أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - فاسفود ثقافي!














المزيد.....

فاسفود ثقافي!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6511 - 2020 / 3 / 11 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


ايقاعات القارئ والكاتب والناشر في العالم العربي والخليج خاصة، مختلفة عن إيقاعات بقية الكون، الأمم التي تقرأ من الشرق والغرب تفرق بين القارئ والمتلقي الآلي، وبين الكاتبوالمقتبس، وبين الناشر والناسخ، ثلاثة ايقاعات تجعل من الثقافة والأدب والإبداع محطات استثنائية، لا مقارنة بين الجد والهزل، الكتاب بالذات والرواية بالتحديد، هي ثورة سردية لا يمكن لأي مبتدأ بالأدب أن يجعل منها رواية، أعجب من أولئك الذين يطلقون على الرواية، نص، فالنص لا علاقة له بالسرد، كما الخواطر لا علاقة لها بالرواية، أو الانطباعات أو الخرافات المستوردة من موروث شعبي أو تاريخي يجعل منه رواية. لكن في عالم ثقافة الفاسفود كل شيء جائز!
الوجبات الثقافية السريعة والاستهلاكية تأثيرها على العقل مثل تأثير وجبات الفاسفود على المعدة، يجرني ذلك صدفة إلى مسلسل أمريكي بعنوان"فرينديز فروم كولج" يضطر كاتب معروف له مؤلفات مشهورة تتناول أعمال جادة وحقيقية، يضطر أمام الحاح دار النشر إلى تغيير نهجه في الكتابة والانحراف بمواضيع رواياته من الإبداع الأدبي الجاد إلى كتابة روايات للمراهقين والشباب ما دون الرابعة عشرة والسابعة عشرة، وذلك لأن سوق الكتاب لم يعد للكتاب الجاد ودور النشر ليست مستعدة للتضحية بخسائر مادية لأن سوق القراءة هو للمراهقين الذين يبحثون عن روايات الحب السريع والمجنون من نوعية مصاصي الدماء والاستحمام الجماعي والوحوش والحسناوات وغيرها من تلك القصص الخيالية المجنونة التي تثير الغرائز لدى المراهقين.
أوحى لي هذا المسلسل رغم إيقاعه الأمريكي الاستهلاكي وأفكاره الشطحة في الحياة العصرية والانفتاح بلا حدود في العلاقات، أن الفرق من حيث سوق القراءة ونوعية القراء في عالم اليوم قد لا يختلف من زاوية تراجع الثقافة الجادة وانسحاب ارنست همنغواي وجون شتاينبك لصالح قصص وروايات مصاصو الدماء، يعادلها عندنا في عالمنا العربي قصص الغرام السريعة وموضوعات التطرف في التدين وروايات الهجر والعذاب وسهر الليالي، تلك القصص السريعة الأشبه بالفاسفود.
ثقافة جزء كبير من جيل هذه الأيام هي ثقافة! الوجبات السريعة، لا أجمع ولا أعمم ولكن الغالبية من زبائن المكتبات هم أولئك الباحثين أما عن كتب التطرف والتزمت الديني أو الروايات والقصص المدغدغة للعواطف والمشاعر لدى المراهقين، هذا هم غالبية جمهور سوق الكتاب اليوم. طبعًا لا يعني ذلك لا يوجد قراء حقيقيون للأعمال الجادة والراقية وذات المادة الفكرية والأدبية ولكني أتحدث هنا عن سوق الكتاب من زاوية الناشر والموزع الذي يبحث عن هذه الأعمال لتغذية سوق استهلاكي فقد بريق الثقافة والوعي والمعرفة الإنسانية والحضارية، وغرق في ثقافة الفاسفود التي أرغمت دور نشر عربية وعالمية على الخضوع لرغبة هذه الأجيال من القراء الذين أفسدوا المعرفة والثقافة، فمقابل رواية مثل "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ توضع على رفوف المكتباتولا يعرف عنها جيل اليوم شيئاً، نرى كتاب مثل "زوجي خائن" أو رواية مثل "حب خلف الحجاب" "أبحث عن عروس لزوجي" وهذه عناوين نموذجية فقط، يعاد طبعها بالعشرات، وتنظم لها حفلات التوقيع!!
في الغرب وفي الشرق الأوروبي وحتى في الجانب الآسيوي، هناك سوقين، سوق للمراهقين والشباب وسوق للثقافة المعرفية الجادة، لكن السوق العربي والخليجي خاصة للأسف الشديد أنزلق لثقافة الوجبة السريعة التي تتخم العقل وتسبب التضخم والترهل في العقل مثلما تفعل الوجبات السريعة في المعدة.
تنويرة: رأيت متشائم فتفاءلت ورأيت متفائل فتشاءمت!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا أيها القراء .. كتابة رواية كالسفر إلى مجرة
- من رواية -ليلة الفلفل في لوغانو-
- لقاح ضد الكورونا الثقافية!
- نبض الكيبورد في حديقة الكتابة
- رواية يسرا البريطانية - صدرت عن دار الفارابي
- زمن الرواية - الحجّ الأدبي
- فساد ثقافي -تلوين الثعابين الثقافية في حفلات الزار الراقصة** ...


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - فاسفود ثقافي!