أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 3 - السينما في المغرب















المزيد.....

3 - السينما في المغرب


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1650 - 2006 / 8 / 22 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


وقام المخرج أحمد المعنوني خريج مدرسة الفيلم البلجيكية بإخراج "أليام أليام" عام 1978. أما المخرج جيلالي فرحاتي الذي درس الأدب والاجتماع بفرنسا، فقد بدأ عمله بفيلم "جرح في الحائط" عام 1977. وتحول الكاتب المسرحي نبيل لحلو للسينما، وبدأ سلسلة اقتباسات مسرحية بـ "القنفودي" عام 1978, وقام حكيم نوري باخراج فيلمه " ساعي البريد " عام 1979 .
تعكس هذه التطورات جزئيا الدور المتنامي للمركز السينمائي المغربي الذي مول (أو شارك في تمويل) عددا من الأفلام الروائية، أغلبها من إخراج موظفي المركز السينمائي المغربي، بما في ذلك التمويل الجزئي لأول فيلمين روائيين مغربيين عام 1968، وتمويل فيلم " شمس الربيع" إخراج عبد اللطيف لحلو.
أن دخول المركز السينمائي المغربي مجال الإنتاج الخارجي كان يمثل خطوة هامة، وتتضمن الأفلام الأخرى التي شارك في إنتاجها المركز السينمائي المغربي الأفلام الأولى لبعض كبار المخرجين المغاربة في أواخر السبعينات، مثل فيلم "جرحة في الحائط" لفرحاتي، و"عرس الدم" لبن بركة، و"القنفودي" لنبيل لحلو، والفيلم الجماعي"رماد الزريبة".
وقد ازدادت مشاركة القطاع الخاص في مجال تسهيلات المعامل والتسجيلات في السبعينات، حيث افْتُتحت استوديوهات جديدة في "عين الشق" بالدار البيضاء لتضاف إلى الاستوديوهات الموجودة في السويسي بالرباط منذ عام 1944. إلا أن التقدم في الإنتاج الفعلي للأفلام كان بطيئاً، حيث تم إنتاج 16 فيلم روائي فقط خلال العقد الأول ككل، بنسبة ثلاثة أفلام فقط كل عامين.
ولتفادي هذه الوضعية والمتسمة بتحمل السينمائي المغربي العبء الاكبر من مسؤولية انتاج فيلمه , ولتشجيع المبادرات الفردية أحدث سنة 1980 صندوق الدعم كمصدر تمويلي لمساعدة الانتاج السينمائي الوطني وتطويره نظرا لندرة رؤوس الأموال في هذا القطاع ولارتفاع سعر تكلفة الانتاج , الا أن هذه المنحة تبقى مجرد اعانة على الانتاج ولا تغطي تكلفته الاجمالية .. ومن خلال هذا الصندوق سوف يجد المخرج المغربي متنفسا انتاجيا ويذكر الناقد خالد الخضري في كتابه " المخرجون المغاربة المغاربة " انه في ظرف خمس سنوات , أي ابتداء من سنة 1980 الى سنة 1984 أنجز 31 فيلما روائيا طويلا , أي بنسبة 6 أفلام في السنة , في حين أنجز قبل هذه المرحلة وفي ظرف 22سنة {من 1958 الى 1980 } 20 فيلما
كما ان هذا الصندوق سمح بظهور عدد من المخرجين الذين لم يرد لهم ذكر قبل عام 1980 . فمن اصل 25 مخرجا هناك 17 يخرجون لأول مرةأشرطة طويلة في فترة الخمس سنوات المذكورة .
كان لزيادة الإنتاج خلال فترة الثمانينات تأثير متباين على المخرجين الراسخين بالمغرب، فقد اخرج عبد الله المصباحي و سهيل بن بركة ـ اللذين كانا أغزر مخرجي المغرب إنتاجا خلال السبعينات ـ فيلما واحدا لكل منهما، حيث أخرج المصباحي فيلم "أرض التحدي" عام 1980، وقدّم بن بركة فيلم "آموك" عام 1982 وهو عمل درامي طموح ضد العنصرية ممول من طرف السنغال وغينيا إلى جانب المغرب.. فالإثارة حدثت لمخرجه أثناء سفره على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجنوب أفريقية، من روما إلى تاناربي بمدغشقر سنة 1973. مع مجموعة من السينمائيين، كان من بينهم المخرجان الإيطالي الشهير ((باوزليني)) والأفريقي: ((عثمان سمبين)) (الحوالة) فلما صعد رجال الأمن العنصريون إلى الطائرة لمراقبة الجوازات .. قسم الركاب إلى ثلاثة أجناس على ثلاثة أجزاء الطائرة: الأوروبيون البيض في مقدمتها بالدرجة الأولى.. ثم العرب ومن بينهم سهيل بن بركة في وسطها .. في حين احتفظ بالأفارقة السود ومن ضمنهم المخرج سمبين – في مؤخرتها.
