أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - رسالة من العتمة (........) يسرا البريطانية















المزيد.....

رسالة من العتمة (........) يسرا البريطانية


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


رسالة من العتمة (........)
ما هي قصة يسرا البريطانية؟
تغيير العالم بالقوة وإحداث الفرق في الكون، كان ذلك هو المصير الذي ارتبطت به وسارت على بساط من الجمر، كائنات تقتات على الموت لتصل للحياة وتقتات على الحياة لتدخل نطاق الموت، سلاسل من الكمائن لابد من عبورها للنجاة في النهاية ولكن ما هي التكلفة؟
يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، حكاية تروي مسافة طويلة لرحلة شاقة تعبرها الفتاة العربية بنت منطقة الزبير بالعراق والتي امتدت دروب ليست معبدة منذ نعومة أظافرها مرت خلالها بالحرب العراقية الإيرانية ثم بحربي الخليج تحرير الكويت وإسقاط صدام حسين ثم بالحرب الرابعة مع الإرهاب عبر داعش والقاعدة....
مرت بالعواصم المختلفة انطلاقاً من الزبير بالبصرة في العراق، مروراً بسوريا، لبنان، البحرين، دبي، بريطانيا، سويسرا، مرة أخرى العراق ثم أربيل بشمال العراق.
بدأت رحلة العذاب لاجئة في بريطانيا ثم حملت الجنسية البريطانية لتحارب في عاصفة من الملايين تدفقت عليها حتى تستقر في قلب الزلزال الإرهابي الذي وضعها في زنزانة انفرادية منتظرة حكم الإعدام من التنظيم المسلح الذي تورطت فيه أو معه.
***
كيف يتم تجنيد الفتيات لصفوف داعش؟ كيف يتم استغلال المرأة لتكون رأس الحربة في العمليات السرية على مستوى عالٍ من التقنية التنظيمية لتصبح نقطة ارتكاز في الشبكة العنكبوتية المقسمة بين العراق وسوريا وتركيا ولندن في العمل السري الذي ربط بين تصفية الجيش العراقي وإحياء التنظيمات العسكرية السرية؟ من يلوم داعش لو كانت غالبية قادتها من ضباط الجيش العراقي الذين سرحوا بلا عمل وبلا رزق بل وتم ملاحقة ضباطه وجنوده على أيدي التنظيمات الشيعية العراقية التي تحكم العراق اليوم؟
المرأة العراقية التي خرجت من وطنها مشردة بعد أن كانت عزيزة النفس وعالية المقام وشديدة البأس وعفيفة الشرف وتم مطاردتها من قبل عصابات الحكم الفاسد الذي تولى تصفية الإرث البعثي كيف سلبت مكانتها ولوحقت واستغلت بل وتم التنكيل بها ؟ إلا يحق لها البحث عن فردوس حتى لو كان على رؤوس غابة من السهام القاتلة لتنتقم لكرامتها؟
بؤس الحياة العربية وسط بؤر الدمار والخراب الذي خلفته ثورات الربيع العربي، انتزعت من الإنسان بقايا إنسانيته ورمته في دهاليز مظلمة، مظهرها الخارجي الجنس والدولارات وفنادق الخمس نجوم وسهرات حمراء وصالونات ناعمة في ظاهرها ورماح دامية في داخلها، قاد كل ذلك نحو ملحمة أخرى من ملاحم الموت والحياة في المشهد لعربي الراهن الذي هو نسخة معدلة ومطورة للعصور الوحشية أبان حقبة القرامطة والحشاشين الدمويين في التاريخ العربي الذي يستمد حضوره العصري من تلك الحقب الثورية المظلمة.
