أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية















المزيد.....

غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 04:23
المحور: الادب والفن
    


في دورة مهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة الاخيرة كانت لنا فرصة مشاهدة آخر نتاجات الافلام الروائية القصيرة والتسجيلية المصرية { 2004 – 2005 } لعدد من المخرجين والمخرجات الشابات وهي افلام لافتة بجرأتها وقدرتها على الغوص الجارح والصادق في اشكاليات الواقع المصري
ان اهمية افلام هؤلاء المخرجين الشبان انها صُنعت في بيئتها الحقيقية، ومع ناسها الطبيعيين ولقد تم التصوير بالمعايشة وبالعين السينمائية التي تلتقط الحقيقة,انطلاقاً من بحث دائم في الواقع بكل ما فيه من ألم وأسى.. اذ تقدم هذه الافلام خلاصات مهمة لواقع حافل بالتفاصيل ،واقع اجتماعي وثقافي وحياتي، صورة اخرى لحياة يومية تتغلغل فيها آلة التصوير في المجهول الذي يجب ان يعرفه الآخر برؤية ابداعية. وعبر مغامرة جريئة تقتحم مناطق مليئة بالاشتباك الداخلي او في ساحة الحرية وطموحات واحلام صانعيها.
وعندما نقرأ هذه الافلام على انها الحياة في تجددها وسطوعها، فاننا نبحث عن دهشة مخبأة في واقع مجهول...
هنا جولة في بعض هذه الافلام :
فيلم " الاسانسير" لهديل نظمي ‏(12‏ دقيقة‏)‏ يحدد رحلة البحث عن الذات في ظل قيود المجتمع تناول لحظة إنسانية شديدة الدفء لفتاة مصرية محجبة عادية الملامح شيماء التي تجد نفسها حبيسة اسانسير بالمصادفة و أيضا عن طريق المصادفة تتلقي مكالمة علي هاتفها المحمول من شخص لا تعرفه ويبدأ المتصل بمعاكستها‏..‏ وبعد أن كانت تغلق التليفون في وجهه أصبحت تنتظر مجيئه لإنقاذها وتتخيل ملامحه وتتأمل أيضا ملامحها‏..‏ وتشعر بالحميمية من صوته‏ تدفع الوحدة في مكان محصور كالمصعد الفتاة للتجاوب مع الشاب لتفتح له جزءا صغيرا من اسرارها وجمالها , ويتطور الحديث بينهما ليشمل الحب والعاطفة وتبدأ شيماء في التنفيس عن رغباتها المكبوتة‏,‏ عندما يتوقف الشاب عن المعاكسة ويغلق الهاتف تعود الفتاة الى عاديتها لتلبس حجابها مرة اخرى وتغطي شعرها الاسود الجميل. الفيلم ينتهي بتردد الفتاة في الخروج من المصعد بعد تصليحه، هذا التردد المؤثر هو الجزع من العودة الى العالم العادي حيث تعود فيه مجددا الى فتاة عادية سمراء تشابه الملايين من فتيات مصر المحجبات. تميّز "أسانسير" بقدرته على ابتكار حبكة جديدة لفكرة معروفة: عُطلٌ في المصعد يدفع بمن فيه إلى اختبار مواجهة الذات وتجريدها من أقنعتها
‏وفيلم " النهاردة‏30‏ نوفمبر " لمحمود سليمان ‏,‏ يدور حول شخص يقرر الانتحار كل عام في يوم‏30‏ نوفمبر لكنه يفشل لانه يقابل أشخاص يحتاجون لمساعدته فيقرر مساعدتهم وتأجيل الانتحار‏.‏
يقول محمود سليمان‏:‏ أردت أن أقول إن الإنسان يشعر أحيانا أنه فقد قدرته علي التواصل مع الحياة لكن تعود إليه رغبته في الحياة عندما يشعر أن لديه قدرة علي منح الآخرين فرصة للحياة‏.
وفي فيلم«عن الشعور بالبرودة» تستعرض هالة لطفي رؤية تسعة نماذج نسائية لمفاهيم الزواج والحب والاخلاق والمجتمع والتحقق الشخصي والاجتماعي.
فبعض البنات حققن نجاحا في مجالات بارزة كالكتابة السينمائية أو الصحافة ولكنهن يشعرن بالبرودة والوحدة مع تقدم السن وقسوة انتظار شريك الحياة.
