أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم














المزيد.....

الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليس جديداً بأن إسرائيل ترتكب مجازر ضد الشعوب العربية وخاصة في فلسطين ولبنان فتاريخها حافل بذلك. لكن الأخطر من ذلك كله أن الشعوب العربية وخاصة شعوب دول الطوق لم تستطع حتى الآن إيجاد صيغ أو أطر موضوعية وعملية للتصدي لمثل هذا العدوان السافر المستمر عليها. لأنها مازالت تعيش تحت وطأة الذهنية المتخلفة وتنتج أساليب ليست على مستوى الحدث المطلوب, وهذه الأساليب ضرب من الخيال الرومانسي في رد العدوان والتوكل على الغيب واللاهوت مهما كان لونه, هذا من جهة, ومن جهة أخرى يؤسس لهذا النوع من المقاومات سلطويا وعلى الطريقة السلطوية العربية ومازالت غالبية النخب العربية وبالتالي الشعوب العربية بعيدة عن التعاطي مع روح العصر على الأقل في المستوى الفكري والمنهجي في تحليل كل الأمور الحياتية, بما فيها أساليب المقاومة لأي احتلال, إننا مازلنا نعيش حالة من التخلف والعبودية والقهر والاستلاب من قبل أنظمة استبدادية لاتقيم وزناً أو اعتباراً لتطور الحياة وقيمها الإنسانية في العيش الكريم ولكن تعمل على مصادرة مجتمعاتها وقهرها من أجل فسادها وفساد طبقتها, وإذا كنا نعيش هكذا فكيف لنا أن ننتج مقاومة خارج هذا الفضاء الدامي? إن حق الشعوب في المقاومة هو حق مشروع ولكن, كيف تتحدث هذه النخب صباح مساء وفي كل لحظة من عيشنا اللا كريم هذا عن مظاهره المتخلفة والفساد والقهر. وعدم مشاركة الشعوب في القرارات المصيرية وغياب الحريات والبحث في سيكولوجيات إنساننا المقهور, والحديث عن سلطات بحاجة إلى تغيير وإصلاح عميق وجوهري... الخ ومع ذلك لاتستطيع غالبية النخب هذه أن تحافظ على مسافة من هذا المزاج الشعبي الذي هو نتاج لما سبق ذكره ? وبالتالي هل يمكن إنتاج مقاومة خارج هذا الجو وهذا الفضاء المنكوب للشعوب المقهورة ? وكيف تكون بالتالي العلاقات الداخلية والخارجية لمؤسسات المقاومة هذه?
إن الإنسان المقهور والمكبل لا يستطيع أن يدافع عن وطنه لأنه سجين حياته اليومية للهروب من الفقر والقهر الذي تمارسه هذه السلطات, لا يستطيع أن ينتج مقاومة من داخل روحية هذا العصر, وإذا كانت إسرائيل كما سبق وأكدنا دوماً هي حل غربي للمسألة اليهودية في فلسطين, فإن هذا الأمر يجعلها بمنأى عن أية إدانة من خلال تواطؤ هذا الغرب بعيداً عن روحية مفعول الرأي العام الغربي وردود فعله على مجازرها, لأننا أيضاً غير قادرين على مخاطبة هذا الرأي العام من جهة وغير قادرين على ابتداع أساليب مقاومة ليست نشازاً كما هو سلوك الدولة العبرية, ومن الأجدر أن نبدأ بتحرير مجتمعاتنا من الداخل وتحرير إنساننا من دونيته تجاه نفسه وتجاه سلطاته وتجاه متطلبات العقل والعيش الكريم, وأن يأخذ الشعب حقوقه ويمتلك بالتالي مصادر سلطته وملامح مستقبله من أجل الدخول في روح العصر أو الدخول في التاريخ, لأننا مازلنا خارج التاريخ الإنساني.