هذه خلاصة الحلقة المفقودة في حياة امرأة منسلخة من عباءة العصر ما قبل الثورات العربية الأخيرة والواقعة في فوهة بركان الضياع المأساوي الذي حول الفتاة الرقيقة الحالمة بجمالها الأنثوي الرقيق بحياة رخاء إلى فتاة مقاتلة في التنظيمات الإرهابية مطاردة من المخابرات البريطانية رغم حملها للجنسية البريطانية بعد سنين من عملها الفندقي الذي لم يجلب لها سوى العدم لتفتح حساب بالملايين هو الآخر لم يجلب لها سوى العدم.
يسرا هذه العابرة لعواصم العالم المشتعلة بالتوتر والإرهاب لم يسلط الضوء عليها سوى كلمات سرية هربت من قاع المدينة العربية السرية لتفضح أمرها العاصمة البريطانية.
شكرا لك لفتح هذه النافذة على عالم يسرا البريطانية
من رسالة لاجئة عراقية بالسويد تلقيتها إثر نشر رواية "يسرا البريطانية"
(........)
***
"من الزبير إلى حلب إلى البحرين ودبي وحتى بريطانيا ثم كردستان، هل وقعت في يد داعش وخرجت؟ أم كان هناك قدر رسم لها تحولاً إلى فخ نصبته المخابرات؟
عرفت أن الخطوط الحمراء موجودة في كل مكان من هذه الدنيا، لكنها لم يُخيل لها أن هناك عرشاً من الرماح ينتظر جلوسها عليه لأيام، تتحمل جبالاً من المشاعر المنذرة بالرعب القادم، سمعت عن المحاكم الثورية والعسكرية الميدانية السريعة، لكنها لم تتصور أن هناك من ذهب من النساء والرجال وحتى الأطفال للإعدام، لمحت في ساعة صفاء ذهني نادرة شبح نجوى القطان فوق سطح الدار تنشر الملابس المغسولة على الحبل، ومن بينها البذلة العسكرية لجبار الشريف، تراءى لها طيف لطفلة صغيرة تقف على بعد خطوات من المرأة تتطلع للزي العسكري، فترى فيه شموخ الرمزي لشيء يبعث إحساساً لم تدركه ساعتها، لاح لها الآن على مقربة من الموت، ساد الصمت أيامها التالية وهي محتجزة في حجيرة مكتظة بالنمل والحشرات، يعلوها سقفاً خشبياً، ينبعث منه الغبار طوال الوقت ويسبب لها السعال المتواصل، وصلت المكان عبر ناقلة كبيرة محملة بالمواد عبرت بها الطريق معصوبة العينين لم تعرف شكل من كان يرافقها على الناقلة ولا هويته ولا العدد، باستثناء صوت رجل كان يسعل بين فترة وأخرى"
تروي حكاية يسرا عن جبار الشريف القرمزي
تتناول الرواية تطور قصة يسرا المرأة الزبيرية ذات الأصول والجذور “النيادة”: مع مراحل تحولاتها
• يسرا القرمزي
• يسرا البريطانية
• يسرا الإرهابية
ومحطات عبورها خلال الرحلة الممتدة عبر سنوات الجمر من الزبير إلى حلب إلى الحدود اللبنانية، السورية، التركية، والعراقية مرورا بالبحرين ودبي ولندن
مقطع من رواية " يسرا البريطانية" تحت الترجمة إلى الانجليزية...

