أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - محمد عبيدو - في ذكراها الخامسة .... بوش يبدد «مكاسبه» من تفجيرات أيلول















المزيد.....

في ذكراها الخامسة .... بوش يبدد «مكاسبه» من تفجيرات أيلول


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:17
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


هل كانت مصادفة أن يتحدث الرئيس الأميركي جورج بوش عن «الإسلاميين الفاشيين»؟ بعد الصمود النوعي والمميز للشعب اللبناني ومقاومته الباسلة في وجه العدوان الإسرائيلي المدمر ، ومع هذه الهمجية الامتناهية التي أبدتها إسرائيل ومازالت تبديها في اعتداءاتها بالأراضي الفلسطينية… ومع إعلان السلطات البريطانية المكرر والملتبس عن تفكيك شبكة إرهابية جديدة كانت تستعد لتنفيذ ما هو أشدّ فداحة من هجمات 11 أيلول (سبتمبر)2001؟. ثم ألم يستخدم هذا التعبير «الإسلاميين الفاشيين» مراراً وتكراراً في أعقاب انهيار برجي نيويورك، ليس على لسان بوش وحده، بل على ألسنة عشرات الساسة وبأقلام عشرات الكتاب والمحللين، هنا وهناك في الغرب، وبالأخص في أدبيات وتصريحات الخط المتشدد للمحافظين الجدد بالولايات المتحدة؟
انشطار التاريخ
يأتي هذا الكلام مع الذكرى الخامسة لانشطار التاريخ، ما قبل 11أيلول (سبتمبر) 2001 وما بعده. وقد تكون في هذا الوصف مبالغة، إلا أن إدارة الرئيس بوش أرادت أن يكون هذا منظور العالم إلى الحدث المهول، وأن يتصرف العالم على ضوئه.
لقد كان الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وتدميرهما، ومقر وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن الحرب الأصغر والأقصر (ساعة من الوقت)، لكنها كانت الأكثر كلفة لجهة خسائرها المباشرة والمستقبلية، والأكثر تأثيراً لجهة تداعياتها.
لقد غيرت تلك الأحداث كل المفاهيم التي كانت سائدة، على صعيد نظام القيم في المجتمع الأميركي، والعلاقة بين النظام الأميركي ومجتمعه، ومفاهيم العلاقات الدولية، وعناوين النزاعات العالمية في القرن الحادي والعشرين، وآليات الهيمنة الغربية، الأميركية تحديداً، على المناطق والشعوب الأخرى، ...ولأهم من كل ذلك تداعيات هذا الحدث على العلاقة بين الغرب والإسلام والمنطقة العربية.
لم تدع الولايات المتحدة الوقت يفلت منها، فاتخذت مما جرى فرصة ذهبية لإعادة صوغ النظام العالمي الجديد، الذي ظهرت ملامحه بعد حرب الخليج الثانية ضد العراق، لإرساء قواعد جديدة للعبة الدولية في اتجاه الإمساك أكثر بالعالم.
هكذا استغلت العملية
أرادت الولايات المتحدة، بصقور اليمين الحاكم بالبيت الأبيض، أن تجعل من العملية على واشنطن ونيويورك مدخلاً لمعاقبة من يخالفها ومكافأة لمن ينصاع دون تردد لإرادتها وإملاءاتها. وعبر الرئيس بوش عن ذلك بإعلانه الحاسم عن انقسام العالم إلى«من معنا ومن مع الإرهاب»، لتبدو واشنطن «كنيابة عامة دولية» تقف على رأس نظام عالمي ينبغي على الآخرين إما الانخراط فيه أو البقاء على هامشه، مع ما يتطلب هذا الموقف من مجازفة بمصالحهم المستقبلية.
و هذا ما سيدفع الرئيس بوش الابن إلى الذهاب بعيداً ليغادر السلوك العقلاني الذي يفترض برئيس دولة أخذت على عاتقها إعادة تشكيل العالم على نصاب جديد بعد الحرب الباردة. ثم سنراه يمضي في تقديس القوة إلى حد جعله يقول للعالم إن القوات المسلحة الأميركية هي رأس نظام القيم بالنسبة إليه ولا شئ سواها. هكذا أدّت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) إلى أن تحدث تحولاً عميقاً في سياسات الولايات المتحدة، بحيث استطاع بوش أن يوظفها على الجملة وبطريقة لم تتسنّ لأي زعيم في التاريخ الأميركي الحديث. إذ على الرغم من سذاجته وافتقاره إلى البراعة في الارتجال، بدا وكأنه الكاسب الأول والوحيد من تدمير مركز التجارة العالمي وقصف البنتاغون. ذلك لأتن الالتفاف الشعبي الأميركي حول الإدارة يوم ذاك حسم كل جدل حول مشروعية وجوده في البيت الأبيض. في حين تعززت مكانة القطب الأميركي برئاسته دولياً بإجماع دول العالم على استنكار«العملية الإرهابية» التي استهدفت رمزي القوة الأميركية المالية والعسكرية.