وتختلف نماذج شخصياتهن تدور الكاميرا عليهن واحدة بعد الأخرى دورات عدة، في كل دورة تُبدي كل منهن رأيها أو تحكي عن حياتها في المرحلة نفسها، بحيث تمثل كل دورة بانوراما متعددة الألوان لآرائهن عن الموضوع نفسه، ولا تكون الدورة عليهن كاملة في كل مرة، حتى لا يصاب السرد بالآلية، كما أن تفاوت الاجابات لجهة أهمية الدلالة فرض على المخرجة إسقاط ما هو أقل أهمية•
يحسب لهالة لطفي حقا شجاعتها في التعاطي مع هذه الموضوعات المحجوبة ونجاحها في الحصول على هذا القدر الكبير من البوح النسوي الجريء في مجتمع يتجه نحو الانعزال والتطرف. مهمة المخرج عسيرة حقا في هكذا افلام؛ ان تحتفظ المقابلات بنفس النفس الصادق لفيلم صوّر فترات قد تطول هو شيء صعب حقا وقد لايتحقق دائما.
في الفيلم عناوين فرعية اتت متسلسلة خلال السرد وهي: عن الرجال الذين لم تنلهم، أريد عريساً، علامات لليأس، والاستسلام أفضل من المقاومة• تحدد العناوين الموضوع القادم، وتعبر في الوقت نفسه عن رأي لم يخلُ من سخرية لها مذاق مُر•
شهادات البنات صارخة وصادقة تلامس الالم الداخلي تميزت بالجرأة في الاعتراف بمشاعرهن المؤلمة • جرأة غير معهودة في ثقافتنا العربية التي تميل الى التستر والاخفاء، وترى في الاعتراف عاراً• تعترف إحداهن بأنها تحب تلفونه وتنتظره، على رغم أنه غدر بها وتخلّى عنها•
وعندما طلب الحبيب الزواج عرفيًا من إحداهن رفضت ووضعت شروطها• ولما انسحب أمام شروطها الصعبة، تعترف بأنها شعرت بالغيظ، ويبدو على ملامحها الشعور بالخيبة، وتعترف إحداهن بأنها اصبحت تكره كل الرجال، بينما تعترف اخرى من دون حرج أنها تتخيل أصابع الرجل وهي تلامس جسدها من سمت الرأس حتى القدمين في لياليها الباردة.ويبلغ الشعور بالألم أقصاه لدى إحداهن عندما تتذكر حفلة زفاف واحدة من معارفها تصغرها سناً• وكانت تراها طفلة• وتسأل في مرارة لماذا تتزوج الطفلة وتظل هي محرومة من الزواج؟! ويصل بها الألم بسبب تذكر هذه الواقعة إلى حد ان اغرورقت عيناها بالدموع•. كل النماذج التي اختارتها المخرجة كانت لهن علاقات حب، لكنها لم تستمر طويلاً، فعشن حياة العزوبية، والتوحد الجسدي الذي تفضّه لمسات الرجال. من هنا لا نجد أية غرابة حينما تفصح المرأة عن حاجتها للذهاب إلى " الحلاق أو مصفف الشعر " لكي تشعر بأصابع الرجل وهي تتخلل طيات شعرها. وتقول احداهن انها بلغت الثلاثين ولم تتزوج. وتضيف وهي تضحك أن سن الثلاثين كان يعني لها شيئا مختلفا وهي صغيرة اذ كانت تظن أنها حين تصل الى الثلاثين ستكون بالضرورة قد مرت بتجربة زواج وطلاق ثم زواج ثان
يتخلل الفيلم (بصرياً) إلى جانب صاحبات الشهادة، مشاهد بكاميرا خفية تصور بعض اللحظات العشقية بين شباب على شاطئ النيل أو او في الحدائق، أو جلسة عائلية، أو مشهد لإحداهن في عمل منزلي بينما تواصل شهادتها•
كما يتخلل الفيلم (صوتياً) مقاطع من بعض الأغاني التي تصعد الشحنة العاطفية للصورة وتزيد من تأثيرها، مثل : عبد الحليم في : يا شارع الحنين ضيعنا الهوى• فاتتنا السنين أنا وانت سوى . و فيروز في: صباح ومسا شي ما ينتسى• تركنا الحب وأخذنا الأسى .
الفيلم أقرب إلى صرخة ألم من القلب •وهنا احدى المرات القليلة التي تشعر خلالها بالصدق يتسلل اليك من خلال الشاشة. قد لايشاهد الفيلم الكثيرون لكن دموع احدى فتيات الفلم وحديثها عن احتياجها ليد ما تلامسها ستبقى في بال من شاهد الفلم لفترة طويلة.
لم تأت المخرجة هالة لطفي بشيء جديد أو مختلق من مخيلتها، وإنما كشفت عن التصورات الحقيقية الكامنة في ذاكرة المرأة العربية المقموعة، والمُصادرة. لقد نجحت هالة لطفي في هذا الفيلم الإنساني الجرئ، كما تألقت في أفلامها السابقة " كل هذا الصوت الجميل " و " رجاءً عدم الانتظار " و " أربعة مشاهد " و " نموذج نهائي ".و " صور من الماء والتراب"
