أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - قراءة في النص الشعري -همسات- للشاعرة الكردية السورية ميديا شيخة*















المزيد.....

قراءة في النص الشعري -همسات- للشاعرة الكردية السورية ميديا شيخة*


عبدالوهاب بيراني
روائي و شاعر و ناقد في الادب و الفن


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 05:38
المحور: الادب والفن
    


همسات.... (نص : ميديا شيخة)

في عزِّ هذا الضجيج
والأغنيات الناصعة التي اغتسلت
بالبنِ والحناء
اتسمرُ حائرة
كتمثال أنهكهُ الإنتظار ..
متى يحلُّ في أرضنا السلام؟
حتى بنات أفكاري
في أوانها الجميل
يحلمنَّ كالفجر الفتي
من حين إلى حين..
من اغتال في حلوقنا بشائرَ الكلام
أوليسَ في دمنا بلسم
وفي حلمنا الطازج
يخضوضرُ السلام
كل هذا النفير الآدمي
متى يندمل دخان الجرح؟
وتحتفلُ البيارق
بالأغنيات المرمية
هناك..
إلا هنا ..
شجون خرساء ولا صدى..
في أتون انفصام
بلاء..
ومسالكَ النور البهي
تودي بأحلامنا الصغيرة
في مهب المخاطر..
حتى الأنين المهاجر
حين يأبى الرحيل
وينزوي في أدعية العشق
وتراتيل الحبِّ التي يتوضأ بها
الهائمون....
لعلَّ الليل ينجلي
والشعارات التي تهتك
جلابيبَ المفاخر
كأن هذا الحالم بالزمن الرغيد
في عينيه قيامة
والجنون، هو ذا
يقدحُ بغتة"
شرارة" تلو شرارةَ
ويتطايرُ في دربنا رذاذ التمني
قالوا من يبتغي وأد القلوب
وينفض غبار السنين
يا وجعَ المشاعر
في وجنتيك الناريتين
تتقدُ الأسئلة ..
وينامُ القدر..
لهنيهةٍ قبل الرحيب..
لا تنطفىء الكلمات
في صحنِ الهاوية
ولا تزال العصافير
تنسجُ سماء في طرقات المنافي
وتخفق بأجنحتها القوية
على مرمى الغيم...
هل يعاود المطر زخاتهُ ياترى؟
أم في خلسة سيخون
بيارات الزيتون..
ويمضي ككذبةٍ بلهاء..
خلف متاهاتِ الأحلام..
تبا"،أيها المهبول
في الشرق الموبوء بالعويل
كيف تغور هكذا
في مسافات القرون؟
وترتكب شهوات الغرور
أما أنتَ..
هذا الفارس في وهلات الغروب
لكنني انتشلتُ ضياعي
في تيه ِالأمل..
ورسمتُ بين قهر المعصمين
حمامات السلام
لا غيرها انقذتني من هوس الجدود
ولم يعرفوا كيفَ يلمع في عنقي
عقد الجواهر ..
فباعوه في سوقِ النخاسة
بأثمانٍ زهيدة
وأنت منهم
وأنت نهمٌ
وأنت مبهمٌ
أيها الملطخ بالدمِ المراق
وعويلُ العذارى
مذ كنا في الأمس مم وزين ..
هو صوتك الشجي
كلما دغدغ دقات القلوب
أيا ويلي من عناقاتِ المدى
أيها المسبيُ
من رأسك حتى أخمصِ قدميك
ستؤولُ إلى هلاكٍ جديد
لتفترسك الريحَ
من أولك إلى آخرك
حتى يومِ الدين
وها نحنُ نغني في مقتبل النهار
ونشعل الشموع
على الموائدِ الخضراء
كي ينعمَ بالله
كلُّ البشر ....

