أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - الى ابنتي مع حبي














المزيد.....

الى ابنتي مع حبي


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6442 - 2019 / 12 / 19 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


يقرأ الناس حروِفنا فتعجبهم...
ويحسبون الحزن إبداع
ويشهد الحرَف أن الحبر أدمعنا
و في السطر أوجاع واوجاع
ونحن على اعتاب عام جديد وتوديع عام حزين اخر ما زلت انتظر....
الإنتظار كلمة بمعنى كبير ؛ بل هي كلمة بألف معنى لا يعرف قيمتها إلا من انتظر حصول الأشياء بلهفة وصبر ورجاء غارقا في كل شيء ؛ اذ ليست كل أنواع الغرق ماء فالبعض يغرق فى الندم والبعض يغرق فى الشقاء والبعض يغرق فى شرود نظرات تسبح فى السماء والبعض يغرق فى شوق أبكم وأنين صامت دون بكاء ، لا ٱحد يستطع ٱن يشعر بما اشعر به لذا لا فائدة من الاجهتاد في التعبير عن الفراق .. البعد .. الرحيل .. الوداع ... الخ من المفردات فالالم واحد .
أحببتك يا ابنتي أكثر مما يّنبغي حتى اني اعانقك في خيالاتي وكلماتي فالحروف ايد حنون تعانق الروح ؛ فقدري أن لا اكون معك ياحبيبتي لكن أشواقي تهاجر إليك مثل الطيور لعلها تحملك يوما بأجنحتها الى سمائي ؛ فمحياك ينبض بقلبي ويجري في عروقي ولا اجد في ذهني سوى وهم يخبرني أنك لم ترحلي ؛ ياحبيبتي أنت فقط من يلامسني بلا أنامل ويحدثني بلا كلمات وتبادلك روحي كل اللغات والكلمات .
انا اليوم وحيد لا أحد يفهم لغتي اذ لا أحد قرأ ما قرأت وادرك ما ادركت وذكرياتي لا قيمة لها اليوم ، فاصدقاء الماضي رحلوا واحدا تلو الآخر ، الاماكن والاهتمامات تغيرت ولا أحد يريد ما اجيد عمله ولا يتعاملون به برغم أني أفضل من يقدمه وانه افضل مما يتعاملون به ؛ كثيرا ما اتسال هل سيستعيد الناس وعيهم ويتذوقون الجمال وألَقَهُ ُ؟ بالتاكيد هذا لن يحصل .
الحقيقة التي لا احاول لهروب منها اني امام نفق مظلم وهذا ما كنت ادركه منذ غادرتني وادركت اني لا اناسب هذا الزمان الذي تعلو فيه النفايات على كل ما هو عميق المعنى والاثر انا الان امام النهر الذي عبره كثيرون من قبلي ولم يعودوا ؛ ولشدة المعاناة كثيرا ما اردد قائلا : ليت الألم في حياتنا كان مجرد خطأ في الكتابة يسهل تصحيحه .
كل منا لديه حلم يولد ويكبر معه ، يعتقد انه سيحققه يوما وتمر الايام ويتعرف الى اناس من مختلف الاشكال والالوان والمستويات يحب بعضهم ويكره البعض الاخر وقسم اخر يمرون في حياتك وكانك لم تعرفهم يوما ما ؛ وتاخذك الحياة امام تحديات تتزوج ام لا تتزوج ؟! تكون اسرة ام لا؟! ، لكن الحلم الذي لازمك يبقى حلم خاص بك ، فلا تحدث به احدا وان فعلت فانه على الاغلب لن يستطع من يستمع اليك فهم ما تحدثه به لانه حلمك انت ؛ ذلك الحلم الذي لا يمكن تحقيقه .. في نظرة من النافذة نحو الارض في يوم مشرق من أيام كانون الأول وفي لحظة جائت على غير انتظار كانت الشمس قد بدأت ترتفع في السماء وتلقي بظلال الاشجار لتي يكسوها الثلج تمتد على المشهد الثلجي الآسر بجماله الا ان هذا اليوم كان عليه أن يمر حزينا كغيره من الايام ينتظر بفارغ صبر الحلم الذي ما زال يتحرك كانه جنين يصارع للخروج ن رحم امه بدا لي هذا الحلم حقيقيا كيوم الشتاء الحقيقي خارج الغرفة لكنه كان أكثر دفئا ، انه حلم بلانوم ولا راحة وكيف لنا ان نغفوا عن أوجاعنا ونحن نبكي منها سرا في الليل وصمتا في النهار؟! ولا من يضمد جراحنا باستثناء موسيقى الصمت ، فانا اليوم كمن يواجه قساوة شتاء طويل عاريا ونتبه من الحلم على صدى صوت يقول : انت لن تنضج إلا بعد أن تشعر أن لديك الكثير من الكلام ولكنك لست بحاجة إلى أن تخبر به أحدا هذا ما كنت اعيشه دائما فلم احاط يوما بالكثرين ممن كانو يتحلقون حولي فالجميع كانو دائما يريدون شيئا ما مني لذا كنت وما زلت وحيدا ، فكم من غصن عاش وحيدا برغم كثرة الأوراق عليه ؛ فكلنا يختلجنا كماً هائلا من المشاعر لكن طريقة التعبير عنها وترجمتها ليشعر بها من نكن له هذه المشاعر هي المشكلة ، لاننا نخطىء في تقييمنا للأشخاص حتى بتنا نلوم انفسنا بسبب أناس لم يجيدوا التمسك بنا .
كثيرا ما اخاطبك يا حبيبتي التي فارقتني : كم هو مؤلم أن أحتاجك ولا اجدك وأشتاقك َولا أحادثك فانا احبك ولست معك على ان الأكثر ايلاماً ان في قلبي أحاديث كثيرة لا اجد من اخبره بها وأكثر الأشياء وجعا غيابك وحضورك في ان معا .
هناك حكمة تقول : لكل منا شمسان شمس تشرق كل صباح وشمس في قلبه
فمهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإنك لن تراها إن كانت شمس قلبك غائبة ؛ ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإنني لا اراها لانك شمس قلبي الغائبة.
اللحظات الذهبية التي جمعتنا قليلة لذا دائما التقيك على سواحل الحروف وما تنتجه من كلمات هي دنيا بحالها التقي فيها معك يا اعز الأحبة .
ليتني أستطيع الرسُم مثل الكتابة لأرسمك بقربي وتنتهي الحكاية .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب نفضو التراب عن وجه العراق ... قوافل شهداء السباق نحو ...
- قصص قصيرة جدا من ساحات التحرير
- ثورة تشرين فكرية ثقافية وطنية بامتياز ..... ... الشباب الثائ ...
- سقوط عادل عبد المهدي بداية النهاية ... استقالة ملغومة موجهة ...
- انه يوم العراق وشعبه ....... نسي الخونة من معممين واحزاب مع ...
- قصص من ساحات التحرير
- كلما اشتد الخطب عليكم انتفظتم وانطلقتم من جديد ..... انها ثو ...
- حكاية شهيد
- ثورة العراق هي الاخطر على امريكا ........ الشعب الغى جميع ال ...
- الشعب العراقي يتعرض للابادة ...... على الامم المتحدة تحديد م ...
- الشعب العراقي يتعرض للابادة ...... على الامم المتحدة تحديد م ...
- انتصر العراق وسقط المشروع الامريكي الفارسي الخليجي
- من ساحة التحرير .... مواقف وبطولات شعب المعجزات ........
- من ساحة التحرير ............. مواقف وبطولات شعب المعجزات
- تغيير النظام ومحاكمة المجرمين مطلبنا
- من جسر الجمهورية حتى سيارة الاسعاف
- منصورة يا بغداد ... ........ ...
- لا نامت اعين الجبناء .... ايها الثوار الابطال يا شرف العراق ...
- لا مرجعية لنا الا العراق ........ بعد سرقة ثرواتهم العراقيون ...
- المجد والخلود لشهدائنا ولثوار العراق الابطال ....... لا حل ا ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - الى ابنتي مع حبي