أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 2 - السينما في المغرب















المزيد.....

2 - السينما في المغرب


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 04:32
المحور: الادب والفن
    


.وتواصل العمل خلال الخمسينات والستينات بفضل الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الجديدة {السينما سكوب والالوان } بما عزز الطابع التخييلي للمنتوج السينمائي
وأنتج بداية من عام 1953 الجريدة السينمائية للدولة بالتعاون مع شركة إنتاج فرنسية.
و يذكر الناقد مصطفى المسناوي ان عدد دور العرض السينمائي التي ظهرت بالمغرب في الفترة السابقة على الاستقلال قد ارتفع من حوالي 80 دار عرض عام 1945 إلى حوالي 150 دار عرض عام 1956.
و استمر هذا التوسع، إلى أن بلغ عدد دور العرض 250 دار عرض في بداية التسعينات، أغلبها في المناطق الحضرية.
ولكن لم يستفد صناع السينما المغاربة الاستفادة الكاملة من هذه البنية التحتية الموجودة لديهم من دور العرض، حيث استمرت الأفلام المستوردة في هيمنتها على دور العرض.
وبالطريقة نفسها أبدى موزعو الأفلام المغاربة ميلا أكثر للمساهمة في تمويل الأفلام الأجنبية التي تعبر عنهم "، أكثر من مساندة الموهوبين من صانعي الفيلم المحليين.
حيث أن الأفلام التي تم إخراجها من قبل المغاربة أنفسهم تأخرت في الظهور. ويعتبر محمد عصفور رائد السينما المغربية لكونه أول مغربي تموقع خلف الكاميرا كمخرج ابان المرحلة الاستعمارية كما ان البداية الحقيقية للسينما المغربية ـ المبنية على العمل الاحترافي المنظم (على مستوى كتابة السيناريو والإخراج والتصوير والإنارة والتقاط الصوت والمونتاج والميكساج .. إلخ)، واستعمال فيلم خام من فئة 35 ملم، إضافة إلى إخراج الفيلم من طرف سينمائي مغربي، بموضوع مغربي، موجه إلى مشاهد مغربي ـ يمكننا القول إن أول فيلم تنطبق عليه هذه المقاييس، بالنسبة للفيلم القصير، هو الفيلم التربوي "صديقتنا المدرسة" (11ق، أبيض وأسود، 1956) للعربي بناني (الذي سيتولى المسئولية على رأس المركز السينمائي المغربي في السنوات التي أعقبت استقلال المغرب)، ثم ينجز محمد عصفور الشريط السينمائي المتوسط الطول “الابن العاق” ،1956 الذي جاء ليعزز مساره الذي بدأ منذ 15 سنة قبل هذا التاريخ و توفي بطله محمد الكنوس قبل اشهر قليلة متسولا في مدينة سلا. وجاء هذا الفيلم يؤرخ لمرحلة جديدة للسينما لا تأخذ في الحسبان الا الفيلم الطويل كما جرت العادة في معظم بلدان العالم.
ولم تمر أكثر من ثلاث سنوات، حتى بادر احمد بلهاشمي، أول مغربي خريج المعهد العالي للسينما في باريس وهو كاتب وشاعر ومسرحي متميز، بإخراج فيلم مطول ثان بعنوان “الكمان” 1959 شخصه بمهارة محمد السعيد عفيفي. وللأسف تم اتلاف هذا الفيلم ولم يعد له أثر، حتى صاحبه الذي يقيم حالياً في سويسرا، لم يشاهد فيلمه منذ انجازه.
وفي عام 1968، عندما ظهر فيلم "الحياة كفاح"، أخراج كل من محمد التازي وأحمد المسناوي، وأعقبه في نفس العام "عندما يثمر النخيل"، 1968، أخرجه عبد العزيز رمضاني و العربي بناني.
والفلمان كانا معا من إنتاج المركز السينمائي المغربي، وقد حث على إنتاجهما إقامة المغرب لمهرجان سينما البحر المتوسط.
