|
الكناب الثالث _ الباب السابع ف 1
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 23:47
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الكتاب الثالث _ ب 7 ف 1 الحاضر هو الأصل ، والبداية هي النهاية بالتزامن ، والعكس صحيح أيضا ؟!
1 أخيرا تتكشف الصورة العجيبة بالفعل ، الصورة التي أدهشت من سبقونا من الشعراء والفلاسفة والأنبياء والكهنة لعشرات القرون... حيث كل لحظة يبدأ الواقع _ وكل لحظة ينتهي بالتزامن . .... الحاضر مصدر الماضي ، والحاضر مصدر المستقبل أيضا . هذا هو موقف التنوير الروحي ، المستمر من خلال قدرته على الاقناع ، منذ أكثر من خمسة آلاف سنة . يمكن تقبل هذا الموقف وفهمه ، بالتزامن ، عبر التركيز والتأمل . لكن المشكلة المزمنة بموقف التنوير الروحي " الإنكار " ، إنكار وجود الماضي أو المستقبل بشكل فعلي ، بالتزامن مع إنكار الموت كنهاية حتمية للفرد ( طفل _ة أو امرأة أو رجل ) . كلنا نعرف أن المستقبل حقيقي وسوف يستمر ، بعد لحظة ، أو بعد يوم أو بعد موتنا بمليون سنة ، ... أو بعد مليارات الملايين من السنين ، والنهاية بداية أخرى وجديدة . كل النهايات مؤقتة ، وكل البدايات أيضا !؟ البداية هي النهاية والعكس صحيح بالمقابل ، النهاية هي البداية ، جدلية حقيقية تشبه جدلية الشكل والمضمون إلى درجة المطابقة . لكن في الحاضر المزدوج فقط ، حيث المستقبل يقترب والماضي يبتعد ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة وبدقة تكاد تخلو من الخطأ ( تقدير خطأ الساعة الإلكترونية ، تقديم أو تأخير ، ثانية كل 33 ألف سنة ) . 2 ما يزال موقف التنوير الروحي مقبولا بالنسبة للمنطق الحديث ، في قضايا عديدة ، من أهمها الموقف من المشكلة الوجودية ( الموقف من الموت والحب ) . لكنه يفشل في حل مشكلة العيش ، ويفشل أكثر في تفسير الزمن ، الحاضر خاصة . .... الموقف من الزمن _ العام والسائد إلى يومنا _ أو النظرية التقليدية ، مشكلتها الموقف المتناقض من الوجود والمعرفة ، مرة تعتبر الزمن مجدر تركيب عقلي ، وغالبا تعتبره جزءا من الحياة . ومع ذلك تشكل النظرية التقليدية ، محور الأيديولوجية السائدة في الوسط الأكاديمي والعلمي حتى اليوم 16 / 4 / 2020 . وتعتبر أن اتجاه حركة الزمن من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . 3 النظرية التقليدية تشترك مع التنوير الروحي بموقف الانكار . الموقفان يعتبران أن الزمن مجرد تركيب عقلي ، أو وهم . الموقف الحديث ، ممثلا بأينشتاين وستيفن هوكينغ ، ينتقل خطوة فعلية في طريق حل القضية الوجودية المعلقة منذ عشرات القرون : ما هو الزمن ، أو الواقع ، أو الحاضر ؟!؟!؟! .... الميزة الأساسية للنظرية الحديثة ، هي الانتقال من الموقف الخيالي ( الهلوسة العقلية ) إلى الفرضيات العلمية _ التجريبية بطبيعتها . لكن ، وكما يعرف كل من قرأ الكتاب الشهير لستيفن هوكينغ " تاريخ موجز للزمن " ، حيث درجة السهولة التي ينزلق بها الكاتب والكتاب إلى التناقض وألعاب الخفة تكاد لا تصدق ، ومثالها السؤال المكرر : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ! بالطبع هو سؤال يصلح للفناتازيا والتسلية ، على المسرح أو الجلسات العائلية المملة ، لكنه يتحول إلى مهزلة ، وجدل بيزنطي مكرر ومبتذل ، عندما يكون موضوعا للبحث الأكاديمي . 4 هكذا وجدت نفسي سنة 2018 ، وجها لوجه أمام حقيقة مفزعة : حورا الطرشان بين الفلسفة والعلم ، مع التناقض الصارخ في الفيزياء الحديثة ، بين فيزياء الفلك وفيزياء الكم . وليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد ، بعد التضحية بالمنطق الفلسفي المحوري ( عدم التناقض ) ، تستمر التضحية بالمنطق العلمي ( التجربة والدليل ) ، بصراحة لا أعرف ماذا أفعل ... لو كنت مكاني : ماذا تفعل _ي ؟! 5 العلاقة مع الساعة والوقت _ المشكلة والحل يمكن التعبير عن القرن الماضي بدلالة كلمات عديدة ومتنوعة ، بلا شك ، لكن التعبير عن القرن الأقرب _ ومعه والعصور الحديثة بمجملها _ بدلالة الحركة والساعة يطابق الواقع . الدقة ، كلمة ومصطلح بدون معنى لولا الساعة . لكن للأسف ، اختلط الزمن والوقت والحاضر خاصة ، بجدلية زائفة وما تزال تحكم العقل المعاصر العلمي وغيره " الحركة والسكون " . ومنذ بداية القرن الماضي ، اصطدمت الفيزياء الحديثة بحقائق تخالف المنطق المشترك . مشكلة التناقض _ بين فيزياء الكم الاحتمالية ، حيث يتعذر توقع النتيجة مهما تكررت التجربة وتنوعت أشكالها ، وبين الفيزياء الفلكية اليقينية بطبيعتها _ معروفة ، وما تزال بدون حل . مع أن النظرية الجديدة للزمن تفسرها بسهولة ودقة ، وبشكل تجريبي ومنطقي بالتزامن ! وقد شرحت ذلك بشكل تفصيلي وموسع ، في نصوص منشورة على الحوار المتمدن . .... الوجود حركة . هذه الحقيقة صارت مشتركة ، خلال النصف الثاني للقرن الماضي ، ويفهمها طفل _ة متوسط_ ة بدرجة الذكاء والحساسية ، حتى في سوريا وفرنسا والصومال والصين . لكن يبقى السؤال _ معضلة الفلسفة الكلاسيكية _ ما هو محرك الحركة الكونية ؟! _ الجواب الغيبي ، المتعالي ، والمشترك بين الأديان والتنوير الروحي " الله " . _ الجواب العلمي ، المنطقي والتجريبي ، يرتبط بمعرفة الزمن ( طبيعته ، وماهيته ، ومصدره ، واتجاهه ) . .... عبر التركيز والملاحظة والمتكررة ، يمكن فهم واختبار الحركة الثلاثية ( العجيبة ) التي تتكرر في أي نقطة من هذا العالم : _ لحظة الزمن ( نقطة ) ، تتحرك بشكل ثابت من الحاضر إلى الماضي . _ لحظة الحياة ( خلية ) ، تتحرك بالعكس من الحاضر إلى المستقبل . _ لحظة المادة ( المكان ) ، تبقى ضمن نفس الاحداثية . أعتقد ، أن الملاحظة نفسها تتكرر مع رواد الفضاء ( بشر أو آلات ) حول القمر أو المريخ . .... لا توجد مشكلة مع محرك حركة المادة ، فهي ضمن إحداثيتها الخاصة بدون دفع خارجي . أيضا حركة الحياة ، دوافعها ذاتية وقد حصل تقدم كبير وحقيقي في فهمها . ولكن المشكلة في حركة الزمن ، ما يزال موقف بوذا يتقدم على اينشتاين وهوكينغ معا . .... بحكم تخصصي العلمي في الطاقة الكهربائية ، ومع الملاحظة والخبرة المتكررة ، وجدت التشابه غير المتوقع بين الزمن والكهرباء . مصدر حركة الكهرباء فرق الجهد والتوتر بين القطبين . وقانون الكهرباء العام والثابت ، بالتزامن مع قانون الجهد الأدنى ، الحركة من جهد أعلى باتجاه جهد أدنى . من المنطقي ، اعتبار حركة الزمن تشبه حركة الكهرباء ، حيث المستقبل يمثل الجهد الأعلى ، والحاضر يمثل الجهد المتوسط ، والماضي يمثل الجهد الأدنى.... ؟! .... أفهم ، وأتفهم ، ولادة مشكلات جديدة تتلازم بطبيعتها مع الحلول الجديدة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكتاب الثالث _ الباب السابع ...الحاضر هو الأصل
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس مع فصوله وخلاصته
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف3
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف2
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس ف1
-
الكتاب الثالث _ الباب السادس مقدمة عامة
-
الكتاب الثالث _ الباب الخامس مع فصوله الثلاثة
-
الكتاب الثالث _ خلاصة الباب 5
-
الكتاب الثالث _ الباب الخامس ف 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الخامس ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الخامس ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الخامس
-
الكناب الثالث _ الباب 4 ف 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع مع مقدمة جديدة
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 1
-
الكتاب الثالث _ الباب الرابع ، مقدمة متعثرة ...
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث مع المقدمة والفصول 1 و 2 و 3
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث ف 2
-
الكتاب الثالث _ الباب الثالث ف 1
المزيد.....
-
صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان
...
-
ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
-
مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان -
...
-
روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب
...
-
في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين
...
-
عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب
...
-
هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
-
بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس
...
-
نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع
...
-
لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|