أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 3















المزيد.....

المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 3


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 10:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الانسان : وفقا للتقديرات العلمية فقد ظهر الانسان الحديث بملامحه الشكلية وقدراته العقلية الحالية قبل بضعة عشرات من ألوف السنين , وقد جاء ظهور الانسان الحديث بعد سلسلة طويلة جدا من عمليات التطور والارتقاء , وسلسلة طويلة جدا من ظواهر الطفرات الوراثية التي مرت بها الحيوانات وبالتحديد فصيلة اللبائن ( Mammalia ) ليظهر من بينها في النهاية الانسان الحديث كأرقى الكائنات الحية قاطبة . ان عمليات التطور والارتقاء هي عمليات تحدث بشكل طبيعي وتلقائي للكائنات الحية , وخاصة عندما تشتد المنافسة على الغذاء ويشتد التحدي من قبل الاعداء , هذا بالاضافة الى دور البيئة في حسم الصراع لصالح الكائنات الاكثر توافقا مع ظروفها وخصائصها , ان البيئة المحلية او الاقليمية تفرض ظروفها المناخية وقوانينها الخاصة على الكائنات الحية المتواجدة فيها , والكائنات التي لا قدرة لها على التكيف مع ظروف بيئتها , يصبح لزاما عليها اما ان تغير طباعها لتتوافق مع البيئة , او ترحل الى بيئة اخرى مناسبة لها , والا فان فرصتها في الحياة والبقاء تكون ضعيفة , فالبيئة لا تتدخل في وضع تصاميم ومواصفات الكائنات الحية , وانما هي تنتقي ما يناسبها من الكائنات الحية التي تدخل في حيزها , وترفض ما لا يناسبها , وطبعا المرفوض لا بقاء له في هذه البيئة , وفي النهاية لا نجد الا الكائن الحي المناسب في البيئة المناسبة , ولكن في الحقيقة ان شرط التكيف مع ظروف البيئة غير كافي لضمان العيش والبقاء على قيد الحياة , فقد تظهر تحديات من كائنات حية أخرى تحيا في نفس البيئة , تحديات من نوعين : تحديات مباشرة من خلال وجود أعداء , وتحديات غير مباشرة من خلال وجود منافسين على الغذاء , وهنا تبرز أهمية امتلاك وتطوير الوسائل التي تساعد في مقاومة الاعداء سلبا او ايجابا وفي المنافسة للحصول على الغذاء لكسب الفوز بالبقاء , وهذا ما نقصده بعمليات التطور والارتقاء , وان امكانية زوال وانقراض أي نوع من انواع الكائنات الحية هو احتمال وارد اذا ما فشلت هذه الكائنات في المنافسة للحصول على الغذاء او في مقاومة الاعداء سلبا او ايجابا , هذا وقد ساهم تدخل الانسان لحماية بعض الحيوانات الضعيفة التي لا قدرة لها على مقاومة الاعداء ساهم في بقائها وعدم انقراضها , وبالنسبة للانسان فقد كسب الفوز في صراعه ضد الحيوانات التي تهدد حياته او تنافسه على الغذاء وكذلك ضد قوى الطبيعة التي تهدد حياته بفضل امتلاكه لقدرات عقلية متفوقة مكنته من استغلال ما متوفر في الطبيعة من مواد وقوى وقوانين لصالح بقائه وحفظ نوعه . أما ظاهرة الطفرات الوراثية فهي عبارة عن عمليات تحدث خارج سياقات قوانين الوراثة وتحت ظروف خاصة وبشكل تلقائي وتؤدي الى تغيير نوعي في مسار الخط الوراثي , هذا مع العلم بان ليس كل كائن ينتج عن طفرة وراثية ينال فرصته في الحياة والبقاء , ان الذي يقرر نجاح الطفرة الوراثية وحصول الكائن الحي الناتج على فرصة البقاء على قيد الحياة هي البيئة ذاتها , ولتوضيح هذه النقطة نقول ان نواتج ظواهر الطفرات الوراثية انما هي كائنات ذات مواصفات عشوائية وليست كائنات ذات مواصفات مصممة خصيصا حسب خصائص البيئة , والذي يحدث هو ان البيئة تنتقي من هذه الكائنات ذات المواصفات العشوائية الكائنات التي تتوائم وتتوافق مع طبيعتها وظروفها فتمنحها فرصة العيش , واما الكائنات التي لا تتوائم مع هذه الظروف فلا فرصة لها في العيش في هذه البيئة , وان حياتها تكون مهددة ما لم تنتقل الى بيئة اخرى مناسبة لها , فالبيئة هي التي تقرر وليس الكائنات الحية , وهنا لابد من الاشارة الى ان العادات والطباع السلوكية التي تكتسبها الكائنات من بيئتها وفي صراعها من أجل البقاء ستنتقل الى أجيالها اللاحقة بموجب قوانين الوراثة .