***
"أفاقت على وقع أقدام عند الفجر، وقبل بزوغ الشمس، فُتح الباب وهي ما كادت تغط عينيها بعد ساعات طويلة من أرق مزمن، كسر صرير الباب الخشبي سكون الفجر، ولامست أقدام الرجل أرض الحجرة، نفضت عنها الغطاء القطني المهلهل والمزركش وجلست القرفصاء وسط صمت الرجل الذي بدا وجهه منتفخاً من النوم، نظر إليها وقال متسائلاً.
“ألم تسمعي أذان الفجر، كالعادة تغطين في النوم كالميتة؟”
“ما المتعة في تكرار كلمة الموت” بدا على وجهها الذعر من هيئة الرجل الواقف كالصنم لا يتحرك فيه أي جزء من جسمه، حتى عينيه بدتا جاحظتين لا ترمشان ولا مرة كأنهما عينان زجاجيتان “ماذا يحمل معه لي في هذا الفجر المظلم فجأة؟

خرج عن صمته وقال بنبرة آمرة.
“قومي اغتسلي وصلي الفجر، سنأخذك في جولة، لقد انتهت إقامتك هنا”
فجأة سمع دوي انفجار على بعد، تلاحقت أنفاسها وبدأت ترتجف من البرد وظلت حبيسة المكان كأنها لم تسمع الرجل الذي نهرها بلهجة شديدة آمرة، خارت قواها، لم تستوعب الموقف، مازال يغلبها النعاس والإرهاق.
“هل سيعدمونني؟”
“لا ليس اليوم”
” هناك إعدام إذن”
على بعد ساعتين وصلت الشاحنة لبناية داخل المدينة المهدمة بفعل القصف، وهي تنقل عدداً من الرجال الملتحين من دون أن يحملوا بنادق أو بنادق آلية كما كان الحال في المرة التي جيء بها إلى المكان، لم تُعصب عينيها هذه المرة، رأت خلال الساعتين المنصرمتين طرق وعرة وشوارع مرصوفة وبنايات وسيارات مدمرة، لكن البلدة التي دخلتها لم تكن بها أية كثافة سكانية، ظهر بعض الصبية يعبرون الطرقات وانتشرت بعض القطط والكلاب الضالة، وبرزت براميل القمامة مهشمة أو محترقة فيما غطت النفايات بعض زوايا الطرقات وأغلقت أغلب المحال أبوابها وبدت المدينة أقرب ما تكون إلى الهدنة، راقبت كل تلك المناظر لعلها تتبين المكان لكن أحدهم من فرط ثرثرته مر على ذكر القائم “عدت قريبة من الهدف، لعنة على هذا الزمن، مرة أقترب ومرة أبتعد” عندما توقفت الناقلة بالقرب موقف للسيارات هبط الجميع باستثنائها، أشار لها السائق بالانتظار، ظلت لأكثر من خمسة وثلاثين دقيقة حتى وصلت سيارة صغيرة، هبط منها أحد المسلحين الملثمين واقتادها للسيارة وانطلق بأقصى سرعة بعد أن عصب عينيها، في البداية ساد صمت تخلله صوت محرك السيارة الجيب، ثم تسلل صوتها معطوباً ينم عن حزن داخلي عميق تحمله نبرة مكسورة".

