أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العرب والأحداث الجارية في المنطقة!















المزيد.....

العرب والأحداث الجارية في المنطقة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورد, ضمن رسالة كتبتها مس جيرتروود بيل إلى والدها في العام 1917, ما يلي:
"الكلمات في الشرق هي مجرد كلمات لا أكثر, كأنها لا تعني شيئاً بالمرة. أنك في هذا الجزء من العالم تبطن أمراً معيناً وتقول ما بدا لك, فمن ذا الذي يمكنه أن يعرف ما في سرك؟ من يستطيع معرفة ما تبطن؟ وهذا جانب مألوف في أطر الممارسات الدينية والتعامل الاجتماعي, كما هو كذلك في الأمور الصغيرة والكبيرة على حد سواء. إنهم يقولون شيئاً في يوم معين وما أن يصيح الديك فجر اليوم التالي حتى تجدهم يقولون شيئاً مغايراً. إنه لأمر غريب جداً, بيد أنه لا يجب أن يغيب عن بالك أمر تقبلك هذه الممارسة الشائعة في الشرق لسببين أساسيين أولهما قدرتك على إدراك هذا الجانب وتفهمه كما ينبغي, وثانيهما التغاضي عنه والتسامح معه. إن العديد من الشرقيين يفضلون الموت على نبذ إيمانهم العميق بالكلمات والكفر بها وهو جانب نتمنى مخلصين أن يتوفر لنا ما يكفي من الشجاعة للقيام به". (راجع: بيرغوين, إليزابيث, جيرتروود بيل. من أوراقها الشخصية 1914-1926. ترجمة نمير عباس المظفر. بيروت. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. ط 1. .2002. ص 114.
لا يحتاج ما كتبته مس بيل إلى ترجمة, فهي صريحة وواضحة وجريئة في التشخيص, بغض النظر عن مدى قبولنا أو رفضنا, ارتياحنا أو غضبنا بشأن ما شخصته في الشخصية العربية بشكل عام. ولكن يبدو لي مفيداً أن أبرز هنا عدداً من المسائل الجوهرية التي تضمنها هذا التشخيص النوعي للشخصية الشرقية العربية, ومنهم رجال الدين, إذ أنها كانت تعيش في العراق وتتعامل مع العرب ورجال الدين والسياسية اليومية: وأبرز تلك الخصائص:
• إن الكلمات عند العرب جوفاء لا تحمل مضامين جدية وفاعلة.
• وأن الفرد العربي مصاب بازدواج الشخصية.
• كما يتسم بعدم الثبات والتقلبات المستمرة في الرأي.
• والعرب فوق هذا وذاك لا يشعرون بقيمة الحياة, بل يفضلون الموت دفاعاً عن كلمات فارغة جوفاء.
ليس هناك من تشخيص مطلق, ولا يعني أن ليس في هذا التشخيص من يخرج عن إطاره من العرب, ولكن من حقي أن أتساءل, وكلنا يواجه أحداث العراق ولبنان حالياً, هل كانت هذه الآنسة البريطانية الذكية صادقة وموفقة في تشخيصها للفرد العربي أو الشرقي وفي وضع يدها قبل ما يقرب من 90 عاماً على الجرح الحقيقي الذي ينزف عند العرب دون توقف منذ مئات السنين, ويبقى ينزف ما دامت شخصيتنا مكبلة بهذه السمات الغريبة؟ أشعر بأنها لم تكن مخطئة في تقديرها, بل يفترض إضافة سمة جوهرية أخرى هي أن العرب عموماً, وليس الجميع طبعاً, يستخدمون العاطفة قبل العقل, وكانت وما زالت لهذا الواقع, عواقب وخيمة على العرب.
العرب أمام معضلة نفسية واجتماعية وأخلاقية معقدة تستوجب معالجة جادة وعميقة وطويلة الأمد. فهذه السمات ليست بنت الساعة, وليست ناجمة عن جينات لدى العرب دون سواهم من البشر, إذ لا يولد الإنسان العربي وهو يحمل هذه السمات, بل هي نتاج النظم الإسلامية والعربية والحكام المسلمين والعرب على امتداد قرون طويلة, إذ مارسوا الاستبداد والإرهاب والقمع القتل ضد الناس الذين ينطقون بالحقيقة. فالخشية وليست الجرأة تدفع بالإنسان إلى أن يبطن شيئاً ويعلن عن شيء آخر, أو ما يطلق عليه بالتقية, أو أن يتقلب الإنسان في أرائه لا لأسباب موضوعية بل لخشية من عقاب أو أن يفضل الكلمات على العمل الفعلي الجاد, فكلام الليل يمحوه النهار.
مجتمعاتنا تخشى قول الحقيقة وهي ترى كيف تورط شعب لبنان في حرب ظالمة دفع إليها دفعاً من جانب إيران وسوريا, وكانت الحكومة الإسرائيلية تنتظر وتتوقع في كل لحظة أن يرتكب العرب مثل هذه الغلطة, رغم عدالة المطالبة بتبادل الأسرى. إسرائيل الراغبة في التوسع على حساب الأرض العربية والراغبة في التخلص من قوى تؤرقها على الحدود, اغتنمت فرصة ذهبية حين قامت قوات حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين, ففجرت حرباً مدمرة ضحيتها الأولى والأخيرة الناس الأبرياء في لبنان وفي إسرائيل, رغم الفارق الكبير بين ضحايا العرب وضحايا إسرائيل, وكأن الإنسان العربي لا قيمة له وهو جاهز للموت تماماً.
ومقرنة بسيطة سنجد أن عدد قتلى العرب يقترب من عشرين ضعفاً من عدد قتلى الإسرائيليين والتدمير لا يمكن مقارنته أي حال. علينا إن نؤكد بأن قول الحقيقة في وقت الشدة هي التي نحتاجها, وهي التي يفترض فيها أن تسود علاقاتنا وليس المجاملة والسكوت عن الخطأ أو نأخذ بقاعدة انصر أخاك ظالماً أو مظلوما.
هناك من العرب من يعتبر ما يجري في لبنان انتصار, لأن المقاومة اللبنانية علمت الإسرائيليين درساً بقدرتها على المقاومة, ولكن هل يمكن أن يعادل ذلك ما سقط من قتلى وما خرب وما دمر من لبنان خلال الأسابيع الأربع المنصرمة, هل يمكن أن لا نرى إلى أن لبنان عادت إلى ما كانت عليه قبل أكثر من عشرين عاماً.
لا يمكن حل المعضلة بالحرب أو القتال, بل عبر المفاوضات ودعم المجتمع الدولي والرأي العام العالمي. لا يمكن لإسرائيل أن تعيش في أجواء استمرار الاحتلال للأرض العربية, ولا يمكن للعرب أن قبلوا باحتلال أراضيهم, إذ لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك لإيجاد حل عقلاني وإنساني وعادل لمشكلة الشرق الأوسط الأولى بين كل من فلسطين ولبنان وسوريا وبين إسرائيل.
سيبقى الدم ينزف دماً إن تواصل القتل والتدمير اليومي بين لبنان وإسرائيل وعلى إسرائيل إيقاف عدوانها الشرس والشرير على لبنان, كما أن على لبنان أن قذف الصواريخ على المدن الإسرائيلية. وعلى إيران وسوريا أن تكفا عن حل مشاكلهم مع إسرائيل والولايات المتحدة على الأرض اللبنانية.
لا زلنا لا ندرك أهمية الانتباه إلى موازن القوى الدولية. وأمامنا الآن مشروع القرار المقترح من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والذي لا يطالب إسرائيل بالانسحاب الفوري من لبنان بالتزامن مع إيقاف القتال, وهي معضلة كبيرة, إذ يمكن أن تبقى الأرض اللبنانية في الجنوب محتلة لفترة طويلة من قبل إسرائيل. وتبقى المشكلات قائمة بعد أن رفضت سوريا معالجة مشكلة مزارع شبعة باعتبارها أرضاً لبنانية. وعلى الدول والحكومات العربية أن تناضل في سبيل تعديل مشروع القرار الدولي ليتضمن الرؤية اللبنانية التي طرحت في روما, رغم المصاعب الكبيرة التي تعترض إدخال جميع نقاطه السبع, إذ أن رفض لبنان للقرار يعني استمرار القتال ومزيد من التدمير والقتل ويبقى الشعب اللبناني وحده يتلقى الضربات من الحكومة الإسرائيلية المعتدية. أما إيران فإنها تقوم بالتهديد في أن أي اعتداء يقع على سوريا سوف تضرب إسرائيل, في حين أن لبنان هو الذي يتعرض إلى الضربات حالياً. أما النظام السوري, فإنه يؤكد سيدخل الحرب إن ضربت سوريا من قبل إسرائيل. ولكنها سوف لن تقوم بذلك بأي حال, فأمامنا الجولان المحتل منذ 32 عاماً دون أن تحرك ساكناً عدا تحريكها لحزب الله والجماعة المؤيدة لها في لبنان لتتلقى لبنان الضربات المدمرة عوضاً عنها.
أوائل آب/أغسطس 2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل في الوضع الأمني الراهن مجال للبحث في استراتيجية للتنمية ف ...
- ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان ا ...
- المصارحة والشفافية والوعي بمصالحنا هي السبيل الوحيد لانتصارن ...
- هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان الع ...
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العرب والأحداث الجارية في المنطقة!