وفي خطابه في ثالث يوم، بعد تلك التفجيرات، ركز بوش على ما اعتبره «كراهية أسلوب الحياة الأميركية، المميز بالديمقراطية والرفاهية»، متهماً الثقافة «الأصولية» بأنها عمقت الحقد والتعصب عند «الجماعات الإرهابية». ويومها اعتبر بوش أن أميركا، التي تمثل «محور الخير» من وجهة نظره، مستعدة لخوض«معركة مقدسة ضد محور الشر، حتى تحرر البشرية كافة من آثامه». وبدا جلياً أن القسمة التي أعلنها بوش تلقى قبولاً واسعاً في الشارع وأجهزة الإعلام الأميركية.
بون شاسع
والبون بعيد جداً بين ما كانت عليه حال الشراع الأميركي والرأي العام الأميركي تجاه بوش وإدارته وخطابه السياسي ـ العقائدي، والإعلام المروج لسياسته، وبين ما هي عليه اليوم على الصعيدين الداخلي والدولي.
ويبدو جلياً أن بوش خسر الكثير من المكاسب التي حظي بها غداة 11 أيلول (سبتمبر)، وأن خطابه لم يعد له ذات الصدى أميركياً وعالمياً. والسؤال الجوهري من المسؤول عن ذلك؟ وهل تداعيات احتلاله للعراق والدعم الأميركي الكامل للعدوان الإسرائيلي على لبنان ستأتي على ما تبقى لبوش من رصيد تلك المكاسب؟.
إن التعصب والانغلاق لا يعودان لمفاهيم الإسلام والقيم الحضارية العربية، وإنما هما نتاج واقع سياسي ـ اجتماعي ـ اقتصادي مأزوم.
ومن إفرازات الشعور، بانسداد آفاق التغيير بالوسائل المشروعة، وأن الإدارة الأميركية تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية عن الواقع العربي المأزوم بانحيازها المباشر والواضح لإسرائيل ومعاداتها للوجود القومي العربي، والتطلعات التحررية للشعوب العربية. وأن هناك تمايزاً بين حق مقاومة الاحتلال المشروع دولياً وأخلاقياً، وبين الإرهاب والعدوان على الآخرين من منطلق رفض الآخر وكراهيته.
خسارة عربية
وفي الوقت الذي ندين فيه التفجيرات الإرهابية سواء في نيويورك وواشنطن أو لندن أو مدريد، والذين خططوا لها ونفذوها، نرى أن الخاسر فيما حدث إنما هم العرب والقضية الفلسطينية بشكل خاص. فلم يكن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بمنأى عما فرضته تداعيات ما بعد 11 أيلول (سبتمبر). كان ثمة تلازم وتوازٍ أدى إلى تحولات في مسار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي قبل الزلزال الأميركي. ثمة من ذهب إلى أن حرب شارون على الانتفاضة اجتازت حدودها القصوى لكي تكون حرب تصفية فكرة الدولة الفلسطينية من أساسها.
وأفلح شارون في إيصال حركة المواجهة إلى النقطة التي بدت معها الحلول السياسية أدنى من المستحيل.
فأحداث 5 أيلول (سبتمبر) أتاحت لشارون وجيشه استباحة الضفة الفلسطينية وقطاع غزة دون مساءلة.
وهو بتماهيه مع المشاعر الأميركية الملتهبة ضد «الإرهاب» استطاع أن يستميلهم إلى التعاطي مع المنظمات الفلسطينية المحركة للانتفاضة بوصفها «منظمات إرهابية». وشن حملة تدميرية واسعة النطاق على البنية التحتية للسلطة الفلسطينية بضوء أخضر أميركي.
وجهان لعملة واحدة
وبالعودة لهجمات أيلول (سبتمبر) وما تلاها، فقط ذهب البعض إلى أن خطابات أسامة بن لادن المدبر للهجمات، الذي رسم خريطة للعالم يتوزعها فسطاطين هي الوجه الآخر لخطابات بوش عن الخير والشر والحرب على الإرهاب..
وأياً يكن الأمر، فإن منطقة التوتر الواسعة التي فتحتها أحداث أيلول (سبتمبر) والحروب الأمريكية في العالم، تشي وكأن السيادة المطلقة قد أخليت لمقولة الأمن واستبداد الحروب.



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما المقاومة عبر تجربة جان شمعون اللبناني ومي المصري الفلس ...
- السينما في موريتانيا - 2
- 1 - السينما في موريتانيا
- السينما في المغرب -8
- السينما في المغرب -7
- السينما في المغرب -6
- السينما في المغرب - 5
- السينما في المغرب - 4
- 3 - السينما في المغرب
- 2 - السينما في المغرب
- السينما في المغرب:البدايات
- أندلس الحنين
- السينما في الجزائر - 8
- السينما في الجزائر - 7
- السينما في الجزائر - 6
- السينما في الجزائر - 5
- السينما في الجزائر- 4
- السينما في الجزائر- 3
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - محمد عبيدو - في ذكراها الخامسة .... بوش يبدد «مكاسبه» من تفجيرات أيلول