أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم














المزيد.....

لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قبل أکثر من سنة، جمعني القدر على طاولة واحدة في إحدى الکافيتريات المزدحمة في مدينة"کولونيا"مع فتاتين اوربيتين"اسبانية و بولنديـة"، وقد کان لإزدحام المکان سببا في دفع الفتاتين للإستئذان مني بالجلوس الى طاولتي، ومنذ البداية قالت إحداهما لي: أنت إيطالي، أنا واثقة من ذلک. و هي ليست المرة الاولى التي يظن فيها إنسان بإنني إيطالي، ولکنني أحببت أن لا أنکر هذه المرة، ولذلک تظاهرت بذلک.
وبعد مضي مدة وجيزة، طفقت أبادلهما الحديث، وعلمت إنهما فتاتان لعوبتان و لهما مغامرات"الکثير منها"مع رجال"نفطيين"کما سميتا القادمين من بلاد الذهب الاسود، وأوضحتا بأن"النفطيين"يرغبون فتيات"طازجات"يقومون بأنفسهم بفض بکارتها، ولأجل ذلک"حسب کلامهما"قامتا ولأکثر من مرة بعملية جراحية لترقيع بکارتيهما کي تمثلان دور عذرائين أمام فارسين قادمين من بلاد النفط.
هذا الحديث تذکرته و أنا أقرأ فيCNNعن ذلک التحقيق الصحفي بشأن الاطباء الاوربيين الذين يقومون بإجراء عمليات جراحية لترقيع بکارات فتيات"معظمهن من المسلمات"، وتکاد تکون فرنسا الاولى في هذا المضمار بحسب ماجاء في التحقيق الصحفي.
مسألة"غشاء البکارة"وأهميته في شرقنا، ليس له أهمية کبيرة فقط وإنما حتى مصيرية في أغلب الاحيان إذ وبسبب من فقدانها"لأي سبب کان"فإن حياة تلک الفتاة سوف تکون في مهب الريح، هذه العملية الجراحية التي تکلف500 يورو بحسب ما قالته طبيبة فرنسية، قد تکون کافية لإرضاء رجولة مزيفة و قيم بات التصنع يغلب عليها في عالم يتغير، والذي يدعو للتقزز و الإشمئزاز هو أن العديد من الرجال و الشبان المسلمين المقيمين في"أو القادمين الى" اوربا، يقيمون علاقات جنسيـة غير شرعية سواء عن طريق علاقات صداقة أو إرتياد المواخير و علب الليل، أما بخصوص موقفهم في منازلهم فتراهم"يتنافحون شرفا"، إنها أبشع إزدواجية تطحن الرجل المسلم و تدفعه لزواية ضيقة من تفکير سقيم لم يعد يجد نفعا ليس هنا في اوربا وإنما حتى في عقر داره.
بالامس وأنا أقرأ في کتاب"شرح نهج البلاغة"للمعتزلي إبن أبي الحديد، إستوقفني قول بليغ و عميق المعاني للأمام علي أبن أبي طالب بخصوص تربية الابناء وهو يقول:"لاتقسروا اولادکم على أخلاقکم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانکم"، غير أن هذا الزمن الذي شعر بعملية تغييره رجل کعلي قبل أکثر من14 قرن، هو زمن واقف بل هو بمثابة برکة راکدة في عقول الکثيرين من رجال هذا الزمن وهم يرون تغيير معظم الاشياء من دون أن يدرکوا إنه قد آن الاوان لکي يفکروا بتلک القيم و المثل المعشعشة في رؤوسهم و التي تبدو کعقبة کأداء لا في وجه تحرير المرأة من عبوديتهم فقط، بل وحتى في وجه تحرير فکرهم من إستلاب مقيت ينال من أهم شئ لديهم وهو إنسانيتهم.
إننا بحاجة لإعادة النظر بالکثير من الامور، کي لاتکون هناک ثقافة"الکذب المقنع"الذي بات المجتمع يمارسه برجاله و نسائه ومکمن العلة يعود للرجل و قيمه"السيادية"التي لامناص أمامه سوى إعادة التفکير بها و بعدم جدواها في هذا الزمن.
الرجل الذي بات يرى إنعکاسات و ردود فعل عصر الانفجار المعلوماتي و القرية العالمية على کل شئ، يجب أن يعي وبوضوح أن الانثى کائن إنساني لها أحاسيسها و مشاعرها وقبل ذلک لها تفکيرها و منطقها الخاص بها والذي قطعا سوف يخضع لتأثيرات هذا الزمن السريع في کل شئ، وإن هذه الانثى ليست ستدرک"لإنها قد أدرکت فعلا"أن زمن خنوعها لهيمنة غير عادلة و لا إنسانية لأخيها الرجل قد إنتهى و أن القادم من الزمان سوف يکون کفيل بنفض غبار تلک القيم البالية عن تفکيره وبالاخص حين يکف عن التصور بأن قيمة الانثى تکمن في غشاء رقيق هو کخيط العنکبوت أو يکاد يکون أوهن منه!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني
- حماس و فتح و قشة الاستفتاء
- حسين نعمة..لک الحق ولکن
- ماذا يجري في العراق؟
- عربستان..المصادرون في أوطانهم
- دولة کوردستان..واقع ستفرضه ترکيا و إيران
- أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة
- قادة خرجوا من القبعة الامريکية
- برکات سيدنا الشيخ
- حکومة تخطت حاجز الامر الواقع
- الإستخارة الإيرانية
- هذا ما جنته فتح على نفسها
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن


المزيد.....




- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم