أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - غسان المفلح - ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل














المزيد.....

ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ليبرالية بلا ليبراليين !!
نص بلا حامل .
حقيقة لم يثر مصطلحا زوبعة كالتي أثارها مصطلح الليبرالية في العالم العربي والإسلامي . وهنالك سببان جوهريان من مجموعة من الأسباب الهامة بالطبع ولكننا في هذه العجالة سنكتفي بهذين السببين :
الأول ـ التناقض الذي أججه الاستبداد بمواجهة أية ثقافة تدعو للحرية والتخلص من هذه الاستبداد السلطوي في العالم العربي ومنها بشكل خاص الآن الثقافة الليبرالية .
حيث أن الثقافة الاستبدادية التي يسوقها النظام الاستبدادي العربي منذ أقل من عقدين بعد أن تغيرت رسالتها من رسالة ضد الحركة اليسارية عموما والماركسية خصوصا إلى رسالة ضد الثقافة الليبرالية . والتي تقدم في جاهزيات العولمة بوصفها ثقافة الحريات العامة والفردية والتي لايريدها الاستبداد العربي بأي حال من الأحوال فالعلائات المالكة لبلدان بكاملها والجمهوريات البطركية كيف لها أن تحتفظ بكل هذا الكفر من البذخ والجاه والمال والسلطة في ظل ترسيخ الثقافة الليبرالية في كافة مجالات الحياة ؟ لهذا جاء خطاب الاستبداد العربي منسجما مع الأخطاء الفادحة للسياسية الغربية عموما والأمريكية خصوصا في مزج بين : أن الحريات العامة والفردية مرتبطة بأجندة المصالح الغربية وليست هي المكون الطبيعي والتاريخي للكائن الإنساني وخصوصا في العصر الحديث من تقدم البشرية على هذا الطريق الشائك الذي دفعت الشعوب والأوروبية خصوصا دماء كثيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه . في سؤال بسيط ومباشر لهذا النوع من الخطاب
ماعلاقة المصالح الغربية بالنهب والفساد المستشري في السلط العربية ؟! لايريدون إعطاء الحريات العامة والفردية ..حسنا ولكن ليكفوا عن سرقة أموال الشعوب العربية حتى نصدق دعوى هذا الاستبداد بأنه حام لاستقلال هذه الشعوب ؟ وهذا الخطاب المستشري في الجامعات والمدارس والتلفزة والصحافة ضد الفكر الليبرالي وضد قضية حرية وكرامة المواطن العربي يجب أن تعطي ثمارها بهذا الكم الهائل من العداء للثقافة الليبرالية والتي هي ثقافة كونية ولا تخص السيد جورج بوش أو جاك شيراك ..كل هذا يتجادل مع السبب الجوهري الآخر بطريقة يشعر المرء بأنه غير قادر على فك رموز هذه الأحجية العربية ..
الثاني ـ نسق الفكر الديني الذي نشأ وترعرع في ظل هذا الاستبداد لمواجهة قوى الحرية في هذه المجتمعات والذي يتلون بتلون السلطة العربية ويتداخل مع ثقافة تقليدية لم يسمح الاستبداد العربي لغيرها من الثقافات أن تدخل إلى بيوت الناس بطريقة عصرية ولو أن هنالك قضايا لم يعد قادرا على التحكم فيها تستطيع النخب العربية الدخول منها الآن الفضائيات والنت على سبيل المثال لا الحصر .. لنلاحظ أن تعامل السلطة المصرية مع مؤسسات النسق الديني والتقليدي هذا يختلف عن تعامل السلطة السورية ..وهكذا تنوع السلط العربية في التعامل مع كل ما من شأنه أن يؤبد استبدادها ويحوله إلى مؤسسات وراثية . هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يركز الفكر الليبرالي كثيرا على مفهوم التعايش مع الثقافة الدينية بينما كان جل تفكيره يتركز على مواجهة هذه الثقافة حتى نلاحظ أنه يدخل معها معارك تبدو فيها وكأن هذه الثقافة الدينية ومؤسساتها ونصوصها هي الاستبداد بينما السلطة العربية الاستبدادية تقف على الحياد أو هي تحاول أن تبدو كذلك !! بينما نجد الفكر الليبرالي في كثير من الدول يحيد الاستبداد إلى حد ما .سوريا نموذجا فاقعا بحيث نجد أن أكثر المتحمسين ليبرالية !! يوجهون معاركهم نحو النص الديني وليس نحو نص الاستبداد السلطوي وتفكيك علائقه الجوانية المرعبة التي كرسها عبر قرون وهو يستولي فيها على الهواء الذي يتنفسه المواطن السوري فكيف بغير هذا من مؤثرات سلطوية ومصادرة لكافة الحقوق الإنسانية ..ليس مطلوبا من الفكر الليبرالي القضاء على الفكر الديني بل أجباره على التعايش معه في وطن واحد يضمن حقوق الجميع في الحريات العامة والفردية .
الليبرالية في جوهرها التاريخي هي البحث الحقيقي عن صيغ التعايش هذا بين كافة المكونات الإثنية والدينية والمذهبية والسياسية ..الخ
فهل قضى الفكر الليبرالي بالغرب على الفكر الكنسي او على المسيحية ؟!
انطلاقا من هذا نجد أن الثقافة الليبرالية تتجرد من أهم أسلحتها في النص الليبرالي العربي وهو مفهوم التعايش الحر الكريم بين كافة الأطياف كما ذكرنا وتوجيه السهام نحو العائق الأساسي لهذه الحرية ألا وهو الاستبداد العربي ليس إلا ..كما أنه في غالبه يتعامل مع هذا الفكر كما تعامل سابقا مع الماركسية بطريقة غير نقدية في تقديمه لجاهزياته المعرفية والأيديولوجية ..لهذا نجد النص الليبرالي نصا ينحو نحو المزيد من القطيعة مع التيارات المتواجدة في المجتمع والتي لايمكن إزالتها بسهولة كتابة نص ليبرالي أو قيام محور ليبرالي ..رغم ملحاحية هذا التأسيس الليبرالي في الشرق الأوسط ..ربما يلزمنا الكثير في الكتابة حول هذا الأمر ولكننا اكتفينا بهذه العجالة السريعة علها تفعل النقاش الجاري ..

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة عائلة أم نكبة وطن
- رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص
- رسالة من الخارج
- الديمقراطية في سوريا والرسملة
- رسائل من دمشق
- تصحيح معلومات فقط للقارئ العزيز وللمناضل نزار نيوف
- أخطاء في العراق صفقة مع ليبيا إنني على خطأ
- حكم التاريخ
- الديمقراطية والاستبدالية مأزق السلطة والمعارضة
- من ربيع دمشق إلى ربيع طهران قصص وحكايا
- اعتقالات بالجملة والمفرق
- حول مقالة ميشيل كيلو نعوات سورية
- ميشيل كيلو يغيب في السجن بعد أن نعى الوطن
- أعدموه وخلصونا من نقه!!
- إيران النظام العربي إسرائيل
- الغزو اللاثقافي إرهاب المرسل وديمقراطية المتلقي
- الأشقاء في لبنان عضوا على جراحكم
- زيارة وفد الإخوان المسلمين في سورية إلى لبنان: بداية مرحلة أ ...
- السلف وصي على الخلف


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - غسان المفلح - ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل