أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أشواق عباس - المجابهة الراهنة في لبنان – الجزء الثاني















المزيد.....



المجابهة الراهنة في لبنان – الجزء الثاني


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 11:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


على الجانب الإسرائيلي:
كان لإسرائيل هدف معلن لحربها العسكرية، وهو استعادة جندييها -كما فهم بصورة عامة- والذي بالرغم من أنها ادعت أنها شنت حربها المفتوحة على لبنان من أجله، إلا أنها لم تعلنه كشرط لوقف أعمالها العدوانية خلال الأيام الستة الأولى من الحرب، وهو ما فسر رغبتها بإطالة الحرب. فثمة أهداف وجدت إسرائيل في ما قام به حزب الله ذريعة مناسبة لتنفيذها، لاسيما وأنها فيما يبدو بقيت معلقة على أجندتها الجيو-سياسية لفترة طويلة. أما أبرز هذه الأهداف فهي إعادة هيبتها العسكرية التي بدأت تفقد الكثير من بريقها، وتوجيه ضربة موجعة لحزب الله تفضي إلى القضاء عليه نهائياً، وتوجيه ضربة معنوية قاصمة لأي فعل مقاوم مستقبلي، والتأكيد من جديد على أنَّ إسرائيل مهددة أمنياً، فهي موجودة في بيئة غير صديقة، فضلاً عن وضع حجر أساس في ترسيم حدودها النهائية بإقامة منطقة عازلة على بعد 20 كم من حدودها الشمالية، كما حدث في سيناء إثر اتفاقيات كامب ديفيد. يضاف إلى ذلك أنها تأمل بأن يشكل الخراب في لبنان عاملاً نفسياً يخيف النظام السوري، ويدفعه إلى إعادة حساباته في علاقته مع إيران والتنظيمات الفلسطينية، وإغلاق ملف الصراع العربي-الإسرائيلي نهائياً وبالشكل الذي يناسبها.
تراهن إسرائيل على تنفيذ أهدافها على عاملين أساسيين، الأول: وهو دعم المجتمع الدولي لها، وذلك عبر تركيزها على أنَّ ما تقوم به هو دفاع مشروع عن النفس، وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بإطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين بدون أي شروط قبل مطالبته بوقف النار من الجانب الإسرائيلي، لأنه الشرط الوحيد الذي يمكنه أن يطلب من إسرائيل "المدافعة شرعياً عن نفسها" أن توقف حربها على لبنان، إلا أن المفاجأة التي لعبت دورها في تعزيز هذا العامل هي عدم اقتصار هذا الدعم لإسرائيل على المجتمع الدولي فقط، بل وعلى عدد من الدول العربية أيضاً. والذي أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه كان غير متوقع، فالخطاب الرسمي لعدد من الساسة العرب جاء –ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي- بمنطق حيادي أكثر من اللازم على الرغم من أنه يُفترض أنه لا مجال للحياد في تطورات على هذه الدرجة من الأهمية على كل المستويات سواء أكانت تكتيكية أو استراتيجية.
أما العامل الثاني: فهو أنَّ ضرب العمق اللبناني وبناه التحتية سيؤلب الرأي العام اللبناني ضد المقاومة اللبنانية وضد قيادته المؤيدة لها، وهي تنطلق في ذلك من مراهنتها على الانقسامات اللبنانية الداخلية بشأن مواقفها من موضوع سلاح المقاومة ومفهوم السيادة الكاملة للحكومة اللبنانية. وهو ما تجلى بشكل واضح من خلال تحميل رئيس الحكومة الإسرائيلية للحكومة اللبنانية "مسؤولية عملية حزب الله، وأنَّ لبنان كدولة كاملة السيادة عليها أن تتحمل مسؤولية أفعال الأحزاب الممثلة فيها".
إذاً إسرائيل راهنت على انقسامات الداخل اللبناني، الذي ترسم المشهد السياسي فيه ثلاث قوى، أبرزها تجمع الرابع عشر من آذار المعروف بمواقفه المعادية لسوريا وتأييده لنزع سلاح حزب الله ومطالبته بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم1559، والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشيل عون ويتمثل موقفه بضرورة أن تستأثر مؤسسات الدولة بحمل السلاح والدفاع عن الوطن وأن يكون مصير سلاح المقاومة مسألة تقرر عبر حوار داخلي فقط، وحزب الله وحركة أمل وأحزاب قومية ويسارية والتي تعتبر المقاومة ضرورة ما زالت هناك أراض لبنانية غير محررة وأسرى في السجون الإسرائيلية.
مراهنة إسرائيل على أنَّ هذه الانقسامات بين التيارات السياسية اللبنانية سَتًُسحَب بدورها على الموقف من الأعمال العسكرية التي تقوم بها على لبنان، والموقف من عملية حزب الله، وهو ما من شأنه أن يعيد الساحة اللبنانية إلى حرب أهلية مفتوحة نتيجة الاختلاف في المواقف تجاه حزب الله. الأمر الذي سيضعف الساحة اللبنانية أولاً وحزب الله ثانياً، ويعطي مبرراً وغطاءاً للأفعال الإسرائيلية المقبلة، بحيث يظهر أنَّ هنالك تناسقاً بين مواقف بعض التيارات اللبنانية الداخلية مع الموقف الدولي المتفق أساساً مع إسرائيل في ضرورة تنفيذ القرار 1559 بحرفيته، وهو ما يؤدي إلى تغيير قواعد المواجهة الإسرائيلية.
مراهنات الحكومة الإسرائيلية هذه دفعتها إلى القيام بكل ما من شانه أن يساعد في تحقق الاختلاف في الداخل اللبناني، وهو ما ظهر بشكل واضح في تعمدها تدمير البنية التحتية في لبنان، والمساس بمصالح اللبنانيين والاقتصاد اللبناني والمرافق الحيوية للدولة، كوسيلة وأداة للضغط على الشعب حتى يمارس ضغطه على الحكومة وبالتالي على حزب الله.
وانطلاقاً من أنَّ القراءة في آلية عمل السياسة الإسرائيلية تبقى ناقصة ما لم يؤخذ بالاعتبار الداخل الإسرائيلي نفسه واحتمالات تأثيره في تطورات الأحداث، تبرز ضرورة إيضاح هذا الداخل. صحيح أنَّ الحكومة الإسرائيلية مارست حربها المفتوحة على لبنان في ظل تأييد ودعم إسرائيلي داخلي تتصدره الأحزاب الصهيونية اليمنية المتطرفة، والتي يأتي في مقدمتها حزب المعارضة بزعامة بنيامين نتنياهو، وحزب "اسرائيل بيتنا" لليهود الروس بزعامة أفيغدور لبرمن، و"الاتحاد القومي – مفدال" بزعامة زبولون أوراليف. لكن تأييد هذه الأحزاب لها هو تأييد مشروط في المقابل بأن لا تدخل الحكومة الإسرائيلية بأي تفاهم مع حزب الله وألا تسفر عن صفقة تبادل أسرى والتزامها بتصفية حزب الله، وهو ما يعني احتمال تخلي هذه الأحزاب عن الحكومة في حال عدم تحقيقها لهذه الشروط، (وهو ما حصل مع قبولها لوقف إطلاق النار)، وما يزيد من صعوبة ذلك هو بدء ظهور تغيّرات في الرأي العام الإسرائيلي ضد الحكومة لاسيما قياساً بالخسائر البشرية التي لحقت بها، الأمر الذي سيدفعها باتجاه التهدئة والقبول بمبدأ التفاوض، لاسيما وأنها تدرك محدودية صبر الإسرائيليين الذين يفضلون الحياة الطبيعية على كل شيء ولا يكترثون كثيرا بما ينشغل به القادة السياسيون والعسكريون بالميزان الاستراتيجي، خاصةً وأن مليون منهم عاش داخل الملاجىء. يضاف إلى ذلك وجود أحزاب إسرائيلية أيضاً معارضة للحرب كحزب "ميرتي" اليساري، الذي رأى أنَّ حكومة إسرائيل تقود إلى ورطة جديدة، وأن إسرائيل بحاجة إلى قيادة حكيمة تمنع المغامرين فيها من السيطرة على القرار. يضاف إلى ما سبق أنَّ وقوع إسرائيل أثناء حربها على لبنان بين نارين، حيث دخلت الحرب على جبهتين لم تكن قد برمجت لهما معاً -بغض النظر عما إذا كانت قادرة عسكرياً على خوضهما أم لا- فهي من جهة تطالب وتضغط وتقصف قطاع غزة لتضعف حماس وتقوض السلطة الفلسطينية برمتها، بحجة أنها تضغط عليها كي تفرج عن الأسير الإسرائيلي الأول، وهي في الجهة المقابلة كانت تقصف لبنان لتضيق الخناق على حزب الله وإنهاء وجوده وإضعاف القوة الشعبية له بفعل تركيز القصف والتدمير وعمليات التقتيل تحت هدف معلن يتجاوز مجرد الحرص على تحرير الأسيرين ليبلغ درجة تحييد المقاومة وإلغائها بالحديد ولنار تحت مسمى تطبيق القرار الدولي 1559 وهذه سابقة دولية لم تقع في أي مكان من العالم.

أبرز مؤشرات الحرب ونتائج العملية السياسية اللاحقة لها:
- إذا كانت إسرائيل تهدف إلى حرب إقليمية لجهة خلط الأوراق في المنطقة لصالحها، وهو ما برز من خلال عملياتها الحربية الواسعة، فإنَّ هذه الحرب الإقليمية هي هدف لحزب الله لجهة رغبته بخلط الأوراق أيضاً، ولكن بقصد إعادة ترتيبها بالشكل الذي يستبعد فيه سياسية الاستفراد وفرض الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
- حزب الله بات اليوم عاملاً إقليمياً بمقدوره أن يحرك الأوضاع ويسيرها بالاتجاه الذي يرغب فيه، بل وحتى في الوقت المناسب، وهو ما برز عبر التطور الهام الذي تجلى بإقدامه على استفزاز إسرائيل بهذا الشكل، وفي الوقت الذي تقوم هي فيه بارتكاب مجازر في القطاع وغزة.
- تضعضع القوة الإسرائيلية وتخبطها، والذي ظهر من خلال تصرفات الحكومة الإسرائيلية والضربات العسكرية العشوائية، والتي تعني مؤشر خوف وقلق أكثر منه مؤشر للقوة، ناهيك عن ثقة الإسرائيليون بحسن نصر الله أكثر من قيادتهم.
- إن العملية التي قامت بها المقاومة عبّرت بصورة واضحة أن العمل العسكري لا يعدو مجرد كونه وسيلة، بقدر ما يعبر عن تغيير جوهري في الاستراتيجية التنظيرية للحزب. وبالتالي فإنه –وبالرجوع إلى طبيعة العملية في حد ذاتها- يمكننا أن نرى أنها كانت نوعية بكل المقاييس، بدايةً من أنها أثبتت أنَّ المقاومة بعد هذا العمل تجاوزت مرحلة الخطاب الشعبوي لأنها استلزمت من ناحية أخرى تخطيطاً وتحضيراً استغرق شهور عدة، هذا من جهة ومن جهة ثانية العملية من جانبها الميداني لم تكن في حسابات إسرائيل، وهو ما دفع حكومة اولمرت إلى سياسة هجومية عشوائية جاء تعبيرها الأكثر وضوحاً بما قاله رئيس حكومتها بأن "رب البيت قد جن".
- عرّت وكشفت الحرب نقاط الضعف الإسرائيلية، والتي يأتي في مقدمتها الضعف الأمني والإستخباراتي والدفاعي، رغم ما تمتلكه من مختلف عائلات الأسلحة الذكية، بما فيها المضادة للتحصينات.
- لم تعد القوة العسكرية هي فقط العامل الأساسي في اللعبة السياسية الإقليمية والدولية، ولم تعد الحروب اللامتناظرة تعني تحقيق الانتصار لجهة الطرف الأقوى، فالقوة وحدها لم تستطع حل مشاكل إسرائيل ولم توفر لها الأمن.
- ستدفع الحرب باتجاه إعادة تشكيل خارطة التحالفات الإقليمية وخاصةً اللبنانية، فلبنان وإن كان سيخرج مدمراً من الحرب، إلا أنَّ أبناءه سيندفعون باتجاه تعزيز الوحدة، فحزب الله والقوى المؤيدة له تدرك بأنها لن تستطيع الصمود أو البقاء دون دعم الأطراف الأخرى من جهة أولى، ومن جهة ثانية فإنَّ هذه الأطراف الأخرى سترى بأن حرب إسرائيل شاملة، وبغطاء سياسي من القوى الدولية التي تتكل عليها، الأمر الذي سيدفعها إلى تبنى حزب الله واستخدامه كورقة مساومة وضغط للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتحقيق مكاسب إقليمية ودولية أهمها تأمين كلفة إعادة تأمين اعمار لبنان وتحييد البلد من الصراعات الإقليمية.
- على الساحة العربية، أسهم ما قام به حزب الله في بداية تخلخل الفكر الطائفي، وبداية عودة التيار القومي العربي المقاوم وعلى مجمل الساحات الوطنية العربية: سوريا،لبنان، فلسطين، العراق، اليمن، الجزائر.
- بقاء الحكومة اللبنانية بشكلها الحالي لم يعد وارداً، وستسقط وتنتهي كنتيجة من نتائج الحرب، لاسيما في حال انتصار المقاومة.