ـ لقد انبثقت الحياة من الطبيعة كانبثاق الطاقة من المادة , وقد لعبت المصادفة دورها في انبثاق الحياة على كوكبنا , ثم أدت عمليات التطور وكذلك الطفرات الوراثية التي حدثت تلقائيا للكائنات الحية البدائية الى ظهور أصناف لا تحصى من النباتات والحيوانات لاحقا , وأخيرا ظهور الانسان كأرقى كائن حي نتج عن هذه العمليات التلقائية , وستظل عمليات التطور تتواصل طالما بقيت الحياة مستمرة على سطح الارض , ومن هنا نستنتج أن الانسان لم ينشأ بارادة جهة عليا في الكون , ولم يتواجد الانسان على سطح كوكب الارض بمشيئة قوى كونية , ان وجود الانسان هنا على كوكب الارض يعود الى تلك المصادفة الغريبة والعجيبة التي شاءت ان تلتقي على سطح هذا الكوكب كل العوامل المساعدة في نشوء الحياة وظهور الكائنات الحية وبالتالي ظهور الانسان , فحتى القمر التابع لارضنا وهو أقرب جرم سماوي الينا لم تتمكن الحياة من النشوء فيه , فأين ارادة الخالق في خلق الحياة ؟ وتلك الكواكب الاخرى في مجموعتنا الشمسية ما هي قيمتها وهي عقيمة من غير حياة ؟ وهل لهذه الكواكب العقيمة تأثيرعلى حياتنا ؟ لو ان هذه الكواكب العقيمة لم تكن موجودة في مجموعتنا الشمسية فهل ان الحياة ستكون معدومة على كوكبنا ؟ وهذا القمر التابع لارضنا هل لوجوده او عدم وجوده تأثير على حياتنا ؟ اننا لا نعتقد ذلك , فحياتنا مرتبطة بكوكب الارض فقط طالما بقي هذا الكوكب محتفظا بظروفه الحالية حتى لو لم تكن في مجموعتنا الشمسية سوى كوكبنا فقط , وهذه هي لعبة المصادفة ان هذا الكوكب من دون جميع الكواكب والاقمار الموجودة في مجموعتنا الشمسية قد تميز بمزايا خاصة جعلته ينجب كائنات حية , وهذه المزايا اكتسبها بالصدفة وليس منحة من خالق الكون كما تدعي العقائد الدينية , لان هذا الخالق ان كانت ارادته خلق كائنات حية وخلق بشر لاي غرض كان , لخلقها في الكواكب الاخرى اضافة الى الارض , ولن تمنعه قوانين الطبيعة , ولن تقيده شروط الحياة , طالما أنه هو الخالق للطبيعة وهوالصانع للحياة ـ كما تدعي العقائد الدينية ـ فكيف اذن تمنعه قوانينها وكيف تقيده شروطها وظروفها ؟ الا اذا كانت سلطة القوانين فوق سلطته , وهنا يحق لنا ان نتسائل هل أن هذا الكون فيه خالقين أحدهما وهو الاعظم خلق الطبيعة ووضع لها قوانينها والاخر أقل عظمة خلق الحياة ووضع لها قوانينها ؟ وهل أن نشأة الكون حدثت من مصدرين و ليس من مصدر واحد ؟ في الحقيقة ان الغموض يحيط بهذا الموضوع الى درجة كبيرة , كون مجهول الاصل والنشأة , وخالق مجهول الهوية , فهل الانسان مضطر للايمان بالمجهول وعبادة رب مجهول ؟ اننا في عقيدة العصر الجديد لا نؤمن الا بالحقائق , ولنا قناعة راسخة بان العلم هو الوسيلة الوحيدة لكشف الحقائق , وان الانسان ليس مجبرا ولا مضطرا الى الايمان بالمعتقدات الغيبية عندما يعجز العلم عن تقديم التفسير وكشف الحقائق لكل ما هو مجهول , علينا ان نؤمن بالحقائق المتوفرة لدينا , ونترك ما هو غامض ومجهول الى المستقبل , فلعل العلم في المستقبل يتمكن من كشف ما خفي علينا في الحاضر , هذه هي فلسفتنا وهذه هي قناعتنا .
ـ ان الكوارث الطبيعية التي تحدث على كوكبنا من زلازل واعاصير وفيضانات مدمرة وانفجار البراكين ونزول الصواعق المحرقة انما هي تعبير عن فعاليات قوى الطبيعة , وهي تحدث بموجب قوانين الطبيعة وليس تنفيذا لارادة او مشيئة الخالق او أي جهة في الكون , وان البشر معرضون بشكل دائم الى الموت او الاصابة من جراء هذه الكوارث , فقوى الطبيعة لا تراعي حياة البشر عندما تمارس فعالياتها , كما ان خالق قوى الطبيعة ليس معنيا بشؤون البشر , وان البشر مطالبون بدراسة هذه الظواهر العنيفة والمدمرة , ومعرفة اسبابها وطرق الوقاية من اخطارها حفاظا على حياتهم .
ـ ان الحضارة التي صنعها الانسان على مدى تاريخه الطويل انما يعود الفضل في صنعها الى صفة الذكاء التي يتمتع بها والتي مكنته من اكتشاف قوانين الطبيعة والاستفادة من قوى الطبيعة ومواد الطبيعة لمصلحته وتسخيرها لمنفعته , وهذه الصفة هي التي جلبت له السيادة على جميع الكائنات الحية , فهو سيد الكائنات الحية بلا منازع بالرغم من كونه ليس أقواها بدنا ولا أكبرها حجما ولا أسرعها جريا ولا أقواها بصرا ولا سمعا ولكنه أعظمها عقلا , بالعقل ساد الانسان على الكائنات الاخرى , وبالعقل سيسود حتى على الطبيعة , بالرغم من أنه مقيد بقوانين الطبيعة ومحكوم بشروطها , وقد أدى اكتشاف الكثير من قوانين الطبيعة في القرن المنصرم الى تحرير الانسان من الكثير من قيود الطبيعة ومن شروطها , حيث تمكن من استغلال الكثير من قوى الطبيعة لخدمته , وتمكن ايضا من ابتكار الكثير من الوسائل لحماية نفسه من أخطارها وجبروتها , وينبغي على الانسان ان يكون حذرا دائما في التعامل مع قوى الطبيعة , وان يحسن استخدامها لمنفعته دون ان يؤدي هذا الاستخدام الى الاضرار ببيئته , لان البيئة هي بيت الانسان , ان قوى الطبيعة لا ترحم من يعترض طريقها , وان قوانين الطبيعة لا تسامح من يسير بالضد منها , وان الموت هو مصير كل من يتقاطع مع قوانين الطبيعة , وكلما اكتشف الانسان المزيد من قوانين الطبيعة كلما ازدادت امكانياته في السيطرة على قوى الطبيعة وبالتالي ازدادت مقدرته في تسخيرها لمنفعته وازدادت مقدرته في حماية نفسه من أخطارها , فكأنه باكتشافه للقوانين ينتزع من قوى الطبيعة أسلحتها ليملك السيادة عليها , فكم عظيم هذا الانسان وهو يكافح للتحرر من سلطة قوى الطبيعة , ويشق طريقه بجد ومثابرة ليصبح سيد الطبيعة , كم عظيم هذا الانسان الذي تحدى الطبيعة فبلغ على قدميه أعلى قمة جبلية على اليابسة , ونزل الى البحر فغاص الى اعماق البحار والمحيطات , وطار في الجو ودار حول الارض ثم اخترق الفضاء ونزل على القمر , وما زال يشق طريقه نحو أعماق الفضاء , كم عظيم هذا الانسان الذي اخترع الزراعة والتعدين والكتابة والصناعة واستخرج الطاقة من اعماق الارض فصنع حضارة ازدهرت بوجودها حياة البشر, كم عظيم هذا الانسان الذي أمتدت معرفته من الذرة الى المجرة , كم عظيم هذا الانسان الذي قهر الامراض والاوبئة , وصنع الحياة في البيئات القاحلة المجدبة , هذا هو الصراع الحقيقي للانسان , الصراع ضد الطبيعة من اجل حياة أفضل للبشرية .
ـ الانسان هو ارقى الكائنات الحية على كوكب الارض لما يمتلكه من مزايا الذكاء والادراك والوعي والتفكير والقدرة على الاستنتاج المنطقي , وان هذه المزايا منحته مكانة رفيعة على سطح هذا الكوكب , وبحكم هذه المكانة ترتبت حقوق اساسية لكل انسان في ان يحيا حياة آمنة وحرة وكريمة , نحن نعتبرحياة الانسان قيمة مقدسة , وهي حق من الحقوق الثابتة , ونحن نؤمن بانه لا يجوز اصدار عقوبة الحرمان من حق الحياة ضد أي انسان مهما كان الذنب الذي اقترفه , فهناك اجراءات أخرى يمكن اتخاذها بحقه , لان كل انسان لديه فرصة واحدة فقط في الحياة , فلا يجوز انتزاع هذه الفرصة منه , ولا يجوز جعله يحيا فرصته هذه في شقاء وتعاسة وحرمان , ونؤمن بحرية الانسان , وحرية ارادته , فالانسان هو الذي يصنع أفعاله ويصنع قدره ويصنع مستقبله , وليس هناك ارادة عليا توجه الانسان وتسيره , وليس هناك قضاء وقدر , وليس هناك سجل مقرر مسبقا لاعمال الانسان , فكل فعل ناجم عن ارادة , وكل فعل ينجم عنه حدث , ولكن ليس كل حدث ناجم عن ارادة , لان بعض الاحداث او الوقائع تحصل بفعل عامل المصادفة , فنحن لا ننكر دور عامل المصادفة في صنع الاحداث وتغيير الوقائع , ونؤمن بحق الانسان في ان يحيا آمنا على حياته وعلى ممتلكاته , ولكن الحق أقول لكم لا يكفي ان يكون الانسان مسالما لكي يعيش في أمان , لان الاشرار لن يتركوا الاخيار يتمتعوا بالامان والحرية , وهذه هي طبيعتهم لانهم أساسا لا يفهمون معنى الحياة ولا يشعرون بقيمتها , ان القوة هي الاداة الفعالة والضرورية في ردع الاشرار وفي الحفاظ على الامن وعلى الحرية وعلى الحقوق , لكي يحافظ الانسان على حقوقه المكتسبة ولا يفقدها يجب ان يكون قويا مقتدرا بما يكفي , هذه هي قوانين الطبيعة , ان الشمس حتى تحافظ على كواكبها ولا تفقدهم يجب ان تبقى قوية في جاذبيتها
ـ المادة لها دورة في الطبيعة , والطاقة ايضا لها دورة في الطبيعة , وهذه هي طبيعة وجودهما في الكون طالما كانا في حالة حركة متواصلة , فالكل في هذا الكون يتحرك بنظام الدورة ولا وجود للحركة المستقيمة في الكون , لان الكون عبارة عن نظام مغلق , وان حياة الكائن الحي لا تسير في خط مستقيم , وانما في دورة من نقطة البداية ـ الولادة ـ الى نقطة النهاية ـ الموت ـ والطبيعة هي حلقة الوصل بين موت كائن وولادة كائن آخر, فنحن من الطبيعة والى الطبيعة , وان اجسام جميع الكائنات الحية ومن ضمنها الانسان مصدرها الطبيعة , ومادة اجسام الكائنات الحية مكونة من خليط من العناصر الكيمياوية المختلفة وبنسب مختلفة ولكن بشكل أساسي من العناصر الاربعة ( الهيدروجين , الاوكسجين , الكاربون , النيتروجين ) وهذه العناصر تعود الى الطبيعة عند موت الكائن الحي لكي تنتقل بعد ذلك الى كائن حي آخر عن طريق الغذاء والماء والهواء , فالغذاء بصفته مادة له دورة في الطبيعة , كما ان الماء ايضا له دورة في الطبيعة , ان حياة الانسان عبارة عن دورة تبدأ من البويضة الملقحة ذات القدرة على الانشطار والتوسع بفعل الطاقة الذاتية الكامنة , ثم مرحلة النمو بواسطة الغذاء الذي هو مصدر الطاقة ومصدر البناء , فالكائن الحي يقوم بتجديد خلاياه باستمرار فيما يسمى بعملية البناء طالما كان على قيد الحياة , وتنتهي حياة الانسان عندما يتوقف الجسم عن توليد الطاقة لاي سبب من الاسباب , وبتوقف امدادات الطاقة في الجسم تصبح المادة الحية مادة ميتة وتتوقف جميع فعاليات تجديد الخلايا , فيحصل التحلل والتفسخ لخلايا الجسم , ثم تعود على شكل عناصر او مركبات أولية الى مصدرها الاولي التربة والجو المحيط , أي الى الطبيعة , ليستخدمها كائن حي آخر , وبالتالي