***

"عفت عنك الأخت بحار، لكن ذلك لا يسقط حق التنظيم في معاقبتك لأن سلوكك شكل خطراً على سرية التنظيم، أنت مذنبة بكسر القواعد، ولقد رأينا أن نضعك ضمن خيارين"
خفق قلبها، لم تر أمامها سوى ظلمة الغرفة المحاطة باللون الأسود وعلم العراق القديم، حينها فقط هدأ خوفها وشعرت باطمئنان، فقد لاح لها بصيص ضوء صغير في نفق الموت المرفرف على رأسها منذ شهرين من الاحتجاز، ضوء أصفر شاحب تسلل من فتحة التهوية في زاوية عليا من الغرفة وسقط على جهة من وجهها، تنهد الرجل العسكري الجالس أمام طاولة شبيهة بمنصة صغيرة، وركز نظرته على زميل له يجلس بمحاذاته ثم التفت لها واستأنف حديثه الذي قطعه وتأمل رد فعلها الأولي.
"الخيار الذي اتخذته اللجنة القضائية بالمجلس الثوري هو تطبيق عقوبة الإعدام عليك استناداً إلى أحكام سابقة مماثلة، وهي قاعدة يعمل بها القضاء الثوري للتنظيم، وبما أن هناك توصية بالرأفة من منطلق كونك امرأة وهي المرة الأولى في سجلك، ومن حسن حظك أن هذا التنظيم بحكم الائتلاف مع فصيل ثوري مختلف في الرؤية، فإن قرار اللجنة القضائية الثورية هو الحكم كالتالي"انطق بسرعة قبل أن أموت" قالت العبارة وهي تغص بالهواء من حولها، وكأن المكان أُفرغ من الأوكسجين.
"تقومي بعملية ثورية مع بعض الأخوة الانتحاريين بتسهيل وصولهم إلى الهدف وانتظارهم والتغطية عليهم، هذا بديل الإعدام وإذا كتب لك النجاة تُلغى العقوبة أو تحسبي مع الشهداء الأبرار"انَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"
تحرك الرجل الآخر وتدخل معرباً عن تعاطفه معها وقال بنبرة هادئة للغاية.
"ستراعي الخطة العسكرية وضعك، وإن حدث ووقعت في الأسر فسيكون متاحاً لكي تفجير نفسك في المكان"
"أضحيت يسرا الإرهابية" هدأت من الخارج، بدا على وجهها الارتياح في حركة تمثيلية تخفي بها الحالة الأسطورية التي وصلت إليها، كان لون الغرفة المائل للعتمة قد اتسع وصار كأنه الكون بأكمله "متى تنتهي هذه الرحلة الطويلة من العمر وأعود للتراب؟" كأنها الخاتمة لعمرها ينتهي عند انتحارها الذاتي، هذه نهاية الجنسية البريطانية وبداية العودة للقبر.
عندما نهض الرجلان، نهضت على إثرهما كمن تريد أن تخرج معهما، لكنها ودت التعبير لهما عن احترامها لقرارهما، وفيما هما يخرجان التفت الرجل الكبير وقال لها وهو يقترب من باب الخروج.
"أكثري من قراءة القرآن"
لم ينتظر ليسمع ردها، تركها وخرج وظلت واقفة في الغرفة وحدها تتأمل الكراسي الفارغة وقد تناهت إليها أصوات العربات والرجال في الخارج، كان الوقت عصراً ولم تتذوق طعم الأكل منذ مساء الأمس باستثناء بعض الماء، ورغم ذلك لم تشعر بالجوع، كان مظهرها الخارجي وتشوه بشرتها يقلقها أكثر من الحكم الذي صدر عليها، ودت لو تموت وهي بكامل جمالها الذي طالما أهملته واهتمت به في الآونة الأخيرة، رأسها فارغ من الأفكار، ومشاعرها مجمدة ككرات الثلج، وحدها الصور القديمة تعبر ذاكرتها كأنها أشرطة مسجلة للمراحل التي عبرتها منذ الطفولة حتى اللحظة "ماذا الآن؟" اختزلت بهذا السؤال الداخلي كل الاحتمالات حول أحداث اليوم منذ استيقاظها عند الفجر حتى خروج الرجلين من الغرفة "هل تغير قراءة القرآن مصيري؟" بلغت مشاعرها أوج عنفوانها وبدأ يزول الخوف تدريجياً ويحل مكانه شعور بالرغبة الشرسة في الانتقام من الجميع، أحست بأن العالم خذلها وهي تواجه مصيرها لوحدها، وزاد من مشاعرها المتفجرة موجة غضب اجتاحتها تجاه سمر يام والفريق الركن ومايك، الذين أوقعوا بها في هذا الفخ، اعتقدت أنهم تواطئوا ضدها وحشروها في هذه الصحراء الموحشة مع الغبار والعقارب والوحدة القاتلة "ماذا فعلت لي الملايين المكدسة في حسابي للخروج من هذا الفخ؟" قفزت فكرة خاطفة بينما كانت في قاع اليأس، تواردت الأفكار بعدها، هل تنتحر بعملية عسكرية وتترك الملايين في حسابها؟ "كيف لم أفكر بذلك؟" تناهت وقع أقدام في الخارج وسمعت صوت مذياع يتحدث عن انتفاضة في منطقة "الأنبار" كانت المرة الأولى تسمع فيها خبراً من الخارج وشعرت بأن ثمة أحداث تدور ولا تعلم بها نتيجة العزلة، ربطت بين الخبر والحسابات المالية المكدسة لديها "لا يعلم هؤلاء الذين في الخارج ما أملك؟" تواردت الأفكار وبدأ الثقب يتسع في النافذة الخيالية التي فتحت في رأسها، أيقنت من أن هدف مايك من فتح الحساب لها ليس فقط حماية أمواله، بل حمايتها هي، حتى الفريق الركن حازم عبد الرحيم كانت لدية خطة لها وهو يقول لها ستحملين حياتك على كفك "الآن حياتي على كفي"
عندما هم أحد الرجال باقتيادها للخارج، توقفت عن السير خلفه وأثار ذلك رد فعله بالقول.
"تنتظرين مني جرك بالقوة"
ابتسمت له وقد استدرجته للاقتراب منها وحين عاد للوراء أسرعت وأغلقت الباب خلفهما وسط استغرابه، لاحظت الذعر على وجهه، فردت بسرعة قبل أن يتصرف برد فعل معاكس يثير الخارج.
"أنت تعرف ماذا يحصل في الأنبار، أنا مستعدة لتمويل الانتفاضة بالملايين"
قالت ذلك ووضعت مصيرها في كفها، تعرف أن المنطقة كلها تتعاطف مع ما يجري في الأنبار، وهي بذلك دفعت ثمن مجازفتها، كانت مجازفة قاتلة، لكنها وجدت في الرجل الذي يتحدث لهجة العشائر، وقد ميزت خلفيتها، فرصة في سبر غوره، لعل ثمة صدفة تجمع بينه وبين ما يجري في الخارج، كانت قد التقطت الخبر الذي أشاعه المذياع وطورت الفكرة في رأسها، فهو لا يعرف أنها التقطت الخبر من المذياع الذي كان يبث من بطارية، ولن يربط بينها وبين سماعها للخبر، حينئذ رأت ردة فعله الأولى علامة استفهام صارخة كأنها ضربة فوق الرأس، تسمر في مكانه والتفت حوله ليتأكد من عدم وجود من يترصد، أقترب منها وتعمدت رسم ابتسامة مزيفة على وجهها رغم دقات قلبها المتلاحقة لكنها أخفت تلك الموجة المرعبة وراء نظرة ثاقبة تعمدت اصطناعها علماً بأنها من الداخل كانت ترجف ذعراً.
"من أنتِ؟"
"يسرا القرمزي"
ران صمت مطبق وسط نظرات ساهمة من الرجل الأربعيني، كان شعره منسدلاً من الخلف بينما كانت بداية الصلع في المقدمة، ظهرت حبيبات من العرق على جبهته رغم تحسن الطقس وانقشاع الحرارة النهارية، لاح لها صدمته من سماع ذلك "بدأ مفعول السحر" قالت في داخلها وأسرعت بضرب الحديد وهو ساخن.
"نفذ الأوامر المطلوبة منك ولكن أبلغ سراً أي ممن تثق فيهم بإطلاع العشائر عن مكاني، ولن أنسى لك هذا المعروف، لكل مجازفة جائزة في النهاية"
خشى الرجل أن يكون قد تأخر على اصطحابها، أشار إليها بالخروج معه من دون أن تعرف رد فعله ولا ماذا ينوي أن يفعله ولكنها سلمت أمرها للقدر بعد هذه المحاولة الأخيرة في إنقاذ نفسها من الإعدام الانتحاري، سارت وراءه بخطوتين وهي تهمس في إذنه بآخر أوراقها المتبقية.
"مئة ألف دولار وحدك"



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحر الشهوات مقطع من رواية -قمر باريسي-
- خريف سنمار الإخباري
- ثقافة الأفيال الضالة؟ رؤية ضد تيار المقاطعة!
- هل تعود الشيوعية إلى أوروبا من باب الكورونا؟
- من رقصة أخيرة على قمرٍ أزرق
- مافيات عربية تغتال الأدباء...
- أزمة الرواية العربية... كشف المستور... ‏جوخة الحارثي نموذجا
- العمل المنزلي في زمن كورونا
- حجرُ النهاية
- العالم يتضامن في وجه الحرب العالمية على كورونا
- في الحجر الثقافي...!
- الفرق بين الله والشيطان أن الله يسأل والشيطان يجيب...
- عربيًا فقط - موت الرواية؟ أم نهاية القارئ؟
- لص القمر سنمار الإخباري
- انتحار الرواية!
- فاسفود ثقافي!
- احذروا أيها القراء .. كتابة رواية كالسفر إلى مجرة
- من رواية -ليلة الفلفل في لوغانو-
- لقاح ضد الكورونا الثقافية!
- نبض الكيبورد في حديقة الكتابة


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - رسالة من العتمة (........) يسرا البريطانية