أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - رسالة کوردية الى واشنطن















المزيد.....

رسالة کوردية الى واشنطن


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 05:12
المحور: القضية الكردية
    


تهديدات السيد رجب طيب أردوغان الاخيرة بشأن إستهداف"الاطفال و النساء"المتظاهرين في عقر دارهم و على أرض آبائهم و أجدادهم، تمثل إتجاها سياسيا إستثنائيا و غير مألوفا في عصر العولمة و ثورة المعلومات.
السيد أردوغان، الذي يصفه العديد من الکتاب و المحللين السياسيين بإنه و حزب العدالة و التنمية ذو الخلفية الاسلامية، يمثلان إنعطافا نوعيا في الموقف السياسي من الشعب الکوردستاني في ترکيا، بل وقد صارت هذه السمة بمثابة "حق نقض" ضد کل من رفع عقيرته وتناول سياسة الحکومة الترکية الحالية و رئيسها بالنقد و حتى مجرد التحفظ، ورغم أن أولئک يتناسون بأن مايفعله السيد أردوغان ليس بمنة أو هبة يرميها في وجه الکورد وإنما هو حاصل تحصيل حرکة الاحداث السياسية التي سترسم ملامح التأريخ وأن ترکيا و عالم اليوم، هو غير ترکيا و عالم الامس.
التطورات الاخيرة في الشمال الکوردستاني و تفاقم الاحداث بشکل غير عادي دفع الحکومة الترکية و الماکنة العسکرية لجنرالات أنقرة بالتحرک ضد هذه المتسجدات على الاصعدة السياسية و الامنية و العسکرية، والمثير في الامر أن ساسة حزب العدالة و التنمية لا يتورعون عن التشبث بأي ذريعة أو حجة واهية لتبرير تحرکهم العسکري شبه البربري ضد المواطنين الکورد العزل وهو أمر يبدو أن لعبة المصالح الدولية وفق قاعدة"شيلني و أشيلک"، باتت أنقرة تمارسها بصورة جيدة مع الغرب الذي يحاول جاهدا أن يعامل الشأن الکوردي في ترکيا بطريقة تکاد تشبه في العديد من الاحيان تلک النعامة التي تخفي رأسها وهي تظن بإنها بذلک تکون في حل من مطاردة خصومها.
إن الولايات المتحدة الامريکية و دول الاتحاد الاوربي حين يبرعون في إيجاد المسوغات و التبريرات لساسة حکومة حزب العدالة و التنمية، عليهم في مقابل ذلک أن يعوا جيدا أن قضية الشعب الکوردستاني في ترکيا ليست عبارة عن شماعة"PKK"کي يعلقون عليها کل الجرائم الترکية بحق المواطنين الکورد العزل و خصوصا الاطفال و النساء الذين باتوا يشکلون هدفا عسکريا للسيد أردوغان و جنرالات ترکيا المتحاملين على کل ماهو کوردي، وإن دول الاتحاد الاوربي يجب أن تعي جيدا إن محاولتها تبرير التطرف و العنف العسکري لحکومة ترکيا من خلال إرجاع العلة الى حزب العمال الکوردستاني ، فإن ذلک لن يفيد أحدا بقدر ما يزيد في إضرام نار الحقد العرقي للحکومة الترکية ضد الشعب الکوردي.
وإذا کانت الحکومة الترکية قد برعت في إرجاع کل فعل عسکري مناهض لها الى حزب العمال الکوردستاني وکانت أوربا و أمريکا ترددان ذلک من ورائها، فإن إرجاع التظاهرات و حالات الغضب الجماهيري أيضا الى ذلک الحزب أيضا، هو أمر يجب أن تدرس تلک الدول تداعياته و خلفياته بحثا عن الحقيقة التي تسعى أنقرة لتمويهها أو حرفها عن إتجاهها الصحيح و الواقعي، وعلى تلک الدول أن لاتکتفي بترديد عبارات هذه الحکومة المتحاملة على کل أمر يقود الى إنشاء دولة کوردية حتى ولو کانت"في آخر العالم"، وأن ترجع الى صوابها و تنظر الى الامور بنظرة واقعية کي تستشف حقيقة الامر.
وإذا کانت الولايات المتحدة الامريکية قد مارست هي الاخرى سياسة"توافقية" في مسايرتها لما ترتکبها الحکومة الترکية من جرائم ضد الشعب الکوردستاني، فإن کلمة ال"لکن"التي تضعها بعد کل عبارة إنتقاد للکورد کنوع من الاستدراک لضمان عدم إنجرافها خلف العنجهية العسکريتارية الترکية التي يظهر أن عصر تحرر الشعوب و إحقاق حقوق الانسان لا يمثل لها شيئا فلاتأبه لتهديد"الاطفال و النساء" وعلى لسان أرفع مسؤول سياسي في حکومتها، هي غير کافية إطلاقا.
واشنطن التي تدرک أکثر من غيرها خبايا الامور و حقيقة و ماهية الاجندة السياسية و الامنية، يجب أن تعلم جيدا أن مصداقيتها بخصوص إشاعة مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان سوف تکون في دائرة الشک و حتى المسائلة فيما لو إستمرت بالسير أکثر خلف الاوهام الترکية بإسکات شعب قوامه أکثر من عشرين مليون فوق أرضه من المطالبة بحقوقه المشروعة، کما إن من واجب دولة تدعي إنها ترعى و تحفظ النظام و الاستقرار الدوليين، أن تبحث في تلک الدعوات الجادة التي تطرح من قبل حزب العمال الکوردستاني و أن تدرس حقيقة و ماهية أهداف و سياسة هذا الحزب وليس تکتفي بترديد عبارات أنقرة بهذا الشأن، وأن وصول الامر الى"الاطفال و النساء"، خصوصا وأن أطفال کورد قد سقطوا في المظاهرات الاخيرة في المدن الکوردية و لاسيما في مدينة"دياربکر"، هو إنعطاف خطير في سياق التکتيکات العسکرية التي تستخدمها ترکيا بحق الشعب الکوردي.
وإذا کانت حالة"الکراهية و معادات"أمريکا في الشارع الترکي قد بلغ مستويات غير عادية بل وحتى إستثنائية، کما وإن الحکومة الترکية تساير في أغلب الاحيان ذلک الاحساس الجماهيري وتحاول ترجمته في تحرکاتها السياسية، فحري بالولايات المتحدة الامريکية أن تتذکر أن الشعب الکوردستاني مازال ينظر لها کمحررة للشعوب وليس کمشارکة أو مساهمة في قمعهم کما تحاول أن تفعل بها أنقرة من خلال جر قدمها الى مستنقع تورطها في الشمال الکوردستاني.
ترکيا التي لاتخجل حتى من إرجاع سبب الاحداث التي تشهدها المدن الکوردية الـى"ذلک القابع في إيمرالي"، يفترض بواشنطن أن تعي ماهية هکذا دولة في تعاطيها مع قضيـة شعب بأن تحرفه وتجعله قضية حزبية ضيقة، ولکن حتى لو إفترضنا جدلا أن حزب العمال الکوردستاني کان هو المحرک و السبب الحقيقي وراء تفاقم الاوضاع، فلماذا لا يلتفت العالم المتحضر الى اليد المسالمة لهذا الحزب وهي تلوح بغصن زيتون أخضر بحثا عن مخرج سلمي للازمة؟ إن الشعب الکوردي برمته ينظر بحنق الى جرائم الحکومة الترکية بحق النساء و الاطفال في المدن الکوردية، وکلها ترنو صوب واشنطن في إنتظار موقف سياسي مشرف لدولة أثبتت مصداقيتها في حسم العديد من ملفات شعوب عانت من الاظطهاد على يد حکومات مستبدة، وإن قتل أجهزة الامن الترکية في الاحداث الاخيرة لطفلين کورديين هما(فاتح تکين) و(عبدالله دوران)، قد تکون رسالة کوردية واضحة جدا لواشنطن على أمل أن لاتترجم تهديدات أردوغان الاخيرة بقتل المزيد من الاطفال و النساء على أرض الواقع و أن لاتنسى تلک الدولة التي سحبت البساط من تحت أقدام ميلوسوفيتش و الملا عمر و صدام، إن ما يحدث في ترکيا شئ لا يختلف کثيرا عن الذي حدث في تلک الدول!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟
- إيران و فيلق بدر
- الادب النسوي إغناء للسمة الانسانية للأدب
- أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود
- فاتن نور: إننا محاصرون بالجرأة
- ثلاث قصائد قصيرة من الشعر الفارسي
- أفاقون في أدوار النبلاء
- طوبى لشعب نجاد رئيسه
- الانثى و الخوف.. الشفافية و الإستلاب
- محمد باقر الصدر.. عبقرية نادرة في زمن الازمات*
- المرأة و صداقة الرجل.. النار و الهشيم
- فينوس فائق: الشعر مساحة أوسع من الخيال و عبث من طراز فريد


المزيد.....




- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - رسالة کوردية الى واشنطن