أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مملكة الأمس














المزيد.....

مملكة الأمس


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


ـــــــــــمملكة الأمس..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمظفر النواب .




أميرٌ ومملكتي الأقحوانُ
يَضجُّ بِنهديكِ للأعتداء ..
جسدٌ مثلُ جَليِ الأباريقِ
مُشتعلٌ بالصَفاء ..
أُحِبُّكِ إذ يُمطِرُ الليلُ
والقلبُ بَردٌ عريقٌ بقلبي
لِدِفءِ النساء ..
ويرجِفُ دَهري
أُناساً أجاملهم
رحمةً بِهِمُو وبنفسي
أرى ما وراءَ الطِلاء..
رُغابِك ما عَقَدَ اللوز
مِن شَرَر النار
تحت نَثيثِ الشتاء
ويَدفع قِمّةَ نَهدَيكِ
بركانُ وردٍ
إذا ثارَ أركضُ طِفلاً
فراغُ الوجودِ على راحتيَّ
أذوقُ الخليقةَ في حَلمَتيكِ
وسرَّ السماء
ويغفو حديقةَ همسٍ سُكوتُكِ
لا صوتَ...لا عطرَ
لا شيءَ خارج صمتك
تفقِدُ كلُّ الطيور اتجاهاتها
خارجَ هذا السكون الجميل
يُرَقرِقُني ظمأً
كلما أرتِوي الإرتواء
نفورٌ شديدِ التُّقى
في مُعاقَرَتي
كلما استَلَّني العِشقُ
طارت رؤوسُ النُعاس
ودارت على شَرَفِ الخمر
كلُّ الرؤوسِ
وصاحَ على البابِ
داعي الفَناء
ثَمِلنا بِمَن
كُلما حَلُكَ الليلُ
شفَّت شمائلُها
بشذى الروحِ
أكثرَ مما تَشِفُّ الكؤوس
فما بالَهُ الوقتُ؟
يمسحُ كالقطِّ فَروَتَهُ
بزجاجِ النوافذِ
والقبَّراتُ نفضنَ الرذاذَ
ففزَّ الفضاء
رحابِكِ فوقَ سريري تمادت
فلم يَبقَ مِن غرقٍ
لم أذقهُ
سريري طفا فيكِ
حُجرةُ نومي
رفوفي وصبري
وِصالُكِ أوسعُ من جسدي
والممرات بين ثيابِكِ والنومُ
حالكةُُ بل مرايا
وقُربك أضيَقُ مما يشاء ..
قليلاً من الذّوقِ يا عُمرُ
لا تطرق البابَ كالدائنين
فأنت مدينٌ لنا طَرِباً
ونساءاً وخمراً وشعراً
سَقَيناكَ ما لم يَذُق أحدٌ
من خمور الوفاء ..
ذهبنا إلى خَلَوات الوجود
سَوِياً
ذهبنا إلى خَلَوات السجون
سوياً
ورُحنا إلى خلواتِ الجنون
فهل لم أُجَرِّعكَ
صهباءَها للثماله؟
وهل لم أُحَصِّنكَ
ضدَّ الكساحِ الثقافيِّ؟
لكنكَ الآن تتعبُ
تغفو بكلِ مكانٍ جَلَستَ
ووحدي أُواصلُ
أقصى جنوني
وأنضَمُّ للشمس
في عشقها لاحتضان المدينةِ
رغم وساخَتِها
تعشقُ الشمسُ فيما تُنظِّف
بالعِشقِ ذا مذهبي
فلتَشُدَّ المزابل
كل سواعدها مذهباً
خاسرٌ من يُحاربُ
ضدَّ الضياء ..
لئِن خابَ ظنّي
بأكثرِ من صاحبٍ
لا أزالُ وخيبةُ ظني
بِهِم أصدقاء ..
مضى مُوهِنانِ من العمر
يا رِفقةَ الحان
شُقّوا من الباب
ما فَخِذَيّ ناقةٌ
تتأهبُ للفَحلِ
أي غريبٍ يَمرُّ
يرانا تَركنا له مَوضِعاً
حولَ طاولةِ الخمرِ
نحن اشتراكية الخمرِ
والعشقِ والخبز
نَخبَكَ يا ضَيف
مَن قال أنّ المساواةِ
تعني العراء؟
نديمي من أين للخمر
تَبلُغُ صِدقكَ؟
وَشوِش بأُذني
كأنّكَ مستأذنٌ للبساتين
وَشوِش عن الخيل
عَمّا أصيلٍ
ودَعني أشمُّ
غُبارَ النعاجِ وأصوافَها
في دروبِ حديثِكَ
دعني أُحِسُّ
حنانَ الأزقةِ .. أُنظُر
لعلَّ على الباب
مَن مِثلِنا
يَغزِلُ الذكرياتِ
ليسكُنها وطناً
آهِ من وطنِ الذكريات
وعن وطنٍ
خَلف جَمرِ الجُفونِ
كثيرُ البكاء
علينا بقارورةِ الزيتِ
مَجلُوَّةً كالعروس
وكَمّونَ أعتقُ
مِمّا نداءُ طيورِ الغرام
وكِسرَة خبزٍ
وقنينةٍ كُلما أغتُصِبَت شَرُفَت
وبقبضةِ عَزمِكَ
أهرس كما شئت
رأساً من البصل النيئ
يُشبِه رأس الرئيس الفلانيِّ
لا بد أن نتدبَّرَ
أمر الزمان
فقد كان فيما عرفنا
شريفاً كثيرَ الدماثةِ
فارسَ سيفٍ
ومعرفةٍ وخمورٍ
ولكن تغيَّر في دول السفهاء ..
مشى الفجرُ
يحملُ العابَه الورقيّةَ
يدعو خُدودَ الصغارِ
وضحكاتهم ويضيءُ القلوبُ
ومن بينِ كلِّ الشبابيكِ
شاهدت صَمتكِ مُلتهباً
بالزجاجِ المُلّونِ
أنتِ المصابيحُ
بينَ الرصافةِ والكرخِ
والليل يُمطِرُ
ما زال يُمطرُ
يبقى مدى العمر يُمطرُ
أنت المآذنُ
أنت الفراشُ
أنامُ بِه يَقِظاً
أبَدَ الدّهر لا أستفيقُ
وأنت السّهاد الكريم
نُعاساً ومِسكاً
على هودجٍ عربيٍ
تَهادى ببحرِ الحِداء
أميرة مملكة الأمس
ما زِلتُ أسحب حزني
إلى غوطة الشام
إنه الأمس سيدتي
اخطر الاوفياء
لئِن خاب ظني
بعشقِكِ سيدتي
لا أزال وخيبةُ ظني
وحُبكِ والأمس
مِن أخلَص الأوفياء.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء للتداول هذه الأيام
- إلى صديق ..
- وماهم ..ولكنه العشق
- زنزانته .. وماهم ولكنه العشق
- جنين ..
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الثاني والأخير
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الأول
- اسماعيل زاير في حوار مع مظفر النواب
- حوار مع مظفر النواب لعلاء المفرجي
- كيف نبني السفينة في غياب المصابيح والقمر
- أخبرني الناعي
- آه جابر البيلسان
- مأمور البلدية
- إصبعه المغرورق بالحلوى
- في قفص الاتهام
- في المصالحة بين التضورات واصوات إناث الكناري ...
- صورة زيتية لشيخ الخليج
- إلى توفيق العبايجي
- أميرة
- في الرياح السيئة يعتمد القلب


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - مملكة الأمس