أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - يوميات / السنوات المستحيلة..من الفوضى الخلاقة الى ..الهيمنة الرحيمة














المزيد.....

يوميات / السنوات المستحيلة..من الفوضى الخلاقة الى ..الهيمنة الرحيمة


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل صباح هو الأكثر وحشة وخرابا..
الأكثر قدرية وانتظارا..مثل الواجهات المتآكلة والشجر الهرم في الشوارع ..
تداعيات مرة تأكلني في اول الساعات..
حين خطوت الى السوق القاحل المترب ..المليء بالأوساخ لأدلف الى المضمد الوحيد
المتبقي في الشارع ، الشارع الذي يشهد كل يوم تنفيذ قوائم الأنتقام والموت بأسلحة الأهل والضيوف ..اماّ بمقتل
بائع خضار او خباز او مهندس.. او استاذ .. حيث اوقفني مواطن آخر..موهوم آخر.. ابو احمدا لمهندس المتقاعد المتفائل وسط القتل والخراب اليومي مرددا العبارة : امريكا تريد ان تحول العراق الى دولة مثل دبي !!
قلت له : الى شيء لايشبه الصومال ..ولايشبه بيرو او احدى جمهوريات الموز!
استغرب الرجل من وجهة نظري او سوء رؤيتي بعد ان كنت اظن ان القادم سيكون مختلفا
بل كنت اظن ان حتلال العراق هو غير احتلال الصومال ..لأسباب من كل ا لوا ن الفكر والمنطق والسياسة والأمل المستحيل ايضا ..
كنت اظن خلال ثلاث سنوات مرت ان ثمة مفاجئات مغايرة ستمر كل يومر على حياة الناس
كما كنت اعتقد ان لا أمريكا ولا القادمين معها سيضعون سمعة وهيبة هذه الدولة على محك الأختبار والفشل .. رغم مايحصل كل يوم وطوال سنوات مجنونة..لن يجرأؤا على الخطأ القاتل
بحيث تظهر هذه القوة الوحيدة في العالم على ابواب هزيمة يمكن ان نسميها سايغون 2.. بعد ان كشفت حقائق وجودها المر في تجربة
عويصة ..ظانّا ان هذا القطب الأحادي يمتلك المعجزات كما قرات في فوضى بريجنسكي
وصدام حضارات هنتكتون ونهاية التاريخ ..والثقة لفوكوياما وادبيات اخرى ظهرت بعد انهيار حائط برلين.. ورؤى ما بعد 9/ 11
وكما اختلط الشخصي بالعام من الرؤى بعد تداعيات الأحتلال..
حتى كنا ..كعائلة نراهن على خطل نظرية صديقي المحرر في جريدة الشرق الأوسط : ان بقاءنا في هذه ا لبلاد ضرب من الجنون..معتقدين ان جدلية التاريخ لاتقبل بان يصير العراق صومالا !! تتفجر فيه صراعات الجهل والوحشية والخراب..
مراهنين على رجاحة عقل ما حتى لو كان من قوة الأحتلال في الأقل.. يحمل ذرة من مسؤولية على سمعة بلاده.. ليكون مشروع الأحتلال اكثر تنوعا !!
مراهنين على لحظة عراقية فاعلة تصنع الصفح والأعتدال والصحوة..
مراهنين ان الوحشية والدم والثأر ليست في بنية الذات العراقية الى الأبد
مراهنين على قدرة الوهم و الأنكار في ذواتنا ..بأن الواقع مهما يسوء لن يصل هذا الحد المزري!!
كنت اعدد مع نفسي بعض اسماء من اعرف من الذين انسحبوا من مشهد مابعد الأحتلال ..حين صاح بي اصوت الفنان مقداد عبد الرضا
وبطريقته المحببة ..ها شلونك ..ده تتفرّج !! دون ان ينتظر لأقول له لوني تلك اللحظة
التي كنت اتساءل فيها اين ذهبت رند رحيم ومجموعتها ..وهناء ادور وينار محمد واخريات من المشهد النسوي
اين ذهب فالح عبد الجبار وابراهيم احمد وصادق الصائغ وزهير الجزائري وابراهيم الزبيدي
وعشرات المثقفين والشعراء من استراليا الى هولندا وآلاف المنفيين العائدين الى بلادهم بأمل
الحلم الموعود..
واين ذهب عماد الخرسان ومجلس اعمار وتنمية العراق
اين ذهب 180 تكنوقراطا تدربوا في دورات خاصة في ويست فرجينيا وواشنطن ..وولاايات خرى
حتى في ماليزيا من خبرات واعدة..
اين ذهبت الأسماء والكنى لمئات الأكاديميين والمهندسين والأطباء البارعين ورواد التعليم
وصناع الحرف من اهل البلاد الذين كانوا يبدون استعدادهم لبناء بلادهم كما بنيت دول الخليج التي يحلم بها المهندس ابو احمد..
لماذا خرج كل هؤلاء ..ألأن قوات الأحتلال لم توفر الحماية لهم ام لأنهم لم يمنحوا فرصة للأداء بسبب تحديدات وقيود ادارة الأحتلال .. والفساد المعلن بألأرقام
ام لأنهم لوحقوا من قوى واحزاب ومليشيات لاتريد لهؤلاء ان يكون لهم وجود
ام ان الأرهاب قد افشل كل ذلك ..
وبقي العقل الأمريكي يفكر ..بطريقة تنقذ اوهام اليمين الذي يحمل اوزار الفشل
حتى راح يبرر لمواطنيه ..ويدبج لنا الصيغ المفتعلة من اشباه .. الفوضى الخلاّقة .. من قبل
الى .. الهيمنه الرحيمة ..الآن !!



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوارع ..خلفية
- حجر العزلات
- صحن يشبه السمكة
- اسئلة لانهائية لصباح آخر
- جنرالات الثقافة في متاهتهم ..ثقافة التهميش ام ثقافة المنفعة
- سمة ..ونجوم و..علامات
- مرايا ليوميات البلاد
- شجرة سعدي يوسف
- آخرة الحزن البغدادي
- ارصفة لأعقاب السجائر وفوارغ الرصاص
- ظهيرة صحبي
- تداعيات الرحيل
- The family international ..angels
- فوتو لأمرأة ..وأبجدية
- كتابة أخرى
- جدارية مؤيد نعمة
- قصائد مسائية
- رموز صغيرة للوليتا
- شكرا غارنر ..شكرا لمبرد ....وليمة اصطياد الفيل
- سنوات الحرية والحوار والتنوع تجربة شخصية


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - يوميات / السنوات المستحيلة..من الفوضى الخلاقة الى ..الهيمنة الرحيمة