أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !















المزيد.....

إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أفق الوضع السياسي والاجتماعي في العراق تلوح تباشير هبة جماهيرية واسعة ستتحول الى انتفاضة شعبية عارمة ، وستلغي الكثير مما هو قائم في العراق الآن ، كما إنها ستزيل القدسية التي حاول نفر ممن تربع على كراسي السلطة في العراق اليوم ، وتحت ظلال المدفع الأمريكي ، أن يحيط نفسه بها ، تلك القدسية التي تمثلت في القومية مرة بالنسبة للكورد في كردستان العراق ، أو في المذهبية الدينية بالنسبة للعرب الشيعة والسنة في الوسط والجنوب ، وذلك بعد أن تكشف للعراقيين أن كلا الطرفين من الحكام في العراق ، سواء من اتشح منهم بوشاح القومية ، أو من اتشح منهم بوشاح المذهبية المزيفة ، غير قادرين على تحقيق طموحات الجماهير العراقية الحالمة بالديمقراطية والرفاه الاجتماعي ، وذلك بعد زوال حكم صدام الجائر في العراق ، وبعد أن تكشف للعراقيين كذلك أن قوات الاحتلال ، وفي المقدمة منها القوات الأمريكية ، لم تقدم للعراقيين والعراق سوى الدمار والخراب ، وجيوش من المليشيات التي فاقت سطوتها ، وفاق قمعها للناس في العراق سطوة صدام وبطشه ، يضاف الى ذلك ضائقة العيش الرهيبة ، وانعدام الخدمات ، وفقدان الأمن ، وتفشي الفساد ، وكثرة السراق الذين زاد عددهم على عدد السراق في زمن السارق صدام ، هذا بالإضافة الى سياسة كم الأفواه التي تمارسها الأحزاب والميليشيات التي حكمت العراق بالمشيئة الأمريكية ، حتى صارت الديمقراطية التي حملتها الدبابة الأمريكية الى الناس في العراق ، والتي بشر بها صناديد مؤتمر لندن العتيد من متدينين وقوميين وعلمانيين عبارة عن سيارة مفخخة تقتل كل يوم المئات من العراقيين ، أو سرداب يسلخ فيه جلود العراقيين على الطريقة الإسلامية الإيرانية ، أو عبوة ناسفة تنتظر عاثري الحظ في طريق ما .
وعلى هذا يمكن اختصار معاناة العراقيين في الجلي من مظاهرها بالظلم الذي يتجسد بفقدان الأمن ، وبالتحكم برقاب المواطنين ، وتكميم أفواههم ، وكذلك بالجوع المتجسد بفقدان رغيف الخبز ، والعيش بالعراء ، وانعدام الخدمات . ولهذا السبب اندلعت المظاهرات الجماهيرية الصاخبة في مدن عديدة من العراق ، ولا فرق في ذلك بين مدن كردستان العراق حيث هبت جماهير السليمانية وجمجمال وغيرهما في الشمال من العراق تماما مثلما هبت جماهير الناصرية في الجنوب ، وكان عنوان هذه المظاهرات واحدا هو المطالبة بتوفير الكهرباء والبنزين الذي وعد وزيره الجديد ، حسين الشهرستاني ، بتوفيره خلال اسبوع من اعتلاء صهوة كرسي الوزارة ، ولكنه بدلا من ان يفتش عن حل لهذه الأزمة المتفاقمة في داخل العراق راح يفتش عن هذا الحل عند أهله في ايران ، مع أنه يعلم علم اليقين من أن ايران لا تريد لمشاكل العراق حالا أبدا ، وادراكا لهذه الحقيقة قال نفر من أعضاء البرلمان البائس أنهم يفكرون بإقالة وزير النفط .
لقد تعمدت مظاهرات العراقيين الأخيرة بالدماء ، وتصدت لها شرطة الديمقراطية بالرصاص ، وقد كانت هذه المعارك تمرينا أوليا ستنتفع منه الجماهير التي سئمت العيش الذليل في هباتها القادمة ، وذلك حين تتوسع دوائر الغضب ، وحين يتصدى لقيادتها من يؤمن بتحقيق متطلباتها في احترام المواطنة العراقية ، وتحقيق أهدافها في حياة حرة ، وعيش كريم .
لقد بدأت تلك الجماهير تعي الآن أن هناك أحزابا على رأس السلطة في العراق قد عمدت عن قصد تغيب مفهوم المواطنة العراقية عن عقول الناس ، وراحت تبشر بمفاهيم قومية عنصرية ، او مذهبية متخلفة لفظتها الحياة المعاصرة ، كما عمدت بعض الأحزاب الطائفية الى تغيب هويات الناس في العراق ، واستعاضت عنه بهويات لم يعرفها العراقيون من قبل ، وهذا ما استفز مشاعر الكثير من العراقيين ، خاصة أولئك الذين يقطنون في وسط وجنوب العراق ، وفي المدن العراقية كالنجف وكربلاء والبصرة ، تلك المدن التي تسعى إيران جاهدة الى بسط نفوذها عليها عن طريق أجهزة مخابراتها ، أو عن طريق عملائها في العراق ، ونتيجة لهذا الاستفزاز الفض ظهرت الى الوجود حركات جديدة تدافع عن عراقية العراقي ، وعن هويته العربية ، وترفض التدخل المتعاظم للإيرانيين في شؤون العراق الداخلية ، ومن بين تلك الحركات والأحزاب التي نهضت في الوسط الشيعي متصدية لظلم وبطش الإيرانيين هو حزب الولاء الإسلامي الذي يقود أعضاؤه نضالا مريرا ضد دعاة الصفوية من جهة ، وضد قوات الاحتلال من جهة أخرى .
لقد وصل الظلم الإيراني في مدينة كربلاء مثلا حدا لم يبلغه ظلم من قبل ، فقد حرم جنود ولاية الفقيه من الإيرانيين في تلك المدينة ، والذين طالب بعضهم بترحيل العرب الشيعة منها من قبل ، على مؤازري ومؤيدي حزب الولاء الإسلامي الصلاة في صحن الأمام الحسين عليه السلام ، وذلك عقب المظاهرات الاحتجاجية التي قام بها الحزب المذكور أمام القنصلية الإيرانية في تلك المدينة ، وذلك على إثر التشويه الإعلامي الذي قامت ببثه قناة سحر التلفزيونية الإيرانية ، والذي تعرضت به للمرشد الروحي لهذا الحزب .
ويبدو أن المخابرات الإيرانية العاملة في مدينة كربلاء ، وبعد أن شاهدت تعاظم جماهيرية هذا الحزب ، وذلك حين قامت بتسيير مظاهرات زاد عدد المشاركين في المظاهرة الواحدة عن عشرة آلاف متظاهر عمدت الى اسلوب القمع ، فأمرت شرطة كربلاء التي ينتمي الكثير من أفرادها الى منظمة بدر الإيرانية بالهجوم على مقرات حزب الولاء الإسلامي ، وضد الحسينيات التي يديرها هو ، خاصة حسينية الإمام الصادق عليه السلام في ضاحية الحر من المدينة ، ولهذا السبب فقد نشبت معارك شديدة بين الطرفين أدت الى لجوء الناس الى منازلهم ، وكان أول خبر قد جاء عن تلك المعارك بالصورة التالية : ( قالت مصادر خبرية ان مسلحين موالين لرجل دين مناهض للولايات المتحدة اشتبكوا اليوم الثلاثاء مع جنود عراقيين في مدينة كربلاء بجنوب العراق مما أثار توترات بالمدينة.
وأضافت المصادر أن الاضطرابات بدأت بعدما اقتحمت قوات الشرطة المعهد الديني التابع لرجل الدين محمود الحسني وفتشته بحثا عن أسلحة. وقال مكتبه ان المداهمات وقعت بسبب الموقف الوطني لأية الله العظمى محمود الحسني البغدادي )
وعلى إثر سريان خبر هذه المعارك أنتشر مسلحو الحزب المذكور في مدن أخرى ، وخاصة مدينة الناصرية التي شهدت قبل أيام مظاهرات الجوع والمعاناة التي تبشر بأن الجماهير العراقية قادرة على فرض حل لما نزل بها من ظلم وحيف ومعاناة ، ومن أطراف متعددة .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما أدرى العجم بالعرب !
- الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
- هاتوا الانقلاب العسكري !
- المقهى والجدل باللغة السويدية
- المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !
- رحلة ابن فضلان
- قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
- التابوت*
- مرأة كان اسمها ميسون *
- قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !
- نحو حكومة إنقاذ وطني !
- ما بعد الجعفري !
- حرب الأسماء في العراق !
- عند ضفاف المعدمين !
- النهج الأمريكي الجديد !
- إبن فضلان والعودة الى بغداد !
- الشيطانان يلتقيان !
- قصيدتان : السؤال وغزل
- الشهواني يلوح بحظر منظمة بدر كمنظمة إرهابية !
- العراق والحرب الأهلية !


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !