أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة














المزيد.....

الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


الثقافة الدينية في
ديوان سدرة المشتهى
إياد شماسنة
يؤكد الشاعر في هذا الديوان على أن الشعراء هم حماة الحلم، وحاملي الرسالة، فهو ما زال حاملا الحلم، ويدعو لإيصال الرسالة، متشبثا صابرا جلدا، فرغم بؤس الحال، إلا أننا نجد صوت المؤمن، الواثق بحتمية الخلاص ، والتقدم نحو الأمام، فالديوان يحمل روح التحدي والمواجهة، وكأن حالنا ليس حالنا، وهذا الأمل/وهذه الروح هي ما يميز ديون "سدرة المشتهى" لكن هذه الروح لم يقدمها الشاعر بألفاظ جامدة، جافة، بل بلغة شعرية تسهل وتحبب القارئ للتقدم منها، وهنا يكتمل الجمال، المضمون والشكل.
إذا ما توقفنا عند العنوان نجد الثقافة الدينية حاضرة فيه: "سدرة المشتهي" حيث يأخذنا إلى سورة النجم وعند الآيات التي تقول "ولقد رآه نزلة أخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى" وهذه الثقافة انعكست على قصائد الديوان"، فنجد العديد من القصائد فيها الثقافة الدينية، والعديد منها فيه تناص مع القرآن الكريم، وهنا تكون القصائد منسجمة ومتوحدة مع العنوان.
أما بخصوص (تغريب) "المشتهى" بل "المنتهى"، فهو يؤكد على أدبية الديوان، فهو يبقى ديوان شعر، وليس نصا دينيا، من هنا سنحاول اضاءة شيء من هاتين المسألتين، الدينية والأدبية.
يقول في قصيدة "فتنة سمراء":
"أريد أن أرتوي
يا سيد الظمأ، من فتنة العين
أومن رقة الرشا
وأشتهي أن أرى عينيك في وطني
كي أسترد الذي في جنتي سبأ
يجيبني هدهد الرؤيا: فيخبرني:
أن المواسم لي:
إن كنت مبتدأي.
وأنك الروح في سري أخبئها،
والشوق في القلب جمرة غير نختبئ"
الرسالة حاضرة من خلال: "في وطني"، والثقافة الدينية في: "جنتي، سبأ، هدهد"، أما الأدبية/الشعرية فنجدها من خلال أخذ المقطع بمجمله، الذي قُدم بألفاظ غلب عليها البياض: "أرتوي، العين، رقة، الرشا، وأشتهي، أرى، عينيك، وطني، جنتي، سبأ، يجيئني، الهدهد، الرؤيا، فيخبرني، المواسم، الروح، والشوق، القلب" فالألفاظ بشلكها/بمعناها المجرد تخدم فكرة البياض.
وقد استخدم الشاعر أكثر من صوت في هذا المقطع، صوته هو، وصوت الهدهد، وهذا يقدمنا من القرآن الكريم والحوار الذي تم بين سليمان والهدهد، وهذا الأمر يؤكد على أن الشاعر يكتب من خلال اكتنازه وهضمه الثقافة الدينية.
وفي قصيدة "تجربة لانعدام الوزن" يقول:
"هو العمى كل رجس في عمامته
وهو الذي
أربك البحارة والسفنا
وهو الذي
لم يقل للسامري كفى
لا تصنع العجل، لا تفتن من افتتنا
لم يتخذ جبلا حتى نلوذ به
لم نصنع الفلك كي تجري بأعيننا"
أيضا نجد الثقافة الدينية حاضرة من خلال: "رجس، عمامة، للسامري، تصنع العجل، لا تفتن، لم يتخذ، يصنع الفلك، بأعيننا" واللافت في هذا المقطع أن الشاعر يكثر من استخدام حروف النهي "لم، لا" وأسماء الاشارة : "هو، به" وهذا الاستخدام منسجم مع فكرة الطوفان سفينة نوح، و مع اليهود عجل السامري، وكأن عقله الباطن أخذه إلى أحداث قاسية ومؤلمة، فجعله يستخدم النواهي "لم، لا" ويحذر ـ كحال الأنبياء ـ وأيضا جعله يستخدم "هو".
ويقدم قصة يوسف بطريقة حديثة، يقول في قصيدة "أكله الذئب":
"أكل الذئب أخانا
يا أبي
إنه الآن عدو العرب
هل تصدقنا.
بأنا لم نكن ننصر الذئب
على صدر النبي؟
نحن رحنا نمعن الركض
ولم ننتبه
أن الأذى في الملعب
ربنا يعلم عن أحزاننا
كم بكينا
في قميص رطب
يا أبانا
أين رؤياه التي قد رآها عن
سجود الكوكب"
فكرة القصة حاضرة في القصيدة، من خلال: "أكل الذئب أخانا، رحنا/تركنا/، الملعب/يلعب، "قميص/قميصه، نركض/نستبق، هل تصدقنا، وما أنت بمؤمن لنا ولو كانا صادقين، كم بكينا/ جاؤوا أباهم عشاء يبكون، أين الرؤيا/أني رأيت، سجود الكواكب/أحد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين" فرغم أن القصة معروفة إلا أن الشاعر يعمل على تعريبها، من خلال التقديم والتأخير في الأحداث، وأيضا من خلال وضع عبارات جديدة "عدو العرب"،
من هنا نقول ان الشاعر لا ينسخ الصورة/القصة، بل يضع لمسته الخاصة عليها، فتأتنا بشكل جديد يستوقفنا، لنفكر فيما أحدثه من تغييرات وتجديد ، لنتقدم من القصة بصورة جديدة، فمن أهداف (الغريب) جعل المتلقي يتوقف متفكرا فيما يقدم له، رغم معرفته بالأحداث/الشخصيات.
ويقدمنا من قصة "ابني آدم" في قصيدة "القربان":
"قابيل، كيف قتلتني؟
وبيديك رحت دفنتني؟
وأنا أخوك
وأنت لي
كل اليقين الممكن
إنا خلقنا ها هنا، حتى
نُعين ونغني
الأرض واسعة لنا والحب
نهر المؤمن
وأقمت تحسدني على قدري
وما أنصفتني"
وأيضا، ورغم أن القصة معروفة، إلا أن الشاعر يغرب الأحداث من خلال إعادة الحياة "هابيل" الذي يخاطب قاتله متسائلا: "كيف قتلتني، وأنت لي، إنا خلقنا، وأقمت تحسدني، ما انصفتني"، ف(عتب) "هابيل" على قاتله "قابيل" يأخذنا إلى ما هو أبعد من مجرد كونها قصة، بحيث يمكننا اسقاطها علينا نحن في فلسطين، وكيف أن (أخوتنا) قتلونا كما قتل قابيل هابيل، من هنا نقول أن جمالية التغيب في القصائد خدم فكرة التحرر من القصص وشخصياتها، وجعلنا نتوقف متفكرين في حالنا، فيما نحن فيه.
الديوان من منشورات موزاييك للدراسات والنشر/تركيا ، الطبعة الأولى 2020



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نحن الوباء وأنت يا ملك الملوك لنا الدواء-
- على سجادة من الغيم سامي الكيلاني
- الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة
- كفايا عويجان الألفاظ والمضمون
- محمد كنعان والومضة
- مالك البطلي والومضة
- مكانة فلسطين في كتاب -رجال من فلسطين- عجاج نويهض
- الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد
- البياض في قصيدة -البحر- منذر خلف
- التجديد في كتاب -ر- سعيد أبو ريحان
- مازن دويكات وتقديم الألم
- دمُهُ ليس ازرق أمينة العدوان
- الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري
- البطل المأزوم في مجموعة الوادي أيضا أمين دراوشة
- مجموعة ليلة العيد سعادة أبو عراق
- كميل أبو حنيش والرثاء --نيسانُ عادَ و لم تعودي--
- همسات الشلال عيسى الناعوري
- السطو على الرواية في -آيات رحمانية- خالد عطية العشوش
- الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري
- اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة