أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نزار جاف - حسين نعمة..لک الحق ولکن














المزيد.....

حسين نعمة..لک الحق ولکن


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 11:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صدمني القرار الاخير للفنان العراقي ذو الصوت الشجي حسين نعمة بالاعتزال عن الغناء إحتجاجا على تردي الاوضاع في العراق، هذا المطرب الذي يتميز صوته بنبرة عراقية أصيلة تتحسس من خلالها بعذوبة وقع الکلمات و صداها العميق وأداء ينفرد به من حيث جمعه بين جذوة الاصالة النابعة من أعماق الريف و من وسط الأهوار حيث(الگارور و بشوش السحر و الکنبرة السمرة الزغيرة) و حس رقيق مداف بالمعاصرة، هو مطرب له حضور قوي و مؤثر في الساحة الفنية مثلما له جمهور واسع و عريض على إمتداد خارطة العراق، ويقينا أن قراره المؤلم هذا، سوف يکون لسعة سوط مؤلمة أخرى على ظهور العراقيين التي تحملت لسع سياط کثيرة و متباينة لکنها کانت کلما يشتد بها الالم تداوي جروحها ببلسم أصوات العراق الاصيلة التي من المرجح جدا أن يکون حسين نعمة في طليعتها، بيد أن قراره هذا، سوف يخلف جروحا و آلاما في داخل الذات العراقية ليس من الهين معالجته، ذلک إنه ألم من نوع خاص يستقر في عمق الوجدان و في آجم النفس.
ولست ألوم المطرب المتألق الذي لا أشعر بلذة الکتابة إلا وأنا أستمع لأغنيته المتميزة"ياحريمة"، وعلى الرغم من أنه قد مضى أکثر ربع قرن وأنا أستمع لهذه الاغنية، فإنني مازلت أثمل برخامة صوت هذا الفنان و وقع کلمات هذه الاغنية وهي تتناها من بين شفاهه ومن داخل روحه لتسافر الى فضاءات النفس و الوجدان العراقية، لست ألومه وهو حين يفتح التلفاز يصدمه منظر أکياس القمامة التي حشاها الارهابيون القتلة برؤوس مقطعة مرصوصة داخل علب مقوى کانت في سابق زمنها مکانا للفواکه ولکن عتاة الجريمة و شذاذي الآفاق، أبوا إلا أن يستهتروا ويستخفوا بکل شئ له علاقة بکرامة الانسان و حرمته، لست ألومه وهو يسمع أنباء الخطف المبرمج و القتل المنظم "على الهوية" و جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين دول کانت تتمشدق الى عهد قريب بالحرص على العراق و شعب العراق، دول لطالما رفعت عقيرتها و صوتها المبحوح الذي هو أشبه بفحيح الافعى وهي تنادي بشعارات"إسلاميـة" أو"عروبية"ليس لشعوب دولهم سوى"ألفاظها"ذلک أن معانيها"ليست تعرف".
کيف لا يمل هکذا فنان مرهف الحس الطرب و هو يرى بأم عينيه تدفق خفافيش کهوف و مقابر تورابورا على أرض بلاد الرافدين ليقودهم دعي يحترف الجريمة بإسم دين هو براء منه کما کان براء من کل أولئک الذين تاجروا به على مر التأريخ، دعي يمنح صفة الامراء لدهاقنة الاجرام و الرذيلة وکأنني أرى فسدة الکنيسة الکاثوليکية وهم يوزعون صکوک الغفران أو يقطعون أوصال عباد الله و خلقه بإسم الدين و تحت يافطته، وکذب من قال أو إدعى بأن هذا غير ذاک، ذلک أن جوهر الامرين و أصل القضية أمر واحد وهو إرهاب الانسان و سلبه ماهيته الانسانية، المسيحي أو المسلم أو الهندوسي أو اليهودي، عندما يضعون أنفسهم في مکان الرب ليحاسبوا الناس، فإنهم يصبحون مفسدين في الارض و منبعا للجريمة و الارهاب وقتل هؤلاء فقط هو ما يسمح به الرب و العقل و المنطق.
أواه أيها الفنان الرائع، موقفک هذا أشد تأثيرا من مواقف الساسة و سماسرة الدين وهم يعلنون قرارات ليس لها أي صدى سوى إثارة المزيد من النعرات و السجالات الطائفية البغيضة، أنا وإن أتفهم موقفک و أدرک مدى صدقک من خلاله في التعبير عن أصالتک کعراقي، لکنني أناشدک في نفس الوقت أن لا تحرم شعبک من بلسم صوتک العذب الذي هو دواء شافي لداء المحنة العويصة التي يمر بها العراق وأن عظمة الرجال في إتخاذهم لقرارات صعبة تتغلب فيها الابعاد العقلية على مثيلاتها العاطفية، وکما يقول دستوفسکي"العظيم من يبتسم و الدمعة ملء عينيه"، فإنني أدعوک لإبتسامة صعبة في زمن أصعب يمر به العراق وحتى لا يشعر أشباح الظلام و الجريمة بإنهم قد إنتصروا!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في العراق؟
- عربستان..المصادرون في أوطانهم
- دولة کوردستان..واقع ستفرضه ترکيا و إيران
- أحمدي نجاد..معجزة الالفية الثالثة
- قادة خرجوا من القبعة الامريکية
- برکات سيدنا الشيخ
- حکومة تخطت حاجز الامر الواقع
- الإستخارة الإيرانية
- هذا ما جنته فتح على نفسها
- وحدة الاراضي العراقية أم وحدة أراضي ترکيا؟
- ترکيا و إيران على خط المجابهة مع الکورد
- إيران..عضو جديد في المحفل النووي
- رسالة کوردية الى واشنطن
- صفعة دبلوماسية للسيد غول
- الطعم الاسرائيلي في الصنارة الايرانية
- قمة الاسترخاء
- إذا کان القذافي بطلا فماذا يکون نجاد؟
- وماذا عن الذئاب الترکية؟
- لمادا أکره إسرائيل؟
- إيران و فيلق بدر


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نزار جاف - حسين نعمة..لک الحق ولکن