هل سيتوصل المنتفضون الى خطة عمل جديدة؟

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتوالى البيانات من ساحات الاحتجاج، وتزداد الحملة الإعلامية للناشطين والفعالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعودة قوية للتظاهرات بعد الحظر الصحي، وتخرج من هنا وهناك رؤى وأفكار حول اليات التظاهر، وتحديد المطالب، وهناك من يطالب بتغيير وسائل الاحتجاج، ومن يطالب بدخول الخضراء، ومن يريد اشراك رجال الدين والذين يعتبرهم البعض "مصلحين او معتدلين"، ومن يريد تشكيل لجان للتفاوض، وهناك من يراهن على الخلاف الأمريكي الإيراني، وهناك من يعتقد ان هذه السلطة ستتقاتل بينها ما يؤدي الى زوالها، ولدى البعض رؤيا ان الانتخابات المبكرة بقانون انتخابات جديد ومنصف قد تؤدي الى زوال هذه الطغمة الإسلامية الحاكمة؛ كل تلك الخيارات والاماني والاحلام تراود المنتفضين، وهم يعبرون عنها في هذا المكان او في ذاك، والهدف المشترك في هذه كله هو الخلاص من شرذمة الإسلام السياسي.
كل ذلك يتداوله المنتفضون وأكثر من ذلك، لكن الذي يغيب في حقيقة الامر هو الالية او الكيفية التي سينفذ بها المنتفضون مطالبهم، لا توجد أية رؤى او تصورات حقيقية وجادة، لا يوجد تكتيك او استراتيجية معينة يستطيع بها المنتفضون ان ينظموا مباراتهم مع عصابات الإسلام السياسي، لا يزال يغيب الأفق الواضح والمحدد للمنتفضين، صحيح ان بعضا من الناشطين من هنا وهناك يطالبون بتوحيد الصف او بشكل تنظيمي معين، او ان على الانتفاضة ان تخرج قادتها، لكنهم في كل مرة لا يخرجون بشيء، وهذا في حقيقة الامر احدث ويحدث فوضى كبيرة في معسكر المنتفضين، فلا يمكن ان تستمر الانتفاضة وقلبها ينبض بسرعات مختلفة.
ان عدم الثقة بأي شكل من اشكال التنظيم سيؤدي حتما بالانتفاضة الى الوقوف في مكانها بأحسن الأحوال، إذا ما استنتجنا الأسوأ لها، والذي هو القضاء عليها، فالخوف والرجفان من التنظيم او أي شكل اخر من اشكال التجمع للمنتفضين، او إيجاد خيوط تلاقي بينهم في المدن ستكون خطيئة جسيمة، وستكون عواقبه أكثر مما قبل الحجر الصحي، سيبقى المنتفضون افرادا امام سلطة تستجمع قواها في شخص اختارته ليكمل مسيرة القمع، ستكون هناك ضحايا بدون نتائج او ثمار.
ان فترة الستة أشهر الماضية من عمر الانتفاضة كافية كتجربة للمنتفضين ان يخرجوا بخطة عمل جديدة، والا يكتفوا بمقولة "راجعين بقوة".

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات