أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 5














المزيد.....

حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 5


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6480 - 2020 / 2 / 2 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


امرأة عليكي آغا الكبير، أضحت تتباهى أمام الزائرات بصحّة نبوءة بلورة الكريستال، قارئة المستقبل، بعدما خرجَ زوجها علناً إلى الحارة. ثم استقبلت في حجرة الضيوف صديقتها، عيشة، التي هُرعت لمعرفة مصير رجلها. كررت لها المضيفة أقوال عليكي آغا الكبير، أنه افترق عن صديقه وكانا لا يزالان في المعسكر بدمشق ولم يعُد يعرف شيئاً عما جرى معه. لكنها كانت خجلة أمام عبشة في شأن معلومة تنبئية، رأتها في بلورة الكريستال؛ أن حمّاد سيرجع مع زوجها في نفس اليوم، تماماً كما تم سوقهما إلى الحرب في ذات اليوم.
وإنه عرب، ابن حمّاد، من كان سببَ ذيوع نبأ عودة عليكي آغا الكبير. إذ سبقَ أن حل بمكان أبيه في محل الماشية، وبالطبع بصفة أجير. فضلاً عن العمل، ربطته علاقة صداقة مع علي ابن زوجة المعلم، وكان من نتيجتها أن هذا الأخير أفشى له ذلك السر. كما أنه ورث عن أبيه هواية تربية الحمام، وعن طريقها ارتبط أيضاً بالصداقة مع أخي علي غير الشقيق.

***
في الأثناء، كان عليكي آغا الكبير في طريقه إلى المضافة للقاء الزعيم. قال له هذا غبَّ العناق والقبلات، أنه كان في سبيله للذهاب إليه لولا تقاطر أصحاب الحاجات على المكتب. كانت العاصفة الثلجية قد لملمت أذيالها منذ الليلة المنقضية، وأشرقت شمسُ النهار حييةً على الأرض المجللة باللون الأبيض. برغم أن هيئة العائد كانت تتألق بالصحة، لكن نوعاً من الحزن غشيَ سحنته. كذلك لحظ الحاج حسن، وطفقَ ينتظرُ ما في جعبة الرجل من معلومات. اغتصبَ هذا الأخير ابتسامة خجلة، فيما راحَ يُجيب على أسئلة قريبه. خجله، ربما كان لاضطراره تكرار نفس كلامه عن انسحابه من الجبهة آخذاً طريق حلب وصولاً للشام.
" خسارة أنك لم تتح لك فرصة الذهاب إلى مازيداغ، وإلا كنا الآنَ مطمئنين على أحوال أسرة أخيك "، قالها الحاج بأسف. في المقابل، لم تساوره الشكوك في رواية القريب، بخصوص عدم معرفته ما جرى بموطن الأسلاف من وقائع على خلفية الحرب. لكنه ظن أن ما يعتور هيئة العائد من حزن وهم، ربما لأنه يخفي شيئاً عن مصير صديقه، حمّاد، الذي تم سوقه معه إلى الحرب من قبل الجندرمة.
حل على الأثر صمتٌ ثقيل، وكانت الشمس بدَورها قد غارت وراء السحب المثقلة بالغيث. خرق المضيفُ الصمتَ، للسؤال هذه المرة عن رأي جندي الأمس بتطورات الحرب: " يقال أن الجبهة مع الروس هادئة، وأن جيوشنا نقلت من هناك إلى جنوبي بلاد الشام لصد الانكليز الذين يزحفون من الحجاز مع الأعراب؟ "
" نعم، أعلنت الهدنة من جانب الروس في العام الماضي على أثر ثورة البولشفيك "
" سمعتُ أنهم أيضاً ملحدون، شأن أولئك الماسونيين المستولين على أمور سلطنتنا؟ "، عاد الحاج يستعمل ضمير الجمع مؤكداً استمرار ولائه للدولة العلية. هنا، أندفع عليكي آغا الكبير في الكلام عن عقيدة البلاشفة: " ينقمون على رجال الدين، لأنهم كانوا عوناً للقيصر على تخدير العمال والفلاحين. لكنهم يريدون توزيع الأراضي على المزارعين الفقراء وأن تكون المعامل ملكاً للدولة. هكذا شرحَ لنا أحد جنودهم، وهو من الملة اليزيدية، وكان دائم التردد علينا في نقطة الحراسة "
" قرأتُ شيئاً عن عقائدهم الفاسدة، قبل منع المجلات المصرية على أثر نشوب الحرب. لكن حسناً فعلوا بإعلان الهدنة، عسى أن يغير ذلك موازين القوى مع الكفار الآخرين "، قالها الزعيمُ بإيمان وثقة. ثم انتقل الحديث إلى ما جرى في الحارة من وقائع في الأعوام الأخيرة، وأيضاً أخبار البلد بشكل عام وخصوصاً المجاعة والوباء. قال المضيفُ، مختتماً العرضَ: " يقال أن ثلث سكان بلاد الشام قد هلكوا، سواء في المجاعة أو الوباء ". فردد العائدُ المفردة الأخيرة، وكان شارداً بفكره إلى بعيد.
برغم حماس عليكي آغا الكبير لعقيدة البلاشفة، مثلما أظهرها في حديثه مع الزعيم، إلا أنه ما لبث أن عاد إلى تجارته منذ اليوم التالي وسلا كل ذلك في مشاغلها اليومية. الزعيم، من ناحيته، لم يكن ليدور في خاطره أن يوماً سيأتي، وتنتشر فيه العقيدة البلشفية في العشيرة عن طريق " جميل "؛ أصغر أبنائه.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 4
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الرابع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثالث
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثالث
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثاني
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الأول
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الأول
- سارة في توراة السفح: الخاتمة
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 4
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 3
- سارة في توراة السفح: مستهل الفصل الرابع عشر
- سارة في توراة السفح: بقية الفصل الثالث عشر
- سارة في توراة السفح: مستهل الفصل الثالث عشر
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 4
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ الحلقة 3
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 2
- سارة في توراة السفح: الفصل الثاني عشر/ 1


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 5