أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي















المزيد.....

الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما سأل احد المراسلين المالكي عن الموقف من الذين يقتلون عناصر قوات التحالف فقط ؟ اجابه انها جريمة قتل ، وكل مرتكبي الجرائم سوف يحاسبون حسب القانون ، وسبق للطالباني ان اجاب على نفس السؤال قائلا : انها قوات صديقة ، وقتالها يعني خروجا على القانون !
هنا حقيقة تكمن المشكلة ، فاذا كان المقصود بالمصالحة هو التوافق على عدم قتل عناصر قوات التحالف واعتبارهم قوات صديقة ، اذن الموقف من المحتلين هو سبب غيابها ، وبما ان الاحتلال نفسه من يتحكم بامن البلاد والعباد فانه هو، وليس غيره من يقف حجر عثرة بطريق اي مصالحة حقيقية بين القوى السياسية العراقية .
في ديباجة مبادرة المالكي لما يسمى بالمصالحة الوطنية ، والتي احتوت على 24 بند كلها تعالج خطايا واثار جرائم الاحتلال ذاته ، دون ان تسميه ، مثل المعتقلين دون تهمة ، ودون اجراءات قانونية ، وهم بالالاف ، وضحايا القتل العشوائي وهم بالمئات ، والمتضررين من حل اجهزة الدولة وهم بمئات الالاف ، وقانون اجتثاث البعث الذي شمل عشرات الالوف ، ومعنى هذا ان الاحتلال يريد انهاء جرائمه بشرط توقف المقاومة عن اعمالها المسلحة وغير المسلحة ضد قواته ومن يقاتل معها من عراقيين !
معنى هذا ان المحتلين هم من يقف وراء هكذا مبادرات ، لاسيما وان امريكا قد شجعت الكثير من الوسطاء على طريق التحاور مع فصائل المقاومة العراقية لغرض ابرام صفقات معها ، وبواسطتها يتم احتواء كل القوى الفاعلة في الساحة العراقية ، لتامين التفرد الامريكي بها!
ان لتزامن اعلان خليل زادة تاييده للمبادرة وافاضته في شرح تفاصيلها ثم مباركة البيت الابيض لها ، اكثر من تاكيد على انها بلورة امريكية لما تسرب منذ اكثر من سنة على محاولات امريكية للتفاوض مع بعض الفصائل المسلحة لاشراكها في العملية السياسية !
ان ادارة بوش حاضرة بكل المعاني للخروج بصيغة تتيح لمن يستجيب لها حصوله على حصة من حصص السلطة في العراق ، ودون الحاجة لروتين الانتخابات والنيابة ، مقابل تخفيف ثقل حملها من المواجهات الموجعة التي لا تريدها ، وهي باشد الحاجة الى تهدئة الاوضاع ، كي لا تتزايد ضغوط الداخل الامريكي عليها ، وهي مقدمة على موسم انتخابي تشريعي ، تحتل اوضاع العراق فيه موضع الصدارة في المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي .
امريكا حاضرة في اهدافها ، وغائبة عن بنود المصالحة برمتها ، مع انها ام البنود !
كان مؤتمر القاهرة للمصالحة الوطنية والحوار ، قد افرز جملة من الحقائق ابرزها ان المقاومة المسلحة وغير المسلحة هي قوى سياسية فاعلة وتعبر عن النفس العام للشارع العراقي ، وهي ليست ، كما يريد حجرها المحتلون واعوانهم ، مرادفة لطائفة بعينها اواثنية معينة ، والا ما معنى ان يقول زادة ومن بعده المالكي والطالباني ان كل مكونات الشعب العراقي هي ممثلة في العملية السياسية ! اذن المقاومة هي خارج لعبة محاصصة المكونات التي يدعونها ممثلة عن الشعب ، هو فعل شعبي سياسي ومسلح يشيع ويستقوي حيث تتوفر له مستلزمات الفعل والتاثير ، بمعزل عن المذاهب والعروق ، وهي بهذا المعنى تعبير عن الهوية الوطنية العراقية بارقى تجلياتها ، وهي في الموصل والسليمانية كما في البصرة والرمادي وبغداد والعمارة ولكن باشكال مختلفة ومتباينة لتصب في النهاية بطاحونة المقاومة العامة للشعب ضد مغتصبي ارادته من المحتلين وعملائهم ، ومن جملة ما افرزه المؤتمر ان القوى المتعاونة مع الاحتلال تتخبط في توصيف الحالة العراقية وتغالط على الواقع حتى لا تتناقض مع ما تدعيه من امتلاكها للسيادة الكاملة والشرعية الشعبية والقانونية والاخلاقية ، وما زالت هذه القوى تمارس نفس لعبتها ، ولكن هذه المرة "بتنازلات" كاعطاء حصة من السلطة للمعارضين ، والتخلي عن سياسة الاجتثاث ، وحل الميليشيات ، واطلاق سراح اغلب المعتقلين، وبطبيعة الحال فانها لا يمكن ان تقدم على ذلك الا بعد ان عجزت مع اسيادها في القضاء على المقاومة المتصاعدة ، وانها مستعدة لتقاسم السلطة مع اعداء اليوم اذا تركوا المقاومة وانخرطوا معها في ميدان السلطة التي يرعاها ويحتويها المحتل الامريكي !

المالكي يطالب بمصالحة مع الاحتلال وافرازاته :

ما اعلنه المالكي من " مبادرة للمصالحة الوطنية " هو اعادة انتاج للمعالجات الامريكية القديمة ، الجديدة ، والتي تنطوي على حزمة واحدة من الحلول لتيسير انجاز المهمة الامريكية في العراق ، وهذا الاعلان لا يخرج عن طوق العصى والجزرة ، والترهيب والترغيب ، الذي يشد به المحتل على رقبة شعبنا ، وقواه الحية المقاومة ، والمتعاملة بسلبية واحتقار مع كل الاعيبه ، وشراكه ، ودسائسه ، لم يبلع الطعم حتى من كان متضررا من سياسات حكم صدام حسين ، بل ان اكثر ما يدهش الامريكان ، وعملائهم ، هو وجود من كانوا يعارضون ، وبشرف حكم صدام حسين ، بين اشد المقاومين ، والرافضين للتعاطي مع الاحتلال ومشروعه في عراق اليوم !
وهذه ليست ببدعة ، وانما هي شيمة كل الاحرار الذين لا يرضون لانفسهم وشعبهم ان يكون رهينة لاحتلال غاشم يحقق لهم عرضيا تصفية حساباتهم مع النظام الذي كانوا يعارضوه !؟
دعوة المالكي هي دعوة امريكية مبطنة ، وهي محاولة للهروب الى امام ، كي لا تلامس جوهر المشكلة ، والعقدة الاساسية في اوضاع العراق انها عقدة الاحتلال ، ومهمة ازاحته ، ومحاسبته على جرائمه التي الحقت ابلغ الضرر بالعراق ، وشعبه واجياله القادمة ، ولعقود طويلة قادمة سيبقى العراق يعاني منها .
ان كل شرفاء العراق يتوقعون من القوى التي اضلت طريقها ووقفت في خندق التماهي مع الحرب المجرمة على بلادهم ، ومن ثم احتلالها ، والعبث بمقدراتها ، ان تراجع نفسها بعد ان انكشف زيف كل الشعارات والتخريجات الامريكية ، وبات اكثر من ملح الزامها بل اجبارها على الخروج من العراق ودون قيد او شرط ، باتفاقية تلزم الامريكان بتعويض العراق بكامل خسائره ، وان تكون الامم المتحدة هي الشاهدة والضامنة لهذه التفاهمات ، وتحت رعايتها يتم اعادة النظر بكل التداعيات غير الشرعية للاحتلال ، وستكون هناك حاجة فورية لتشكيل حكومة انتقالية ، حكومة انقاذ وطني من المختصين المستقلين ، ويتم تشكيل مجلس مؤقت للحل والعقد يضم كل القوى السياسية التي تتبنى هذا الحل للخروج من دائرة الجحيم الذي ستبقى مخيمة على سماء العراق ما دام هناك محتل يعيث بالارض فسادا .
المصالحة في عرف المالكي هي مسايرة الامر الواقع والتطبع على قبوله ، ماذا ، والا فأن العصى لمن عصى ، فاي منطق مصالحة هذا بربكم ؟

من لسانهم ندينهم ! :

لقد غيروا موجتهم التي كانت توصم جميع القوى المناهضة لعمليتهم السياسية بالارهاب ، واخذوا يرددون عبارات غامضة مثل المتمردين ، المقاتلين ، المسلحين ، وهذا يعني ضمنا اعترافهم بوجود المقاومة !
لكن يبقى هناك اكثر من تناقض في منطق المبادرة ، فهي تفترض تفاوض مع فصائل مسلحة كانت تستخدم سلاحها ، ومن ناحية اخرى يريدون منها اياد نظيفة من دم المحتلين ، وعملائهم وهذا ما لا يجوز منطقيا ، والا ماقيمة حملهم للسلاح اذا لم يكن فاعلا ، ومستخدما حتى يجبر الطرف المقابل على الرضوخ لمطالبه ؟
انهم يستبعدون الفصائل البعثية من التفاوض ، ومن ناحية اخرى يعملون على الغاء قانون اجتثاث البعث ! ويبررون ذلك بان هناك من تضرر من الاجتثاث ! ثم يريدون دمج العسكريين من الجيش العراقي النظامي الى صفوف جيشهم غير النظامي ، بتبرير ان استبعادهم جعلهم في موقع المقاومة ! لكن هل نسيتم ايها السادة ان اغلب هؤلاء هم بعثيون ايضا؟
لا ادري هل الامريكان هم من يريد وبأي ثمن احتواء المقاومة نتيجة لتصديها الفعال للتواجد الامريكي ، ام هي غيرة وطنية نزلت على السيد رئيس الوزراء الحالي والرئيس السابق للجنة اجتثاث البعث ؟ انه مجرد تساؤل بريء !
اتسائل ايضا هل ستشمل المصالحة القوى غير المسلحة من المقاومة ؟ من امثال اية الله البغدادي واية الله الحسني وغيرهم ، وهل ستشمل بعض اتجاهات التيار الصدري الذين تلطخت اياديهم بدماء الامريكان ؟
لقد قالوا انهم مازالوا لا يعرفوا من هم هؤلاء المسلحين ، اذن مالذي تغير عن السابق عندما كنتم تتهمونهم بالاشباح ، والملثمين ، هل تغير شيء في مظهرهم جذبكم للتحاور معهم ؟
ايها السادة من يسعى للتفاوض لا يشترط شروطا ، والمالكي ، ومن بمعيته اخر من لهم حق التشرط ، فانتم مجرد عبد مأمور قيل اليكم تفاوضوا فتتفاوضون ، اما الطرف الاخر هو، وليس غيره من له كل الحق بوضع الشروط لانه لا يسعى للتفاوض كهدف بحد ذاته ، انما هدفه الذي لن يحيد عنه ، هوافشال اي مسعى للتراضي مع الاحتلال والقبول بترتيباته ، والعمل من اجل اجباره على التقهقر بعد ان يتقيء كلما بذمته من حقوق مصادرة ، ويتحمل تبعات جرائمه ، فلا تتعبوا انفسكم ، وما يهزك ريح ياهذا الجبل ، ومهما حصل !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
- دولة الناس ودولة الله
- أرهابيون لكن ظرفاء
- كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه ...
- هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو ...
- عصيان مدني على الموت
- ماذا بعد الزرقاوي ؟
- عراقيات مع سبق الاصرار
- مجانين امريكا وبريطانيا يقاتلون في العراق
- هولوكست اطفال العراق
- بصرتنا لم تعذب محب ، لكن النفط عذبها
- في حاج عمران حصان طروادة امريكي يترصد ايران
- اربيل وبغداد شهدت (مولد) حكومي صاخب ، صاحبه غائب
- دولة الفشل المذهل !
- من هم الارهابيون ؟ من المطالب بتزكية نفسه ، المقاومة ام الاح ...
- هنري كسينجر يطالب بالانتقام من العراق
- المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية
- في داخل العراق ازمة شعر وشعراء
- حزورة المليشيات في العراق
- البنتاغون يتأبط حربا جديدة


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي