|
السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي الجزء الاول
المهدي مالك
الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 08:34
المحور:
الادب والفن
مقدمة ان الفنون الجميلة لها حمولة ثقافية و حضارية ببعدها المتكامل العناصر و الانسان المبدع هو ابن بيئته بمختلف مكوناتها الطبيعية و الوجدانية و تجعله هذه المكونات يفكر في العديد من الاشياء كالهوية التي تعد اساس من اسس هذا الانسان المبدع الذي يحاول ان يبدع في ميادين الابداع الكثيرة كالشعر و الغناء و السينما التي تعتبر من الفنون الجميلة التي تعبر بالصوت و الصورة عن العديد من القضايا ذات ابعاد مختلفة كالحروب و الفقر و خصوصيات الشعوب الثقافية و الحضارية و من هذا المنطلق قررت ان افتح ملف السينما الامازيغية و هي تعد نافذة نرى من خلالها قيمنا و ادبياتنا العريقة كمجتمع مسلم و كما نعلم فالدين الاسلامي له مكانة مرموقة عند الامازيغين منذ قرون عديدة و الذي ينكر هذا فلم يفهم تاريخ المغرب بشكل صحيح او يعتقد بالخرافات التي حاولت تشويه الكيان الامازيغي بشتى الطرق و الوسائل منذ اكذوبة الظهير البربري .
اول فليم في تاريخ السينما الامازيغية في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي خرج اول فليم ناطق باللغة الامازيغية في التاريخ و انذاك كنت مازلت صغيرا و لم ادرك عظمة هذا الفليم الذي يحمل العديد من المعاني العميقة و الرموز الدالة و اسم هذا الاخير هو تامغرت ؤورغ أي امراة من الذهب و هذه تعتبر اشارة قوية بان المراة عندنا لها مقام محترم و تساهم هذه الاخيرة في نشر قيم العفاف و الشرف المهمان في مجتمعنا الامازيغي و هذا الفليم اعتبره شخصيا كنزا من كنوزنا الثقافية و الحضارية لانه يتطرق الى مشاكلنا كالتخلف الديني الذي جعل اجدادنا يقدسون الخرافات و اولياء الله الصالحين اكثر من خالق الكون الذي له مفاتيح الغيب و هذا التخلف قد منع اجدادنا من الادراك مجموعة من المسائل كالهوية و الانتماء الى هذه الارض الطاهرة و هذا التخلف هو احد الاسباب المباشرة لعدم تقدمنا في ركاب التطور بشتى ابعاده المعرفية و الفكرية و حتى السياسية . و الذي سيشاهد هذا العمل الرائع سيكتشف العديد من الرموز التي لا يفهمها الا المناضل الامازيغي و من بين هذه الرموز التشبث بالارض و العرض و هذان الرمزان يجعلنا نفكر كثيرا في حضارتنا الامازيغية التي ساهمت بشكل كبير في نشر قيم الاسلام الحقيقي و الذي يؤمن بمفهوم التعايش السلمي بين كل الثقافات و الديانات السماوية و رفض المذاهب المتطرفة كالسلفية و القاعدة و غيرهما من هذه الاخيرة التي دخلت الينا من المشرق و الانسان العاقل لن يترك اسلام اجدادنا المرابطون و الموحدون و انني اؤمن باسلامنا الطاهر و المتسامح و المدافع عن مقدساتنا الحقيقية و ليس الخيالية او المستوردة من منابع التطرف و التكفير و هذه وجهة نظري الشخصية. و هذا الفيلم يعطينا تصور عام عن التخلف الديني في مجتمعنا حيث انه يحاول ان يحارب التقدم الفكري من خلال نشر مجموعة من الاشياء كالشعوذة و الايمان بوجود كائنات خارقة كالجن و عبادة الخرافات اكثر من القران الكريم و الفكر المتنور الذي لا يستطيع ان يعيش في بحور الخرافات الشعبية و يخبرنا هذا الفيلم ان مجتمعنا مازال يؤمن بهذه الاشياء التي تمنعه من التقدم و تطور العقول و الافكار. و كما اشرت بان فليم تامغرت ؤورغ يحمل معاني عميقة و التي تحكي لنا بشكل غير مباشر عن النضالات الامازيغية ضد التخلف و استغلال العقول الضعيفة عن طريق ديننا الاسلامي والامازيغية في هذا الفيلم هي تامغرت ؤورغ و التي تدافع
عن ممتلكات زوجها المهاجر الى فرنسا قصد العمل و هذه الممتلكات هي ارضه و عرضه و يخبرنا هذا الفليم بشكل غير مباشر ان من يدافع عن حقوقه الثقافية و اللغوية سيتعرض الى التشويه و الى الاتهام بانه خرج عن الطريق المستقيم مثل ما تعرضت له تامغرت ؤورغ من الاتهام في عرضها كامرأة متزوجة و التي تدافع بكل القوى عن ممتلكات زوجها الغائب ضد الذين يريدون الاستغلال و السيطرة على هذه الاخيرة أي الممتلكات . و هذه هي قراءتي الشخصية لهذا الفليم الرائع الذي يستحق منا التشجيع و التكريم لانه خرج الى الوجود بإمكانيات ذاتية انذاك و تلك المرحلة لا يوجد أي اهتمام رسمي من طرف الدولة تجاه تنمية الثقافة الامازيغية و قد شكل ظهور هذا العمل السينمائي حدثا تاريخيا بالنسبة للامازيغين الذين لا يفهمون ما يبث على قنواتنا التلفزيونية من المسلسلات المصرية او المكسيكية التي تعطينا تقاليد غريبة عن مجتمعنا المغربي المسلم و على أي فهذا العمل السينمائي يجسد خصوصياتنا التي اخذت تموت شيئا فشيئا في ظل زمن العولمة و التي لا تعترف الا بقيمها المتوحشة التي تجعلنا ننسى اصلنا و تقاليدنا الجميلة كمجتمع امازيغي الذي يعلمنا ان التشبث بالهوية يعد شيئا اساسيا بالنسبة لاطفالنا و احفادنا و الذين سيحملون هذا الهم الذي انطلق منذ عقود من النضال من اجل رد الاعتبار لهويتنا الامازيغية الشريفة من كل الاتهام . و خلاصة القول ان فليم تامغرت ؤورغ يستحق اكثر من هذا المقال المتواضع لانه ذو رسالة هادفة و تربوية و يستحق ان يبث على قنواتنا الوطنية التي تشجع المسلسلات المكسيكية اكثر من إبداعاتنا الامازيغية و هذه تعتبر ملاحظة للتامل و التفكير . للحديث بقية
#المهدي_مالك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجهة نظري الشحصية حول مسالة العلمانية و الحركة الثقافية الام
...
-
السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي
...
-
في بحور تاملاتي الشخصية
-
المعاق و التخلف
-
معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
-
قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
-
تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم
...
-
تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم
...
-
الاسلام بين التطرف و الوسطية
-
التخلف الايديولوجي 2
-
زمن التخلف الايديولوجي 1
-
المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
-
الخطاب الديني بين هموم المرحلة
-
الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة
...
المزيد.....
-
تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف
...
-
قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع
...
-
-روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
-
تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
-
الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت
...
-
مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
-
أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and
...
-
“سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ
...
-
فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية
...
-
الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|