- سيعاد موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي إلى الواجهة من جديد، مع احتمالات إيجاد حل له، لكن هذه المرة ستكون للأطراف العربية نسبة جيدة من المكاسب
استنتاجات عامة من الحرب:
1- إنَّ هذه الحرب التي تعصف بلبنان اليوم تتجاوز آثارها ونتائجها بنتائجها الكارثية إنسانياً وسياسياً وجغرافياً وعسكرياً حدوده الجغرافية الصغيرة، إلى عموم المنطقة العربية. إنها لم تعد معركة إسرائيل لوحدها حسب إدعائها بغرض تأمين عودة جندييها الأسيرين لدى حزب الله بدون قيد أو شرط، أو حتى تأمين حدودها الشمالية من ضربات المقاومة اللبنانية وتهديداتها المتوقعة، إنَّ هذه الحرب تسعى بوضوح إلى إعادة صياغة لبنان أولاً كي يكون لبنة أساسية ومناسبة في نظام إقليمي شرق أوسطي جديد تكون فيه إسرائيل ليست المهيمنة فقط، وإنما القلب الناظم والموجه والمسيطر على كل مكوناته وتوجهاته وتطوراته، بما يلبي حاجاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وفي توافق وتطابق تام مع استحقاقات النظام العالمي الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة إلى فرضه على عموم المنطقة والعالم، بدءاً من إعادة ترتيب الأولويات الوطنية للبنان وانتهاء بإعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية الداخلية والخارجية لكل دول المنطقة العربية، وانتظامها وفق قوانين وآليات العولمة والنظام الدولي الجديد، على طريق إنجاز الحلول والتسويات السياسية النهائية للنزاعات القائمة في المنطقة العربية وفي مقدمتها النزاع والصراع العربي الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني طبقاً لاستحقاقات العولمة الصهيو- أمريكية في المنطقة.
2- إنَّ هذه الحرب المدمرة على لبنان ليست امتداداً طبيعياً للحروب العربية الإسرائيلية السابقة، وإن بدت في ظاهرها كذلك، وإنما هي حرب من طراز الحروب الجديدة التي بشرت بها وفرضتها الولايات المتحدة وشنتها على العرب وعلى غيرهم، مثل الحرب على أفغانستان أو العراق، في نطاق حربها على الإرهاب وأشباهه من دول محور الشر، حسب مفهوم الولايات المتحدة لهذا المصطلح الذي قد يتوسع ويمتد ليشتمل أيضاً على مواجهة المنظمات والجماعات أو الأفراد .
3- الولايات المتحدة اعتقدت أن الخط الاستراتيجي الذي انتهجته واشنطن بعد الحادي عشر من سبتمبر والذي وصل ذروته باحتلال العراق قد بدأ ينكسر باتجاه سلبي وعكسي على الولايات المتحدة وإسرائيل، فالديمقراطية التي ظنوا أنها أداة التغيير في المنطقة أخذت تأتي بالتيارات الإسلامية المتطرفة والمعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة.
والحرب على الإرهاب أيقظت تيارات العنف والمقاومة والحركات الإسلامية حتى في الساحات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة عسكريا كالعراق وأفغانستان والساحات التي تمثلها إسرائيل كالسلطة الفلسطينية.
4- إنَّ الحرب الفعلية بدأت على لبنان منذ سنتين وليس الأن، ولو أنها اتخذت طابعاً سلمياً بحتاً قبل ذلك، وذلك عندما قررت دوائر القرار الدولي فتح ملفه لارتباطه الوثيق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبله ومستقبل مختلف قضايا المنطقة العربية، فقد سعت واشنطن وباريس وأطراف سياسية لبنانية للقيام بإجراء التغييرات الواجبة في إعادة ترتيب الأولويات والسياسات وإعادة بناء النظام السياسي في لبنان وفق الاستحقاقات التي تمليها ضرورات التغيير للتوافق مع المتغيرات الإقليمية والدولية، التي ستشهدها المنطقة وتجريها الولايات المتحدة متضامنة مع شركائها وفي مقدمتهم إسرائيل بأسلوب سلمي، اعتمد بداية على الحوار الداخلي بين المكونات السياسية والاجتماعية والطائفية في لبنان من جهة، وبين كل هذه المكونات الداخلية والقوى الدولية من جهة أخرى. وعلى هذه القاعدة تمكنت القوى الدولية ممثلة في واشنطن وباريس بالتنسيق مع أطراف لبنانية من إصدار القرار 1559، عن مجلس الأمن الذي ينص على إنهاء وجود القوات الأجنبية في لبنان -ويعني إنهاء الوجود السوري مباشرةً- ومن ثم نزع سلاح المليشيات (حزب الله) والمنظمات الفلسطينية، كمدخل لإعادة تأهيل النظام اللبناني وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها تمهيداً لفرض استحقاقات سياسية على لبنان والمنطقة ذات العلاقة المباشرة في إطار النظام الإقليمي الشرق أوسطي الجديد.
5- عاش لبنان على أثر القرار 1559 حالة من الاحتقان والغليان السياسي على مستوى مؤسساته الدستورية وأحزابه وطوائفه المختلفة في عملية إعادة اصطفاف جديدة لقواه حسب مقتضيات المرحلة والضغوط التي بدأ يتعرض إليها، وقد ذهب في هذا الخضم والمستنقع السياسي الهائج رفيق الحريري، ولقد أدركت النخبة السياسية المتحكمة في لبنان خطورة الوضع الذي يتجه إليه، فأطلقت مبدأ الحوار الداخلي كي يكون وسيلة سلمية لوضع التطورات والاستحقاقات المستحقة على لبنان الجديد موضع التنفيذ، ولكن الحوار أخذ يترنح ويتعثر أمام سياسات الضغط والشد والجذب التي تعرض لها لبنان من قوى إقليمية وأخرى دولية، وفي نفس الوقت الذي لم يكن لبنان فيه بعيداً عن آثار إخفاقات عملية السلام – العربية – الإسرائيلية – وخصوصاً في شقها – الإسرائيلي – الفلسطيني – وسياسات إسرائيل التي حظيت بالرضى الأمريكي والمعارضة الضعيفة لها من قبل الاتحاد الأوروبي وروسيا، ما دفع إلى خلق حالة من الهلع السياسي والعسكري في لبنـان ومختلف دول المنطقة جراء السياسات التي أقدمت عليها حكومة شارون في إسرائيل سابقاً وحكومة أولمرت لاحقاً، والتي تتعمد وبشكل صريح تغييب دور الشعب الفلسطيني وقيادته من المشاركة في التفاوض بشأن مستقبله ومستقبل قضيته ومشروعه الوطني الهادف إلى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ما يعني فرض حالة من الاستسلام على الوضع الفلسطيني والعربي لإسرائيل المغطاة بالشرعية الأمريكية والمدعومة سياسياً وعسكرياً من قبلها .
6- إنَّ من شأن نجاح اسرائيل في حربها لبنان وعلى المنطقة معاقبة مبدأ المقاومة (لبنانية أو فلسطينية) أو أي مقاومة عربية شعبية أو رسمية لمخططات العولمة والشرق الأوسط الجديد، وتهيئة الوضع العربي برمته لفرض الرؤى الإسرائيلية الأمريكية على مجمل الوضع العربي لحقـبة طويلة من الزمن، وإعادة صياغة النظام السياسي العربي وقواعد اللعبة السياسية فيه وفي النظام الشرق أوسطي الجديد الذي سيخلف النظام العربي المتهالك.
7- - صحيح أنَّ عدم إعطاء الذرائع في إدارة الصراع مسألة ضرورية عموماً، وكان حزب الله يراعيها دائماً، ولكن إعطاء الذريعة لا يجوز أن يتحول إلى سبب أو وهم بأنَّ عدم إعطائها يغلق الباب في وجه العدوان. فهنالك مثلاً وفي جنوب لبنان على التحديد، عدة مناسباتقد مرت بمستوى عملية "الوعد الصادق" لم توصل إلى حد شن حرب واسعة النطاق مثل التي شهدناها منذ 13/7/2006. والذين اعتبروا أنَّ مسؤولية اندلاع هذا الهجوم تقع على عاتق حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين إنما أسقطوا من حسابهم ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ومن ورائه السياسات الأميركية في فلسطين ولبنان. وهنا يمكن الاشارة إلى أنه لم تشن حرب عدوان إسرائيلية منذ 1948 حتى اليوم إلا واحتجت بذريعة لتسويغ البدء فيها.
8- إنَّ مجريات العدوان وما وضع له من أهداف ضد حماس وحزب الله يحسم الموضوع من الناحية النظرية، ويُسقط مقولة تحميل حماس وحزب الله مسؤولية تلك المجريات.
9- إنَّ بيان مجموعة الدول الثماني والبيان الصادر عن مجلس الجامعة العربية اعتبر من وجهة النظر الإسرائيلية أنهما يسمحان كما أعلن رسميا في صبيحة 18/7/2006 بإمكان استمرار الجيش الإسرائيلي في عمليته ضد لبنان فترة أطول.
