أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ازهر عبدالله طوالبه - الحرية والقيود الطوعية














المزيد.....

الحرية والقيود الطوعية


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 23:21
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لَقَد أساء البعض منّا في فهم معنى الحَجر الذي نعيشهُ اليوم، وعلى المدى البَعيد، اتّهم مَن فرضه عليّنا بأنّهُ يهدُف إلى تقيدِ معظم الحُريات الخاصّة بنا، لكن، في حقيقةِ الأمرِ لَم يكُن فرض هذا الحجر كما اعتقدَ هؤلاء، فالحجر فرضَ عليّنا حِرصاً على صحّتنا، ولَم يُفرَض عليّنا لسوء صحّتنا - وهُنا فرقٌ كبير، ويَجِب علينا أن نعي هذا الفَرق جيّداً -، لنكون من خلال هذا الحرصِ، قَد استطعّنا الحفاظ على ديّمومةِ الحياة .

ومِن جانبٍ آخر، وهو الجَانب الأهم، والذي كانَ سبباً في كتابتي لهذا الكلام، أنّ هناكَ كثيرٌ منّا لَم تُسّعِفَهُم ظروفهم النّفسيّة -التي لَم يعتادوا عليها- على إستغلالٍ الحجر بما يعودُ عليّهم بالمنّفعة، والمنّفعة هُنا مُتعدِّدة وكثيرة، وأهمّها المنّفعة التي تُمكّنكَ من فهمِ ذاتكَ الحقيقيّة التي لا تختبئ وراء ستار الوَهم، ولا ترّتدي قُبعة المثالية، والتي تسّعى إلى أن تجعلكَ مُتصالحاً مع الكثير من قراراتك، وتُمكّنكَ مِن معرفة ما تُحبه وما تكّرَهه، وما تقّبلهُ وما ترّفضهُ، وأعتَقِد بأنَّ مَن يسخّر لهذه المعرفة جُلّ هذه الفتّرة الطويلة " فترة الحجر"، مُحاولا إمتلاك هذه المعرِفة ؛ يكون بذلكَ قَد استطاع الوصول إلى التّصالح النّفسي، الذي يمكّنهُ من العيشِ بأمنٍ وسلامٍ واسّتقرار ذاتي ..

ربّما، الأوقات الماضية التي قضاها هؤلاء بعيدين عَن أنفُسهم، لَم تُمكّنهم مِن معرفةِ المقّصدِ الحقيقي للحَجر، وتجاهلوا -أيضا- بأنَّ خروجهم بفوائدٍ كثيرة من هذا الحَجر الذي فُرِضَ عليّهم ؛ لا يكون إلا بالتّركيزِ على الكثير من التغيّرات التي طرأت وما زالَت تطرأ عليهم .

يقول ألبير كامو:
" الحرية هي فرصة لنكون أفضل "

ومن خلال هذا القَول، نستَطيع أن نقول، بأنَّكَ إن أردتَ أن تهدمَ أحلام، وتُبعثرَ آمال، وتلّغي إنجازات لأي إنسان ؛ فما عليكَ إلا تُقوِّضَ حُرّيته ..
والسّؤال الذي لا بُدَّ مِن طرحهِ هُنا هو ..
هَل الحجَر - كما ذكَرت في المقدمة- يُقوِّض حُرياتنا، ويهدِم أحلامنا ؟!
وهَل الحِرص على صحّتنا لا يُعتبَر حُرّية ؟!
وبوجّهةِ نظري المُتواضعة، لا أعتَقِد ذلك ؛ لأنّ العاقلَ يعي بأنَّ هذا الحَجر، هو تقويضٌ طوّعيٌّ ذاتي، وإن قُمنا بمُقارنتهِ مع غيّره مقارنة بسيطة، لوجدّنا بأنَّ الفارق كبير جداً بيّنهما، ولوجدّنا بأن ما نحنُ به اليَوم، ليس حجراً ؛ إذ أنّنا نتمكّن من الحصولِ على كُلّ ما نُريد بطرُقٍ بسيطة ويسيرة، وتوفّر الأجواء المُناسبة للإبتعاد أكثر عن الضّوضاء المُجتمعيّة، والتي يجِب علينا أن نستغلّها بأفضلِ الطُرق .

أمّا فيما يتعلَّق بالإجابةِ على السؤال الثاني، فإنّني أقول :
لا، الحِرص على الصّحة هو أساس الحُريّة ؛ لأنّ الصّحة أهمّ من الحُريّة وكما قال عزّت بيجوفيتش : " عندما تكون في السّجن، تكون لكَ أُمنية واحدة هي الحُرية، وعندما تمرَض في السجن لا تُفكِر بالحُرية، وإنّما بالصّحة "..

أعلَم بأنَّ الكثير منّا يُعاني مِن شتاتِ التّركيز، وأنَّ صخبَ الحياة قَد طوّقنا بحواحزٍ كثيرة ؛ حتى ظنَّ بعضنا بأنّ هذا لَم يتجاوز حدود تقويض الحُريات، ولكن يجِب علينا ألا نقفَ أمام هذه الحواحز عاجزين، مكّتوفي الأيدي، ويجِب علينا أن نحول أنفسنا، نحو تلك الطاقات المُخبّئة في داخلنا، وأن نزيل كُل العراقيل من أمامها..

ومِن هُنا، أودُّ أن أقولَ لكُم : " استغلّوا الحَجر بما هو أنفع لكُم، الأمر ما زالَ بيدكم، حتى لو سيّطرَت عليّكم الضغوطات، وامتدت الساعات والأيام والشهور !
نحنُ الآن من نقود دفّة الوضع إمّا للغرق دون مبرر وإمّا للنجاة العقلانية !
الوقت أثمن من أن نُضيّعهُ في إثارة الهلع، ودبِّ الرّعب في قلوبِ البشَر في هذه المجرّة الصغيرة..
الوقتُ أثّمَن مِن أن نُضيّعهُ في مُلاحقةِ الإشاعات وتصديقها، والتربّعِ أمام هواتفنا، لمتابعةِ مواقعِ التواصلِ الإجتماعي، للإنتقاد هنا والحسرة هناك.
الوقتُ أثّمَن مِن أن نقضيه على فراشنا، متأبّطينَ وسائدنا، غارقينَ في بحرٍ من الأوهام.. "

الحجر مِن أجلِك، الحَجر فُرصةٌ لكلِّ واحدٍ منّا ليُعيدَ بناء نفسه، علاقاته، أفكاره، مفاهيمه، آرائه، تصوّراته،
منّعكَ من الخروج ؛ لا يُقوّض حُرّيتك..
هذه فُرصة جديدة لتقرأ عَن الحُريّة..
فُرصة جيّدة لتُلمّلم ما فاتكَ وما غفلتَ عنهُ ..



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - ازهر عبدالله طوالبه - الحرية والقيود الطوعية