أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد














المزيد.....

أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 09:58
المحور: القضية الكردية
    


تواتر التقارير الخبرية المتسربة من ترکيا حول تفاقم الوضع الصحي للزعيم الکوردي عبدالله أوجلان في معتقله بإيمرالي، ترسم في الآفاق أکثر من أشارة على أکثر من صعيد. وتفيد أحدث التقارير الواردة إن الوضع الصحي للسيد أوجلان يسير وفق سياق مقلق وإن أمله بالحياة قد لا يکون کثيرا. ترکيا التي رسمت في مخيلتها الکثير من الاحلام الوردية عندما إستطاعت أن تقتاد السيد أوجلان الى سجونها عبر خطة مخابراتية دولية محکمة إشترکت فيها مع الموساد و ال(CIA)، تيقنت الان وبکل جلاء إنها قد بالغت کثيرا في أحلامها تلک حتى إن العديد من المحللين السياسيين يرون أن أوجلان لو کان خارج القبضة الترکية لکانت الامور تسير وفق سياق أفضل من الذي يجري الان. وفيما يرى البعض من المراقبين السياسيين الاتراک أن إعتقال الزعيم الکوردي أوجلان قد کانت بمثابة نقطة تحول نوعية لصالح حزب العمال الکوردستاني من حيث حدوث إنعطافة غير مألوفة في نضال هذا الحزب، فإن البعض الاخر منهم يرى بإن الإبقاء على حياته في المعتقل لفترة أخرى هو أمر في غير صالح السياسة الترکية إطلاقا، إلا أن ثمة آخرون يرون أن ذلک سوف يزيد من شعبيته أکثر فأکثر داخل الاوساط الکوردية في کوردستان الشمالية و إن "إنهاء"حياته أو حتى مجرد وفاته في المعتقل قد لايکون أمرا مفيدا لحکومة العدالة و التنمية بل وقد تکون الشرارة التي تثير ألسنة اللهب في وجه جنرالات أنقرة. ولعل بروز حرکة جماهيرية واسعة في مختلف مدن کوردستان الشمالية على خلفية أنباء تتحدث عن تدهور صحة الزعيم الکوردي، تدفع جنرالات و ساسة ترکيا الى المزيد من القلق خصوصا وإن التوقعات و التحليلات کلها تصب في خانة واحدة وهي أن موت أوجلان سوف يجعل منه رمزا وطنيا و قوميا خالدا و فعالا على الساحة الکوردستانية وهذا أمر لاترغب في أنقرة و لا تحبذ حدوثه بالمرة. غير أن تلک الصفاقة الترکية الموغلة في التعجرف و الغطرسة في بداية إعتقالها لأوجلان وإستهانتها بشخصيته و إستخفافها بتداعيات إعتقاله على الاوساط الکوردية المختلفة، کل ذلک أدى الى تنامي حالة من الغليان الشعبي بين مختلف شرائح الشعب الکوردستاني وتمخض ذلک عن حالة من الإلتفاف غير العادي حول شخص الزعيم الکوردي وهو في معتقله. وعلى الرغم من أن أنقرة قد سعت وعبر قنوات مختلفة لکي تلعب بالورقة الکوردية في الداخل على أمل أن تسحب البساط من تحت أقدام حزب العمال الکوردستاني، بيد أن الرياح لم تجري کما کانت تشتهي ترکيا. ولامراء من أن الساسة الترک وعلى إختلاف إتجاهاتهم حاولوا وبکل ماأوتوا من جهد کي يجروا عملية إجهاض"قيصرية" لحزب العمال الکوردستاني بعد ظنهم أن هذا الحزب قد إنتهى أمره بإعتقال قائده، لکنهم وجدوا أنفسهم في دوامة أصابتهم و تصيبهم بالدوار المستمر، ذلک أن عملية الإجهاض تلک کانت بحد ذاتها قراءة ترکية غير ذکية لمدى فاعلية و تأثير أوجلان السحري في الشعب الکوردستاني وإن محاولة تحجيم طود شامخ کأوجلان بإصطناع بدائل هزيلة له هي في الواقع مجرد فقاعات في الساحة الکوردستانية، وهي مسألة سوف لاتقود في نهاية المطاف الى الإتجاه الذي ترغب فيه ترکيا وإنما سوف تنتهي الى مفترق طرق ليس فيها حتى طريق واحد في صالح الجنرالات. ترکيا التي راهنت على إعتقالها لأوجلان، هي الان في وضع يجعلها تشعر بالقلق حين تجد العديد من المحللين و