أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما في الجزائر- 3















المزيد.....

السينما في الجزائر- 3


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


غير أن كل هذه الأفلام وكل هذه المواقف ظلت واقفة عند حدود زمن الثورة، سلباً أو إيجاباً، فما الذي حصل بعد الاستقلال؟ لقد كان ذلك بدوره، سؤال شائك أما الجواب فكان مرزاق علواش أول من جرؤ على الاتيان به، في فيلمه الرائع (عمر قتلته الرجولة).
حيث الحديث عن الواقع اليومي: الحياة الصعبة، البطالة، أزمة السكن، العلاقة بين الجنسين، قصة الفيلم عن شاب جزائري يعيش وسط عائلته التي تسكن منزلاً ضيقاً مزدحماً بأخوته أو الشارع الذي يسكن فيه، وعالمه الخاص المحصور بينهما، يفتقد عمر إلى شريط ويعاني الوحدة، يحاول أن يقيم علاقة مع فتاة سمع صوتها ذات مرة مليء بالشجن، ولكنه لا يدري كيف يتم التواصل معها. يعمل موظفاً في مكتب صغير، يقضي أوقاته في الشوارع لاهياً، يراقب النساء، أو في مشاهدة الأفلام، تعترضه عصابة وتسرق نقوده، وتترك جرحاً في وجهه، يلجأ إلى صديق مهرب لشراء مسجل يعثر على شريط كاسيت بصوت فتاة، يرتبط بها بعد معاناة، إنها ضائعة مثله، لكنه لا يستطيع التواصل معها، ويعود إلى سابق عهده.
فيلم مرزاق علواش غاص في العمق تتنبأ بأيام قادمة يعيشها هؤلاء الشباب الموضوعين على الهامش في الجزائر.
وتابع مرزاق علواش مسيرته، في أفلام لافتة تصور مختلف مراحل تطور الذهنية الاجتماعية الجزائرية.
فيقدم (مغامرات بطل) 1978 وأحداثه: في إحدى القبائل الصحراوية، ينتظرون البطل الذي سيدافع عن الفقراء، ويحقق العدالة ينتظر أحد العجائز الموقف، فيقوم بوضع علامة البطل على ابنه، كي يضمن له المستقبل السعيد، تفرح القبيلة، بمولد المخلص، ويقدمون له القرابين، تمر السنون، ويكبر الطفل، وعليه أن يصبح بالفعل بطلاً عندما يصير شاباً، يتلقى تعليمه، ويحاط بهالة من القدسية، رغم أنه ليس أكثر من بطل مزيف، يجوب البلاد ليتعرض لمجموعة مغامرات مصاغة بخيال جامح ومفعمة بروح السخرية. وعبر هذه المغامرات والمشاهد الفانتازية. يطرح المخرج تأملاته في قضايا العصر ومشاكل المجتمع الجزائري.
ثم يقدم عواش فيلمه (رجل ونوافذ) عام 1982 ويدور حول رجل ينقل من عمله الأصلي , كأمين في المكتبة الوطنية الى ناظر في مكتبة دار السينما الجزائرية , هو انسان مثالي في عمله , ولكن هذا يولد الغيرة في قلوب الآخرين منه , يسعى الى العودة الوظيفية القديمة , ويتقدم بشكوى الى مكتب الوزير , يتم تجاهل سكوته , وبعد العدير من المحاولات يعود الى وظيفته في المكتبة الوطنية . ليهاجر علواش بعد الفيلم إلى باريس ويعمل هناك فيقدم (حب في باريس) 1987، و (باب الواد الحوم) 1994، و (الجزائر بيروت للذاكرة) 1998، و (سلاما ابن العم) 1996 الذي يتعرض لوضع الجزائريين في الجزائر وفرنسا.
أما المبدع الآخر الذي ينتمي إلى جيل علواش نفسه، أي فاروق بلومة، فقد اختار طريقاً أكثر مواربة، فهو في فيلمه الوحيد الكبير الذي حققه (نهلة) 1979 اختار أن يقول أزمة الهوية والمجتمع الجزائريين ولكن من خلال الحرب اللبنانية. وتحديداً من خلال صحافي جزائري يجد نفسه أمام أسئلته الخاصة أمام هذه الحرب التي وجد نفسه يتورط فيها.
وإخرج إبراهيم تساكي فيلمه (( أطفال الريح )) عام 1980 ويتضمن ثلاث قصص هي (( علبة في الصحراء )) حول أطفال سيدي يعقوب الذين يجمعون النفايات القصديرية لصنع آلات مجهرية ، ثم (( جمال في بلاد الصور )) حول مغامرات طفل مطرود من المدرسة يبيع ورد الرمال ، ثم (( بيض مسلوق )) حول طفل يبيع بيضاً مسلوقاً في الحانات ، ويلقي الأضواء على خيبة أمله إزاء أبيه بائع الألعاب ، ثم الممثل الذي أصبح نجمه المفضل وبطل أحلامه ، ويصدم فيه الطفل حين يقابله في حانة فيراه عربيداً ، غارقاً في طوفان الحياة . و الصورة الجميلة تتحطم حين يلتقيه في حانة بإحدى الأمسيات ويكتشف وجهه الحقيقي وما يعانيه من تمزق وتشتت.
الفيلم نظرة قاسية لواقع الصبي بمواجهة الناس والأحداث في الحياة، وهو ينتهي بانهياره حين رؤيته لأبيه وهو يلهو بطريقة طفولية بالدمى التي لها شكل الفئران
وبعد تجربة طويلة ومميزة في التمثيل السينمائي والمسرحي يخرج محمد شويخ فيلمه الأول " الانقطاع " 1982 وفيه يلتقي رجل وامرأة, قبل ان تندلع الحرب التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي . يحس كل منهما ان وراءه ميراث وواجب وطني , وعليهما معا مواجهة المتاعب التي تقابلهما , من تقاليد قديمة بالية . وتندلع الثورة , ويحس الرجل ان وراءه مهمة ومسئولية
و أنجزت الروائية والمخرجة اسيا جبار عام 1982"زردة أو أغاني النسيان".ويتمحور الفيلم حول موضوع المرأة . والمرأة هنا تكشف عن قدرتها على التعبير عن نفسها بجرأة وعلى اجتراح ولادة جديدة.
عندما تريد آسيا جبار أن تختصر تجربتها الإبداعية تقول: "أحاول ككاتبة أن أصلح الاقتلاع الذي كنت ضحيته في طفولتي. ومجيئي إلى السينما جاء من باب الذهاب إلى العربية المحكية. تجربتي السينمائية جعلتني أعي كوني كاتبة بالفرنسية من دون عقد نقص، ولِم العقد طالما أني أكتب عن بلدي"؟.
تبدو التجربة الثقافية لآسيا جبار تأسيسية على أكثر من مستوى. فهي استكملت طريق الكتابة النسوية وجعلت منها محفلاً ثقافياً قائماً بذاته. وتكفي اليوم قراءة كتابات جزائريات، سواء في الداخل أو في المهجر، من قبيل: صفية قطو، ومريم بين وأحلام مستغانمي وفاطمة غالير ومالكة المقدم وسواهن للوقوف على المسار المنفتح الذي اختطته كتابات آسيار جبار، وعلى ذلك الوعي اليقظ بقضايا التاريخ وقوة الهوامش النسوية واستمرار الأسئلة القلقة التي تطرحها على عوالم المجتمع والثقافة. كما أنها فتحت أمام النساء الجزائريات باب السينما وطرقته في وقت كانت لا تزال الكلمة، أو بالأحرى الصورة، تستعصي على التناول النسائي. واليوم يمكن السينمائيات الجزائريات، من أمثال يمينة بنغيغي ورشيدة كريم و يمينة بشير الشويخ ومليكة طنفيش وفجرية دليبة أن يفتخرن بكون رائدتهن في هذا المجال كانت امرأة مثقفة وكاتبة وأديبة من طراز آسيا جبار، يتماشى لديها التعبير بالصورة والتعبير بالكلمة عن الهواجس التاريخية والشخصية الدفينة للمرأة العربية المعاصرة.
الفيلم الجزائري "العاصفة" المنتج عام 1982 للمخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا الذي قدم منذ فيلمه "رياح الأوراس" نموذجاً لسينما مختلفة، وهو الذي اشتهر عالمياً بعد فوزه بجائزة مهرجان "كان" عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر".
وفيلم "العاصفة" متميز في مادته وموضوعه وبقوته الإخراجية. أحداث الفيلم تجري وسط قبيلة تعيش في واحة وسط الصحراء محاطة بالرمال وتهب عليها باستمرار العواصف الرملية التي تغطي البيوت والخيام وتدخل مسام الجسد وتكتم الأنفاس. وفي كل مرة تهب فيها العاصفة يندفع أهالي القبيلة في صراع محموم لدرء أخطار الرمال. ويعطي المخرج للرمال رمزاً واضحاً يجسده من خلال شيخ ضرير يعيش منعزلاً عن القبيلة ويغرق أهاليها بلعناته، والتي على أثرها تهب عواصف الرمال وكأنها التجسيد المباشر والحي للعنات الشيخ. وهكذا فالصراع بين أفراد القبلية والرمال يتحول إلى صراع كابوسي يمتد من اللقطة الأولى في الفيلم حتى نهايته.
غير أن الهم الرئيسي للفيلم ليس الحديث عن قسوة الطبيعة بل عن قسوة الناس والعادات في مجتمع متخلف. ولهذا يختار المخرج عائلة واحدة ليركز عليها، وعلى حياة أفرادها المليئة بالقسوة والظلم والحدة المستندة إلى عادات وتقاليد متخلفة ترسخت منذ قرون. ونادراً ما يتحدث أفراد العائلة فيما بينهم، وبدل الحديث فإن النظرات الصامتة المتبادلة فيما بينهم، ولكن ذات المعاني الدفينة، هي التي توحي بما يحدث وبما يشعرون. النظرات هي التي تعرفنا على احتقار الزوج لزوجته التي لا تلد إلا البنات، وإلى كراهيته لزوجة أخيه الأصغر نصف المشلول والتي أنجبت ذكراً. النظرات نفسها تنقل الأمر للأخ الأصغر بقتل المغني الشاب الذي ينشر الحب والفرح عبر أشعاره. ونتابع نظرات الأم القاسية تشجع الابن الأكبر على جلد زوجته فور انتهاء ولادتها لابنتها التاسعة. يركز المخرج كثيراً على النظرات القاسية قسوة العادات نفسها.
يعطي المخرج حيزاً كبيراً من فيلمه لوصف معاناة المرأة. وهناك مشهد قاس جداً يستمر في الفيلم ما يقارب الربع ساعة نرى فيه المرأة واقفة على قدميها متمسكة بحبل هابط من السقف وهي تعاني من آلام المخاض. ويسمع المشاهدون طوال الوقت صراخها ويرون تشنجات وجهها المتألم وهي تحاول دفع الطفل إلى الخارج، ثم تنقل الأم السوط إلى يد الزوج فور أن يكتشف أن المولود أنثى.
ينتهي الفيلم بجملة مطبوعة على الشاشة تشير إلى أن المخرج يهدي الفيلم إلى أمه التي "أنجبت ستة عشر طفلاً". وكأن الأخضر حامينا يعتذر بهذا الفيلم عن آلام أمه وآلام كل الأمهات بسبب قسوة التقاليد الاجتماعية.
واخرج سليم رياض فيلم(حسان تاكسي. ) عام 1982 تمثيل . رويشد - سلوى - روبير كاستيل - لوسيت ساهوكو - مصطفى شغراني ... بعد أن عرفناه في فيلم (حسان تيرو) وتبعناه إلى سجنه في (حسان تيرو يهرب من السجن) لنلتقيه مجدداً في الجبال مع (حسان تيرو والمقاومة) ها هو الآن في (حسان تاكسي).
على الرغم مما تقدمه هذه الأفلام من ترفيه وتسلية فإننا لا نستطيع إنكار النظرة الواعية والناقدة التي تلقيها على واقعنا اليومي.
في هذه المغامرة الجديدة، نحن أمام حسان العجوز، المتعب والمنهك في السنوات الطويلة الماضية التي تلت الاستقلال في الجزائر. لقد شغل عدة وظائف، محاولاً دون جدوى الحصول على حياة كريمة ولكن كبرياءه منعه في الكثير من الأحيان من السكوت على الظلم للحصول على عمل. يمنح حسان رخصة القيادة لكونه أحد المجاهدين القدامى وينهض من هاويته ليبدأ بداية جديدة: إنه حسان التاكسي.
ها نحن نراه خلف مقوده يجوب شوارع العاصمة الجزائر ويتعرض للمواقف المضحكة والهزلية.
حسان التاكسي هو رؤية مؤثرة عن حياة أبناء العاصمة الجزائر إننا نعيش معه كل مشاكله التي هي في النهاية مشاكل الناس أجمع.
وحقق الكاتب والمخرج علي غانم عام 1982 فيلمه " امرأة لابني "المقتبس عن روايته التي تحمل نفس العنوان , ليؤكد أن وقائع الفيلم مستمدة من أحداث عائلية عايشها بنفسه من خلال هجرته الى فرنسا . ويغوص الفيلم في الصراع النفسي والاجتماعي نتيجة العلاقات التقليدية والعصرية في مسائل الزواج والعلاقات الثنائية بين الرجل والمراة في الجزائر .
فصل من كتاب
" السينما في المغرب العربي




#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات
- صورة سينمائية اجنبية مختلفة وعادلة للصراع مع الهمجية الاسرائ ...
- السينما التسجيلية-...بحث في الواقع والحقيقة. والتزام بقضايا ...
- ذاكرة الرماد
- ملهم السينما الألمانية - فاسبندر
- دزيغا فيرتوف
- إيليا كازان
- العربي والفلسطيني والإسرائيلي على شاشات التسعينيات
- حبق روحك
- غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية
- أحلام
- محمود مرسي آخر عمالقة السينما العربية
- السينما في تونس- 4
- السينما في تونس- 3
- السينما في تونس- 2
- السينما في تونس- البدايات
- فيلم -المنارة- للجزائري بلقاسم بلحاج:
- محمد شويخ - سبنما التأمل الجريء بالواقع العربي
- آلان رينيه: الإنسان ليس إلا حصيلة لماضيه


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما في الجزائر- 3