ثم تكرر نفس الفعل في مطار ((جوهنسبورغ)) عاصمة جنوب أفريقيا. حيث اضطر الركاب إلى الإقامة به مدة غير يسيرة قبل تغيير الطائرة.. فأنزل الأوروبيون مرة أخرى في غرفة فخمة .. ثم العرب في أخرى متوسطة.. بينما حشر السود في مرآب أشبه بالاسطبل !!
فهذه الحادثة يقول ابن بركة: ((استفزتني، ففكرت في إخراج فيلم يتحدث عن الميز العنصري الأفريقي))، الإثارة إذن حصلت.. وما بقي هو المادة الخام التي سيصهر منها الفيلم .. فكانت هي الأدب .. حيث لجأ سهيل إلى أدب أفريقي محلي هذه المرة.. ويتمثل ذلك في رواية الكاتب الجنوبي أفريقي المعاصر التي سبق ذكرها.. إذ سبق له أن قرأ الرواية من باب الإطلاع .. ثم عاد إليها بعد هذه الحادثة ليقرأها ثانية لكن هذه المرة من باب التفحص التركيز.. قراءة سينمائية .. فيطلع لنا ي الأخير ذلك الفيلم الرائع (أموك). وللتذكير أيضاً فسيناريو هذا الفيلم بالإضافة إلى كونه مقتبس عن رواية، فقد ساهم في إنجازه وكتب حواره رجل الأدب المذكور ((ميشال كونستنان)). (أموك) حصل على الجائزة الأولى في مهرجان موسكو سنة 1983.
وهناك مخرجون آخرون حصلوا على فرص إنتاج أكثر، حيث أخرج نبيل لحلو أربعة أفلام في الثمانينات هي "الحاكم العام" عام 1980، و "إبراهيم ياش" عام 1984، و "نهيق الروح" عام 1984، و"كوماني" عام 1989. وقدم المخرج المحنك محمد التازي (شارك في إخراج أول فيلم روائي مغربي) ثلاثة أفلام هي "أمينة" عام 1980، و "للا شافية " عام ، المنتج عام 1982 ، البسيط ، المتمكن من أدواته الفنية ، والذي لم يدشن في الغرب ، يقدم الحياة اليومية في إحدى القرى المغربية ، على نحو متفهم وحميمي . أهل القرية يعملون . يزرعون ، يقلبون الأرض ، يوزعون السماد . في السوق يبيعون ويشترون ، مثل كل البشر ، يختلفون مع بعضهم بعضاً ، يتشاجرون ، يتصالحون .
والنساء ، أيضاً ينهمكن في العمل : طحن البذور ، غسل الملابس ، عجن الدقيق ، خبز العيش ... الكل يعمل ، بدأب ، من أجل . استمرار الحياة .
إلا أن الفيلم ليس مجرد غنائية لنمط الحياة في ريف المغرب ، ولكنه ، وهذه هي قيمته الجوهرية ، يتضمن نقداً لها .
جاء نبيل لحلو إلى السينما من عالم المسرح .. فهو مؤلف وممثل ومخرج ، قدم بأسلوب تجريبي ، يقترب من " اللامعقول " ، العديد من التجارب المسرحية ، منها " أو فيليا لم تمت " ، وهي المسرحية التي سنرى بعض مشاهدها في فيلمه " إبراهيم ياش "المنتج عام 1983 ، وهو يقول " لم أخرج أبداً عن العالم السريالي الساخر الذي تعاطيته في المسرح ، وعندما تحولت إلى السينما احتفظت بذلك الأسلوب الذي يرمي إلى تحطيم الصورة التقليدية التي نشأ وكبر فيها المسرح المغربي . ففي أفلامي حاولت المحافظة على أسلوبي المسرحي : أي الوصول إلى الجمهور عن طريق جو ساخر وسريالي حتى لا أسقط في المباشرة التي أعتقد أن المتفرج ملها منذ سنوات . وهو أسلوب مناورة – مثل كرة القدم – مع الرقابة التي تفهم المواقف في الأفلام المباشرة التقليدية . وهذا لا يعني أنني أتهرب من الواقع " .
وقبل مناقشة مقولات نبيل لحلو ، التي من الممكن أن تجرنا إلى مناطق نظرية تماماً ، يجدر بنا أن نرى فيلمه أولاً . " ياش " كلمة مغربية ، عامية ، تعني ماذا ، أي أن اسم الفيلم بالعربية الفصحى ، التي يتحدث بها أبطال الفيلم جميعاً هو " إبراهيم ماذا؟ " .. وقد تدهش – مثلي – من إصرار المخرج على اختيار عنوان " محلي " لفيلم ينجح في أن يجعل أبطاله يتحدثون بلغة عربية صحيحة ومفهومة ، ينسجها نبيل لحلو على نحو درامي سلس .
ولكن بالنسبة للعديد من المخرجين فقد كان الحد الأقصى الممكن هو فيلمان خلال العقد.
اخرج مصطفى درقاوي "أيام شهرزاد الجميلة" عام 1982 و "عنوان مؤقت" عام 1984. واضطر مومن سميحي للانتظار سبعة أعوام بعد فيلمه الأول قبل أن يخرج فيلمه "44" أو "أسطورة الليل" عام 1982، ثم ستة أعوام أخرى قبل أن يكمل فيلمه "قفطان الحب" عام 1988.
وفي الوقت نفسه استطاع مخرجون آخرون سبق و أظهروا مواهب واعدة أن يتموا فيلما واحدا فقط. وبصفة عامة فإننا نجد أفلاما أولى بنوعيات مختلفة تعبر عن أفكار وموضوعات مختلفة . وبعد 16 عاما على فيلمه الأول "شمس الربيع" قدم المخرج لطيف لحلو فيلمه الثاني "شبهة" عام 1986. وبسرعة اتبع أحمد المعنوني فيلمه الأول "أليام أليام" الذي حظي بمشاهدة واسعة، بفيلمه الثاني "الحال" عام 1980، لكنه لاذ بالصمت بعد ذلك. وأخرج محمد الركاب فيلمه الوحيد "حلاق درب الفقراء" عام 1982 الذي حظي بالإعجاب، محمد الركاب في الفيلم يقدم لنا أماكن خلقت الكاميرا بينها وبين عين المتفرج علاقة حقيقية قوامها الابداع الحق حيث انتفاء الشرخ أو الفجوة. أمكنة سبورة برؤية فنية عميقة يتداخل فيها الواقعي بالمتخيل لدرجة يحس معها المشاهد ان الأحداث التي يحتويها ويؤطرها لا حدود بين مستوى واقعيتها وبين مستوى بنائها التخيلي، فالركاب كان ابن الدرب يغرف من الذاكرة والمخزون الخيالي وهو يصور/ ينقل عوالم هامشية تنتصب فنيا رغما عن العين وتؤثر بفعل هامشيتها/ تهميشا بالتحديد لما تخفيه في فضاءاتها محمد الركاب من مواليد مدينة آسفي سنة 1942 .. أخرج مجموعة من الأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية، منها برنامج (بصمات). كما أخرج مع مخرجين آخرين شريط (رماد الزريبة) سنة 1977.
أما فيلم (حلاق درب الفقراء) وهو أول شريط روائي موقع باسمه، فقد أنجزه سنة 1982 ولا زال منذ ذلك الحين إلى الآن تقريباً يواصل جهوده للحصول على التمويل الكافي لإنجاز مشروع فيلمه الثاني (مذكرات منفى) حول القضية الفلسطينية انطلاقاً من حادثة اغتيال أحد القادرة السياسيين في مصر سنة 1949 من طرف المدعو أحمد صالح بركات.
كان الركاب أيضاً قد دخل إلى السجن بسبب بعض الديون التي خلفها فيلم (حلاق درب الفقراء) نظراً لعدم توزيع هذا الشريط داخل وخارج المغرب .. الشيء الذي جلب معه خسارة مادية فادحة لمنتجه ومخرجه في آن واحد .. وبالتالي يمكن أن نرى في شخصية ميلود (بطل الفيلم) وما جرى له في درب الفقراء، شخصية محمد الركاب وما جرى له مع هذا الفيلم. .
.وعرض(( عرائس من قصب )) لجيلالي فرحاتي في (( كان )) 1982 . في 88 دقيقة عن سيناريو لفريدة بن ليزيد . الفيلم ذكي ويمتاز بملامح بيئية وفلكلورية تؤكد الدقة والحساسية التي يتناول بها فرحاتي عمله السينمائي الروائي .
فصل من كتاب
السينما في المغرب العربي



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 - السينما في المغرب
- السينما في المغرب:البدايات
- أندلس الحنين
- السينما في الجزائر - 8
- السينما في الجزائر - 7
- السينما في الجزائر - 6
- السينما في الجزائر - 5
- السينما في الجزائر- 4
- السينما في الجزائر- 3
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات
- صورة سينمائية اجنبية مختلفة وعادلة للصراع مع الهمجية الاسرائ ...
- السينما التسجيلية-...بحث في الواقع والحقيقة. والتزام بقضايا ...
- ذاكرة الرماد
- ملهم السينما الألمانية - فاسبندر
- دزيغا فيرتوف
- إيليا كازان
- العربي والفلسطيني والإسرائيلي على شاشات التسعينيات
- حبق روحك
- غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 3 - السينما في المغرب