نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية اعوام الفوضى و الاضطراب

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية
اعوام الفوضى و الاضطراب

سليم نزال

منذ اواخر سبعينيات القرن الماضى تراجع نموذج الدول القوميه . انتهى دور مصر كبلد رائد و حل عصر الصراعات و عصر الفوضى .فى ظل هذا التراجع جاءت الحرب العراقيه الايرانية لتكون اطول حرب فى تاريخ الشرق الاوسط التى ازهقت ارواح و جرحت الملايين من الطرفين و ساهمت الى حد ما فى بداية الشروخ الدينية الاسلامية .

و غزو العراق للكويت الامر الذى فتح المجال لصراعات عربية عربية و المجال للغزو الامريكى للعراق .
ثم كانت من قبلها الحرب الاهليه فى لبنان التى ازهقت ارواح اكثر من مائة الف انسان و زرعت اولى بذور تفتتيت المجتمعات العربية .و كذلك فى الجزائر عام 1981 احداث العشرية السوداء التى ازهقت ارواح اكثير من مائتى الف و مفتتحة عصر الاسلام السياسى الاكثر عنفا و بطشا.
و الحروب الاهليه السودانية التى ازهقت ارواح حوالى مليون انسان معممة ثقافة الكراهية و التقسيم فى المجتمع السودانى .

و رغم كل هذا الواقع الاسود كانت الحرب الباردة السورية العراقيه على اشدها بين قوى و احزاب علمانية كان طموحها ان تتوحد مع جزر القمر فى المحيط الهندى لكنها لم تكن قادرة ان تفتح حدودها على بعضها البعض و ان تجد حلولا عقلانية لخلافاتها .

كانت معظم الكتابات العربية فى تلك الفترة تؤشر ان الدولة العربية تعانى من ازمات حقيقية لا بد من التصدى لها بعقل جديد و الا تدهورت الاوضاع اكثر.كتب المفكر السورى التيزينى ان الدولة الوطنية العربية وصلت الى ما سماه بلوكاج اى طريق مسدود.فقد سادت مظاهر الفساد و بات الانتماء للحزب الحاكم فى تلك البلاد وسيلة للحصول على امتيازات لا اكثر. كما كانت تقارير التنمية البشرية العربية تشير ان المنطقه العربية مقبلة على انفجارات هائلة . بدا الشباب العرب يهربون من بلادهم بقوارب موت لكى يبحثوا عن واقع افضل فى ظل ازدياد ازمات البطالة و الفقر و قلة الحريات . لم يلقى المسؤولين العرب هذه التقارير اى اهتمام و ظلوا يتصرفوا كما كانوا بدون اى تامل حقيقى لما وصلت اليه الاوضاع من سوء. باختصار وصل الوضع العربى فى بلدان الاحزاب العلمانية الى ما وصلته الاحزاب الشيوعيه فى اوروبا الشرقيه من فساد و تاكل للمصداقيه الامر الذى افاد كثيرا قوى الاسلام السياسى لتطرح نفسها كمخلصة من هذا الواقع .

فى تلك الفترة عاد الى المنطقه الالاف المجاهدين العرب الذى قاتلوا فى افغانستان و و اكتسبوا خبرات القتل هناك و بداوا يعملون على افغنة المنطقه العربية .فقد بدا الفكر السياسى الاسلامى باكثر صوره ظلامية ينتشر انتشار الهشيم بين صفوف الشباب .
كانت تلك الاوضاع مثالية للقوى الامبريالية لتبدا العبث فى المنطقه كما سنرى لاحقا .فليس افضل من زمن الاضطراب مناخا مثاليا لاجل العمل على تفتيت المنطقة .
هذه هى باختصار شديد المقدمات التى فتحت المجال لظهور مرحلة الارهاب الدينى فى المنطقه.

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات