أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - رسالة ملغومة اعادتني الى قواعدي سالمه














المزيد.....

رسالة ملغومة اعادتني الى قواعدي سالمه


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان اتعس شعوب العالم ، هو ذلك الشعب الذي يبتلى بقائد مجنون يتلذذ باشعا ل النيران فيحرق بها الاخضر واليابس،ويطلق ضحكا ت هستيريه،مزهوا بانتصاره الوهمي،بينما يتعالى صراخ ابناء شعبه حتى يصل الى عنان السماء ،ولكن يبدو ان ابواب السماء قد اوصدت باحكام ،ولا تفتح الا باشعار اخر،فيحاول بعضهم التمسك بالوطن الى اخر قطرة دم ،وهذا ما يثلج قلب الحاكم المجنون المتعطش الى المزيد من الدماء البريئه، بينما يحاول البعض الاخر الفرار من نيرانه المجنونه والهجرة الى ارض الله الواسعه حيث الامن والحريه والعدل والاطمئنان.

ما ان يستقر به المقام في الوطن الجديد المعطاء حتى تواجهه مشاكل لا حصر لها اولها اللغة الجديدة التي لا يستطيع اتقانها كما يتقن لغته الام ،فلا يستطيع ان يعبر عن مكنونات قلبه ،فيصاب بالاحباط الشديد ويتعرض لحالات الغضب السريع التي لم يتعرض لها في وطنه ويصبح الغضب سمة من سماته للاسف الشديد.

ان النقلة الحضاريه الهائله من وطنه البائس الى الوطن الجديد تسبب له ارباكا اخر فالبريد اليومي المنتظم والمواعيد المنتظمة في كل دوائر الدوله ووسائط النقل ،تثقل كاهله ،اذ ان مثل هذه الالتزامات الدقيقه لا وجود لها في ارض الوطن الام ،علاوة على التقدم التكنولوجي العلمي في كل مجالات الحياة ،العامة منها والخاصه ،تجعله في حيرة من امره وتجعله يتسائل عن سر تقدمهم وسر تاخرنا.

ان اخبار الوطن الذبيح ،تضاعف من حجم معاناته ،فيجتر همومه ليلا ونهارا وتبدا الغيوم السوداءتتراكم في سماء حياته، علاوة على الغيوم الرمادية التي يعيشها في هذا الجو الذي لم يتعوده،فاشراقة شمس بلاده تبدد كافة الغيوم مهما حلك لونها ،فمن اين له بشمس بلاده الساطعه الدافئه ؟

ان انعدام الحريه الفكريه بمختلف اشكالها في الوطن المكبل بالقيود، وانتقاله بصورة مفاجئة الى الحرية باروع معانيها ،تبهر المغترب كما يبهر الضوء الساطع من عايش الظلام الدامس،فتراه يبحث في الكتب عن كل ما هو ممنوع عليه في الوطن السجن، فيصاب بتخمة الافكار فيتداخل القديم بالحديث والصحيح بالخطا ،ويصاب بالهذيان الفكري.

ان اسؤا ما يعكر صفو حياته ويقلبها راسا على عقب هي اعداد المبشرين التي لا حصر لها ولا عدد والذين يمثلون مختلف الاديان والمذاهب ،فكل واحد منهم يعرض عليه دينه بصورة مغرية ،وما ان يصغي لهم قليلا حتى ينتشر فكرهم في مخه كما ينتشر الفايروس في الكمبيوتر او الحاسوب كما يسميه الاهل في العراق،ولا يحاول التخلص منه بشتى الطرق ،فتبدا المعاناة الرهيبه ،معاناة صراع الاديان والحضارات،التي فرقت شمل الاف العوائل السعيده وانتهت بالطلاق والفراق للاسف الشديد، وكأن الأديان لا يحلو لها الا فراق الاحبه،وتفتيت شمل العوائل من خلال بلبلة افكارهم وزعزعة ايمانهم بموروثاتهم ومعتقداتهم ومقدساتهم.

مهما حاول الشخص التكيف لوضعه الجديد ،الا ان جدوره الاصليه،تنمو من جديد،ويغلب الطبع على التطبع بصورة تلقائية وبلا ادنى تكلف، وهذا ما حصل لي انا شخصيا، اذ ان الموضوع الذي سبق وان كتبته والذي يحمل عنوان ويبقى السيد المسيح روح الله وكلمته التي القاها الى مريم ، قد اثار ثائرة احدى الجارات المسيحيات التي تؤمن بالمسيح بلسانها فقط اما قلبها فخال منه تماما، فوجهت لي السباب والشتائم والتهديد عن طريق البريد الالكتروني ، لقد كانت رسالتها تلك بمثابة اللقاح الذي يؤخذ من نفس فايروس المرض ليعطى للشخص للوقاية منه.

بعد ان قرات رسالتها المجنونه اصابني الذهول لايام عديده،واقتنعت بان الدين حسن ا لمعامله،وقد برهنت لي التجارب ان الكثير من الملحدين يتحلون باخلاق عالية يحسدهم عليها ادعياءالاديان ،ما نفع الدين ان كان لا يتعدى اللسان فقط؟ .
بعد ثمان سنوات من العذاب والدموع والسهر احسست الان بانني شفيت تماما من تلك المعاناة التي كادت ان تهدم شمل العائله السعيده ، لقد استفدت من هذه التجربة القاسية كثيرا والحياة تجارب كما يقول المثل




#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويبقى السيد المسيح روح الله وكلمته التي القاها الى مريم
- من اجل انجاح مشروع المصالحه الوطنيه
- الديمقراطيه تطرق ابوابنا! مرحبا بها
- ونسيت حجم مصيبتي لمّا رايت مصيبتك
- ما الذي كان يحصل لو اسقط رأس صدام بدل تمثاله
- كيف ينظر المتحضّرون الى ماضيهم وحاضرهم
- لا للتطرّف
- عندما اصلب في اليوم الف مرّة ومرّه
- ما السرّ في انتفاخ وجه الخاله سعديّه؟
- اقتراح عادل وعاجل
- من يبصق نحو السماء
- ربنا حوّل نفطنا مطرا
- العظيم
- غربة أم
- الفرق بين مسلسل القلعه ومسلسل قهوة الحشّاشين كالفرق بين سياس ...
- لتكن مشيئتنا معا
- الغفران
- على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي
- عواشه
- هو وحده من يعرف مكنون جمالي


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - رسالة ملغومة اعادتني الى قواعدي سالمه