(قراءة النص) :
الكلمات و المعاني و الصور و الفكرة و كل نفس تسعى للغة تعبر بها عن ما يجول في فكرها عبر صياغات متراصة جميلة مغايرة للكلام العادي اليومي، لغة تقترب الي النص المقدس إلى لغة مغايرة قادرة على ممارسة و صنع فعل الدهشة..
الشاعرة ميديا شيخة، ككل فكر او ثقافة تسعى لبناء قصيدة تشبهها، تصهر فكرها بلهيب التعبير و المفردات لتضيء صور حالمة و تصنع أجنحة قادرة على التحليق في فضاءات الشعر..
الحرية، و الثورة، و التمرد و اناها الذاتية الغارقة في بحور مجتمهعا او التي تزهر كزهرة فوق سطح البحيرة العذبة او ربما في حنين نهر ماءه عذب و حشائش ضفافه خضراء كالتجدد، تغتسل به و تمشط شعر ارجوحتها و ضفائرها و تجدل جديلة تسير مع النهر فتنشد "الاغنيات الناصعة" و يستمر صباغ الحناء جاريا مع تيارات النهر دافقة ترسم فجرا احمرا قانيا مشرقا و يسدل تمثالها الحجري ظلاله ببرود كالانتظار و الشفق الأحمر يطوي الأرض، و لكن متى يحل في ارضنا السلام؟ هكذا تتساءل الشاعرة في نصها "همسات" حيث بدأت النص بضجيج من الأفكار و أرادت ان ترتب الضجيج في هدوء و في" أوانه الجميل "و تنتقل بنا إلى مستوى هاديء حيث لا سكن الجرح و تصاعدت "شجونها الخرساء" بلا أصداء و تركت اغانيها على البيادر.. اغنياتها المشتعلة فتحاول ان تنقل نيران الارادة او ربما نار التمرد لجسد الصقيع في مهب مجتمع له جهات ستة و تراتيل تشبه "ادعية العشق" حيث يتوظأ بها الحالمون او ربما "الهائمون" في إشارة او رغبة دفينة لإعلان انبلاج فجرها و شمس مجتمع جديد على أرضها التي أنهكها الانتظار.. فلا ترغب ان تقف حائرة كحجر بارد، بل تفصح عن رؤيتها و عن عينيها التي تقدح الشرر و تهيئ لجنون قادر ان يعلن القيامة، في طقس شديد الارتباك و التداخل حيث العصافير" تنسج طرقات المنافي" البعيدة و التي تصر ان تخفق باجنحتها القوية و ان كانت ربما من شمع(التمرد) لا تقوى على مقاومة الشمس (الحرية) فنيران الحرية و ان اذابت أجنحة عصافيرها التي تتوق للطيران راسمة دروب العودة للنازحين من المنافي البعيدة إلى أرض الزيتون و حقول القمح، و سحب الغيم تعاود الهطول مطرا يخرج العشب من مدارات الضياع و يرسم حقيقة الشرق "الموبوء بالعويل" و لكن الشاعرة تأخذ منحى دروب النور البهية لتأخذنا حيث أحلامها الصغيرة و التي تشاركنا بها، تتأمل ان ينجلي الليل عن حقل من الجنون و من الحلم..
الشاعرة ميديا شيخي تحاول أن تكمل القصيدة و تطرح أسئلة، فلا كلماتها تنطفيء و لا يتوقف المطر عن الهطول و لا العشق عن النهايات فمنذ زمن العشق من زمن العاشق "مم" و حبيته "زين" حيث زمن العذراوات و انين صوتهم الذي يفترس العشب و الريح تاركة لنا موائد متجددة ببهاء و أضواء الشموع.. و المدى يعانق هزائمنا من اول التاريخ.. و من رؤوسنا الي اخمصها و نحن بلا هوية ندخل المكان و التاريخ مبهم و الليل مازال يمارس مهنة تلطيخ حجارة ارضنا بالدماء في التيه و تاريخ من ضياع ترتكب شهوات الغرور في سباق الأزمان مفارس شرقي يمضي..
همسات رقيقة ناعمة تبدأ بضجيج الأسئلة و تمضي الهمسات الي حيرة الأسئلة في خلسة..
نص حاول أن يربك المخيلة و يمارس سطوة الضياع ضمن مكان و زمان لسنا بعيدين عنه و ربما مازالت الجغرافية ترمي بخيوطها لتاريخ لا زالت حرائقه تشعل الكلمات و الاغنيات في بيادر القمح و بيارات الزيتون و مازالت المسافات و دروب المنافي تهمس همساتها لانتشال الضائعين من طرق العودة و الضياع....

عبدالوهاب بيرو بيراني
سوريا
23/12/2019

............................................................. .....................................
*ميديا شيخة : شاعرة كردية سورية معاصرة من مواليد الحسكة 1988 و نتاجها الأدبي :
-الباب المواري للصدى /شعر/
-في مرمى الشعر /شعر/
-ملحمة شعرية بعنوان "ميزوبوتاميا"
كتاب بعنوان "ومضات عن دور المرأة في الحضارة البشرية"
حاصلة على شهادة الماجستير في بيولوجيا الأحياء
عملت في التدريس في جامعة الفرات سابقا
تستكمل دراسة الدكتوراة في جامعات روسيا حاليا



#عبدالوهاب_بيراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقي بيشاوا ميرزا و الفنانة جيان آغا عبر دويتو جديد... و ...
- قراءة في القصة القصيرة -آزاد-* للكاتبة سوزان العبود** جسر ال ...
- ذاكرة مكان
- حامد بدرخان، على -دروب اسيا- مرتحلا، و في حضن جبال الكرداغ م ...
- -محنة العشق و الغياب.. في نص جيهان جمعة-
- تيسير حيدر... شاعراً للأنسان عاشقا للطبيعة..
- قراءة في نص -رغبات برسم السنة الجديدة- للشاعرة الكردية السور ...
- ne tires cihan ......Dîlan şewqî....لا تخف ايها العالم! ...
- قراءة في دراما النص الشعري (رياح الشمال من هناك.. إلى الشام. ...
- نضال سواس... أيقونة سورية من ضوء اللون وبوح الحرف... الطريق ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب بيراني - قراءة في النص الشعري -همسات- للشاعرة الكردية السورية ميديا شيخة*