أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حركة - صحراويون من اجل السلام -















المزيد.....

حركة - صحراويون من اجل السلام -


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا تم الإعلان عن تأسيس حركة سياسية صحراوية ، تحت اسم " صحراويون من اجل السلام " . فهل التأسيس هو مباردة مستقلة من طرف مجموعة من الصحراويين ، الذين يكون قد اعياهم طول الانتظار ، وعانوا من الملل ، وسئموا حياة المخيمات ، رغم ان هؤلاء لا يسكنونها .. ويكونوا قد كرهوا ويلات الحرب ، ويكونون بذلك حسني الإرادة في البحث عن بديل ، للوضع الذي استغرق خمسة وأربعين سنة ، دون ان تكلل كل التطورات التي عرفها بالنجاح ؟
ام ان مبادرة التأسيس التي تضم قياديين سابقين بالجبهة ، من مدنيين وعسكريين ، هي انقلاب تنظيمي ، وسياسي على جبهة البوليساريو التي تجاوزها الركب ، عندما القت بكل بيضها في سلة مجلس الامن الذي يتلاعب بها ، وفي سلة الجمعية العامة العاجزة عن تطبيق قراراتها السنوية الاستشارية ، لافتقادها الى سلطة الضبط التي يتوفر عليها وحده مجلس الامن ، عند استعماله للفصل السابع من الميثاق الاممي ؟
وإذا لم يكن التأسيس للاطار ، انقلابا على الخط المهادن الفاشل ، والمنهزم للقيادة القبائلية ، فعنْ أي سلام يتحدث أصحاب المبادرة ، وهذه وفي هذا الظرف التي يمر منه العالم من ازمة وحش كورونا ، والمهدد بتحولات اجتماعية ، وسياسية عميقة ، لن تكون غير خرتوشة فارغة مآلها الفشل ، مثل الفشل الذي اصاب حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي في سنة 2007 ، والفشل الذي مُني به اتفاق 1991 رغم ابرامه تحت اشراف الأمم المتحدة ، وهو نفس الفشل عرفته كل لقاءات اطراف النزاع من منهاتن بالولايات المتحدة الامريكية ، الى جنيف السويسرية ؟
فهل التأسيس هو انقلاب على قيادة الجبهة لتصحيح خطها الذي فشل في الوصول الى ما نص عليه اتفاق / مقلب 1991 ، وهنا هل تحرك المجموعة هذه سيكون من داخل المخيمات ، وهذا لأمر خطير ، لأنه سيقابل برد زاعق وقوي ، ليس فقط من طرف القيادة الاستبدادية ، لكنه سيقابل من طرف الجيش الجزائري ، والأجهزة المخابراتية الجزائرية التي تستعمل نزاع الصحراء ، لبلوغ غايات ضيقة لا علاقة لها بشأن الصحراء ، وخاصة وانّ اصل النزاع بين النظام المغربي ، والنظام الجزائري من اجل الصحراء ، هو صراع وجود ، وليس صراع حدود ، لان من سيخسره ، سيخسر نظامه ، وربما سيخسر دولته .
ام ان التحرك سيكون من خارج المخيمات ، خاصة وانّ البيان أشار الى عزم القيادة الجديدة ، الاتصال بجميع الأطراف المعنية بالصحراء ، بدءا بالاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، إضافة الى النظام المغربي ، والنظام الجزائري ، والموريتاني ، وجبهة البوليساريو .
و السؤال هنا ما هو حجم الثقل / القيمة المضافة الذي سينتجه التحرك من خارج المخيمات ، إذا ظلت هذه بفعل القمع المسلط عليها ، بعيدة كل البعد عن حقها في التقرير لمصيرها المحتجز من طرق القيادة الفاشلة ، والمرتهنة للجيش الجزائري ، وللأجهزة المخابراتية ، ووزارة الخارجية الجزائرية ؟
ام ان تأسيس الاطار السياسي الجديد يعود الامر فيه ، الى مخابرات النظام المغربي ، الإدارة العامة للدراسات والمستندات ، في اطار الحرب الاستباقية لتدمير العدو من الداخل ؟ وهنا نتساءل عن الصفة التي حضر بها عبدالفتاح الفاتحي المغربي ، والأستاذ بالجامعة ، والمتردد على القنوات التلفزية المغربية ، ورئيس " مركز الصحراء وافريقيا للدراسات الاستراتيجية " ؟
ان مبادرة التأسيس للاطار، لن تغير شيئا في واقع ينطق بما فيه ، لان السلام الذي يتحدث عنه المؤسسون ، والجهة الواقفة وراءهم ، التزمت به الجبهة عندما طلقت الكفاح المسلح ، ورمت البندقية ، ووقعت اتفاق / مقلب 1991 ، الذي يركز على الحوار للوصول الى حل للنزاع ، الذي دام ستة عشر سنة ، كانت حربا ضروسا .
وعندما استرسلت الجبهة في الانتظار ، الذي تحول الى انتظارية قاتلة وصلت الى ثلاثين سنة ، تكون الجبهة قد تحولت من منظمة سلام ، الى منظمة سلمية غرقت في سلميتها التي افقدتها الدور الذي كانت تؤثر به في المجتمع الدولي ، وهكذا تحولت الجبهة الى منظمة سلمية ، تتقن فن البكاء على الاطلال الذي دمرها اتفاق 1991 ، وبعد قرارات المؤتمر الخامس عشر للجبهة ، وسيادة القبيلة في السيطرة عليها ، وعلى الجمهورية التي لا تزال تبحث لها عن جزء من التراب لممارسة الاختصاصات ، وامام حب القيادة المتعطش للمراهنة على مجلس الامن ، والجمعية العامة ، ودون تحقيق القفزة النوعية التي تراجعت حتى عن مجرد الطفرة ، وامام القرارات التي خرج بها مجلس الامن في اجتماع الإحاطة الأخير ... حتى انتقلت الجبهة من منظمة سلام ، ومع مرور الوقت الذي وصل اليوم الثلاثين سنة ، أصبحت طيلة هذه المدة والحقبة ، منظمة سلمية تنبذ العنف ، بعد ان تخلت عن الكفاح المسلح ، ولتصبح اليوم وبسبب الوضع الأكثر من ضعيف الذي تتواجد فيه ، منظمة استسلامية .
ففرق كبير بين السلام ، وبين السلمية ، وبين الاستسلامية ، وبما ان الاتحادات والمنظمات الأممية تعترف فقط بالطرف القوي ، وبالمصالح الاقتصادية والسياسية ، فعلى الجبهة اليوم ان تعلن استسلامها المدوي ، لان السبب في هزيمتها ، هو قيادتها الاستبدادية والدكتاتورية .
وما يثبت تضايق القيادة اللاّديمقراطية الاستبدادية على الطريقة العربية ، الخطاب الذي القاه إبراهيم غالي عن جيْحة الوحش كورونا ، بعد مرور اكثر من شهرين من تفشيها . فالخطاب الذي وجهه الى الشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام المغربي ، استغل جايْحة الوحش كورونا ، ليؤكد على ثبات الذات ، ووحدة التنظيم ، وان الجبهة وطبقا للقرار الاممي 34/37 الصادر عن الجمعية العامة في سنة 1979 ، هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي ، وانّ التنظيم الجديد باسم " صحراويون من اجل السلام ، مجرد فقعة تقف وراءها الأجهزة الاستعلاماتية المغربية ، ومآلها سيكون الفشل مثل الفشل الذي أصاب " المبادرة الصحراوية من اجل التغيير " .
وبما ان العالم بفضل الوحش كورونا القاهر مقبل على التغيير ، فان الوضع بالصحراء مقبل كذلك على التغيير ، إنّما التغيير سيكون مستجيبا لنتائج التحولات التي سينتهي بها الصراع القادم في اوربة .