فان لكل انسان فرصة واحدة فقط في الحياة , وبعد الموت يعود جسده الى الطبيعة كمادة متحللة وينتهي وجوده كانسان ويصبح في سجل الماضي حيث اللاعودة , ان هذا المصير يجب ان لا يجعلنا نستهين بقيمة الحياة وبقيمة الانسان كأرقى كائن حي انجبته الحياة , فالانسان يبقى عظيما في قيمته وفي مكانته في هذا الوجود , كما ان البشر جميعهم بشتى انتمائاتهم العرقية والجغرافية والاقليمية والعقائدية متساوون في القيمة الانسانية ولا تمييز بينهم الا بمقدار التزامهم وتمسكهم بمعايير هذه القيمة والتي تتمثل في ( الفضيلة , المعرفة , العمل ) ولكي يحافظ الانسان على قيمته ومكانته عالية , فانه ينبغي عليه الالتزام والتمسك بشدة بهذه المعايير, الفضيلة قيمة انسانية وهي تعني التمسك بالحق والدفاع عن الحق والتضامن مع أصحاب الحق , واما المعرفة فهي قيمة انسانية لان الجهل يحط من قيمة الانسان , والعمل قيمة انسانية ايضا فمن دونه تنحط قيمة الانسان , ولا قيمة لثروة الانسان ولا لعلمه ولا لقوته ولا لمركزه الوظيفي اذا لم تكن كلها في خدمة الحق وفي خدمة الخير لصالح كل البشرية , ليست الثروات ولا الغنائم مكسبا للانسان لان متعتها مهما تطول فهي زائلة , نحن لا نوعد الناس بجنة ولا نتوعد الناس بجهنم ولكننا نخاطب عقولهم وضمائرهم فنقول لهم ان العمل الصالح هو ثروة الانسان التي تبقى بعد موته , فالانسان يموت واعمال الخير لن تموت , وان مكسب الانسان هي في اعماله وانجازاته في خدمة البشر ففيها يكمن الخلود الحقيقي , ان اعظم شيء يتركه الانسان عند موته هو تاريخه المشرف عندما يكرسه لخدمة البشرية لتبقى ذكراه حية في ذاكرة الناس وفي ضمائرها , ان على كل انسان ان يراعي حقوق اخيه الانسان فلا يعتدي على حياته ولا على حريته ولا على أمنه ولا على كرامته ولا على ممتلكاته , وعندما يحرص كل انسان على حقوق اخيه الانسان فلن تضيع حقوق احد ولن تهدر كرامة أحد , كما ان الانسان اذا لم يكن مستعدا للتضحية بحياته في سبيل حقوقه فانه لن يتمتع طويلا بهذه الحقوق . ان الدفاع عن حقوق الانسان في كافة انحاء العالم هي واجب على كل انسان انطلاقا من مفهوم الاخوة الانسانية ومفهوم التضامن الانساني , فطوبى لكل انسان يحارب الشر والارهاب دفاعا عن حقوق الانسان في كل مكان , وطوبى لكل من يتضامن مع حقوق الانسان , والمجد والخلود لذكرى كل انسان ضحى بحياته دفاعا عن حقوق الانسان في كل مكان في العالم .
انتهى



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 2
- المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 1
- المباديء السياسية في عقيدة - العصر الجديد
- العلمانية في عقيدة - العصر الجديد
- المباديء الاقتصادية في عقيدة العصر الجديد
- نقد المعتقدات الدينية
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 8
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 7
- مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 4
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الحديد ) 3
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 2
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الاسلام ومأزق الارهاب
- الازمة العراقية
- لماذا عقيدة العصر الجديد ؟
- مقترح الهيكلية الجديدة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة
- مقترح التوقيت العالمي الجديد ( النظام الزمني الجديد ) ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 2 ـ


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رياض العصري - المباديء الفكرية في عقيدة العصر الجديد 3