وفي هذه الفترة ظهرت عشرات الأفلام القصيرة، التسجيلية والروائية القصيرة
نشير من بينها إلى "من لحم وفولاذ" (20ق، 1959) لمحمد عفيفي؛ "عودة إلى النبع" (22ق، 1963) لعبد العزيز الرمضاني، "الليالي الأندلسية" (22ق ، 1963) للعربي بناني؛ "طرفاية، أو مسيرة شاعر" (20ق، 1966) لأحمد البوعناني ومحمد عبد الرحمن التازي؛ و"سين أغفاي" (22ق، 1967) لعبد اللطيف لحلو؛ "ستة وإثني عشر" (18ق، 16 و35 ملم، 1968). ويذكر الناقد احمد الخضري : إن حركة الأندية السينمائية كانت ولا تزال محتكرة من طرف الفرنسيين- حين كانت تحمل اسم "الجامعة المغربية للنوادي السينمائية" – ولم تبدأ في التمغرب إلا مع شروع بعض المثقفين في الانخراط بها، خصوصاً بعد إنشاء "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" في متم الستينات كحركة طلابية/ شبابية ثورية، كان من ضمن أعضائها الناقد السينمائي نور الدين الصايل الذي عمل على تأسيس "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية" سنة 1973. وبالتالي جاءت الجامعة بصورتها الجديدة كبديل منتقد للسينما السائدة، التجارية المستوردة من القاهرة، نيودلهي، وهوليود... والمغربية بضعفها الكمي والنوعي، فعملت إلى حد ما على التأثير في بعض السينمائيين المغاربة الذين انخرطوا فيها أمثال: سعد الشرايبي وحميد بناني... وقد سبق لهذا الأخير أن كوّن مع ثلاثة سينمائيين آخرين هم: - أحمد البوعناني- محمد السقاط(1) – ومحمد عبد الرحمن التازي دارا للإنتاج سموها – سيكما 3" (SIGMA 3) ، عملت على إنتاج أول وآخر فيلم لها من توقيع حميد بناني هو (وشمة) سنة 1970 الذي يعتبر محطة بارزة في مسيرة السينما المغربية. يقول نور الدين الصايل بصدد هذا الفيلم والتجربة ككل : ((لقد كانوا أربعة جمعوا مذخراتهم وطاقاتهم، وتجاربهم ليخلفوا عملاً أقل ما يقال عنه إنه يدعو إلى التأمل الإيجابي ويثير التساؤل النقدي))
وبالتالي كانت الفكرة الأصلية وراء إنشاء "سيكما 3" هي تمكين كل واحد من السينمائيين الذين يكونوها من إخراج شريطه الطويل ثم توسيع العمل بعدئذ ليشمل السينمائيين الآخرين الذي يلمسون في أنفسهم الرغبة في العمل الجماعي للمجموعة، غير أن هذه التجربة الأصيلة بقيت يتيمة مع الأسف.
وأفرز هذا اليتم على مستوى الإنتاج السينمائي انشغالاً نقدياً لهذا الفن ترجمه إنجاز نور الدين الصايل لأول مجلة نقدية سينمائية متخصصة بعنوان "سينما 3" وإن توقفت في العدد الرابع سنة 1970، فقد ظلت الحركة النقدية السينمائية مستمرة على متن بعض المنابر الإعلامية المتفرقة لا سيما الصحافة المكتوبة، ومنتعشة في إطار مناقشات العروض بالأندية السينمائية.
ويرى الناقد خالد الخضري إن انتعاش هذه الحركة الثقافية المختلفة المشارب: إبداع الكلمة، المسرح والنقد.. – التي تبلورت ضمن نسق فكري متمخض عن نكسة 1967 – قد جعلت الفيلم المغربي متخلفاً عنها وغير متجاوب معها، فباستثناء (وشمة) لحميد بناني (السراب) لأحمد البوعناني – و (ألف يد ويد) لسهيل بن بركة ثم الشركَي) لمومن السميحي ... كأفلام ذات حمولة فكرية مشاغبة ومغايرة لما هو سائد، فقد ظل الفيلم الروائي الطويل يعاني دوماً أزمة إنتاج بالدرجة الأولى وبالتالي أزمة إبداع.
كما أن الإنتاج السينمائي المفتقر إلى البنيات الصناعية وللتمويل لم يجلب المواهب الضرورية للفعل السينمائي المتكامل من كتّاب سيناريو، وموسيقيين، ومهندسي الصوت، والديكور والملابس .. فحتى السينمائيين الذين هاجروا للدراسة بالخارج ثم عادوا ليشتغلوا كموظفين، أو كمخرجين ومنتجين لأفلامهم في نفس الوقت، كانوا يضطرون إلى التقتير في النفقات ما دامت الميزانية المرصودة للفيلم المغربي من طرف المركز السينمائي متواضعة، وما دام الحقل يعوزه منتجون خواص جسورون يحدوهم الحس الوطني أكثر من الربح المادي أو أي حافز آخر.
أضف إلى ذلك ضمور التوزيع والاستغلال المحلي للفيلم المغربي سواء أنتج من طرف المركز السينمائي المغربي أو من طرف الخواص أو الشركات ... فإنه يبقى، في النهاية، حبيس علبه لا يكاد يرى النور إلا من خلال بعض التظاهرات السينمائية بين الحين والآخر، مما يجعله عديم المردودية، فيزيد في معوقات استمرارية الإنتاج بالنسبة للمخرج / المنتج المغربي.
الصحافة لم ترأف بفيلم “شمس الربيع” 1969 لصاحبه لطيف لحلو، رغم أنه حاول جادا اضافة اللمسة الاجتماعية على فيلمه. وهكذا جاءت تجربته صادقة ولم يتم التنويه بها إلا في وقت متأخر. وقدم محمد عصفور فيلمه الروائي الوحيد "الكنز المرصود" عام 1970 إلا أن بزوغ قمر السينما المغربية من جديد، في سماء ابداعية صافية، أشيد بها داخلياً وخارجياً كان عبر فيلم “وشمة” لحميد بناني، الذي جعل من المكان حالة واقعية بل بمثابة فسيفساء تترابط ضمنه الأحداث بشكل غير مزعج أي أن المكان هو سيد البناء في العملية السر دية للأحداث مما جعلنا نظل على علاقة وثيقة بكل الأماكن التي عرضها الشريط ويقترح علينا الناقد المغربي إدريس القري أن نتعامل مع هذا الشريط ك "سلسلة " صور بصرية تبدي لنا معالم مكان مغربي أصيل بكل تراتبيته وقيمه وتقاليد وطقوس الانسان المنفعل به، أفكار وتصورات ومعتقدات الانسان الفاعل في هذا المكان أيضا.. ويضيف في معرض تحليله: «... ولا يخرج إطار صورة شريط «وشمة » عن فضائه البدوي الطبيعي التقليدي بكل تجذره وبساطة تأثيثه وصدق وتكامل قطعه مع ما يحمله الفاعلون الاجتماعيون فيه من قيم وتصورات للكون والحياة والانسان.." لقد اصبح «وشمة » قدوة لعدد من التجارب الناشئة في بلدان ما يسمى العالم الثالث. لقد اعطى فيلم “وشمة” الانطلاقة لعدد من التجارب المغربية الأخرى، تصب هي كذلك في الاصالة والمعاصرة معاً، عبر تجارب سهيل بن بركة، صاحب “الف يد ويد” 1972 و”حرب البترول لن تقع” ،1974 تجاوز مخرجها الالغاز والرموز التي ميزت فيلم “وشمة”، ليطرح اشكالية الصراع الطبقي وكان من الطبيعي ان تلقي هذه الفترة بظلالها على مخيلة المخرجين. فسهيل بن بركة ليس دائماً، وفي أول وهلة، ما يدفعه لإخراج فيلم مطول هو قراءته لهاته الرواية أو تلك المسرحية .. أو وجود هذا السيناريست أو ذلك الأديب .. بل إنه لا يقدم على إنجاز فيلم إلا بالنسبة للقضايا التي تهمه أو بالأحرى تثيره .. وفي بعض الأحيان ((تستفزه )) كما عبر بنفسه. ثم بعد مرحلة الإثارة الأولى هاته، تأتي مرحلة ثانية، هي لجوءه إلى عمل أدبي سبق أن اطلع عليه ووجد أن الفكرة أو الحادثة التي أثارته سبق أن عالجها هذا العمل بشكل راقه حتى إذا لم يجد، لجأ إذ ذلك إلى رجل أدب يبلور وإياه هذه الفكرة في شكل رواية متكاملة العناصر محبوكة الأطراف .. وبين هذه الإثارة من جهة والتعامل الأدبي من جهة ثانية ينضج فيلم سينمائي قائم بذاته .. وهذا ما حدث له مع سائر أفلامه الأربعة التي أخرجها لحد الآن .. والتي كان لها ولا يزال طابع مشرف لصاحبها وللسينما المغربية ككل.
فبالنسبة لأول أفلامه: ((ألف يد ويد)) 1972.. كان ما أثاره لانجازه هو استغلال اليد المغربية العاملة الكبيرة والصغيرة .. في قطاع الصناعية التقليدية (صناعة الزرابي) من طرف أصحاب رؤوس الأموال والمؤاجرين المغاربة والأجانب على السواء .. حيث دلف ذات مرة إلى أحد (البازارات) الكبيرة بفاس، وبدأ صاحبه يفخر بكونه يربح أموالاً طائلة من وراء استغلاله لليد المغربية الفقيرة .. الشيء الذي استفزه وأثر فيه.

ثم جاءت المرحلة الثانية، وهي اعتماده على رجل أدب لصياغة سيناريو الفيلم – بعدما لم يجد عملاً أدبياً يعالج مثل هذا الموضوع – فكتب له الأستاذ أحمد بدري – وهو أستاذ أدبي جامعي سبق ذكره – السيناريو .. ولا أحد ينكر ممن شاهد الفيلم، مدى متانة هذا السيناريو وشدة تعبيره وترابط أحداثه.. ساعدته في ذلك بطليعة الحل جودة الإخراج.
- وفي ((حرب البترول لن تقع)) 1947- وهو فيلم شبه وثائقي .. كان مصدر إثارته قضية النفط العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، والتحيز الأمريكي والغربي للصهاينة وما أثارته هذه القضية في تلك المرحلة من ردود أفعال مختلفة .. فجاء الفيلم ليؤكد أن السلاح الذهبي الأسود الذي يملكه العرب لم يكن مجدياً.. لأن هؤلاء لم يستغلوه إلا في أغراضهم الشخصية!! ومن هنا: ((فحرب البترول لم تقع)) كما جاء في العنوان.
فسيناريو هذا الفيلم وحواره كتبهما ((ميشال كونستنتان)) – ليس الممثل الفرنسي المعروف – بل هو رجل أدب كذلك .. أستاذ درس الفلسفة والأدب بكلية الآدار بالرباط.. وله دراسات وأبحاث في الأدب المغربي .. كما يتوفر على تكوين سينمائي خصوصاً من حيث كتابة السيناريو على حد تعبير سهيل بن بركة.
.و عبد الله المصباحي الذي اتبع الطريق الذي فتحه التازي والمسناوي في فيلم "الحياة كفاح" وتبنى النموذج المصري لأفلام الميلودراما الموسيقية في فيلمه الأول "الصمت، اتجاه ممنوع" عام 1973، ثم قدم في السبعينات فيلما تجاريا آخر هو "غداً لن تتبدل الأرض" عام 1974
بعد ذلك جاءت تجربة مصطفى الدرقاوي مرآة حقيقية لهذه الحقبة المثمرة عبر فيلم “أحداث بدون دلالة” ،1974 ، الذي يطرح بكل وضوح اشكالية الايديولوجيا، يخلص الى ان الفرد نتاج لمجتمعه.
وبطريقة اقل وضوحاً، باشر مؤمن السميحي الخوض في تجربة لا تقل غنى، عبر فيلم “الشركي او الصمت العنيف”، عكس خلاله تشبعه بفلسفة رولان بارت ومناهجه المعروفة كعلم الدلالات. كما ستلجأ مجموعة من السينمائيين وعددهم سبعة إلى إنجاز فيلم (رماد الزريبة) سنة 1976، تقاسم فيه الإنتاج كل من المركز السينمائي المغربي وشركة "بسمة إنتاج" التي كانت في ملكية مصطفى وعبد الكريم الدرقاوي ثم العربي بلعكاف. إذ اتفق على أن يتم التعاون فيما بين سائر هؤلاء السينمائيين فنياً وتقنياً شريطة أن ينفرد واحد منهم بالإخراج وبالتناوب – مثلما حدث مع مجموعة سيكَما 3 – فكان من المفروض أن يوقع الفيلم الأول كمخرج محمد الركاب باعتباره صاحب الفكرة الرئيسية .. وأخرج بالفعل جزءاً كبيراً بدا فيه طابعه متجلياً كما سيتأكد في (حلاق درب الفقراء) الشيء الذي حدا بكثير من النقاد والمهتمين إلى نسب إخراج (رماد الزريبة) برمته إلى محمد الركَاب.
