أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة














المزيد.....

بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


" بائعُ الموتِ المتجوّل|"
قصائدٌ في تحايث الموت و الحياة

1-
إنّه يقفُ الآن على مقربةٍ من البيوت كلّها،
طارقاً بكفّه الثقيلة على أبوابنا الموصدة،
معلناً عن بضاعته النفسية البائرة:
" موتٌ، موتٌ، هلاك،
من يقايضني حياتَه بموتي الخاص،
أنا الكائن الميّت الذي لا حياة له
إلّا بين أجسادكم، هلمّوا اليّ أيها الكارهون للحياة
موتٌ، موتٌ، هلاك"
هذا هو الصوت الذي يجوب أحياءَنا، كلّ يوم
باحثاً بين أجسادنا الحيّة عن مقامٍ طويلٍ لموته المشرّد،
طامعاً بالمزيد من المشترين،
بعد أنّ هبّ أعداء الحياة لفتح أبوابهم،
ليجعلوه ميّتا ذا حياة .

2-
ها ؟
ماذا دهاكَ أيّها العالَم الشجاع؟
و لِمَ كلّ هذا الخوف و الهلع الذي ألزمكَ الجحور و الملاجئ
كأرنبٍ طريدٍ يرقب الضباعَ من خلال فتحةٍ في حفرته؟
إنّها مجردُ صفعةٍ واحدة،
على خدّك المورّد،
ذلك الذي اعتاد وجهُهُ النظرَ الى الحروب
و هي تصفع الشعوب بالقنابل، دونما اكتراث لصوتها المستجير.
ماذا دهاك أيها العالم؟
عُدْ الى رشدك الذي فقدته منذ عهدٍ طويل،
تفقّد مشاجبَ الحقد و الأسلحة،
أغلقها إذا شئتَ،
فلم تعدْ لها من قدرةٍ على ردّ اعتبار خدّك المهين.
دعِ الشيوخَ و العلماء و الحكماء،
يتصرّفون – و لو لمرة واحدة – نيابةً عن تجّارك السياسيين
و المرابين و الصيارفة.
إنّه خيارك الوحيد أيّها العالم المكابر،
فلم تعدْ بك من قدرةٍ على تحمّل الويل من صفعة ثانية.

3-

غداً، ستنقشع ظلمةُ الوباء عن العالم،
و سيشرقُ الصباح الجديد على النفوس،
صباحٌ لا يتهددُ القاتلُ الخفيّ فيه حياتهم،
كما كان يفعل ذلك قبل حين قريب.
حينها، سيخرجُ الناسُ الى الشوارع محتفلين
بمعجزة بقائهم على قيد الحياة
غير آبهين بالموت الوشيك الذي تمّ طيّ صفحته،
و ربّما الى الأبد،
غداً سينسون رعبهم، و ينسون أمواتهم، ينسون كلّ شيء،
سوى أنهم أحياء في الحياة، خالدون،
دون أنْ يعرفَ الكثيرُ الكثيرُ منهم،
بأن ذلك الموت الذي كان يتهدد حياتهم كلّ حين
لم يزل يتهددها كلّ حين،
و أن احتفالهم بالبقاء على قيد الحياة،
هو الذي كان ينبغي عقده في كلّ لحظةٍ من لحظاتها.
هذا هو المعنى الذي قصدته حين كتبتُ أغنيتي قبل عشرين عاما،:
" بمناسبة وجودي حيّا "



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدنةٌ في حروب العِلم على الدين، الاختصاصات غير المتداخلة
- أدورنو و صناعة الثقافة - بحثٌ في الأساليب الرأسمالية للتسلّط ...
- قُطّاع طريق الفلسفة
- هل كان آينشتاين ملحداً؟
- الدينُ و العِلم - الإيمانُ و الإيمانُ المقابل
- لماذا لا تحدث المعجزات الآن؟ بحثٌ في عبارة لآينشتاين
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر - القسم الثان ...
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر
- دولُ الورق، بين الفكر و السياسة
- (العودُ الأبدي - إرادةُ القوّة ) قراءة في البُعد الأخلاقي لف ...
- الجابري - طرابيشي بحثٌ في حوار المروّض و الأسد
- فضائح العقل الملحد - خيمةُ الزواج و خيمة داوكنز
- بائع الإلحاد المتجوّل - سبعة مداخل نقدية لكتاب - وهم الإله - ...
- بائع الإلحاد المتجوّل - سبعة مداخل نقدية لكتاب - وهم الإله -
- هل الإلحاد موقف معرفي أم أخلاقي ؟
- فضائح العقل الملحد - دراسة في تهافت الحجج العلمية و الفلسسفي ...
- مرثية الشعر لنفسه
- أسوة بالرياضيين عندما تنضب مواهبهم، لماذا لا يعلن المبدعون ا ...
- الشعر و التصوّف ، تكامل أم ممانعة ؟
- الصوفية و السريالية، مساواة أدونيس الجائرة


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة