن هذا أمر مساو للمساوئ التي ارتكبتها أميركا ضد العالم العربي. الكثير من الكتاب السياسيين والروائيين والأدباء عموما يرون أن كلا التبريرين خطأ، ولكن ما يمكن أن نفكر فيه بخصوص هاتين الحادثتين هو ، كيف أن ما يعتبره البعض " إرهابا " يعتبره البعض الآخر " عدالة " كما هو الحال في فلسطين المحتلة أو يعتبر " مقاومة " كما هو حال بقايا نظام صدام حسين في العراق الذين يقاومون بوسائل شريرة تحول العراق نحو الحرية . الشيء اللافت في هذه الرواية الأمريكية الجديدة سعة رؤية المؤلف لما يعتبره البعض " خيرا " بينما يعتبره البعض الآخر " شرا " .. هذه الرواية تعتمد على التفكير بأسس كل المناقشات حول أحداث 11 سبتمبر .. أخيراً لا بد من القول إن الروايات الأمريكية الكبرى تحولت إلى أساطير سينمائية ، شأنها شأن الحوادث الواقعية التي شاهدتها الولايات المتحدة الأمريكية مثل الحرب الأهلية الأمريكية التي تناولتها السينما الأمريكية في عدد من الأفلام كان أهمها فيلم " ذهب مع الريح " ، وكذلك حرب فيتنام والهجوم الياباني على ميناء بير هاربور خلال الحرب العالمية الثانية ، وهي الأحداث التي صنعت منها هوليوود أفلاما أسطورية . فهل يأتي يوم قريب نشاهد فيها فيلما أمريكيا مأخوذا من هذه الرواية الأمريكية الجديدة ..؟
أظن ذلك .



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداعبة ثانية مع الرئيس جلال الطالباني ..!!مسامير 1183
- رمز الديمقراطية العراقية مطار بغداد الدولي ..!!مسامير 1182
- مائة مثقف عراقي يوجهون نداء إلى الحكومة العراقية
- غونتر غراس .. هل يضيع تاريخه الروائي ..؟
- مداعبة مع مام جلال .. مع التحية ..!!مسامير 1180
- مليوصة يا حسين الشهرستاني ..!!مسامير 1178
- أيها المفكرون العرب حاسبوا حسن نصر الله ..!!مسامير 1177
- الكهرباء والبنزين في أزمة والزبالة تتكاثر ..!!مسامير 1176
- الخطط الأمنية كالملابس الداخلية نرتديها ولا نكشف عنها ..!!مس ...
- مسامير جاسم المطير 1175
- مسامير جاسم المطير 1173
- مشكلة المشاكل في عراقنا : مجلس النواب ..!!
- مشاكلنا من صنعنا لذلك لا حل لها ..!!
- الإرهاب يتقدم في ظل خطة ٍأسمها بغداد أولا ..!!
- مسامير جاسم المطير 1169
- نوري المالكي يقود بنفسه غرفة العمليات العسكرية..!!مسامير 1 ...
- لسوء حظ الشعب العراقي أن عدد اللجان أكثر منه ..!!
- حزب الله .. نصر الله .. على باب الله إإ ..
- الأمن حديث الفضائيات العربية .. والسرقات حديث الشوارع البغدا ...
- وزير الداخلية شاهد ما شافش حاجة ..!!


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم المطير - عالم صاخب جدا في رواية أمريكية جديدة ..