إلا أن هذا الإنجاز الجماعي اعترته مشاكل بالجملة لتباين الرؤى وتجاوز حدود الاختصاصات أدت بالفيلم إلى أن يحمل في الأخير توقيع السينمائيين السبعة حتى من اهتم فيهم فقط بالتصوير أو الإنتاج. وهؤلاء السينمائيون هم: محمد الركاب – سعد الشرايبي – عبد القادر لقطع – مصطفى الدرقاوي – محمد عبد الكريم الدرقاوي – نور الدين كونجار – والعربي بلعكاف(4)وتأتي تجربة “رماد الزريبة” رائدة، فهو الفيلم الذي استطاع جلب عدد وافر من المشاهدين (77 ألف في الدار البيضاء وحدها) رغم تحفظ الموزعين ومستغلي القاعات، بالاضافة الى جرأة موضوعه وبساطة اسلوبه وادائه.
إلا أنه بالنظر إلى العراقيل والنتيجة التي ظهر بها الفيلم، جعلت اللجوء إلى العمل التعاوني الجماعي غير مجد ولم يسهم في حل لا المعضلة الإنتاجية ولا الإبداعية بالنسبة للمخرج المغربي في مرحلة السبعينات، حيث ظل عدد كبير من المخرجين يعتمد على نفسه وشركته في إنتاج أفلامه مثلما فعل محمد عصفور بواسطة شركته "عصفور فيلم" بإنتاج (الكنز المرصود) سنة 1970 .. وعبد الله المصباحي بإنتاج (الصمت، اتجاه ممنوع) سنة 1973 ... بينما ظل دور المركز السينمائي المغربي منحصراً في المساعدة على الإنتاج في غالب الأحيان.
واخرج سهيل بن بركة عام 1977 فيلمه "عرس الدم " عن مسرحية لغرسيا لوركا بنفس العنوان - وهو أول فيلم مغربي ينطلق من عمل أدبي غير مغربي، – فقبل أن يلجأ سهيل إلى هذا العمل كيف حصلت إثارته؟ يقول بنفسه:
((كنت سنة 1975 بقرية (إيخوربان) إقليم تافراوت .. أثناء تصويري لفيلم وثائقي عن المسيرة الخضراء .. وحضرت في إحدى الليالي هناك حفلة زفاف، وخلال هذا الحفل فرت العروس مع شخص تحبه .. فأثارتني هذه الحادثة إثارة قوية، لأنها غير عادية. استثناء صارخ يقع في وسط قروي، بربري فلاح ومحافظ .. وفي أرضية صلبة ومناخ حار جاف .. الشيء الذي حثني على إخراج فيلم عن هذه الحادثة .. فتذكرت في الحال مسرحية (عرس الدم) لغارسيا لوركا .. التي وقعت أحداثها بالأندلس سنة 1929 .. وتقريباً في نفس الوسط الفلاحي القروي الجاف.. وهذه القصة تحكي أيضاً عن هروب عروس مع حبيبها ليلة عرسها .. فلجأت إليها استوحي أحداثها وأمغرب وقائعها بشرياً وديكوراً ولباساً وحوارا إلخ...)).
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن حوار هذا الفيلم كتبه المسرحي المغرب الطيب الصديقي .. ومن هنا يتضح لنا احترام سهيل بن بركة لعامل التخصص ما دام أصل السيناريو نصاً مسرحياً .. وقد صورت أحداث الفيلم تقريباً في نفس المنطقة التي وقعت فيها .. وكان يمكن أن تحافظ على مغربيتها الكاملة وتأثيرها الواقعي لو لم يغلب عليها الطابع السياحي من جهة، وكذلك لو لم تسند أدوارها الرئيسية لممثلين غربيين قصد الانتشار التجاري (لوران تارزييف) و (إيرين باباس). ..



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما في المغرب:البدايات
- أندلس الحنين
- السينما في الجزائر - 8
- السينما في الجزائر - 7
- السينما في الجزائر - 6
- السينما في الجزائر - 5
- السينما في الجزائر- 4
- السينما في الجزائر- 3
- السينما في الجزائر- 2
- السينما في الجزائر - البدايات
- صورة سينمائية اجنبية مختلفة وعادلة للصراع مع الهمجية الاسرائ ...
- السينما التسجيلية-...بحث في الواقع والحقيقة. والتزام بقضايا ...
- ذاكرة الرماد
- ملهم السينما الألمانية - فاسبندر
- دزيغا فيرتوف
- إيليا كازان
- العربي والفلسطيني والإسرائيلي على شاشات التسعينيات
- حبق روحك
- غوص جريء في مناطق محظورة عبر افلام قصيرة وتسجيلية مصرية
- أحلام


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - 2 - السينما في المغرب