أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب














المزيد.....

كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تدافع أحزاب السلطة عن نفسها فهذا شيء طبيعي لأنها متَّهمة بالفساد، وهي تريد أن تغطي على سرقاتها سواءٌ أكان حجمها كبيراً أم كان صغيراً، ومن أجل ذلك تبتكر الوسائل والأكاذيب من أجل إخماد الانتفاضة الشعبية.
ولكنها، على الرغم ممن تُنسِّبه من أعضاء يُعتبرون جهابذة باللغة وفنون إخراج الأكاذيب التي لا تنطلي سوى على المستفيدين أو من المتعصبين لزعمائهم بمنظور طائفي. أو من المفوَّهين في إتقان فنون اللف والدوران. فإنها، خاصة في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ لبنان، تستعين في معاركها الإعلامية بمجموعات من الوجوه الذين يتكرر ظهورهم على وسائل إعلام أحزاب السلطة، ويقدمون أنفسهم كمحايدين، تشغل بالهم هموم الشعب اللبناني، خاصة من الطبقات الفقيرة.
وبذريعة زعمهم بأنهم حريصون على مصلحة الفقراء راحوا يوزعون النصائح على الشعب المنتفض. لعلَّ أخطر النصائح، هي تلك التي تدعوه إلى تعليق انتفاضته خوفاً من وقوعها في أفخاخ المشاريع الخارجية المشبوهة التي، كما يزعمون، تستهدف إثارة الفتنة والفوضى والانهيار الاقتصادي. وهم يقدمون نصائحهم وكأن الوضع في لبنان بخير وعافية.
يتبادر إلى الذهن أن هؤلاء المحامين، المدافعين عن حياض أمراء الطوائف، أنهم من المثقفين لمجرد أنهم حازوا على ألقاب يتم تعريفهم بها على شاشات التلفزة الناطقة باسم أحزاب السلطة، كمثل (رئيس مركز أبحاث) أو (المحلل السياسي الاستراتيجي)، أو (المستشار في هذه الهيئة الثقافية أو تلك)... أو ... أو إلى آخر سلسلة الشهادات والمواقع الثقافية.
إن ما حدا بنا للكتابة عن هؤلاء، لأنهم يلعبون دوراً متناقضاً مع مصالح الجماهير الشعبية الكادحة وهم من أبنائها. وبدلاً من أن يقفوا، خاصة في هذه المرحلة الحساسة، إلى جانب أبناء طبقتهم، فهم يجعلون من أمراء الطوائف ضحية، وطبقة الفقراء هي الجلاد. وهم يعملون على إجهاض انتفاضة شعبية باهرة طالما حلمت بها القوى الصادقة بوطنيتها وحرصها على مصالح الجماهير الفقيرة.
إنهم باختصار، امتهنوا وظيفة (محامي الشيطان)، وباعوا أبناء طبقتهم بثلاثين من الفضة.
فهل هم مثقفون فعلاً؟
إن الثقافة ليست مهنة، بل هي رسالة. فمن يقف في خدمة السلطة يذهب مع السلطة التي دافع عنها كالموظف المستفيد منها ومن امتيازاتها. ومن يقف إلى جانب مصلحة الجماهير لا تهمه السلطة إذا أقبلت أو أدبرت، بل يظل صامداً لإتمام رسالته الثقافية طالما ظلت مصلحة الجماهير غائبة عن هموم السلطة الحاكمة. فالمثقف إذن هو كل من انحاز إلى مصلحة الجماهير، وليس من انحاز إلى صف تلك السلطة.
وفي معرض إشارتنا، في مقالنا هذا، إلى موظفي السلطة كإعلاميين مدافعين عنها، نناشدهم أن يعودوا إلى ضمائرهم، وإلى حضانة طبقتهم التي نشأوا في أتون آلامها. وأن يتعظوا أخيراً، بأنه إذا كان كلامهم أرخص من الفضة، سيكون سكوتهم أغلى من الذهب.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة
- الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟
- ليس العراق أرضاً فارسية إخرج منها قاسم سليماني
- نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
- ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب