أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - أوهام وكوابيس














المزيد.....

أوهام وكوابيس


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6634 - 2020 / 8 / 2 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وحي عبارة ( قدم في الصين والقدم الأخري في الأندلس ) أجد نفسي مضطرا للقول أن ما لا يفهمه جميع الإسلاميين وعلي رأسهم بالطبع أردوغان ونظامه هو أن تكوين الامبراطوريات في هذا العصر لم يعد ممكنا بالغزو والاحتلال ، وقد زال هذا الزمن الذي كان الدين فيه وسيلة مقنعة وحجة قوية لإخضاع الشعوب والسيطرة علي مقدراتها .
الامبراطورية في العصر الحديث تتكون تلقائيا حين تتوفر لأي قوي في العالم عوامل كثيرة ليس من بينها الدين علي الإطلاق ، صناعة قوية ومتنوعة ، وفرة اقتصادية هائلة ، علوم متطورة متحررة من أية قيود أو أية حسابات مقدسة ، حريات سياسية غير محدودة ، تنوع ديني وعرقي وعقائدي مكفولة له حرية غير محدودة ، تنوع فكري وثقافي وفلسفي ونقدي هائل ، رفاهية إجتماعية واقتصادية ، فائض انتاجي هائل قبل للتصدير بأسعار تنافسية ، صناعة عسكرية قوية تتوفر لها إمكانية الردع الحاسم
حين تتوفر هذه العوامل لأي دولة تكون قد تحققت لها الصفة الامبراطورية دون أن تقدم علي الغزو أو الاحتلال ، فهي تهيمن وتسيطر وتستغل وتنهب وتتحكم في الآخرين دون أن تقترب عسكريا من حدودهم ، تفعل ذلك بما يتوفر لها من قوة وتنوع علومها وآدابها ، وبما حققته من إنجازات اقتصادية واختراعات واكتشافات لا غني للآخرين عن الاستفادة منها .
أمريكا امبراطورية ، الصين امبراطورية ، أوروبا الموحدة امبراطورية ، اليابان أمبراطورية ، روسيا كذلك ، بقية دول العالم التي لم تتوفر لها هذه العوامل مجتمعة تدور في أفلاك هذه الامبراطوريات ، والشيء الجدير بالملاحظة هو أن الفكر الاسلامي بتنوعاته المختلفة رغم أوهامه وأحلامه ورغم ما له من تطلعات ذاتية يستقيها من تراثه ، رغم ذلك فإنه يدور في أفلاك هذه القوي ويخضع لها ويخدمها في معظم الأحيان ، ويمكن بسهولة ملاحظة كيف تستخدم القوي العظمي الاسلام السياسي في إثارة الاضطرابات في مناطق عدة من العالم لتحقيق أهداف سياسية معينة خدمة لمصالحها.
وهكذا فإن ما يمارسه أردوغان وما يحلم به هو وأتباعه من جميع الاتجاهات الاسلامية المختلفة كلها محض ألعاب وتصورات صبيانية لن تؤدي إلي أي شيء مما يتوهمونه ، فالخلافة وهم ، والغزو لعبة خطرة كعبث طفل بأعواد الكبريت ، وما لايفهمه أردوغان ومعه جميع الاسلاميين هو أن التراث الاسلامي كله لم يعد يفيد إلا في أعمال التجارة بالدين وممارسة الشعوذة وتحقيق السيطرة المؤقتة علي أفئدة الشعوب التي تجلس أنظمتها فوق عقلها وضميرها.
وكما هو واضح تمام الوضوح فإن تركيا رغم عضويتها في النيتو فإن عوامل الصفة الامبراطورية السابق الإشارة إليها لا تتوفر لها بأي مقياس ، وكل ما يتوفر لنظام أردوغان هو أوهام تراثية تعفنت بفعل الزمن وبفعل التغيرات الحضارية والإنسانية والعلمية التي لا تتوقف عن التطور تاركة هذا التراث يتآكل ذاتيا ، وهكذا فإن ما يفعله أردوغان في ليبيا ، وفي شرق المتوسط وفي الصومال ، وفي العراق ، وفي أذربيجان ، وفي سوريا ، كل ذلك لا يمكن وصفه بالممارسة الامبراطورية ، بل هو مجرد دوران في فلك امبراطورية عظمي أخري حقيقيةهي أمريكا وخدمة لمصالحها ، فمن المعروف أن القوي الكبري تتصارع فيما بينها صراعا مكتوما حول النفوذ ، وأمريكا كقوي عظمي في حاجة لمن يتقافز في وجه الدب الروسي ، وقد فرضت الجغرافيا أن يكون النظام التركي بما يتوفر له من أوهام هو القرد الذي يلعب هذه الألعاب في وجه الروس .
الاسلام السياسي في مجمله يمارس هذه الوظيفة ، خدمة القوي الكبري المهيمنة ، والدوران في فلكها ، والقيام بأي مهمة يتم تكليفهم بها مهما كانت درجة قذارتها. لذا فإن عبارة ( قدم في الصين والقدم الأخري في الأندلس ) هي عبارة لم تعد تثير الدهشة بل إن الظرف التاريخي والحضاري الحالي يجعلها عبارة مثيرة للسخرية.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي
- رمضان والكتلة اللزجة
- كُفار مكة
- هذيان


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - أوهام وكوابيس