المراقبين السياسيين يراهنون على التأثيرات السلبية لموت أوجلان على الساحة السياسية في ترکيا. والواقع أن ترکيا التي سعت عبر إعتقالها لأوجلان أن تخفت من سحر بريقه الوهاج في أعين مريديه، قد وسعت من دائرة التأثير السحري للزعيم الکوردي فهو يبدو الان في معتقله کأسد في عرينه مثلما يصوره العديد من أنصاره وهو أمر تعلمه الاجهزة الامنية الترکية قبل غيرها، بل وأن البعض من المحللين الغربيين يذهبون أبعد من ذلک حين يجزمون بأن موت الزعيم الکوردي في معتقله سوف يجعل منه أسطورة خالدة في مخيلة الشعب الکوردستاني، أسطورة من السهولة أن تغدو مثلا أعلى للجيل الکوردستاني الصاعد فتخلق ترکيا بذلک آتونا غير مأمون العواقب لمستقبل ترکيا السياسي. کما إن فشل ترکيا الذريع في إحتواء حزب العمال الکوردستاني أو التقليل من فاعليته، هو الاخر بمثابة کابوس مفزع آخر للحکومة الترکية ولاسيما وأن هذا الحزب يمتلک باع طويل في تعبئة الجماهير وليس بإمکان أي حزب کوردستاني آخر أن يضاهيه في هذا المجال، وإن القدر لو لم يمهل السيد أوجلان کي يعيش فترة أطول، فسوف يکون بإمکان هذا الحزب أن يوظف هذا الامر التراجيدي لصالح الشعب الکوردستاني، وبإمکانه إدافة قضية موت أوجلان بسهولة في أوراقه المبدأية فيغدو هذا الحزب نموذجا حيا لأفکار و مبادئ هذا الرجل الذي أقض مضجع ترکيا في حريته کما أصبح کابوسا و صداعا مزمنا لها وهو في معتقلاتها. وتتجلى جدية هذه المسألة حين نجد الارضية مهيأة أساسا لحزب العمال الکوردستاني کي يلعب واحدة من أقوى لعبه المصيرية مع جنرالات أنقرة. مشکلة أنقرة هذه المرة، إن تلک الاسباب التي توفرت و تزامنت في آن واحد لحث أطراف دولية محددة لدفع أوجلان الى معتقلاتها، هي غير تلک الاسباب و المبررات الحالية التي أفرزتها الساحة الدولية بعد تسارع الاحداث و حدوث تداعيات إستثنائية تستدعي من الغرب وأمريکا على وجه الخصوص، أن تنظر بمزيد من التأني للورقة الکوردية وأن تفکر ألف مرة قبل أن تلقي بکراتها في السلة الترکية التي يبدو أن ثقوبها باتت أوسع من أن تحتفظ بکرات عديدة في داخلها!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود
- فاتن نور: إننا محاصرون بالجرأة
- ثلاث قصائد قصيرة من الشعر الفارسي
- أفاقون في أدوار النبلاء
- طوبى لشعب نجاد رئيسه
- الانثى و الخوف.. الشفافية و الإستلاب
- محمد باقر الصدر.. عبقرية نادرة في زمن الازمات*
- المرأة و صداقة الرجل.. النار و الهشيم
- فينوس فائق: الشعر مساحة أوسع من الخيال و عبث من طراز فريد
- الإصلاح و الخطاب السياسي و البطيخ الاسلامي
- أدعياء التمرد و العبث و الثقافة
- التيارات الرجعية و المتطرفة في طريقها للإنحلال و هي آيلة للس ...
- الانسان من فردوس السماء الى جحيم الالة
- هل هي حقا نهاية الانسان؟
- المرأة و الحب..الزهرة و الشذى
- المرأة و الازدواجية
- خطاب يقود الى الهاوية
- قراءة کوردية لمظفر النواب


المزيد.....




- لماذا نعتقلهم بينما يمكن قتلهم.. إيتمار بن غفير يحرض على قتل ...
- واشنطن: وحدات عسكرية إسرائيلية انتهكت حقوق الإنسان قبل 7 أكت ...
- الولايات المتحدة تقول إن خمس وحدات بالجيش الإسرائيلي انتهكت ...
- العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل ...
- ماذا نعرف عن اتهام أمريكا لـ5 وحدات عسكرية إسرائيلية بـ-انته ...
- الولايات المتحدة تعارض تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بحق إس ...
- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد