أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - ماذا يحصل عندما تقود الحملان الأسود؟؟!














المزيد.....

ماذا يحصل عندما تقود الحملان الأسود؟؟!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يحصل عندما تقود الحملان الأسود؟!
واقعنا السياسي والثقافي والإعلامي اليوم... أشبه بقارة جغرافية غير مستكشفة وما قبل التاريخ... عالمنا العربي تخطى التخوم المعقولة التي تسمح بتقبل ما نحن عليه... حجم التخلف بلغ مداه... الخرافة هي العقيدة السائدة. تم الاستغناء عن العقل وحلّ مكانهُ قطيع يتغذى وجبات سياسة وثقافية وإعلامية مسممة ويمضي يلتهمها ثم ينتفخ ويتهرأ فيما العالم من حولنا قطع أشواطاً في المعرفة أساسها العقل بينما ما زلنا نحرق كتب جبران خليل جبران في الكويت رغم أن جبران ليس هو نتشه ولا سارتر في وقت أصبح فيه سارتر ونتشه جزء من مقرر يدرس في مدارس ثانوية وحتى اعدادية بالعالم المتمدن...
منذ سنوات كتبت أقول إن التخلف في القارة الجغرافية العربية بلغ مداه... أما اليوم فقد تعدى مداه ويكاد يبلغ نقطة الانقراض...أرى أمامي الآن في الشوارع العربية لوحات عملاقة على الطرق بصور نساء محجبات وقد كتبت بعبارة مثل حجابكِ تحرركِ!!! يا للهول! تحرركِ من ماذا سيدتي المرأة العربية؟؟ هل صار الحجاب أداة تحرر في اللغة العربية بعد قرن من دعوة شبلي شميل وسلامة موسى وقاسم أمين...بعد كلّ هذا التاريخ نعود للوراء...
ألم يحنّ الوقت لثورة نسائية تحررية؟ وفي عصر الغيت فيه وسائل الإعلام من كلّ دول العالم... تضاعفت وزرات الاعلام العربية... واستمرت في انتهاك تحرر المرأة...
هناك قصة ملخصها أن جنرال الماني قام بالتعليق خلال الحرب العالمية الثانية على شجاعة الجنود البريطانيين مقابل تخاذل بعض ضباطهم حينما قال هذا الجنرال ممتدحاً الجنود الانكليز: لقد رأيتُ أسوداً في الميدان تقودها حملان!
هنا تكمنُ حكمة العبارة ومصداقيتها وانطباقها على الكثير من الأوضاع في الوقت الحاضر وليس فحسب في ميدان الحرب ولكن في الحياة العامة وفي السياسة والعلاقات العامة والثقافة وكل مرافق الحياة، فحينما تقود الحملان الأسود فلاشك ان هناك خلل في التوازن الطبيعي للحياة وخطأ جسيم يستوجب التعديل لسلامة الحياة وانتظام قوانين الصراع والتطور ، فما لا يواكب قوانين التطور الطبيعي، وما يتم فرضه بالمزاج والقرار الخاطئ وعدم العودة عن الخطأ كل ذلك يدفع بالجنود رغم شجاعتهم الى احداث خلل في نظام الحياة والنظام العام كلية.
ماذا يحدث إن اختل النظام العام في الحياة؟
تحدث الفوضى وتصبح الدنيا بلا نظام وعندئذ تتحول المجتمعات الى غابات ونعرف جميعاً قوانين الغاب التي تحكمها القوة ولا يحكمها القانون، وحتى هذه القوانين الخاصة بالغابة عندما تتحول كما قال الجنرال الالماني ممتدحاً شجاعة الجنود الانكليز إلى قوانين عكس طبيعتها... نرى حملاناً تقود الأسود، فذلك يصطدم بحقيقة الحياة وقوانين التطور فيها.
