أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد لومي - دعاء الجرذان














المزيد.....

دعاء الجرذان


سعاد لومي

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


في مدينتي الثورة الباسلة الكبيرة، الوسخة الغريبة اللعينة العنيفة على ابنائها منذ انشائها إلى يومنا هذا، الجريحة بأسماء الاشخاص الذين تطلق عليها دون ان تمحو الثورة من حقيقتها.
هذه المدينة الفريدة في طباعها والمسعورة في نباحها البشري اليومي، الدائخة منذ عهد الشاكرية والباحثة عن خلاص موهوم؛ هذه القاع البائس ظهر فيها في زمن صدام سلسلة من الجرذان ذات اللون االبرونزي.
كان حدثا جللا.
تناقلته الألسن وقتذاك.
وربى بيت الطرشان جرذا منها حتى أصبح مميزا ويعرف مذذاك بجرذ الطرشان.
كان يصول ويجول بين البيوت بلا رادع او مانع. وحينما أكل جزءا من انف طفلة رضيعة نائمة قام أهل الطفلة بقتله ورميه امام الدار ، حيث قامت القيامة ولم تقعد.. وعلقت "كوامة".
جاء ابي إلى مجلس الكوامة الذي نصب عصرا ووقف دون أن يجلس فقالوا له لم لا تجلس يا لومي؟ فقال: أشم رائحة جريدي ميت بينكم.. فضحك الجميع.. وذكرهم بأن الجرذ الكبير في العراق معروف.. وهو يرتدي دائما بزة عسكرية وتركض الناس خلفه..
وقد اخزيتمونا يا أهل العمارة!
أما الآن فقد لاحظ والدي ثمة سلالات جديدة من الجرذان قد ظهرت في مدينة الثورة العظيمة، كالون الذهبي والبرونزي والأبيض أيضا والمائل للسواد. كان هذا بالطبع بعد الاحتلال مباشرة. ولا احد يعرف هل أن الاميركان قد جاءوا بها معهم لتذكير العراقيين بالتعددية الطائفية او العرقية أو الحزبية أم انهم جاءوا بها لتعليمنا اهمية الحفاظ على سلامة البيئة الجرذانية.
حسنا أن الجرذان هو مايميز هذه المرحلة السياسية حقيقة.
كان من الصعب على أية حال أن نفكر بشيء اكثر من خلاصنا من هذه الجرذان ليلا حينما تصبح المدينة محض غول جاثم ونحن نسكن في جوفها بلا أدنى ضؤ.. غير ضؤ الفوانيس واللالات الكابي..
ولا أعرف هل يوجد ثمة جرذان في المنطقة الخضراء تصول وتجول في بيوت السادة السياسيين المحميين جيدا أم أن مدينة الثورة هي التي تتخصص بحضانتهم في كل العهود السود؟ غنه سؤال مهم نوجهه إلى السادة من أعضاء البرلمان الجديد بعد ان تسلموا مكرمة بريمر - من خزانة US مباشرة والبالغة حسب آخر المعلومات 70 مليون ...
يجتهد الثوريون - أي ابناء مدينة الثورة- في محاولة أيصال اجتياح الجرذان لمدينتهم ، فذهبوا إلى "السيد" وهو رئيس إحدى البلديات فيها فقال لهم:
- عجيب غريب جرذان بيض أيضا؟ّ
- إي والله سيدنا.. الغريب يامولانا أنها جرذان لا تخاف البشر أبدا
- هاي أفعال الأمريكان اغاتي
- وماذا يقصد الأمريكان من وجود هذه الكائنات بيننا؟
- لكي تبعدكم عن دين محمد وآل محمد! صلوا على محمد وآل محمد!!
- اللهم صل على محمد وآل ومحمد.
- ثانيا يرحمكم الله
- اللهم صل على محمد وآل محمد!!
- ثالثا على روح الزهراء عليها السلام
- اللهم صل على محمد وآل محمد!!! .. والجريدية مولانا؟
- لا تخافوا سوف ترحل الجريدية عن الولاية .. فورا .. برحيل الاميركان طبعا..
- والحل؟
- انتظروا
- متى
- الله أعلم!
لكن الجرذان ازدادت على نحو مثير واصبحت تمسك سيطرات للناس، تسلبهم أكياس طعامهم وتهددهم بأصواتها الحادة الكريهة. من الصعب ان نتصور أبدا أنها جرذان طبيعية.
ذهبوا إلى وقر حزب ديني وأشتكوا، فقيل لهم: صلوا صلاة الليل وادعوا اله أن يخلصكم منها. فصلوا الليل واجتهدوا بالدعاء لكن الجرذان تزداد. أصبحت تدخل تحت أغطية الزوجية أيضا..
- الحكونا ياناس الجريدية منعت التناسل بيننا..
- عليكم بدعاء كميل
- أكلت بعض أيورنا
- عليكم بدعاء الجعفري
- وما دعاؤه ..؟ خلصونا .. لم نيمع به..
- أسمعوا دعاء إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق حفظه بوش ورعاه وتحفظت به طويلا أطلاعات إيران:
ياخالق الجرذان إليك عني هذا البيان بالمسك واليمن والعرفان كثرها لإنها تهدي العراقيين الغمان إلى طريق الرحمان والخوخ والرمان والكراث والريحان: انتظروا أيها الشيعة اخوانكم من العجم الذكيان( بطنه سفينة وذيله سكان) يخلصوكم من الجرذان بعد ان ينجحوا في تخصيب اليورانيوم المعادي للجرذان ..
صلوا على محمد وآل محمد!



#سعاد_لومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الزرقاوي حان الوقت لتلقين الشيعة درسا
- من ذبح العجوز ام بطيط؟
- الجنس: هذا التابو الكبير.. حوار مع الشيخ القرضاوي
- من يخدم الاحتلال الاميركي؟ ملامح تشكل القوى الدينية والدكتات ...
- الداعية الخطيرة
- حكومات مثل بول البعير
- البكاء في المرافق
- تحررنا من دبش


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد لومي - دعاء الجرذان