النظام السياسي المغربي وبفضل الوحش كورونا ، فهو في قوته التنظيمية ، والأمنية ، وهذا بفضل تجاوب الرعايا العفوي مع التعليمات والاوامر .
واضافة الى القوة والتحكم في كل المجريات ، فقد انعم عليه كذلك بكم مليار دخل صندوق كرونا الذي انشأه الملك ، بل ان الاتحاد الأوربي منح هبة للنظام المغربي بمقدار 450 مليون أورو ، ودون ان يطلب هذا دعم الاتحاد ، ومنح للجزائر التي تقدمت بطلب مساعدة الاتحاد ب 75 مليون دولار ،وهي إهانة جلبها نظام عبد المجيد تبون للجزائريين الذين كانوا بالأمس القريب ، يصولون ويجولون بفضل دولارات البترول .
النظام المغربي الذي نزل عليه الوحش كورونا هبة إلاهية من السماء ، من حيث القوة ، والضبط ، والاموال ، وبالعملة الصعبة ، قدم له كذلك خدمات خطيرة لم يكن يحلم بها في صراعه مع الذّ اعداءه ، وعلى راسهم النظام الجزائري الذي تأثر كثيرا بسبب السقوط الميت المدوي لأثمنة البترول ، وهذا سيزيد في خلق المتاعب للنظام مع الحراك الذي توقف مؤقتا بفعل الوحش كورونا ، ولم يتوقف الى الابد ، كما خذمه في اضعاف المساعدات ، ودعم النظام الجزائري لجبهة البوليساريو التي أصبحت تتثقل كاهله الذي لم يعد يتحمل ، وهو ما سيؤثر في المستقبل القريب على الجبهة التي إنْ كان نظام عبدالمجيد توبون يبحث عن التخلص منها ، لأنها أضحت اكثر من مكلفة ، فالآن وبسبب فضل الوحش كورونا سيلقي بها في صحاري تفاريتي التي يعتبرونها بمثابة ارض الميعاد .
وعندما نعلم الصدمة التي يعيشها أعداء الملك محمد السادس ، ولي عهد السعودية ،وولي عهد الامارات ، بسبب سقطة ثمن البترول ، مع ازهار اصدقائه تميم امير قطر ( الغاز ) ، امكننا القول ان الوحش كورونا خدم شخص الملك ، اكثر مما خدم نظامه ، وفرش له متسعا من حرية التصرف بدون قلق وبدون خوف .
طبعا ستتقلس المساعدات الاوربية ، دون ان تتوقف ، وتوقفت مساعدات السعودية والامارات بسبب حزازات شخصية بين محمد السادس وبين حكام الامارات / السعودية ، لكن هذا لن يؤثر في شيء في مكانة النظام بالصحراء ، بل انه سيقويها على حساب غريم ( الجزائر ) يعاني على جميع الواجهات بسبب الحراك الذي سيتواصل ، وبسبب السقوط المدوي لأسعار البترول .
ان السلام الذي اختارته كعنوان المجموعة التي أسست التنظيم باسم " صحراويون من اجل السلام " ، لن يضيف شيئا الى السلام الذي دخلته البوليساريو في سنة 1991 ، عندما تخلت عن الكفاح المسلح ، لان التكلم عن السلام كان سيكون ذا مفعول لو ان الحرب لا تزال مشتعلة ، او لو كانت تهديدات جماعة إبراهيم غالي جدية ، وليست فقعات تنبث هنا وهناك في مناسبات متفرقة ، للتأثير على اجتماع لمجلس الامن عند عقد دوراته بشان الصحراء .
ومما يثبت ارتجالية التأسيس ، ووقوف الجهات المعلومة وراء التأسيس ، هو مواصلة هؤلاء القادة المفترضين لنفس الأخطاء التي ارتكبها النظام المغربي في مباشرته نزاع الصحراء .
والسؤال هنا ، ما جدوى التأكيد لحضور الاجتماعات التي تنعقد بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو ، على حضور الجزائر وموريتانية ، وهما اطراف رئيسية غير محايدة في الصراع .
اليس النظام الجزائري من يقف وراء جبهة البوليساريو، ويحتضنها ، ويمكنها من التاطير ، والتوجيه السياسي ، ويوفر لها كل الدعم اللوجيستيكي .
الم يفقد النظام الجزائري عقله وصوابه ، عندما فتحت عشرة دول افريقية قنصليات لها بالأراضي المتنازع عليها ؟
ولو لم تكن الصحراء تهم النظام الجزائري ، ويعتبرها بمثابة صراع وجود لا صراع حدود ، لأنه تورط في مستنقع لا يستطيع الخروج منه بسهولة ، لماذا الاحتجاجات على فتح القنصليات بمدن الصحراء العيون والداخلة ؟
اما بالنسبة لموريتانية الجارة . الم يؤكد الرئيس الموريتاني اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية ؟
الم يبعث الرئيس الموريتاني وفدا رفيع المستوى ، لتقديم تعازي النظام الموريتاني في وفاة محمد خداد ؟
بل والأخطر من ذلك ، الم يتوجه الوفد الصحراوي المعزي برئاسة الوالي قائد المنطقة العسكرية لولاية " تيريس زمور " وهي ولاية بالحدود الجزائرية الى الأراضي التي تسيطر عليها الجبهة والواقعة خارج الجدار ( Agourit ) ، وتعتبرها الجبهة مناطق محررة ، ويعتبرها النظام المغربي بمثابة مناطق تخضع للأمم المتحدة ؟
فعند حضور النظامين الجزائري والموريتاني ، اللقاءات التي تنظم بين النظام المغربي ، وبين الجبهة ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، وهما طرفان منحازان ، وليس محايدان ، فكيف سيكون الدور الذي سيلعبانه في ما يسمى باللقاءات او المفاوضات ، خاصة اذا طلبت منهما الأمم المتحدة بعض الاستشارة في خصوص النزاع المطروح ؟
ان موقفهما لن يزيغ عن تأكيد المطالبة بالمشروعية الدولية التي تعكسها كل قرارات الجمعية العامة ، وقرارات مجلس الامن ، اي الاستفتاء ، رغم ان هذا الحل لم تعد له قيمة قانونية وسياسية ، امام اعتراف النظامين الجزائري والموريتاني بدولة الجمهورية الصحراوية ، التي اعترف بها النظام المغربي نفسه كشرط قبل دخوله كعضو الاتحاد الافريقي .
ولنا ان نتسائل ، ولعمري لهو شيء غريب : كيف لدولة اعترفت بها أنظمة المنطقة ( المغرب ، الجزائر ، وموريتانية ) ، وتعترف بها الدول الافريقية التي هي عضو في اتحادها الافريقي ، ولها علاقات دبلوماسية بدول بأمريكا اللاتينية ، وفوق ذلك كل المناصرون المعترفون بها ، يطالبون لها بالاستفتاء وتقرير المصير ، والنظام المغربي يفاوض على الحكم الذاتي الذي ترفضه اطراف النزاع الأخرى . شيء لا يمكن لعقل سليم قبوله .
ان الفشل هو ما سينتظر هذه الجماعة والجهة التي تقف وراء تأسيسها ، لان محاولة اظهار الصورة كانقلاب على الجبهة ، هي محاولة مفضوحة ، وفاشلة ، ولا تنطلي على المهتمين بالقضية ، ومن ثم فان ما اسماه المؤسسون باللقاءات القادمة ، ستعرف حواجزا وفيتو ، سواء مع النظامين الجزائري والموريتاني ، او من الاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ، والأمم المتحدة من خلال مجلس الامن والجمعية العامة ، لان مشكل الصراع ونزاعها المفتعل اكبر من النظام الجزائري والنظام المغربي ، والحل هو بيد واشنطن مائة بالمائة . وما يدلل على ذلك تقاسم لعب الأدوار بين دول الفيتو بمجلس الامن ، عند انعقاد كل دورة للتباحث في موضوع نزاع الصحراء .
ولو كان مجلس الامن يريد حل النزاع ، الذي استعصى عن الحل لما يزيد عن اكثر من خمسة وأربعين سنة ، لما عرف تطورات مُتبدّلة ، ومتغيرة في المواقف ، كل مرة حصل تغيير في شخصية رؤساء دول القرارات الدولية .
الآن يعم السلام المنطقة ، لأنه منذ التوقيع على اتفاق / مقلب 1991 ، وجبهة البوليساريو تلتزم بوقف اطلاق النار ، الذي اصبح مع مرور ثلاثين سنة ، هو القاعدة العامة ، والتلويح مرة مرة بمفرقعات العودة الى الحرب، يبقى اقل من الاستثناء ، لان فاقد الشيء لا يعطيه .
ان الجبهة في ظل القيادة الاستبدادية ، الدكتاتورية ، لإبراهيم غالي ، قد دخلت السبات لثلاثين فصل شتوي ، ومن استأنس السبات ، أكيد سيضحى متجاوزا محليا ، ودوليا ، لان المجتمع الدولي يتعامل مع الأقوياء ، ولا يعير ادنى اهتمام ، ولا قيمة للضعاف .
ولي ان اسأل إبراهيم غالي . كيف تنتظر من مجلس الامن الذي يتلاعب بكم ، لأنه يُصرّف لكم قرارات مجرد استشارية غير الزامية ، ومن الجمعية العامة التي قراراتها ليست ملزمة ، ان ينوبوا عنكم في تطبيق كل بنود اتفاق / مقلب 1991 ؟
الم تتعب من الانتظارية ، وليس من الانتظار ، طيلة ثلاثين سنة ، مرت فيها أجيال ، وتغيرت فيها أخرى ، مات من مات ، ومن لم يمت هو اليوم في ارذل العمر ، وربما في ارذل الخلق ( ومن نعمره طويلا ننكسه في الخلق ) ، و جاءت ولادات ليس لها نفس حماس الصقور الذين اكثريتهم تحت التراب ، والمشكل لا يزال لم يحل ؟
من اين لك بصبر أيوب ، وانت تنتظر طيلة هذه المدة للوصول الى بنود اتفاق 1991 ، ولا تزال تتنظر ، وربما ان گودو سيعود يوما ما، الا الحلم بتحقيق الاستفتاء وتقرير المصير ، ليس لان المشروعية الدولية ليست معكم ، بل لأنكم رضيتم لأنفسكم ما تحصدونه اليوم ، كاجتماع الإحاطة الأخير لمجلس الامن الاخير .
الم تتعب من فوات الخمس سنوات الأولى وانت تنتظر ، وفوات الخمس سنوات الثانية ، والخمس الثالثة ، والخمس الرابعة ، والخمس الخامسة ، والخمس السادسة ، وانت في الطريق للخمس السابعة ، ولا شيء تحقق من بنود 1991 ، بل حين تعجز الأمم المتحدة عن السهر على تنفيذ اتفاق تم توقيعه بإشرافها ، وللأسف لا تزال تعول عليها وتلقي بكل بيضك في سلتها ، ولا تزال تنتظر ، وماذا تنتظر ، وكل شيء اضحى مجرد سراب ، والى الآن لا تزال في قاعة الانتظار تنتظر دون ان يساومك احد ..
لقد ضيعت يا السّي إبراهيم اللبن في الشتاء البارد ، وليس في الصيف الحار القاحط ، واستمراركم في الانتظار ، واستمراركم في التعويل على الأمم المتحدة التي خذلتكم ،بانجرارها وميلها الى المعقولية ، والواقعية ، والحلول المقبولة ، هو دليل وبرهان على إذعانكم للأمر الواقع ، رغم ما تكابدونه داخليا طيلة مدة صراع ، انتهى بالفن ، واصبح كانه لم يكن ابدا في يوم من الأيام .
نعم انا متأكد ان وضعكم النفسي غير مريح ، لأنه بعد سقوطكم في مقلب / اتفاق 1991 ، وبعد سقوطكم في الانتظارية القاتلة طيلة ثلاثين سنة ، وانتم لا تزالون تنتظرون ، وتعلمون انكم تنتظرن السراب ، فانتم اليوم بين سندان الأمم المتحدة التي خذلتكم حين عجزت عن الوفاء بما تم توقيعه تحت مسؤوليتها ، ومطرقة النظام الجزائري الذي سيرميكم الى تفاريتي ، وهو الذي لا يزال الحراك الشعبي الجزائري ينتظره ، دون ان ننسى السقوط المدوي لأثمان البترول .
ومرة أخرى ان التعويل على المفاوضات التي تجري تحت مسؤولية الأمم المتحدة ، لحل نزاع الصحراء ، الذي مات ولم يعد منذ 1991 ، لن يفدكم في شيء ، ولو كانت المفاوضات هي من سيجد الحل الأنسب للصراع ، لنجحت لقاءات منهاتن بالولايات المتحدة الامريكية ، ولقاءات جنيف السويسرية ، ولنجحت اللقاءات السابقة عن اللقاءات اللاحقة هذه .
ان الحل لا يخرج عن المواقف التالية :
1 ) انتفاضة الشعب الصحراوي ضد القيادة القبائلية الاستبدادية ، والدكتاتورية ، لتشكيل قيادة ثورية من صلب الشعب الذي يعاني الضنك ، وقساوة الحياة بالمخيمات ، وليس القيادة التي تسكن الفيلات والدور الفاخرة بالجزائر العاصمة .
1 ) توجيه دعوة الى الأمم المتحدة لحماية الثوريين من تسلط المخابرات الجزائرية ، والجيش الجزائري ، حتى تكون للصحراويين الحرية لاختيار القرار الثوري الذي يجيب عن المرحلة والذي لا يخرج عن :
ا --- قبول الحكم الذاتي بالضوابط الأممية .
ب --- الاندماج كمواطنين لا كرعايا مع المغاربة .
ج --- العودة الى الكفاح المسلح ، لكن هل ظروف الحال تسمح به ، وسيما وان تغييرا جذريا ينتظر العالم خاصة دول الاتحاد الأوربي بفضل الوحش كورونا .
والسؤال : لماذا لا يمكن استغلال الصحراء لبناء مغرب الجماهير ، ومغرب الشعوب ، ليصبح كل شيء عندنا ، من مدنية ، وحضارة ، وصناعة ، وتكنولويجة ....
ان السوق المغاربية الكبيرة ان تم تشييدها ، وظروف التشييد متوافرة وبالقوة ، ستعوض سوق الاتحاد الأوربي ، وسوق الاتحاد الخليجي ، وسنحقق الثورة الاقتصادية ، والاجتماعية للشعوب ، وللجماهير المغاربية ،قاطبة ..
ومرة أخرى ان الجهة التي وقفت وراء تأسيس " صحراويون من اجل السلام " هي فاشلة حتى قبل الوصول الى عقد المؤتمر المقبل خلال أربعة وعشرين شهرا قادمة .
والأيام او الشهور القادمة بيننا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
- الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية ...
- مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
- الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
- ياسر العبادي
- العفو الملكي
- الاسلام السياسي
- البربر
- جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
- ماذا بعد كورونا / فيروس
- منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
- جايْحتْ كورونا
- الأمين العام للأمم المتحدة ونزاع الصحراء
- تفكيك وتحليل الدولة المغربية
- المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي
- حرب الراية
- أمريكا / حماقة
- جبهة البوليساريو تتمتع بتمثيلية قانونية بسويسرا
- الرئيس الموريتاني يؤكد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية
- كيف يفكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حركة - صحراويون من اجل السلام -