ولأكون صادقاً ولن يعرف جوهر ما أقول إلا من يسمك بالجمر بين يديه ويرى الأمور مقلوبة ويحاول هنا وهناك ترقيع وترميم ما في وسعه من دون أمل كما يبدو للوهلة الأولى، إلا أنه دائماً هناك أملاً في العمل والسعي والمحاولة، حتى لو بدا ان اليد الواحدة لا تصفق لكنها على الاقل تحرض على العمل وعلى المحاولة.
اليوم ونحن في خضم هذا الانفعال والعاطفة التي تهيمن على جغرافيتنا العربية والتي أثمرت في بعض وجوهها الفوضى أينما ذهبنا نرى للأسف الشديد الاحداث تجري من حولنا ونحن أشبه بالترس المختلف الذي وضع في الآلة التي لا يناسبها، صحيح ان هذا الاجتهاد الذي جعل الميكانيكي يضع ترساً في آلة لا يناسبها، وصحيح ان الآلة بعد ذلك تحركت لكن هل تعمل بالشكل الصحيح؟
اننا اليوم أمام معضلة تتمثل بوضع آليات وبوضع برامج وبسن قوانين وبتعيين أشخاص وبتحريك مواقع ولكن رغم عمل هذه الآليات، هل نرى الأمر يسير بحسب قوانين التطور؟ وهل النتائج والتداعيات التي تحدث تتلاءم مع الخطط والبرامج؟
هناك منا من يفتح عينيه مع بداية كل صباح ليفاجئ بصور ومشاهد تحدث معه غصة في المريء، حيث لا يستطيع ان يبلع هذا الأمر ولا يحتمله ومع ذلك تجري الأمور لعل وعسى أن تكون هناك نتائج مختلفة، ولكن هل يكمن أن نتخيل ان من يزرع تمراً يجني منه رزاً؟ ومع ذلك نقبل بالفوضى شرط ان تكون منظمة، ويمكن معالجة تداعياتها ولكن الفوضى تبلغ ذروتها حينما لا تنتظم مع قوانين الحياة وتشهد على ان ثمة اختلالاً صعباً جداً معالجته بالكلمات وإنما بالأفعال، ومشكلة الافعال قليلة ونادرة في حياتنا اليوم. سواء أدركنا او لم ندرك حجم الفوضى وسواء انتبهنا او لم ننتبه لما يجري من حولنا، فان السفينة تبحر ونحن اليوم في عصر السفن التي تبحر بالطاقة النووية وليس بالأشرعة والهواء حتى نقول تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فالسفن تجري هنا وهناك...وسفينتنا تجري حالها كحال السفن الأخرى في هذا البحر الهائل بالأمواج العاتية، ولكن الى أين؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام والسنوات والعقود القادمة على ضوء العلاقة بين الأسود والحملان!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب القادمة بين عالمين...
- حب محرم - من رواية الخراف الضالة...
- رسالة من العتمة (........) يسرا البريطانية
- بحر الشهوات مقطع من رواية -قمر باريسي-
- خريف سنمار الإخباري
- ثقافة الأفيال الضالة؟ رؤية ضد تيار المقاطعة!
- هل تعود الشيوعية إلى أوروبا من باب الكورونا؟
- من رقصة أخيرة على قمرٍ أزرق
- مافيات عربية تغتال الأدباء...
- أزمة الرواية العربية... كشف المستور... ‏جوخة الحارثي نموذجا
- العمل المنزلي في زمن كورونا
- حجرُ النهاية
- العالم يتضامن في وجه الحرب العالمية على كورونا
- في الحجر الثقافي...!
- الفرق بين الله والشيطان أن الله يسأل والشيطان يجيب...
- عربيًا فقط - موت الرواية؟ أم نهاية القارئ؟
- لص القمر سنمار الإخباري
- انتحار الرواية!
- فاسفود ثقافي!
- احذروا أيها القراء .. كتابة رواية كالسفر إلى مجرة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - ماذا يحصل عندما تقود الحملان الأسود؟؟!