الفيلم الروائي القصير "بيت من لحم" اخراج رامي عبد الجبار هو معالجة لقصة قصيرة للكاتب المصري البارز يوسف ادريس (1927 – 1991}. ويدور الفيلم حول شاب أعمى يقرأ القران في المقابر والبيوت ويدخل بيت أرملة فقيرة لها ثلاث بنات يتعودن على وجوده من حين لاخر وعندما يغيب بضعة أيام ينتظرنه بلهفة ويقترحن على الام أن تتزوجه كنوع من التفاؤل بأن في الدار رجلا يشجع اخرين على زواج البنات.
وخلال 15 دقيقة هي زمن الفيلم تتغير العلاقة داخل أفراد الاسرة بعد أن لعب خاتم الام دوره في التواطؤ بين اثنتين من البنات والاعمى الذي كان يتلمس الاصبع ويطمئن الى وجود الخاتم ولا يعنيه من تلبسه ويعتبرها زوجته حتى أن البنت الثالثة تقترح على الام أن تلبس الخاتم ولو يوما واحدا.
ويتنتهي الفيلم بالصمت التام على مائدة الطعام فلا يجرؤ أحد من الاربعة على الكلام أو السؤال
ويبدأ فيلم "الجنيه الخامس" للمخرج الشاب أحمد خالد بمشهد لمحطة أوتوبيس، حيث نرى فتى جالساً إلى جوار فتاة، ونعرف بعد ركوبهما الأوتوبيس أنهما حبيبان، وتدور أحداث الفيلم داخل الأوتوبيس حول علاقة الشابين في تركيز على الجانب الداخلى من هذه العلاقة وخاصة من جانب الشاب.. ماذا يدور داخل عقله ونفسه وهو يراقب ويحلل ذاته، وهو واقع تحت تأثير معاناته من عدم التحقق الجسدى و العاطفى، إلى جوار كونه فريسة للشعور بالمراقبة والتسلط من المجتمع وما يترافق مع ذلك من الإحساس بالذنب، بينما يقف السائق موقف المراقب وصاحب السلطة والقادر على التجريم. ومن موقفه السلطوى هذا يتسلل إلى حلم الشاب أو كابوسه ويتبادل معه المواقع فيشاهد الشاب فتاته فى الحلم وهى تمارس علاقة مع السائق.
يرتكز الفيلم حول هذا الكابوس الذى يمثل الشعور بالإذعان التام لسلطة المجتمع التى تستطيع تجريمنا، كما تستطيع رموزها اغتصاب الحقوق التى تحرمها علينا. ومن هنا ينتهى الفيلم بالشاب وهو يعطى السائق أجرة الأوتوبيس المكيف جنيهين لكل منهما والجنيه الخامس بقشيش صمته عما يجرى فى المقعد الخلفي.
فيلم (جميل شفيق}.لعلية البيلي فيه عرض لأعمال الفنان جميل شفيق ليس من منطق التتابع الزمني أو التاريخي بل من خلال رؤيته الخاصة وطرحه لمواقف حياته وتناوله للموضوعات المختلفة التي تعكس فكرة وأسلوبه الخاص حس شاعري يسمو فوق دائرة الأحلام الذاتية .
ورؤية تعكس مخزون مصري قديم تفرز شعراً وفكراً وعاطفة ويتساءل الفنان جميل شفيق خلال الفيلم عن طبيعة العمل الفني وعن حرية الفنان



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام
- محمود مرسي آخر عمالقة السينما العربية
- السينما في تونس- 4
- السينما في تونس- 3
- السينما في تونس- 2
- السينما في تونس- البدايات
- فيلم -المنارة- للجزائري بلقاسم بلحاج:
- محمد شويخ - سبنما التأمل الجريء بالواقع العربي
- آلان رينيه: الإنسان ليس إلا حصيلة لماضيه
- السينمائي الفرنسي موريس بيالا
- رحيل المخرج الياباني الكبير شوهي امامورا
- اخطبوط صهيوني في افلام الرسوم المتحركة
- مهرجان السينما الفرانكفوفونية بدمشق
- سينما شعرية تحاكي الموت وتقارب نبض الحياة
- السينما الاسبانية
- (( ليل السكّير ))
- اشتهاءات مبددة
- اسبوع الفيلم الاوروبي بدمشق
- سعاد حسني : قمر السينما المكسور
- معطف الارتباك


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية