أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عادل امليلح - اليسار بين وعي الفرد وثقافة التنظيم














المزيد.....

اليسار بين وعي الفرد وثقافة التنظيم


عادل امليلح

الحوار المتمدن-العدد: 6474 - 2020 / 1 / 27 - 22:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تطرح اليوم أسئلة عدة حول وظيفة اليسار وأدواره الطلائعية في قيادة الجماهير والانتقال بالمجتمع نحو مسار أكثر تقدما.. ولكي يضطلع اليسار بهذا الدور الجوهري لا بد أن يتوفر لديه شرط الوعي، أي ”الوعي بحركة“ التاريخ وكذا الوعي بقيمة التغيير لمسايرة هذا التاريخ في حركته وخطيته.. ومن دون شك فإن عالمنا المعاصر يعيش أزمة يسار بكل ما في الكلمة من معنى، وكأن نهاية التاريخ عند ”فكوياما“ ليس معناه سوى نهاية اليسار العالمي، لقد ابتلع ”السوق“ كل شيء من الإنسان إلى الوعي.. فإذا كان العالم يعيش أزمة يسار بالفعل فإنني أرى أن اليسار بدوره يعيش أزمة وعي وتخلى عن أدواره الطلائعية في قيادة الجماهير ليقبل بدور ثانوي متمثل في التحذير من خطر الرجعيات.. ومن المشروع الحضاري الى المشروع الحزبي، ومن الثورة الى التعاقد..
ولكي نقارب هذا الطرح ينبغي أن نقف عند مسألتين ذا أهمية بالغة؛
لأولى: سواء كان هذا الوعي انعكاسا مباشرا للعلاقات المادية للبنى الاجتماعية أي الوعي الطبقي، أو متمثل في الوعي المستند من مُثلٍ معينة أي الوعي الغائي.. مهما يكن في طبيعته وطينته فهو شرط أساسي لتكوين الخط اليساري..
والمسألة الثانية: أهمية التنظيم، بمعنى وجود إطارات تنظيمية قادرة على الإضطلاع بأدوار القيادة والتوجيه..
وهذين المسألتين مهمتين ومتفاعلتين..
ما وقع اليوم هو حدوث شرخ كبير بين مفهوم التنظيم بما ينطوي عليه من هياكل حزبية وجمعيات مدنية أو اتحادات.. ومفهوم الوعي..
بحيث أصبح الوعي مرادفا للفرد ((المثقف)) هكذا سنجد أفرادا واعون ممثلين في نخب ثقافية.. وإطارات حزبية أصبحت بدورها رهينة للوعي الفردي وربما خالي من كل شكل لهذه الصفة..
ماذا يعني فرد يساري؟ إذا كنت كفرد معبر عني في شخصي أعتبر نفسي يساريا فهذا محض إدعاء..
وإذا كنت كاطار تنظيمي أتصف باليساري وأنا لا أمتلك أي إطار نظري متكامل، واعي بالقضايا الكبرى.. فهذا أيضا محض إدعاء..
هكذا فالفرد لا يمكن أن يتسم باليسارية إلا بوجود إطار تنظيمي يحتويه، وهكذا أيضا لن يتسم إطار تنظيمي معين بدون خط نظري ممثل في الوعي..
لذلك أرى أنه من هنا يمكننا أن نشخص أزمة اليسار، أي وجود أفراد واعون دون تنظيم، ووجود تنظيمات دون وعي، ووجود ثقافية يسارية دون وجود إرادة تصريفها وتشغيلها.. ومن هذا المنطلق تتضح الاشكالية الحقيقة، فمعظم التنظيمات الموجودة حاليا والتي تتصف أو تدعي اليسارية إنما هي في الأساس تمتلك نوع من الثقافة اليسارية تلك الثقافة التي انكشفت نقائصها أمام لينين، بمعنى الاشتغال بالثقافة اليسارية أمر غير كافي بل ضرورة الانتقال للوعي أي الوعي بحدود هذه الثقافة أولا ثم الوعي بالشروط والسياقات العامة وما تقتضيه، لكن للأسف كل ما نجد هناك نوع من «فقهاء اليسار»، لذلك لا يكفي لحزب سياسي يدعي الفكر الماركسي أو الماركسية الينينية.. أن يعد حزبا يساريا فقط لمجرد ذلك، وهذه الثقافة هي ألية من آليات الوعي وليست هي الوعي.. وهذا خطأ وقع فيه اليسار خاصة في الدول العربية..
كذلك ينبغي التمييز بين اليسار والمعارضة، إن اليسار يملك مشروعا متكاملا يهدف إلى خلق الشروط الموضوعية لحدوث تغيير رديكالي عميق يهم كل البنى والنظم الاجتماعية والاقتصادية، في حين لا تمتلك المعارضة سوى رؤية للتغيير من الداخل أو الإصلاح دون إحداث وقع يذكر على حركة التاريخ..
وبالتالي فاليسار هو إعادة ترتيب التاريخ وفق مسارات محددة، والمعارضة هي توظيف هذا الترتيب لخلق توافق مع القوى الجامدة والقائمة..



#عادل_امليلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظومة التربوية المغربية، وضرورة بناء منظومات تربوية جهوية
- وجهة نظر حول النموذج التنموي الجديد في المغرب
- السقاع والغيمة
- حرق العلَّم الوطني أية دلالات؟
- خواطر شعرية: بين السجن والمقبرة
- قضية تجديد تاريخ المغرب عند عبد الله العروي
- خواطر شعرية: تخبرني أنني هنا
- الربيع العربي، التمرين الأول والدروس المستفاذة
- خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود
- العطش المعرفي اي واقع في المحتمع العربي
- التنمية الترابية بالمغرب ملاحظات منهجية
- الأستاذ الجامعي بالمغرب، من الوظيفة التربوية إلى الممارسة ال ...
- هل يعاني المغرب من مأزق إجتماعي أم أزمة ضمير سياسي؟
- ما هو التنوير؟
- المرجة والحراث


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عادل امليلح - اليسار بين وعي الفرد وثقافة التنظيم