10- على الرغم من أنَّ مواقف مجموعة الدول الثماني ليست في حقيقتها متفقة كما عبر عن ذلك بيانها، لأن إدارة بوش دفعت ثمن صدور هذا البيان لروسيا وحتى لفرنسا وإيطاليا على تلك الصورة التي تضمنت كل الشروط الإسرائيلية، واقتصرت بطلب مراعاة عدم الإفراط من إسرائيل حرصا على مصالحها، وليس حرصا على الفلسطينيين واللبنانيين، ولا على مشاعر عشرات الملايين من العرب والمسلمين والرأي العام العالمي.
تقدير موقف:
1 - أول ما يجب أن يحسم في العدوان الإسرائيلي على لبنان هو إسقاط النظرية التي تعتبره رداً على أسر الجنديين الإسرائيليين في معركة "الوعد الصادق" التي شنتها المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، والذي تبين من خلال:
- حجم الهجوم الإسرائيلي وطول أمده واتساع أهدافه التي شملت لبنان كله.
- من الموقف الأمريكي الداعم للعدوان والرافض لوقف إطلاق النار قبل أن يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه، وشروط وقف إطلاق النار تفضح ذلك أيضاً.
- أنَّ قرار الهجوم العسكري الجاري على لبنان كله كان متخذ وقد أعدَّ له منذ مدة، وكان التنفيذ مسألة وقت ومناسبة. ويجب أن لا يغفل هنا أنه كان مؤجلاً إلى حين رد إيران على العرض الأوروبي الأميركي بخصوص وقف التخصيب النووي قبل البدء بأية مفاوضات. ومن هنا لم يكن من قبيل المصادفة أن يبدأ شن العدوان الإسرائيلي فور انتهاء اللقاء الإيراني الأوروبي في بروكسل.
3 - من المتوقع أن تبدأ تلك المواقف العربية خلال الفترة القادمة بالتوازن أمام تفاقم العدوان وانكشاف أبعاده الحقيقية، فهي غير قادرة، وليس في مصلحتها أن تستمر على موقفها الأول. لاسيما وأنه لم يسبق للموقف العربي أن اعتبر ما اتخذ ذريعة للعدوان سبباً مقبولاً له، أو حمله مسؤولية النتائج المترتبة، فهذا لم يحدث في حرب 48/49 ولا في عدوان 1965، ولا في 1967،ولا في 1982، أو ما بين ذلك من اعتداءات إسرائيلية، بما يضع تلك المواقف العربية أمام سؤال يدور حول ما آلت إليه السياسات العربية في هذه المرحلة، وما قد يترتب على ذلك من نتائج وخيمة على الوضع العربي كله، بما في ذلك أصحابها أنفسهم. والسبب أنَّ هذه السياسات من غير الممكن أن تكون مقبولة لدى شعوب المنطقة، ولا حتى من قبل قوى داخل الأوساط الحاكمة فيها نفسها.
4- لا يجب أن يكون للبيان الصادر عن مجموعة الثمانية تأثير معنوي كبير –على الرغم من ضرورة أخذه في الاعتبار- في الموقف الفلسطيني أو اللبناني أو العربي والإسلامي، إذ سرعان ما ستبرز الاختلافات في مواقف الدول الكبرى. وهو ما بدأت بوادره في تصريح رئيس وزراء فرنسا دوفيلبان بعد يوم واحد من صدور البيان بهدنة فورية لأسباب إنسانية، فيما ذهب بيان الدول الثماني إلى ربط وقف إطلاق النار بتلبية الشروط، في حين فشل مجلس الأمن في المطالبة بوقف إطلاق النار أصلاً.
5 - حقيقة السياسة وحقيقة الإستراتيجية تقرآن من خلال الممارسة وما يجري على أرض الواقع، وليس من خلال ما يعلن من تصريحات أو يقدم من طمأنة أو من خلال الذرائع التي تتخفى وراءها الأهداف الحقيقية.
6 - كان من الممكن أن تتحقق هزيمة مؤكدة لمثل هذه الخطة الصهيونية- الأمريكية لولا ضعف الموقف العربي الجماعي الرسمي، ولولا الانحياز الدولي لتغطية العدوان وعدم الالتفات إلى الضحايا المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.
7- ستتغير شروط الوساطات السياسية خال الفترة القادمة، أو بالأحرى إسقاط شروطها والاقتصار على وقف إطلاق النار بلا شروط، وإلا يجب أن يصعد التحرك البري من جنوبي لبنان أو تصعيد القصف المتبادل إلى مستويات أعلى فأعلى.
8- إنَّ القضاء على المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان وربما العراق، غير ممكن قبل تطويع القيادتين السورية والإيرانية، وهو أمر استبعدته دوائر الرصد والتحليل التي رأت في المأزق الأميركي في بغداد والمأزق الإسرائيلي في غزة، إضافةً إلى شبح "حزب الله" في الجنوب موانع أساسية لأي مغامرة أميركية أو إسرائيلية قد تصل الى حدود الحروب الشاملة. ولعل الصدمة الأكبر تكمن في قيام الأميركيين والإسرائيليين بتغيير أهداف الحرب وقواعد اللعبة معتبرين أن تطويع الرئيسين بشار الأسد وأحمدي نجاد غير ممكن قبل شل "حزب الله" الذي شكل مع حركة "حماس" الحدود الإيرانية - الإسرائيلية الموازية للحدود الإيرانية ـ الأميركية، والحدود السورية ـ الإسرائيلية التي باتت تمر عبر الجنوب وغزة حصرًا بعد تحييد الجولان والانسحاب من لبنان، وهو تكتيك نقل قوى الممانعة من الخط الهجومي الذي كان يدافع عن أسوار دمشق وطهران الى الخط الدفاعي الذي بات يعمل الآن لإنقاذ نفسه قبل إنقاذ سواه بعدما فشل في نقل المعركة من واقع الحرب على لبنان الى نظرية "الحرب على الأمة". ولا تعني "حرب لبنان"، أن سوريا وإيران لم تقرأ جيدًا المشهد العسكري في المنطقة أو المشهد السياسي في العالم، لكنهما لم تقرأ جيدًا ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للخروج من المستنقع العراقي وما يمكن أن تفعله إسرائيل للخروج من المستنقع الفلسطيني - اللبناني، إضافةً إلى ما يمكن أن تفعلانه معًا -وعلى أكثر من مستوى- للقضاء على القنبلة النووية الإيرانية والسلبيات السورية - الإيرانية في عملية السلام ومشروع الشرق الأوسط الكبير وانفلاش الموجات الأصولية والإرهابية في المنطقة، فوقعاً في محظور خطير يضعهما أمام خيارات صعبة ليس أولها التنازل في السياسة وليس آخرها الانتحار في الحرب. ولا يعني كل ذلك أيضاً أنَّ ما يجري في لبنان سينتهي حكمًا إلى نصر ساحق تقطفه إسرائيل عسكرياً والولايات المتحدة سياسياً،أو إلى هزيمة ساحقة يحصدها حزب الله،ولا تتأثر بها سوريا وإيران، بل يعني أنَّ أمن إسرائيل بعد "الثاني عشر من تموز" لن يكون كما كان قبل هذا التاريخ، وأنَّ موقع حزب الله عسكرياً وسياسياً لن يعود إلى "وضعه الذهبي" السابق، وأنَّ سوريا لن تكون قادرة على فك الحصار عبر البوابة اللبنانية، وأنًّ إيران لن تكون قادرة على التموضع عند أعتاب إسرائيل من بوابتي غزة والجنوب، وأنَّ الدول العربية لن تكون قادرة على التعايش مع البركان اللبناني أو الإبقاء على مفاتيح السلام والحرب في قبضة دمشق وطهران.
9 - علينا أن نعرف بأنه كما كان الحال عليه سنة 1996 لا بد من أن يتصدر اتفاق وقف إطلاق النار أية جهود دبلوماسية أخرى،تصاحبه مفاوضات بين الأطراف المعنية حول ترتيبات الوضع المقبل للمنطقة. وبالطبع سيكون وقف إطلاق النار صعباً دون تضمين المفاوضات ما يشير إلى وجود رغبة في إقرار حل دائم للأزمة المندلعة حالياً بين لبنان وإسرائيل.
10 - ليس لدى صانعي القرار الأساسيين في إسرائيل جدول أعمال مقنع من وراء هذه الحرب، وعلى رغم ذلك بعد مرور ما يقارب الشهر على اندلاع هذه الحرب، تبدو كحدث متشعب، وسيطرة الحكومة عليه آخذة في الضعف. فقرار إدخال قوات برية كبيرة إلى جنوب لبنان، وتحديد أهداف آخذة في الابتعاد عن الخط الحدودي أمامها، يبدو كأنه اشتقاق للديناميكية العسكرية أكثر من كونه نتاجاً للتفكير السياسي المدروس. ما إن تبدد الأمل في تصفية قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ بواسطة سلاح الجو وحده، وجدت القيادة العليا للجيش نفسها متحمسة ومندفعة إلى تلبية التوقعات المعلقة عليها، ولذلك تجند وحدات الاحتياط وتدفع بألوية المشاة والمدرعات إلى لبنان. هذه القيادة قد تصل إلى الاستنتاج انه لا يمكن إسكات القوة النارية لحزب الله من دون سوريا. هذا لا يعني أنَّ هذا هدف هيئة الأركان الإسرائيلية، وأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس على اقتناع بأنه سيعرف كيف يضغط على الكوابح في الموعد المحدد. هذا يعني أن لهذه الحرب منطقاً داخلياً خاصاً بها وقادراً على جر صانعي القرار إلى أماكن لم يقصدوا الذهاب إليها.
11- إسرائيل تبدو مستعدة للتضحية بعشرات من جنودها الآن كي لا تضطر إلى التضحية بالكيان الإسرائيلي كله في المستقبل، وإلى خسارة دورها أو وجودها الوظيفي بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنَّ تل أبيب لا تملك أي خيار لا يفضي الى تجريد "حزب الله" من سلاحه أو دفعه من الجنوب في اتجاه بيروت وتحويله من همّ إسرائيلي ضاغط الى عبء عسكري وسياسي وشعبي على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي على حد سواء.
12- موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى أنَّ قوة حزب الله تنامت في الأعوام الست الماضية وباتت تشكل تهديداً حقيقياً لأمن إسرائيل، وأنَّ الهدف من المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي كشف قدرات الحزب التسليحية وتدميرها، وأنَّ هناك مرحلة ثانية من العمليات العسكرية لن تكشف عنها إسرائيل في الوقت الراهن ولكنها قد تتضمن هجوماً برياً محدوداً لإجبار الحزب على التراجع للمسافة المطلوبة لفرض الشريط الأمني.
13 - هذه الحرب تتدحرج إلى وضع تتبلور فيه علامة استفهام محلقة فوق المستقبل الجماهيري لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وعدد من القادة، و سيكون من السذاجة القول أن هذا الإمكان لا يؤثر الآن على قرارات صانعي القرار خلال الحرب الحالية.
13 - الدور السوري في أي اتفاق لوقف إطلاق النار كما كان عليه الحال سنتي 1993 و1996 هو دور أساسي، رغم انسحاب القوات السورية من لبنان. وفي هذا الإطار علينا استغلال الدعوة التي وجهتها دمشق إلى الولايات المتحدة للتفاوض كي نفتح المواضيع العالقة ونستأنف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت بين الجانبين منذ أكثر من سنة. وليس أفضل من الجلوس إلى طاولة المفاوضات بين سوريا والولايات المتحدة إلى جانب الأطراف الأخرى، ذلك أنه كما في حالتي إيران وكوريا الشمالية لن يؤدي رفض التفاوض مع سوريا سوى إلى مزيد من الإحباط والفشل.
14- ما لم تُـبادر سوريا إلى الهجوم وبوسائل جديدة، ستتعرض هي نفسها إلى الهجوم، وما لم تكن فاعلاً في الحرب الراهنة بشكل مباشر، ستكون مفعولاً به بشكل مباشر أيضاً.



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجابهة الراهنة وآفاقها المحلية والإقليمية
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح في العالم العربي وإشكالية التكامل العقلاني للمصالح ا ...
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا- نسخة معدلة- الجزء الثالث
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا- نسخة معدلة- الجزء الثاني
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا -
- الفكرة الإصلاحية وإشكالية النهضة في التاريخ العربي الحديث- ا ...
- الفكرة الإصلاحية وإشكالية النهضة في التاريخ العربي الحديث- ا ...
- الاصلاح الاقتصادي في سوريا - الجزء الثالث
- الاصلاح الاقتصادي في سوريا - الجزء الثاني
- الإصلاح الاقتصادي في سوريا
- إلى صديق راحل ، إلى روحه الباقية .
- المنعكسات المجتمعية المباشرة لسياسات المؤسسات المالية الدولي ...
- آراء في آلية عمل المؤسسات المالية الدولية .
- وجهة نظر الخبراء و المختصون في الدول الرأسمالية من أزمة المد ...
- وجهة نظر الخبراء و المختصون في الدول الرأسمالية من أزمة المد ...
- المعهد الوطني للإدارة العامة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أشواق عباس - المجابهة الراهنة في لبنان – الجزء الثاني