إن شعباً لايستطيع امتلاك منجزات الحضارة المعاصرة (علمية وتكنولوجية وإنسانية), وامتلاك القدرة على تصنيع أدواته الضرورية فيما يحتاجه يومياً وبناء اقتصاد قوي ومتين, وعدم اعتماده على الغير في كل ما يحتاجه لكي ينتقل من شعب مستهلك إلى شعب منتج لبناء قاعدته التحررية واستعادة أراضيه المحتلة وكرامته المهدورة شعب مستهلك لأن السلطات الراعية عندنا هي مسؤولة عن إطعامه.
إننا في كل مرة نستغيث بأميركا من أجل أن تحمينا من وابل القنابل الإسرائيلية, وفي كل مرة ندين أميركا ونهاجمها من أجل اخراجنا من هذه المحن التي تتكرر والآن تطالب كثير من النخب السلطات العربية بأن تأخذ موقفاً حازمًا من أميركا من أجل وقف إطلاق النار في لبنان ووقف هذه المجازر التي وإن بالغ فيها الإعلام العربي فإنها مجازر حتى لو قتلت فقط طفلة عربية واحدة وليست المجزرة بالكم أو النفخ بأعداد الضحايا بل في جوهر الفعل التدميري للهمجية الإسرائيلية بما هو في النهاية فعل ثقافي يعبر عن ثقافة تبرر سياسة الأرض المحروقة قيمياً ودينياً ومصلحياً. وفي الوقت نفسه نحاربها بالشعارات الجوفاء التي أكل عليها الدهر وشرب, والذي يريد أن يقاوم ويحرر عليه أولا دخول التاريخ الإنساني لا أن يبقى خارجه ويقاوم من داخله وبأساليبه.
وهل يمكننا أن ننتج مقاومة على أرضية أننا جزء من هذه الحضارة وليس بالضد منها على كافة الصعد أو بالعداء مع أبسط متطلباتها القيمية والمجتمعية? والفرصة متاحة لنا والعقبة الكأداء في وجه هذا الالتحاق بالحضارة البشرية وانظمتها المعرفية والقيمية والسياسية هي : سلطاتنا التي تنأى بمزارعها أعني مجتمعاتها عن روحية مواكبة التاريخ.
وصلنا إلى درجة أننا نخاف نقد أي طرح أو عمل يرفع شعار المقاومة, حتى لو أن قناعاتنا تقول: إنه مخطئ في هذا السلوك أو ذاك نخاف من أن نتهم بالخيانة وهي أقل تهمة يمكن أن توجه لكل نقد لما يعرف بالفكر المقاوم.
ما نتمنى من نخبنا العربية أن تبدأ جدياً في البحث في كيفية قيام وتأسيس هذه الأنواع من المقاومات, وعلى أية أرضية قامت ولمصلحة من? كلها أسئلة وغيرها من الأسئلة بحاجة إلى أن نقف ولو لمرة واحدة مع أنفسنا, نصارح شعوبنا بما يجري حتى لو أدى ذلك إلى عزل قسم من هذه النخب عن الشارع الشعبي لفترة تزيد او تنقص حسب خوضنا لهذه المعركة القاسية بمواجهة معايير شعوبنا التي افتقدت القدرة على إنتاج المعايير الخاصة بها في الحكم على الظواهر, وآليات التعاطي معها بحرية بلا سقف ولا محظورات وممنوعات... الخ.
وسأختم بمثال سؤال من لبنان :
كيف لمقاومة تتشكل من طائفة واحدة, وهل الخلل في تركيبة هذه الطائفة أم أن هذه الطائفة وحدها وطنية وقومية? أم أنها نتاج خلل مجتمعي أصلاً ونتاج عوامل أو مجتمعات طائفية تتحرك طوائفها في كل مرة حسب تحرك أجنداتها ومرتكزاتها الإقليمية والدولية ومصالحها كطوائف بعيداً عن حركية مجتمع موحد حر حتى لو كان هنالك تباين في الآراء والمصالح السياسية ولكن له محدداته الوطنية؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم