أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - PDF الرواية والمثلث المُحرم...!














المزيد.....

PDF الرواية والمثلث المُحرم...!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تبلغ روايتُك مرحلة ال... PDF مع دار النشر، تضحى تحت الطبع...ما السر إذا قمتَ بسحبها وامتنعتً عن نشرها مع هذه الدار..؟
في العلاقة الجدلية، بين الأدب والأديب، وتحديدًا بين الرواية والروائي، نسيجٌ معقد تتداخل فيه الكتابة التعبيرية والتصويرية للحياة، دون تحفظ ورقابة ذاتية، ومن غير اعتبار للموروث والغيبيات، هذا إذا أريد أن يكون النتاج الأدبي يُولد طبيعيًا ومن رحم الواقع ودون زخرفة وحدود واقصاءات واعتبارات للدين والسياسة والجنس والتمييز.
يُعْتبَر نيقولاي غوغول، خُرافي الرواية العالمية، من معطفهِ وُلد كُتاب الرواية، اللاحقون، إنهُ أسطورة الدراما الروسية، ومن بعده أنطون تشيكوف، وفي الرواية الأمريكية يأتي عصب الرواية وساحرها الباهر، جون تشاينبك...وهو ساحر بحق لا يوازيه في الرواية سوى الكولومبي الساحر الآخر غابرييل غارسيا ماركيز...
هؤلاء سَحَرة الرواية العالمية أسقطوا الحواجز في السرد، وكسروا جدران التابو الذي يتحكم في الثالوث المحرم عندنا... في عالمنا العربي فقط، وهو مثلث الدين والجنس والسياسة، ولو قرأت أغلب الروايات العربية بما فيها تلك التي استحقت جوائز، لوجدتها جميعها قد خضعت لتلك السيطرة المُحرمَة...وخضعت للرقابتين الذاتية والرسمية، وثمة رقابة ثالثة هي رقابة دور النشر التي حتى التي ذات سمعة وشهرة معروفة على مستوى الوطن العربي، لا تستطيع تجاهل المحرمات... ولي تجربة وخيمة في هذا الصدد حيث علقت ذات مرّة بتجربةٍ مريرة مع رواية "رقصة أخيرة على قمر أزرق" وهي الجزء الثالث من ثلاثية القمر...التي جاءت بعد "بيضة القمر" و"قمر باريسي" إذ تمت الموافقة عليها من قبل دار عربية كبرى مشهورة- غير دار الفارابي- طبعاحيث تمت الطباعة النهاية وتحولت إلىpdf ... وكانت على وشك الصدور... إذ بالناشر يفاجئني بوقف الطبع بحجة أن بها مشهد من صفحتين يتوجب إزالتهما من الرواية حتى تتمكن الدار من توزيعها ببعض الدول العربية وحددت حتى اسم بلد عربي كبير قد تفقد فيه سوقها لو نُشرِت الرواية بتلك الصفحتين... طبعاً رفضتُ ذلك، وسحبتُ الرواية ونُشرتْ فيما بتعد وتم توزيعها...
هذا نموذج حي عن لهو دور النشر العربية... وهذا برهان على سطوة مثلث الدين والجنس والسياسية...
بعالمِ السرد الروائي، إن كنت ضمن السرب العربي المألوف، تقَّبَل شروط النشر المحكومة بالمحرمات والخانعة للمسكوت عنه، لن تتمكن من الشعور بذاتك ولن ترضى عن نفسك...حتى لو جاملَّتكَ عشرات معارض الكتب العربية المعهودة التي للأسف الشديد رغم حجمها الهائل الذي يفوق تكلفة واستعراض، معارض دولية كمعرضِ فرانكفورت...إلا أنها بالداخلِ وبالمحتوي فارغةٌ...مثل كارتونة...مجرد أضواء وبهرجة...يصاحبها ضوضاء وضجة وحضور رسمي وافتتاح هائل...وإعلام بخس ونقل مباشر ولكنها في المحصلة النهائية...نفاق اعلامي وفضاء خاوٍ إلا من بعض النتاجات التي لا تعكس حجم تلك المعارض... هنا تفقد الرواية وجودها في هذه المعارض وتضيع أنتَ ككاتب وتفقد احترام نبض السرد ومغزى الكلمة إن كنت خارج السرب...لهذا رفضتُ دائماً أضواء تلك المعارض وامتنعتُ كلية عن حضورها وتشريف...حفلات التوقيع السخيفة ذات الترهات التي كثيرًا ما ألحَّالبعض علىّالمشاركة فيها...
أتجنْب البروز في اللقاءات وعروض الأضواء الباهتة سريعة التبخر...لأنني لا أجد ما أقوله أو أشرحه أو أفسره في الرواية...عندما تبني رواية لا مجد لها سوى وحده القارئ معها، لا يمكنك التوضيح والتفسير...كتبت الرواية وانتهيت ولست معني بإعطاء تفاصيل أو منح راحة للقارئ كي يتنفس... القارئ يُفتَرض فيه يقرأ ويفهم ويؤول ويسعى للتفاعل بحسب تفسيره هو وليس ما يفسره الكاتب...استغرب ويدهشني حينما أسمع كاتب ما ...يستعرض روايته في حديث إذاعي أو صحفي ويقدم تفاصيل مملّة عن عمله...ماذا تركتْ إذن للقارئ كي يسبر غور الرواية!!!؟ أتحدى حتى أجرأ الكتاب وأوسعهم ثورية! إذا كان بإمكانه أن يُعبر في ندوةٍ أغلب حضورها من المحافظين والمتزمتين ما يؤمن به ويكسر تابوا الدين والغيبيات...؟ ماذا يمكنه أن يُعلن في معرضٍ رسمي أو محفل أهلي غير ما يريد الجمهور أن يسمعه، لا ما يستفزه ويفكك المسكوت عنه...واقعنا العربي زاخر بمادة خام هائلة من الفساد الديني والفضائح ووقائع يشيب لها شعر الطفل...لكن من يجرؤ على التعبير...لقد نجح الأدب العالمي لأنهُ لم يحفل بقيودٍ أو حدود...عبَّرَ عما يراه وصوره سردًا في أعمال عالمية تذكرنا بتشيكوفوغوغولوتشاينبك وغارسيا ماركيز... المرّة التي تجرأ فيها نجيب محفوظ برواية أولاد حارتنا في المجازفة تعرض للقتل وطُعن بسكينٍ في الشارع...
لستُ ممن يهوون تسليط الأضواء عليهم... أجبتُ أحدهم على هذا السؤال... واكتفيت بالصمت...
كان يسألني البعض لماذا لا نراك توقع رواية من رواياتك...بالطبع لم أجبهم ...
في الرواية عندما تسرد من داخل أعماق روحك وبشغف التعبير وضمن كسر الحدود والخروج على المسكوت عنه، وتحدي الثالوث المحرم، الدين، السياسة، الجنس عليك بتقبل سجنين...سجن القاري وسجن الموزع وثمة سجن آخر هو الإعلام الذي لن يجرؤ على الاقتراب منك لأنك بمثابة لغم قد تنفجر بوجهه...ما يهم وما يقنع في النهاية هو النتاج ذاته...
الغالبية يهوون تسليط الأضواء عليهم حتى لو كتبوا قصة قصيرة جدًا...جدًا!! مع التقدير للقصة القصيرة... لكن الرواية عالم ساحر...لا يقبل القسمة!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (14)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (13)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (12)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (11)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (9)
- -خريف الكرز- رواية مُنعت في بعض الدول. ج (9)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (8)
- هل يكون الكاظمي بوابة الساعدي القادم أم يصبح أتاتورك العراق؟ ...
- ثورة كورونا في طور التشكل...
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج(7)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 6)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج 5)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (4)
- المحظور الخلاق في الرواية...
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (3)
- -خريف الكرز- الرواية التي مُنعت في بعض الدول. ج (2)
- -خريف الكرز- الرواية التي مُنعتْ في بعض الدول. ج (1)
- ماذا يحصل عندما تقود الحملان الأسود؟؟!
- الحرب القادمة بين عالمين...
- حب محرم - من رواية الخراف الضالة...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - PDF الرواية والمثلث المُحرم...!